المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 نيسان/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.april14.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قال لهم قيافا عظيم الأحبار في تلك السنة: انَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فِدَى الشَّعْبِ ولا تَهْلِكَ الأُمَّةُ بِأَسْرِهَا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/بالصوت والنص: خميس الأسرار والجمعة العظيمة، تقاليد، طقوس وعِّبر

الياس بجاني/قادتنا الموارنة التعتير، فكر واحد وثافة واحدة ونرسيسية واحدة

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الياس بجاني: ميشال عون سنة 1997 يناقض كلياً تمجيد نصرالله أمس وتهليله لتفاهم نيسان مع إسرائيل ويقول له: بأنه كان “اتفاق أمني ومقاومة بالتراضي”/مع نص مقالة عون، ونص قرار وقف إطلاق النار الإسرائيلي اللبناني الموقع في 26 نيسان سنة 1996

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من الذاكرة  تصحيح للتاريخ: الواقع ان غياب السلطة الامنية جعل المؤامرة تمر بعد ١٣ نيسان .

لقاء بين البابا والرؤساء… وقداس شعبي في المرفأ؟

شاب جديد من عين الرمانة إلى الحرية

الراعي إلى السعودية قريبًا

تضييق على المغتربين لمنعهم من الاقتراع

نواب مسيحيون بأصوات “الحزب”: هل يؤمّنون غطاءً لسلاحه؟

تهديدات تطال مرشحي السيادة بالمباشر

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 13 نيسان 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 13/04/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الكابيتال كونترول: المطلوب تحديد المسؤوليات قبل توزيع الخسائر

لا "تفتيش" ولا "تأديب": عون موجود... إذاً "غادة باقية"!

ما هي قصة الـ14 مليون دولار أمام ديوان المحاسبة؟ ودور غير رسمي لـ"مركز حفظ الطاقة" في تركيب الطاقة الشمسية

تعديل موعد زيارة البابا فرنسيس الى لبنان

اتفاق سوري ـ إسرائيلي.. مقابل استعادة كامل الجولان؟

بخاري يقيم إفطارا رمضانيا على شرف قيادات إقتصادية

وزارة الصحة : 188 إصابة جديدة و 3 حالات وفاة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الضربات الاسرائيلية المتكررة على سوريا...ثلاثة اسباب تحتّمها ؟

500 عالم إيراني يُطالبون بايدن بإبقاء “الحرس” منظمة إرهابية

الأفغان الغاضبون يهتفون: "الموت لإيران"... طهران تحتجُّ و"طالبان" تتعهَّد حماية البعثات الديبلوماسية

الإمارات وإسرائيل تعززان علاقاتهما في أبحاث الذكاء الاصطناعي

زيلينسكي دعا أوروبا إلى التحرك ضد روسيا قبل أن تهاجم بلدانا أخرى

الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية: اذا استمرت الضربات الاوكرانية ضد اهداف في روسيا سنضرب مراكز قيادة في كييف

مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية: أوكرانيا مسرح جريمة

 زيلينسكي يأمل استقبال شولتس وتسلم أسلحة ثقيلة من ألمانيا

كرملين يستبعد تبادل مقرب من بوتين معتقل في أوكرانيا

 غوتيريش: التوصل لهدنة إنسانية في أوكرانيا «لا يبدو ممكناً حالياً»

طائرة مسيّرة سوفياتية الصنع تحطمت في زغرب كانت تحمل «قنبلة جوية»

التضخم في روسيا عند أعلى مستوياته منذ 20 عاماً

روسيا تلوح باستهداف عمليات نقل الأسلحة من أميركا و«الناتو» في أوكرانيا

بريطانيا تفرض عقوبات على 178 انفصالياً وستة أثرياء موالين لروسيا

الكرملين: اتهامات بايدن لبوتين بارتكاب إبادة جماعية «غير مقبولة»

شرطة نيويورك تحدد هوية منفذ هجوم مترو أنفاق بروكلين

شرطة نيويورك تحدد هوية منفذ هجوم مترو أنفاق بروكلين

أميركا تشكل قوة بحرية جديدة للتصدي لتهريب الأسلحة للحوثيين

مسودة أميركية لاتفاق سوري ـ إسرائيلي: التخلي عن إيران و«حزب الله»... مقابل استعادة كامل الجولان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مقالة نارية للمخرج يوسف ي. الخوري يعري من خلالها بالوقائع والإثباتات هرطقة ودجل الإنتخابات، وتبعية وذمية ونرسيسية المرشحين المتعامين عن الإحتلال، وشرود المتاجرين بالهوية، والباحثين عن مواقع نيابية تشرعن الإحتلال، ويطالب الشعب بوقفة عز ومقاطعتها

مجلس نوّاب أم حلبة لسباق الخيل/الكاتب والمخرج: يوسف ي. الخوري

هاجس تأجيل الإنتخابات يلاحق الّلبنانيين/هيام القصيفي/الأخبار

رسائل نصرالله ليست للداخل وامتحانه زعماء الموارنة شكلي/أسعد بشارة/نداء الوطن

"الحزب" والاحتياط إزاء المتغيرات/وليد شقير/نداء الوطن

سيناريو رئاسي مكرر في ظروف متغيّرة/رفيق خوري/نداء الوطن

بين "بوسطة" 1975 و"جهنّم" 2022... "13 نيسان" مستمرة بنيران متعدّدة و"الشيعيّة السياسيّة" تقضم الدولة/طوني كرم/نداء الوطن

إيقاظ الفتنة/بسام أبو زيد/نداء الوطن

السلطات اللبنانية وصندوق النقد: استهداف متطرّف وسافر لودائع الناس/الدكتور جو سروع/الجمهورية

تحديّات مصيرية إقليمياً.. فهل ينجح «الحزب» في صنع أكثرية متماسكة؟/صفاء درويش/الجمهورية

لا «انفجار» يوقِف قطار الانتخابات!/راكيل عتيِّق/الجمهورية

البابا سيأتي في حزيران إذا/طوني عيسى/الجمهورية

سناء الجاك/بعد العيد/نداء الوطن

هل أَزِفَت ساعةُ توزيع الخسائر؟/غسان العياش/النهار

إسرائيل وإيران... الحرب بين حروب/طارق الحميد/ الشرق الأوسط

الفاتيكان ورسالة رمضان... مشاركة في الأفراح والأحزان/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل السفير السعودي: ضرورة تطوير العلاقات الثنائية وتفعيلها في المجالات كافة وبخاري عرض آلية عمل الصندوق السعودي-الفرنسي المشترك للدعم الانساني

الجبهة السيادية في ذكرى 13 نيسان: لوعي اهمية الانتخابات النيابية فصوتك هو السبيل الوحيد للتغيير

رعد: أرادوا للبنان التطبيع وفشلوا والضغوط ستتواصل لكننا نمتلك إمكانيات إسقاط أهدافهم

"لبنان القوي" أعلن أنه سيتقدم باقتراح قانون لضبط الانفاق الإنتخابي: لعدم السماح للسفراء بالتدخل في الأمور الداخلية والشؤون الانتخابية

جعجع أطلق برنامج القوات اللبنانية الانتخابي 2022: حصر السلاح بيد الدولة وقرار الحرب والسلم بيد السلطة التنفيذية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

المسيح يتناول عشاء الفصح مع تلاميذه: فٱبْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مُقَرَّر؛ إِنَّمَا ٱلوَيْلُ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذي يُسْلِمُهُ!»

إنجيل القدّيس لوقا22/من01حتى23/:”كانَ عِيدُ الفَطِيرِ الَّذي هوَ عِيدُ الفِصْحِ يَقْتَرِب. وكانَ الأَحْبَارُ وَالكَتَبَةُ يَبْحَثُونَ كَيْفَ يَقْضُونَ عَلَى يَسُوع، لأَنَّهُم كانُوا يَخَافُونَ مِنَ الشَّعْب. ودَخَلَ الشَّيْطَانُ في يَهُوذَا المُلَقَّبِ بِالإِسْخَرْيُوطِيّ، وَهُوَ مِنْ عِدَادِ الٱثْنَي عَشَر، فَمَضَى وَفَاوَضَ الأَحْبَارَ وقَادَةَ حَرَسِ الهَيْكَلِ كَيْفَ يُسْلِمُ إِلَيْهِم يَسُوع. فَفَرِحُوا، وٱتَّفَقُوا أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّة. فقَبِلَ، ثُمَّ رَاحَ يَتَلَمَّسُ فُرْصَةً مُؤَاتِيَة، لِيُسْلِمَهُ إِلَيْهِم بَعِيدًا عَنِ الجَمْع. وحَلَّ يَوْمُ الفَطِير، الَّذي يَجِبُ أَنْ يُذبَحَ حَمَلُ الفِصْحِ فِيه، فَأَرْسَلَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «إِذْهَبَا فَأَعِدَّا لَنَا عَشَاءَ الفِصْحِ لِنَأْكُلَهُ». فقَالا لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّهُ؟». فقَالَ لَهُمَا: «مَا إِنْ تَدْخُلا المَدِينَةَ حَتَّى يَلْقَاكُمَا رَجُلٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاء، فٱتْبَعَاهُ إِلى البَيْتِ الَّذي يَدْخُلُهُ. وَقُولا لِرَبِّ البَيْت: أَلْمُعَلِّمُ يَقُولُ لَكَ: أَيْنَ القَاعَةُ الَّتي آكُلُ فِيهَا عَشَاءَ الفِصْحِ مَعَ تَلامِيذِي؟ وَهُوَ يُريكُمَا عِلِّيَةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَة، فَأَعِدَّاهُ هُنَاك». فذَهَبَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وأَعَدَّا عَشَاءَ الفِصْح. ولَمَّا حَانَتِ السَّاعَة، ٱتَّكَأَ يَسُوعُ وَمَعَهُ الرُّسُل، فقَالَ لَهُم: «شَهْوَةً ٱشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الفِصْحَ مَعَكُم قَبْلَ آلامي! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ آكُلَهُ بَعْدَ اليَومِ إِلَى أَنْ يَتِمَّ في مَلَكُوتِ الله». ثُمَّ أَخَذَ كَأْسًا، وَشَكَرَ، وَقَال: «خُذُوا هذِهِ الكَأْسَ وٱقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُم. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ أَشْرَبَ عَصِيرَ الكَرْمَة، مُنْذُ الآن، إِلى أَنْ يَأْتِيَ مَلَكُوتُ الله». ثُمَّ أَخَذَ خُبْزًا، وَشَكَرَ، وَكَسَرَ، وَنَاوَلَهُم قَائلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». وكَذلِكَ أَخَذَ الكَأْسَ بَعْدَ العَشَاءِ وَقَال: «هذِهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجَدِيدُ بِدَمِي، الَّذي يُهْرَقُ مِنْ أَجْلِكُم. ولكِنْ، هَا هِيَ يَدُ الَّذي يُسْلِمُنِي مَعِي عَلى المَائِدَة. فٱبْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مُقَرَّر؛ إِنَّمَا ٱلوَيْلُ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذي يُسْلِمُهُ!». فٱبْتَدَأَ الرُّسُلُ يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُم: «مَنْ تُرَى مِنْهُم هُوَ المُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا؟».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

قادتنا الموارنة التعتير، فكر واحد وثافة واحدة ونرسيسية واحدة

الياس بجاني/13 نيسان/2022

إن الإخلاف الوحيد بين عون وصهره وفتى الصيفي وأبيه والجعجعي وفرنجية هو فقط بالأسماء والأشكال الخارجية، أما دواخلهم فواحدة.

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: خميس الأسرار والجمعة العظيمة، تقاليد، طقوس وعِّبر

الياس بجاني/13 نيسان/2022

(من أرشيف سنة 2014)

تحتفل الكنيسة المارونية بصلاة وطقوس خميس الأسرار الذي يسمى أيضاً “خميس الغسل” ” والخميس المقدس”، تحتفل به بتقوى وخشوع وتعبد وتوبة وتتأمل بحزن وأسى في عذابات السيد المسيح، وتعتبره من الناحية الإيمانية يوماً يجسد جوهر ولب وقلب الأسبوع الأخير من الصوم الكبير. يلي خميس الأسرار الجمعة العظيمة وسبت النور ومن ثم عيد القيامة المجيد حيث قهر الرب المتجسد الموت وكسر شوكته. قام من القبر وانتصر على الشر وغفر لنا بصلبه وآلامه الخطيئة الأصلية، كما علمنا معاني المحبة والغفران والتسامح وبذل الذات من أجل الآخرين. ” ليس حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه فداء عن أحبائه”.

مسمى “خميس الأسرار” يرمز إلى سرَّي القربان والكهنوت اللذين أرسى المسيح أسسهما الإيمانية خلال العشاء السري الفصحي الأخير له على الأرض. داخل العلية جلس يسوع حول المائدة مع تلاميذه وأقام معهم قدّاسه الإلهي الأخير قبل صلبه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء. في ذلك اليوم حوّل يسوع خبز المائدة إلى جسده، والخمر إلى دمه، وقال: “خذوا كلوا منه كلّكم، هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا”، وقال: “خذوا اشربوا منها كلّكم: هذه هي كأس دمي الذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا”. خلال العشاء الفصحي المقدس هذا كرّس وثبت يسوح تلاميذه كهنة للعهد الخلاصي الجديد وأسس الخدمة والرسالة الكهنوتية بقوله لتلاميذه: “اصنعوا هذا لذكري”.

وحتى يُعلم تلاميذه والبشر أجمعين متطلبات وقواعد المحبة والتواضع ومبادئ العطاء والتضحية وخدمة الغير التي لا حدود لها، قام وغسل أرجل التلاميذ بنفسه قبل أن يُطهر ويغسِل وينقي نفوسهم من الشر والذنوب والخطايا من خلال دمه الذي سيراق على الصليب من أجل الغفران والدخول في العهد الخلاصي الجديد.

روحية الذكرى وطقوسها وصلاتها بأكملها مستمدة من واقعة العشاء السري الأخير الذي احتفل به المسيح مع تلاميذه في العلية قبل أن يسلمه تلميذه الخائن يهوذا إلى اليهود ليصلبوه مقابل ثلاثين من فضة، وكل الطقوس والصلوات والعادات التي تمارس في هذه الذكرى ترمز إلى ما جرى في ذلك الاجتماع المقدس حسبما ذكرت الأناجيل الأربعة، لوقا 22/1-23، يوحنا 13/1-30، متى 26/14-30، مرقص 14/12-26

طقوس وعادات وتقاليد تمارس في يوم خميس الأسرار

*يكرّس ويبارك في هذا اليوم غبطة البطريرك الميرون وزيت العماد وزيت المسحة، لتوزّع على كلّ الأبرشيات والكنائس.

*بغسل الكاهن خلال القداس الإلهي أقدام اثني عشر شخصاً يرمزون إلى عدد رسل المسيح.

*يقوم المؤمنون بزيارة سبع كنائس كرمز للالتزام المطلق بأسرار الكنيسة السبعة: سرّ الكهنوت، سرّ القربان، سر الزيت المبارك، سرّ العماد، سر التثبيت، سر المسحة، وسرّ الخدمة.

بعض علماء الدين يربطون هذا التقليد بالأماكن السبعة التي قصدتها السيدة العذراء عندما علمت أن ابنها يسوع قد اعتقل: مقر مجلس الكهنة، مكان الاعتقال، مقر الحاكمين بيلاطس وهيرودس (مرتين لكل مقر)، والجلجلة.

كما يُنسب التقليد هذا لزيارات الحجاج المسيحيين الأوائل التي بدأت في روما وكانت تقضي بالحج إلى سبع كنائس طلباً للتوبة وسعياً للتكفير عن الذنوب والخطايا، والكنائس هي:  كنيسة القديس يوحنا، كنيسة القديس بطرس، كنيسة القديسة مريم، كنيسة القديس بولس، كنيسة القديس لورانس، كنيسة الصليب المقدس، وكنيسة القديس سيباستيان.

*يُصمد القربان داخل بيت القربان على المذبح بعد انتهاء القداس ويقوم المؤمنين بالسجود أمامه طوال الليل مستذكرين نزاع الربّ يسوع في بستان الزيتون، حيث تركه التلاميذ وحيداً واستسلموا للنوم من جرّاء الحزن والتعب والخوف. هذا وترفع كل أنواع الزينة من الكنائس ما عدى المذبح الذي يُصمد عليه القربان تعبيراً عن الحزن الشديد. كما أن بعض التقاليد تقضي بالتوقف عن قرع أجراس الكنائس بعد صمد القربان حتى أحد القيامة.

لنتذكر في هذه الليلة أن أحداً منا لا يستطيع أن يعيش نقيا عند الله من دون الغفران الذي يغسل خطايانا بدم يسوع ومن دون الحياة الجديدة التي تعطى لنا بجسده ودمه.

لنذكر في هذه الليلة أمام القربان الرب يسوع الذي يواصل آلامه في آلام المتألمين.

لنتذكر كل المتألمين في أجسادهم وأرواحهم وفي نفوسهم الذين هم في سهر دائم مع المسيح المتألم من أجل الكنيسة”.

لنتذكر دائماً أنه مطلوب من الكبير فينا أن يكون خادما لنا.

لنتذكر أن انحناء الرب والمعلم على أقدام تلاميذه يترجم حبه اللامحدود لنا.

لنتذكر أننا الخميرة الصالحة في عجين هذا العالم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الياس بجاني/13 نيسان/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان، ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، وصلاة مع عطر البخور من الهوية اللبنانية المميزة، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن يرتضي طوعاً أن يكون “مشروع شهيد” وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وهويته وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: “ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه” (يوحنا 15/13).

فلولا تضحيات الشهداء من السياديين والإستقلاليين والكيانيين لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. “فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا”؟

إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء” (روميه08/31).

ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبالهوية اللبنانية وبعدم رهن قرارنا للغريب كأئن من كان، وبالشهادة للحق، وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان.  والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية والرسمية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

يومها كانت بوجوه فلسطينية وسورية وليبية وجهادية، واليوم هي بوجه فارسية محلية والهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه، وتفكيك دولته ومؤسساتها، وتهميش وطمس هويته، وتزوير تاريخه، وإرهابه وسرقة ممتلكاته، ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة ومفهوم”أهل الذمة” دون قرار وحرية وكرامة ودون أي دور سياسي.

بدأت المؤامرة مع “بوسطة عين الرمانة”، وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني  بواسطة سلاحه ودويلته وإرهابه وماله ومحور الشر الإيراني-السوري، وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية اللبنانية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة وغيرت جلدها وهرولت على مسالك الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم ودودها.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات، وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ذميين وطرواديين واسخريوتيين…باعوا أنفسهم وداكشوا الكراسي بالسيادة وتلحفوا بشعارات دجل نفاق وذمية “الواقعية” “والإستقرار”، وعقدوا الصفقات المعيبة على حساب دماء الشهادء والسيادة والهوية والتاريخ والوجود.

إن المواجهة مستمرة، وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين، وسيفشل الأبالسة، وسوف يحل غضب الله والملائكة على كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار “لبنان أولاً” وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم، وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

إن حال الأحرار في وطننا الأم الحبيب، وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: “سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب”. “لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي”.

لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى “بوسطة عين الرمانة” العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

مع رسول الأمم (رومية37/08-39): “فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا. وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا.”

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

“هالمناسبة اليوم ما منقبل تكون مناسبة رمزيّة، إنما كوع بحياتنا الوطنيّة اللبنانية، لأن ب١٣ نيسان ١٩٧٥، بهالوقت بالذات، كان الكتائبي جوزيف أبو عاصي، أوّل شهيد بالمقاومة اللبنانية، عم يستشهد. ١٣ نيسان ١٩٧٥، بالنسبة لإلنا، كان درس جديد تعلّمناه من الفلسطيني يلّلي باع بلادو وهرب وإجا يستوطن ويلجأ ببلاد غيرو. تعلّمنا إنو إذا ما منحافظ على وطنّا رح يصير فينا متل ما صار بغيرنا. كان درس للعالم كلّو. كان درس للغرب يلٌلي أخلاقو عم تتدهور، إلّلي القيم عندو ما عادت ترمز لشي، إلّلي إتّبع سياسة التهرّب من الواقع والمسؤولية بلبنان وإلّلي إعتقد إنو إذا سلك هالسياسة بيحلّ أوضاع عم تخربط أوضاعو. ١٣ نيسان ١٩٧٥ كان إلنا البرهان والدليل إنو ما نتّكل على أي كان لمساعدتنا وتخليصنا. وما بعتقد إنو الخلاص رح يجي إلا من عند شهدائنا وأبناء شعبنا. الغرب رح يتعلّم من تجربة ١٣ نيسان اللبنانية كيف بتكون التضحيات للدفاع والحفاظ على الأوطان، نحنا أوّل الشعوب من بعد الحرب العالمية الثانية إلّلي عم تعطي مجدّداً البرهان والدليل إنو دولة أو شعب أراد المحافظة على حالو بدّو يصير فيه متل ما عم بيصير فينا نحنا اليوم. “ب ١٣ نيسان ١٩٧٥ ما ماتت فينا الشجاعة، إنما نحنا متنا بشجاعة. وإستخلصنا عِبٓرْ كثيرة أخلاقية وقومية، إستخلصنا معنى التمسّك بالأرض”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني: ميشال عون سنة 1997 يناقض كلياً تمجيد نصرالله أمس وتهليله لتفاهم نيسان مع إسرائيل ويقول له: بأنه كان “اتفاق أمني ومقاومة بالتراضي”/مع نص مقالة عون، ونص قرار وقف إطلاق النار الإسرائيلي اللبناني الموقع في 26 نيسان سنة 1996

هرطقات نصرالله واستغبائه لعقول وذكاء وذاكرة اللبنانيين

الياس بجاني/12 نيسان/2022

  https://eliasbejjaninews.com/archives/107836/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b3%d9%86%d8%a9-1997-%d9%8a%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%b6-%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%8b/

السيد حسن نصرالله، في خطابة “المعلقة” والممل والببغائي والتحريضي والإرهابي أمس، لم يترك كذبة أو هرطقة، أو وهم، أو فبركة لانتصارات، في مخزونه التضليلي الملالوي إلا وتباهى بها ونفخها وضخمها.

وكعادته الإدمانية على بيع الانتصارات الوهمية للناس، والتسوّيق لثقافة الموت والانتحار والكراهية والعداء والحقد والحروب وتخوين كل من لا يماشي مشروعه الملالولي المذهبي والإرهابي، ومهاجمة الدول العربية الخليجية تحديداً، والتباهي الوهمي بانتصاراته “المسخرة” على إسرائيل، استعاد من مخزونه المفبرك، “تفاهم نيسان” مع إسرائيل سنة 1996، معتبراً أنه انجاز مقاوماتي “فظيع” تم فرضه على إسرائيل حيث شرعن المجتمع الدولي من خلاله مقاومة حزبه.

هذا ما قاله نصرالله حرفياً في خطابه يوم أمس عن تفاهم نيسان: (“وأشار السيد نصرالله إلى أن المقاومة “استطاعت في حرب نيسان 1996 أن تفرض على العدو وعلى ما يسمى بالمجتمع الدولي معادلة حماية المدنيين في لبنان مع استمرار المقاومة فيما عرف في ذلك الوقت بتفاهم نيسان”، وأوضح “أجاز تفاهم نيسان للمقاومة أن تقاتل الأرض اللبنانية المحتلة وأن تستهدف جنود الاحتلال وعملائه ويمنع على العدو أن يقصف قرانا وبلداتنا”، وقال “في مجزرة قانا وقفت أميركا ومنعت أن يقوم مجلس الأمن بإصدار قرار يدين العدو الإسرائيلي لارتكاب هذه المجزرة وهذا هو موقف أميركا والمجتمع الدولي منذ مجزرة دير ياسين إلى اليوم”، وتابع “الولايات المتحدة تدافع عن العدو والمعتدي وعن الذي يشن الحروب وتمنع حتى من إدانته فضلاً عن اتخاذ قرارات عقوبات بحقه”.)

لن نتدخل في تفاصيل نص التفاهم المرفق في أسفل باللغتين العربية والإنكليزية، والذي حلل قتل اللبنانيين الساكنين في الشريط الحدودي، وحرّم إطلاق ولو رصاصة واحدة على إسرائيل، ولكننا سوف نترك الرد الفاضح والتعروي لهذا التفاهم للجنرال ميشال عون في مقالة كتبها بتاريخ 15 آب سنة 1997 في “النشرة العدد 3 تحت عنوان: “تفاهم نيسان، اتفاق أمني ومقاومة بالتراضي”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من الذاكرة  تصحيح للتاريخ: الواقع ان غياب السلطة الامنية جعل المؤامرة تمر بعد ١٣ نيسان .

من كتاب حرب السنتين وبعد ..  للإعلامي والكاتب عادل مالك صفحة ٤٣ -٤٤/ الكتاب صادر عن دار سائر المشرق.

وفي اليوم التالي ( لحادثة بوسطة عين الرمانة) كثفت الاتصالات اكثر.  اصر الرئيس فرنجية على  تسليم الفاعلين . يعني كل الدولة من دون استثناء تتصرف وكأن الكتائب هي المسؤولة ، وقد تبين فيما بعد بأن لا علاقة للكتائب  بالحدث كما حصل، والتحقيق العسكري الذي جرى فيما بعد  - متأخر جداً - اثبت بأن لا علاقة للكتائب بهذا الحادث. ورأت التقارير الأولية التي ارسلت من قبل الدرك وبالتالي من قبل وزارة الداخلية،  ( اي من قبل رشيد الصلح - ومن قبل المكتب الثاني ) - ومن قبل قيادة الجيش ،الاثنان ارتكزا الى مظهر القضية: وجود الشيخ بيار الجميل ومقتل كتائبي وردة الفعل .. كانت هناك حلقة مفقودة وهي توريط الاوتوبيس لإشعال النار , وأن الاوتوبيس كان يجب الا يمر  من عين الرمانة ، لا بل منع من المرور وطلب منه عدم التوجه من هذه الطريق التي لم يعتد الفلسطينيون سلوكها. دخول الاوتوبيس كان مخططاً لأن يقتل ركابه... هذه عملية اصبحت معروفة.

اثبت التحقيق ان السيارة الصغيرة التي اطلقت النار على الكتائبي قبيل وصول البوسطة كان فيها شخصان احدهما قومي سوري والآخر من منظمة العمل الشيوعي. وفي اليوم. التالي، استمرت الضغوط نفسها وجاء ضغط الرئيس فرنجية بالذات ليطلب من الشيخ بيار تسليم أياً كان ولو ظاهرياً  مع الوعد القاطع باخراجهم بعد فترة وجيزة . كان لا بد من تمثيلية لتنفيس الوضع. وهذا ما حصل في اليوم الثالث " عندما سلمنا شخصين كتائبيين اخذهما العقيد انطوان دحداح من بيت الكتائب مع الوعد القاطع بإخراجهم في اقرب وقت "  والواقع ان غياب السلطة الامنية جعل المؤامرة تمر. 

 

لقاء بين البابا والرؤساء… وقداس شعبي في المرفأ؟

 وكالة الانباء المركزية/13 نيسان/2022

أشار مصدر مقرب من بكركي لـ”المركزية” إلى أن التحضيرات لزيارة البابا فرنسيس إلى لبنان بدأت وتمّ تكليف المطران ميشال عون، رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك، ويمثل الكنيسة الكاثوليكية في اللجنة الوطنية التي سيشكلها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والتي ستهتم بتحضير الزيارة، مشيرة إلى أن برنامج الزيارة يحتاج إلى بعض الوقت كي يتبلور، حيث ستقوم اللجنة بتحضير برنامج أولي يتم إرساله الى الفاتيكان للموافقة عليه. وعن احتمال إجراء القداس الاحتفالي الشعبي الذي سيرأسه البابا في المرفأ، تجيب المصادر أن الأمر غير معروف حتى الساعة، إنما ستكون هناك لفتة خاصة للمرفأ سواء بزيارة أو القيام باحتفال ما، لكن لا شيء مؤكدا عن مكان القداس. وعن لقاء الرؤساء الثلاثة، تقول المصادر أن البابا يلتقيهم عادة في القصر الجمهوري، نظراً لضيق الوقت.

 

شاب جديد من عين الرمانة إلى الحرية

IMLebanon /13 نيسان/2022

أخلي سبيل ابن عين الرمانة، الشاب نسيم توما، الذي كان موقوفًا منذ أحداث الطيونة.

 

الراعي إلى السعودية قريبًا

 أخبار اليوم/13 نيسان/2022

علمت وكالة “أخبار اليوم” ان المملكة العربية السعودية، تستعد بعد عيد الفطر السعيد، لاستقبال رأس الكنيسة المارونية في لبنان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وفي هذا الاطار، اكد مصدر ديبلوماسي ان الزيارة ستكون في غاية الاهمية، حيث بدأ التحضير لها باهتمام بالغ من قبل المملكة، مشيرا الى ان نتائجها ستكون ايجابية جدا على المستوى اللبناني. وكان الراعي قد قام بزيارة وصفت بالتاريخية في تشرين الثاني من العام 2017 الى المملكة واكتسبت أهمية خاصة، كان لها دلالات رمزية وسياسية، خصوصا انها كانت الأولى التي يقوم بها رجل دين بارز غير مسلم للمملكة. و استقبله الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وتناول الحديث سبل “تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب”.

 

 

تضييق على المغتربين لمنعهم من الاقتراع!

 IMLebanon /13 نيسان/2022

في معلومات خاصة لموقع IMLebanon أن محاولات تذاكي تجري في عدد من السفارات والقنصليات في الخارج للتضييق على المغتربين ومنعهم من الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة، المقرر اقتراع المغتربين فيها في 8 أيار المقبل. ففي التفاصيل أن أكثرية السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج لم تبلّغ بعد اللبنانيين المسجّلين للاقتراع في الخارج حتى اليوم عن الأقلام التي سيقترعون فيها لكي يتحضروا مع العلم أن اللوائح باتت جاهزة منذ أسابيع. وفي عدد قليل من البعثات التي تبلغ منها المغتربون عن أماكن اقتراعهم ظهرت فضائح من العيار الثقيل تهدف إلى عرقلة اقتراع المغتربين. فعلى سبيل المثال فإن العشرات من اللبنانيين المسجلين في منطقة “ريفر سايد” في لوس أنجلوس تم تحديد مركز اقتراعهم في سان فرانسيسكو التي تحتاج إلى رحلة بالطائرة لمدة ساعة ونصف الساعة، رغم وجود مركز اقتراع في منطقتهم “ريفر سايد” وفي منطقة “غلندال” القريبة جدا منهم. وسأل هؤلاء: ما الهدف من نقلهم إلى مركز اقتراع بعيد عنهم عوض أن يكونوا في منطقتهم المسجلين فيها؟ وهل الهدف عملياً عرقلة إتمام واجبهم وحقهم بالمشاركة في الاستحقاق الدستوري؟ وهل تنفذ وزارة الخارجية عبر سفاراتها وقنصلياتها وبعثاتها أجندة سياسية لعرقلة اقتراع المغتربين؟

 

نواب مسيحيون بأصوات “الحزب”: هل يؤمّنون غطاءً لسلاحه؟

وكالة الانباء المركزية/13 نيسان/2022

هل سيتمكّن التيار الوطني الحر من تأمين الغطاء المسيحي لسلاح حزب الله والذي يتطلّع الاخير الى ان يجدّده له البرتقاليُ، في الانتخابات النيابية المقبلة؟ الجواب لا يبدو ايجابيا، ولا العملية تبدو بهذه السهولة، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. من هنا، فإن الحزب يسعى بكل ما أوتي من قوّة، ويبذل الغالي والنفيس، لدعم حليفه المسيحي ولوائحه ولرفده باللازم، في المناطق اللبنانية كافة، لتعويمه وتعزيز فرصه بالربح على خصومه. لكن السؤال الذي يفرض نفسه والحال هذه، هو: هل ان نوابا منتخبين بـ”زنود” واصوات الحزب التفضيلية يعكسون فعلا الرأيَ المسيحي ويؤمّنون غطاء مسيحيا حقيقيا لسلاح الحزب؟! في جولة سريعة على الخريطة الانتخابية، يتبين ان في الجبل، كان النائب طلال ارسلان والوزير السابق رئيس حزب التوحيد وئام وهاب يميلان الى تأليف لائحة تضمهما فقط ومعهما النائب ناجي البستاني، غير ان تدخلا من حزب الله في اللحظات الاخيرة، أمّن لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مقعدا لمرشحه على هذه اللائحة. في البقاع الغربي، تمكّن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله من ضمان مقعد للتيار مع كل من خصمه وحليفه السابق ايلي الفرزلي وعبدالرحيم مراد والثنائي الشيعي.. في جزين، تدخل ايضا نصرالله ومعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لصالح تشكيل لائحة تجمع الثنائي والتيار وتُجيّر اصواتُ الحزب لمرشح التيار البرتقالي عليها. شمالا وفي عكار، تمكنت اتصالات الحزب من جمع التيار والحزب القومي السوري الاجتماعي. اما في الشمال الثالثة، فتدخل نصرالله لدى الحزب القومي (فرع الروشة) لصالح لائحة تجمعه بباسيل، قبل ان يجمع الاخير مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، على مائدة افطار، ليعزز ايضا حظوظ باسيل في المعركة. اما في جبيل، فأصوات الثنائي الشيعي التفضيلية ستساهم ايضا في تعويم لائحة التيار الوطني الحر الانتخابية. والامر نفسه، ينسحب على الوضع في منطقة بعبدا. الى ذلك، وفي زحلة وبعلبك – الهرمل كما في بيروت الثانية، فضمّ الحزب مرشحي التيار الوطني الى لوائحه. في ضوء هذه المعطيات، تتابع المصادر، يتبين بما لا يرقى اليه شك، ان عددا لا بأس به من نواب الفريق البرتقالي سيصل الى ساحة النجمة بـ”باصات” حزب الله وبسواعد ماكيناته الانتخابية، لا بقّوته الذاتيّة. وعليه، المطلوب ان تشارك القوى الناخبة الاخرى بكل وزنها وثقلها في عملية 15 ايار، لاحباط مخطط الحزب والتيار، والتأكيد ان الرأي العام المسيحي بات في مكان آخر ويرفض الاستمرار في تغطية الحزب وسلاحه وسلوكه وقراراته.

 

 

تهديدات تطال مرشحي السيادة بالمباشر!

وكالة الانباء المركزية/13 نيسان/2022

مع تبدد موجة الشائعات حول إلغاء الإنتخابات النيابية المقررة في 15 أيار أو تأجيلها والتي حاول أفرقاء متضررون من نتائجها بثها في الأوساط عبر مواقف ممثليهم أو وسائل التواصل الإجتماعي، تزداد حرارة المعركة الإنتخابية وتتوضح عناوينها السياسية التي انشطرت إلى قسمين، الأول مؤيد لحزب الله ومشروعه السياسي والديني والإجتماعي والإقتصادي والثقافي، والثاني الذي رفعه فريق المعارضة الذي ينادي بالسيادة وإسقاط مفهوم وممارسات الدويلة وعودة الدولة إلى كنفها الشرعي والمؤسساتي. ويشمل هذا الفريق مجموعات معارضة في البيئة الشيعية التي تسعى إلى إحداث خرق ما من خلال تجميع قواها وإطلاق ماكيناتها الإنتخابية. ضمن هذا السياق، تبرز أولا التحركات الإحتجاجية داخل البيئة الشيعية في الجنوب والبقاع لا سيما في كل من النبطية وصور وبعلبك الهرمل التي برزت في ثورة 17 تشرين.  أما خارجها فتتجلى التحركات ضمن دائرة أبناء العشائر وبعض المناصرين لحزب الله. إلا أن حراك هذه المجموعات يبقى محصورا في مقابل تحركات فريق السياديين ومرشحيه نظراً إلى تفاعلاته السياسية داخليا وخارجيا وهي بدأت تتظهر أكثر فأكثر مع عودة سفراء الخليج إلى لبنان. من هنا يسعى حزب الله إلى ضرب اللوائح عبر توجيه تهديدات مباشرة وغير مباشرة إلى مرشحيها مع رفع منسوب خطاب الحزب التعبوي واتهام الفريق السيادي أو المعارض من داخل البيئة الشيعية بالتخوين أو بالتغرير به واستخدامه من جهات داخلية وخارجية لاستهداف الحزب ومشروعه. وفيما يسعى الحزب إلى منع حصول أي خرق للوائحه، إلا أن نسبة المشاركة والأصوات التي سيحصل عليها المعارضون ستكون لها إشارات واضحة حول وجود جهات لا تؤيد الحزب ومشروعه، وبالتالي لا يمكنه اخترال الشيعة بالمعنى الشعبي بغض النظر عن فوزه بالمعنى القانوني والدستوري.

المواجهة التي يستعد لها الحزب لكسر شوكة معارضيه من داخل بيئته، تقابلها مواجهة أكثر شراسة في وجه المرشحين السياديين الذين يخوضون معركة الإنتخابات النيابية تحت شعار تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني وتأمين غالبية سيادية في وجه الممانعة التي يرأسها حزب الله داخل مجلس النواب. وتشير مصادر سياسية معارضة إلى تلقي شخصيات سياسية مرشحة للانتخابات على لوائح سيادية معارضة لحزب الله تهديدات بالمباشر وأخرى عبر رسائل نصية على مواقع التواصل الإجتماعي اعتراضا على برامجهم الإنتخابية التي تتوجه بالإتهام للحزب لجهة ممارساته وسيطرته على مقومات الدولة ومؤسساتها من دون إغفال ذكر سلاحه وضرورة تسليمه للدولة.

المرشح على لائحة “الحرية قرار” النائب السابق فارس سعيد من بين المرشحين الذين تلقوا تهديدات مماثلة وهي ليست المرة الأولى التي يشهد فيها على ذلك، إلا أنه يرفض التطرق إليها حتى لا يقال بأنه يستخدمها كرافعة من اجل استقطاب الأصوات ونيل عطف الرأي العام. ويوضح لـ”المركزية”: “تلقيت تحذيرات من مرجعيات رفيعة بضرورة أخذ الحيطة والحذر لكنني أفضل عدم التطرق إلى تفاصيل هذه التهديدات حتى لا يظن البعض أنني أسعى إلى نيل عطف الرأي العام أو جمع أصوات إضافية في صناديق الإقتراع .هذا موضوع شخصي وأديره بنفسي علما أنني أقدّر مدى خطورته”.

ليس شعار “رفع الإحتلال الإيراني” الذي ينادي به سعيد ويرفعه عنوانا في معركته الإنتخابية بجديد أو طارئ على مسيرته النضالية والسياسية. “فهذا العنوان مطروح في لقاء سيدة الجبل و”المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان” وأعتبره مدخلا لحل الأزمات الإقتصادية والمالية والإجتماعية والثقافية والصحية وسواها في لبنان”. وعما لمسه في جولاته الإنتخابية لناحية تبدل المزاج الشعبي يؤكد سعيد أن “الناخب الجبيلي والكسرواني أظهر أنه على قدر عال من الوعي وسيثبت ذلك في 15 أيار كما أنه يدرك تماما أن كسروان وجبيل تتمتعان  بشخصية سياسية مستقلة ويعي مدى خطورة دخول حزب الله على مسرحها السياسي. والأهم من ذلك أن الناخب في هذه الدائرة يميز بين المرشح الذي يتكلم عن السيادة موسميا ومن يرفعها شعارا وطنيا ويناضل من أجل تحقيقه في كل الأوقات والمحطات”. إنطلاقا من هذه المشهدية يلفت إلى  أن “هذه المعركة فاصلة وحاسمة من حيث التوجه السياسي وستعيد تكوين صورة وهوية لبنان عموما وجبيل وكسروان تحديدا التي تشبه ثقافة أبنائها بعدما حاول حزب الله إلباسها رداء الموت. وكل هذا يتوقف على خيار الناخب”. تعدد اللوائح في الدائرة التي تحمل في عناوينها العريضة شعار استعادة السيادة وتحرير لبنان من سيطرة وهيمنة سلاح حزب الله، قد يؤثر إلى حد ما في تشتيت الأصوات. ولا يخفي سعيد أنه بذل الكثير من المساعي لتوحيدها “لكننا فشلنا. أضف إلى ذلك طبيعة القانون الإنتخابي الذي لا يسمح بضم الجميع فذهبت الأمور إلى هذا الحد. لكنني على ثقة بأن هذه المنطقة ستنتخب كما يجب وأنا أخوض هذه المعركة للدخول إلى المجلس النيابي ضمن لائحة “الحرية قرار” و16 أيار سيكون الحكم بمشيئة الله وقرار الناخب الكسرواني والجبيلي”.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 13 نيسان 2022

وطنية/13 نيسان/2022

النهار

لوحظ ان احد الاحزاب يخوض معارك انتخابية في صفوف مرشحيه قبل ان يخوضها مع الاخرين بدليل ترشيحه متنافسين ومتباعدين على لوائحه.

لوحظت المتابعة الدقيقة للانتخابات الفرنسية من قبل المواطنين اللبنانيين والإعلام، لأكثر من خصوصية تاريخية واجتماعية وسياسية بفعل الدور الفرنسي المؤثر في لبنان.

عُلم أن أعداداً كبيرة من اللبنانيين تغادر الى قبرص والقاهرة وتركيا لقضاء عطلة الفصح في هذه الدول، حيث باتت مقر إقامتهم وأعمالهم.

تبين من ارقام الفرنسيين اللبنانيين المسجلين في لبنان ان ثلثهم فقط شارك في الاقتراع واكثرهم صب في مصلحة الرئيس ماكرون.

الجمهورية

إعتبر مرجع سياسي أنّ لحظة الحقيقة حلّت مع توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

يدور لغط كبير في إحدى المؤسسات الرسمية غير الإدارية نتيجة الإتكال عليها في كل شاردة وواردة وتحميلها مسؤولية ما آل إليه الوضع.

إستغرب البعض كيف يترشّح أحد المحامين في كسروان تحت لافتة سيادية وهو استضاف في بلدته مؤتمراً لدمج النازحين بالمجتمع اللبناني.

اللواء

تختلف التحليلات حول الجهات الإقليمية أو الدولية التي تؤخّر أو تُعرقل تنفيذ اتفاق استجرار الكهرباء عبر سوريا، أو الغاز من مصر عبر سوريا أيضاً!

لم يكن بعض المحيطين بمرشح رئاسي جدّي على درجة من الإرتياح، للقاء الثلاثي الذي عقد، وخرج ببعض تفاصيله إلى الإعلام.

فهم من كلام قيادي حزبي كبير أن ما كان يقصده ببعض الأصدقاء، نائب سابق ومرشح ما لبث أن انسحب من المنافسة، بمؤتمر صحفي عقده لهذه الغاية، ويتقاطع مضمونه مع كلام القيادي الحزبي!

نداء الوطن

بعدما تبين أن مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية تملك مستودعات في تل عمارة - رياق يمكن استخدامها في تخزين القمح، تبين أيضاً أن وزارة الاقتصاد لديها مستودعات كبيرة على بعد عشرات الأمتار من مستودعات المصلحة. وهناك تساؤل عن سبب عدم مبادرة مديرية مكتب الحبوب والشمندر السكري ووزارة الاقتصاد إلى تحضير هذه المستودعات بعد انفجار مرفأ بيروت، ولِمَ لمْ يتم الحديث عنها سابقاً؟

يتردد أنّ مرشحاً على لائحة مدعومة من مرجع حكومي يتلقى دعماً من مرشح على لائحة منافسة في منطقة شمالية.

لاحظت جهات سياسية أن كلام السيد حسن نصرالله يلتقي مع كلام النائب جبران باسيل حول المال السياسي والإنتخابي وهو يعتبر مقدمة للطعن بنتائج الإنتخابات في حال لم ينل باسيل أكبر كتلة مسيحية ويحصل "حزب الله" على الأكثرية.

الأنباء

حرية الناخبين في بعض المناطق الحدودية هي بخطر حقيقي وغير مصانة ما يستدعي أن تحظى بعناية خاصة من قبل المراقبين الدوليين.

جدول اعمال زيارة رسمية خارجية لا يزال طي الكتمان لا سيما لجهة اللقاءات السياسية.

البناء

اقترح رئيس حزب القوات اللبنانية على السفير السعودي الدعوة لإفطار لشخصيّات بقاعية مؤثرة انتخابياً واعداً بتزويده بلائحة اسميّة إذا وافق على الفكرة، لأن ذلك قد يساهم في فوز القوات بثلاثة مقاعد واحد في كل دائرة بقاعية.

تتوافق مصادر روسية وأوكرانية على أن مرحلة ما بعد حسم ماريوبول غير ما قبلها وتتفق على أن جمود التفاوض لن يكسره إلا حسم ماريوبول. وتوقعت أن تتبع ذلك اندفاعات ضخمة وسريعة للقوات الروسيّة من القرم نحو دونباس.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 13/04/2022

وطنية/13 نيسان/2022

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

تنذكر وما تنعاد العبارة الرنانة التي رددها اللبنانيون كلما مرت ذكرى الحرب الأهلية التي اندلعت في 13 نيسان م العام 1975 ولكن بالانتقال من التمنيات الى الواقع اللبناني الراهن هل ما نعيشه اليوم أفضل من حرب العام 75؟ وأبعد من السؤال من منا لا يسمع كل يوم من يقول: إن أيامنا هذه أسوأ من أيام الحرب!

وإذا كان وقوع البلد تحت رحمة البندقية والمدفع يسمى حربا فماذا نسمي وقوعه في قعر جهنم؟؟!!

وفي خضم الأسئلة هل حقيقة تعلم اللبنانيون ان يتعايشوا مع بعضهم البعض؟ أو هل انتهى منطق التخوين؟ وهل انكفأ منطق استعادة الحرب الاهلية؟

وفي زمن الانتخابات تسابق الحكومة الوقت لتمرير ما يمكن تمريره من إصلاحات اشترطها صندوق النقد قبل أن يداهمها موعد الخامس عشر من أيار ودخولها منذ السادس عشر منه في مرحلة تصريف الاعمال وفي هذا السياق إعادة تحريك ملف الغاز المصري من خلال توقيع الاتفاقية بالأحرف الأولى مع الجانب المصري في القاهرة في الساعات المقبلة.

وفيما كانت بيروت تراهن على تسهيل اميركي لمشروع الغاز المصري وإعفائه من تداعيات قانون قيصر جاءت االمفاجأة من الخارجية الأميركية عبر بيان عالي السقف تجاه ما سماه التدخل السياسي في القضاء والاعتقالات التعسفية والدور الأمني لحزب الله ما يطرح السؤال حول توقيت هذا البيان خصوصا غداة الانفراج في العلاقات اللبنانية الخليجية وتسجيل المفاوضات مع صندوق النقد تقدما مبدئيا.

إعلاميا ملفات تلفزيون لبنان \ستكون على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة التي تلي جلسة الغد في القصر الجمهوري هذا ما أكده وزير الاعلام زياد مكاري عقب لقائه الرئيس ميقاتي في السراي اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

في زمن الصوم... وفي عز أجواء الحملات الانتخابية على مساحة المشهد الداخليأطلت ازمة الرغيف برأسها وكادت تعيد مشهد الطوابير أمام الأفران بعدما اضطر اللبنانيون إلى التجول على أفران عدة بحثا عن ربطة خبز إثر انقطاع مادة الطحين قبل أن تنجح الجهود التي بذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات الأخيرة بقطع الطريق أمام هذه الأزمة نتيجة عدم تسديد ثمن القمح المستورد من قبل المصرف المركزي

تشريعيا  ولأن حقوق المودعين وحماية الودائع هي الأولوية إنتهت جلسة اللجان النيابية المشتركة من دون إقرار قانون الكابيتال كونترول على أن تعقد جلسة جديدة الثلاثاء المقبل مع تعديلات على المادة الاولى من القانون بما يحمي جنى عمر الناس.

أما حكوميا تتحرك السلطة التنفيذية للبدء بإحالة الاصلاحات الواردة في خطة التعافي بمشاريع قوانين الى المجلس النيابيبدءا من جلسة مجلس الوزراء التي ستنعقد الحادية عشرة قبل ظهر غد في القصر الجمهوري وعلى جدول أعمالها 29 بندا أبرزها ما يتصل بالعرض الذي سيتقدم به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول الاتفاق المبدئي الذي تم توقيعه مع صندوق النقد الدولي ثم طرح مشروع القانون الخاص بتعديل السرية المصرفية الذي سيعمم على الوزراء حين انعقاد الجلسة ومشروع القانون الخاص الذي يرمي الى الاجازة للحكومة الاستقراض من مصرف لبنان سندا للمادة 91 من قانون النقد والتسليف ومرسوم بإحالة هذا المشروع القانون على مجلس النواب.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

سفيرا السعودية وقطر في القصر الجمهوري  ، وسفير الكويت في السراي الحكومي . الحراك الديبلوماسي الخليجي  الواضح والظاهر ، يثبت ان عودة  دول الخليج  امر واقع  يتكرس ،   لكن السؤال هو حول  طبيعة العودة وآفاقها واحتمالاتها

فالطرف الخليجي ، يعتبر ان الوقت اليوم ليس للسياسة بمعناها الضيق ،  بل لدعم لبنان اقتصاديا واجتماعيا .  لذلك تم انشاء الصندوق السعودي- الفرنسي المشترك المخصص للدعم الانساني وتحقيق الاستقرار والتنمية في لبنان . في المقابل ثمة رأي مضاد ، يعتبر ان الدور الاقتصادي- الاجتماعي لا بد ان يستكمل في مرحلة من المراحل بدور سياسي او حتى بدور انتخابي .

لكن المؤشرات حتى الان لا تنبىء بمثل هذا الامر . فكأن دول الخليج وفي طليعتها السعودية تفضل ترك اللعبة السياسية لابناء البلد ، وتعتبر ان اهل لبنان ادرى باوضاعه واجوائه السياسية . فهل تبقى العودة الخليجية اقتصادية انسانية بحت، ام ستتخذ شيئا فشيئا  طابعا سياسيا ينعكس على نتائج الانتخابات النيابية؟

في ساحة النجمة المشهد بدا مختلفا. فاللجان المشتركة لم تقر قانون الكابيتال كونترول ، وتم الاتفاق على ان تعقد جلسة اخرى الاربعاء المقبل . وبمعزل عما حصل اليوم في اللجان المشتركة  فان المؤشرات لا تنبىء بأن  القانون سيصل الى الهيئة العامة  قبل الانتخابات اذا استمرت وتيرة العمل بطيئة الى هذا الحد. 

فالتأجيل من اسبوع الى اسبوع قد يكون مقصودا، وغايته :  هدر الوقت حتى لا يحرج النواب المرشحون وهم على اعتاب معركة انتخابية بعد شهر ويومين من الان.  في الاثناء، وقبل ان تنتهي الضجة حول مشكلة الطحين، برزت مشكلة جديدة تمثلت في توقف تسليم عدد من ادوية البنج الى المستشفى، ما يعرض المرضى لخطر اجراء عمليات من دون تخدير. فهل كتب على الشعب اللبناني  ان يتنقل من ازمة الى اخرى، ومن خطر الى خطر آخر؟

لذلك ايها اللبنانيون،  شاركوا بكثافة في الاستحقاق الانتخابي الاتي. فالتغيير"  بدو صوتك وبدو صوتك.. وب 15 ايار خللو صوتكن يغير"

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

ايران برفع الحرس الثوري عن لائحة الارهاب الاميركية، ام ان الفريقين يبحثان عن تبادل تفاهم يفتح الباب لاتفاق تكون اولى بوادره اجراء لقاء مباشر اميركي ايراني ؟

التهدئة انسحبت كذلك على الملف اليمني، الذي يشهد ميدانيا وقفا للنار، هو الاول من نوعه منذ ثماني سنوات، تواكبه مفاوضات هادئة، وتغيرات سياسية يمنية كبرى، ستساهم  في الوصول الى حل .

ملف العلاقات السعودية الايرانية هادئ بدوره، وكذلك ملف العلاقات الخليجية السورية .

اما الملف اللبناني المتشعب، فانعكست اجواء التهدئة عليه ايجابا، وترجمت في عودة السفراء الخليجيين الى لبنان، وانخفاض مستوى الخطاب المعادي لهم، محليا .

لا شك ان فرنسا لعبت دورا اساسيا في التهدئة، على الاقل لبنانيا، فما يهم باريس ، ومن خلفها سائر الدول الغربية، اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وعدم سقوط اللبنانيين في الانهيار التام .

وعلى هذا الاساس ، اقنعت فرنسا السعودية ومن بعدها الامارات بانشاء صندوق لمساعدة اللبنانيين ودعمهم، وبدأت لجنة  تحضيرية مشتركة تنفيذ مشاريع الدعم، في وقت يتوقع ان تساهم اكثر من دولة خليجية في الصندوق هذا.

حتى المستقبل القريب،  هذا هو حجم التهدئة داخليا ، ما يفترض ان يدفع بالسلطات التنفيذية والتشريعية الى التحرك على اكثر من جبهة ، وبسرعة ، لتأمين الارضية القانونية لبدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي، لا سيما ان كل الخيارات الاخرى سقطت .

وهذا ما ترجم عبر بدء النقاش الفعلي بقانون الكابيتال كونترول في مجلس النواب اليوم، مع اقرار ضمني من كل الكتل ان القانون سيقر، في وقت تتوجه كل الانظار الى جلسة الحكومة في بعبدا غدا، حيث سيناقش الوزراء عرض وزير المال، اللجوء الى حقوق السحب الخاصة بلبنان، اي اموال الدولة لا المودعين، لتسديد ثمن القمح والادوية، واعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة لاجراء الصيانة العامة .

اما موضوع التشكيلات الديبلوماسية، فجمد، وهو لن يعرض على الوزراء من خارج جدول الاعمال، بعدما فاز التلاعب السياسي والمذهبي بالحصص، على العقل والاعراف الديبلوماسية .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

من الآن وحتى الانتخابات النيابية، لا تتوقعوا المعجزات.

فما لم تفعله المنظومة التي تحكمت بالبلاد والعباد منذ 32 عاما، أي منذ 13 تشرين الأول 1990، لن تفعله اليوم، على مسافة 32 يوما من الاستحقاق النيابي في 15 أيار 2022، الذي يتطلع إليه كثيرون على أنه محطة مفصلية، فيما يراهن آخرون على لامبالاة الناس، حتى يمددوا للوضع القائم بسيئاته كافة، سياديا واقتصاديا وماليا.

فمن لم ينتج في 32 عاما إلا الفساد والفشل، لن ينجز في 32 يوما لا موازنة اصلاحية ولا كابيتال كونترول صحيح.

ومن لم ينتج في 32 عاما إلا انهيارا ماليا وسقوطا أخلاقيا، لن ينجز في 32 يوما نهضة مالية ولا صحوة ضمير.

ومن لم ينتج في 32 عاما إلا ابنطاحا وذمية في السياسة، لن ينجز في 32 يوما احتراما للسيادة وتحررا في العقل والقرار.

هذا هو واقعنا اللبناني اليوم، حيث يجد الشعب نفسه من جديد أمام خيارات كثيرة، أحلاها مر:

فإذا جدد للمنظومة، يكون قد جدد للانهيار وأسبابه ومسببيه.

وإذا قرر اختيار البدائل، احتار وضاع، على مثال من يطرحون أنفسهم بدلاء، وقد توزعوا بين عشرات البرامج واللوائح، ووسط غابة من الشعارات المتناقضة والبعيدة من الواقع.

أما إذا قرر الناخب اللبناني أن يحكم العقل والمنطق، فأجرى مقارنة تاريخية وموضوعية بين المرشحين من أفرقاء وشخصيات، بناء على الطروحات وتحديد المعرقلين والمعطلين وجماعة النكد السياسي الذين عطلوا كل المشاريع والاصلاحات، واذا حدد الناخب المذكور خياراته على هذا الاساس، يكون قد بدأ جديا بإرساء مداميك البنيان لمستقبل أفضل، عوض أن يوصل إلى المجلس النيابي كتلا نيابية تتلطى بالطوائف والمذاهب لتحمي الفساد وتدافع عن المفسدين وتبقى على كل أسباب الأزمة.

ولأننا على مسافة 32 يوما من الانتخابات النيابية، نكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الكابيتال كونترول: المطلوب تحديد المسؤوليات قبل توزيع الخسائر

لا "تفتيش" ولا "تأديب": عون موجود... إذاً "غادة باقية"!

نداء الوطن/13 نيسان/2022

لا تزال العودة الخليجية طاغية بقوة على المشهد الداخلي في ظل الحركة المكوكية التي يقوم بها السفير السعودي وليد بخاري في أكثر من اتجاه وطني، تفعيلاً لقرار استئناف العلاقات الديبلوماسية وتفعيل قنوات المساعدة السعودية الإنسانية للبنانيين في مواجهة الضائقة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي يمرون فيها، على أن يبقى تواصله مع المسؤولين ضمن الإطار البروتوكولي الذي سيشمل اليوم زيارة قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، قبل استكمال جولته على المقار الرئاسية، في كل من عين التينة والسراي الحكومي. أما على شريط المتابعات اليومية للملفات الجدلية، فبرز أمس ما نُقل عن إحالة النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون على هيئة التفتيش القضائي لمساءلتها حول التصريحات التي أدلت بها خلال زيارتها باريس في الآونة الأخيرة على نفقة المرشح للانتخابات النيابية عمر حرفوش، وتناولت فيها شؤوناً قضائية وصلت إلى حد التشهير بزملاء لها في السلك القضائي، وذلك بعدما تمت إحالتها الأسبوع الفائت على المجلس التأديبي بموجب عدة شكاوى رفعت ضدها أمام "التفتيش" في الفترة السابقة... غير أنّ مصادر مواكبة للملف قلّلت من جدية أي إجراءات قد تتخذ إزاء أي من هذه الشكاوى، معربةً عن ثقتها بأنّ "غادة عون محمية رئاسياً وسياسياً... وباختصار طالما أنّ ميشال عون موجود في القصر الجمهوري فإنّ غادة عون باقية تمارس مهامها بعيداً عن أي تبعات قضائية على تصرفاتها لا في هيئة التفتيش ولا في مجلس التأديب". وأفادت المصادر "نداء الوطن" أنه "تم الاستماع فعلاً إلى القاضية عون أمام هيئة التفتيش القضائي لكن أيّ قرار نهائي بحقها لم يصدر حتى الساعة"، لافتةً الانتباه إلى أن رئيس هيئة التفتيش كان قد طالب بإحالتها إلى المجلس التأديبي "لكن هذه الإحالة هي عملياً إحالة شكلية لأنّ المجلس التأديبي غير موجود بمعنى أنه غير مشكّل بعد"، موضحةً أنّ "مجلس القضاء الأعلى يقوم مطلع كل عام بتشكيله لكن المجلس كان بدوره غير مكتمل العضوية وبالتالي تعذر عليه تشكيل المجلس التأديبي".

وإذ لفتت إلى أنّ إحالة عون إلى المجلس التأديبي "تمت بطلب مباشر من رئيس التفتيش القاضي بركان سعد، بينما كان يجب أن تحصل عبر هيئة التفتيش"، نوّهت المصادر إلى أنّ هذه الإحالة "ستبقى سارية المفعول إلى حين تشكيل المجلس التأديبي لكونها لا تسقط بمرور الزمن"، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنّ "رئيس هيئة التفتيش له الحق بأن يطالب رئيس مجلس القضاء الاعلى بأن يطلب من وزير العدل كفّ يد القاضية غادة عون عن متابعة مهامها إلى حين البت بملفها من قبل التأديبي، لكن أغلب الظن أنّ هذه القضية ستبقى تراوح مكانها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية لأن الرئيس عون لن يسمح باتخاذ أي إجراء بحق القاضية عون حتى آخر لحظة من عهده". وكان رئيس الجمهورية قد أكد أمام زواره أمس أنّ "اليأس لا مكان له في تفكيره" وأنه ماضٍ في تنفيذ أجندته "في المدة الباقية من العهد"، مشدداً من هذا المنطلق على أهمية إقرار قانون الكابيتال كونترول إضافةً إلى التدقيق الجنائي في سبيل دفع الأمور قدماً على مستوى الاتفاق المبدئي الذي جرى توقيعه الأسبوع الفائت مع صندوق النقد الدولي. وفي هذا المجال، أثار وضع مشروع قانون "الكابيتال كونترول" كبند أول على جدول مناقشات اللجان النيابية المشتركة اليوم، الحذر والترقب في الأوساط الاقتصادية، منبهةً إلى مغبة تمرير السلطة المشروع بصيغته الاستنسابية تحت تأثير "نشوة" توقيع الاتفاق مع صندوق النقد، لأنّ ذلك سيكون بمثابة "إبراء ذمة كل من تسبب بالانهيار من السلطة السياسية، مروراً بالمصرف المركزي، ووصولاً إلى المصارف التجارية"، بحسب رئيس الجمعية اللبنانية لحقوق المكلفين المحامي كريم ضاهر، ليكون ذلك "على حساب تحميل المواطنين القسم الأكبر من الخسائر، وفقدان الأمل بالتعافي الاقتصادي لأجيال طويلة". ويوضح ضاهر أنّ تمرير قانون "الكابيتال كونترول" بمعزل عن تنفيذ بقية الاصلاحات المطلوبة، وفي مقدمها "تحديد المسؤوليات، وتوحيد سعر الصرف، وإعادة هيكلة المصارف"، سيؤدي إلى 4 نتائج بالغة الخطورة، وهي:

1- إبراء ذمة كل من المصرفيين ومصرف لبنان، والمتسببين بالانهيار من المسؤولين، وقطع الطريق على محاسبتهم، والمماطلة إلى أجل غير مسمى في إعادة هيكلة القطاع المصرفي، خصوصاً إذا نجحت المنظومة الحاكمة نفسها في تجديد شرعيتها في الانتخابات النيابية.

2- تسليم "رقبة" المودعين، وعموم المواطنين إلى لجنة مشكلة من رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان، ووزير المالية وخبيرين وقاض يحددون من قبل رئيس الحكومة، على أن تملك هذه اللجنة القرار النهائي الذي لا يمكن الطعن به أمام أي مرجع قضائي.

3- التمييز بين الدولار القديم والدولار الجديد، بما يطعن بمبدأ المساواة المكرّس بموجب المادة السابعة من الدستور.

4- تطبيق وزارة المالية سعر منصة صيرفة لجباية الضرائب والرسوم من دون أن يتم تعديل سقف السحوبات من الحسابات المصرفية المحجوزة. وعدم السماح للمودعين باستعمال أرصدتهم لتسديد النفقات الباهظة التي ستترتب عليهم. من دون أن يعني ذلك بالضرورة توقف المصرف المركزي عن تنويع أسعار الصرف بالنسبة للسحوبات المالية، وبالتالي الاستمرار بتذويب الودائع من خلال تعاميم غير دستورية وغير قانونية.

ويضيف ضاهر: "من جهتنا كائتلاف اتحاد نقابات المهن الحرة، مع جميع جمعيات وروابط المودعين وشريحة واسعة من القطاع العام ومجموعات أهلية ومجتمع مدني، نرفض رفضاً قاطعاً محاولات التشوية التي يعمل على تمريرها من خلال مشروع الكابيتال كونترول الراهن"، ويختم: "لن نسكت ولن نرضخ، فهناك سقف لا يمكن النزول تحته وهو تحديد المسؤوليات قبل توزيع الخسائر، بما يعني عدم تمرير الإصلاحات من دون عقاب، والبدء بتطبيق القوانين وفي مقدمها قانون الاثراء غير المشروع، تليه القوانين المصرفية التي تحاسب كل من أخل بواجباته".

 

ما هي قصة الـ14 مليون دولار أمام ديوان المحاسبة؟ ودور غير رسمي لـ"مركز حفظ الطاقة" في تركيب الطاقة الشمسية

نداء الوطن/13 نيسان/2022

تحيط علامات الاستفهام بدور «المركز اللبناني لحفظ الطاقة» في معالجة طلبات المواطنين لتركيب أنظمة انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية خصوصاً وأنّ القانون 462 (تنظيم قطاع الكهرباء) يعفي إنشاء تجهيزات إنتاج للاستعمال الخاص بقوة تقل عن 1,5 ميغاوات لشرط الإذن. فيما الواقع يشي بغير ذلك.

فـ»المركز» هو عبارة عن جمعية لا صفة رسمية لها ولا صلاحية معطاة لها في القوانين وفي الأنظمة النافذة ولا وجود لها ضمن الهيكلية التنظيمية والادارية لوزارة الطاقة والمياه. وهي «متهمة» وفق بعض المتابعين، بانتحال الصفة الرسمية من خلال معالجتها طلبات ذات طابع رسمي وتتعلق باعطاء المواطنين الإذن أو الموافقة على تركيب انظمة انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ومن خلال قيامها بواسطة عاملين لديها، لا يخضعون للمساءلة أو المحاسبة في حال الاهمال أو المخالفة أو الابتزاز، كونهم لا يرتبطون بأي علاقة وظيفية بوزارة الطاقة والمياه، باعداد الاجراءات الادارية للموافقة، من بينها تحضير مشاريع كُتب الموافقة على تركيب أنظمة الطاقة ممهورة بتوقيع وزير الطاقة والمياه والموجّهة الى وزارة الداخلية، الأمر الذي يُفقد تلك الكتب الشرعية القانونية الكاملة كون الجهة التي قامت باعدادها واقتراح الموافقة بشأنها هي جهة غير رسمية.

هذا وتفرض القوانين والأنظمة أن تتم تلك الاجراءات من قبل ادارة رسمية تابعة لوزارة الطاقة والمياه، وبموجب القوانين والانظمة النافذة يخضع الموظفون لديها للمساءلة والمحاسبة في حال الاهمال او المخالفة أو ابتزاز المواطنين، وهي في الحالة الحاضرة مؤسسة كهرباء لبنان عبر المديرية العامة للاستثمار بصفتها سلطة الوصاية حيث يعود لهذه الأخيرة دون سواها اعداد مشاريع الكتب اللازمة الممهورة بتوقيع وزير الطاقة والمياه بناء على المعطيات الفنية الواردة من مؤسسة كهرباء لبنان، وإن كان لا بدّ من دور للجمعية المذكورة فيجب أن يقتصر فقط على ابداء الرأي من الناحية الفنية عبر مهندس مختص لديها .

هذا مع العلم أنّ جمعية «المركز اللبناني لحفظ الطاقة» لم تقدم لغاية تاريخه، لديوان المحاسبة حسابات صحيحة عن المساهمات التي حصلت عليها سابقاً وتقدر قيمتها بحوالى 14 مليون دولار أميركي بعدما اعتبر ديوان المحاسبة أرقام الحسابات التي قدمت له غير صحيحة. ولغاية تاريخه لم تقدم الجمعية المذكورة براءة ذمّة عن كيفية انفاق الأموال التي حصلت عليها والمذكورة أعلاه مما يشكل مخالفة فاضحة لقانون تنظيم ديوان المحاسبة. في المقابل، تنصّ المادة 26 من قانون تنظيم قطاع الكهرباء رقم 462 على أنّه «لا يخضع إنشاء تجهيزات إنتاج للاستعمال الخاص بقوة تقل عن 1,5 ميغاوات لشرط الإذن، على أن تراعى مقتضيات البيئة والصحة العامة والسلامة العامة، وذلك بناء على معايير محددة تصدر بقرارات عن الهيئة بعد استطلاع رأي وزارة البيئة والإدارات والمؤسسات المعنية». يُذكر أنّ وزارة الطاقة أعلنت في 14 تشرين الأول 2021، وبناء على طلب وزارة الداخلية والبلديات، «آلية مسهلة لدعم وتطوير سوق الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء» من خلال «تسجيل طلب خطي في قلم وزير الطاقة والمياه». وتشير الآلية إلى أنّه «لتسهيل عمليّة دراسة الطلبات أصدر المركز اللبناني لحفظ الطاقة نموذجاً واضحاً يتضمّن المعلومات المطلوبة والمستندات المطلوب إرفاقها بالملف. كما أصدر رسماً تفصيليّاً يوضح كيفيّة سير المعاملة».

 

تعديل موعد زيارة البابا فرنسيس الى لبنان

 الأنباء الكويتية/13 نيسان/2022

لفتت "الأنباء الكويتية" عن اتجاه لدى الفاتيكان لتعديل موعد زيارة قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الى لبنان المقرر في 13 حزيران، بداعي عزمه زيارة بطريرك القدس للأرثوذكس.

 

اتفاق سوري ـ إسرائيلي.. مقابل استعادة كامل الجولان؟

 الشرق الاوسط/13 نيسان/2022

بين نيسان 2009 ومنتصف آذار 2011، كان الدبلوماسي والمبعوث الأميركي فريد هوف «يعيش الحلم». فكرة تحقيق سلام بين سوريا وإسرائيل، خطرت في ذهنه للمرة الأولى عندما كان يزور دمشق وهو في السادسة عشرة من عمره، باعتباره طالباً أميركياً زائراً. وبعد 45 عاماً، سنحت له فرصة تحويل الفكرة إلى «حقيقة». لكنها كغيرها من فرص السلام الضائعة، سرعان ما وصلت إلى «فشل يلاحقني بقية أيام حياتي».

قصة التحليق إلى قمة التفاؤل والانحدار إلى قعر الخيبة، يرويها هوف في كتابه الجديد «بلوغ المرتفعات: قصة محاولة سرية لعقد سلام سوري - إسرائيلي»، الذي صدر عن «المعهد الأميركي للسلام» في واشنطن.

وساطة هوف خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لم تقم على المقايضات السابقة «الأرض مقابل السلام»، أي أن تقوم إسرائيل بإعادة هضبة الجولان السورية المحتلة مقابل توقيع دمشق اتفاق سلام وإقامة علاقات طبيعية، لا على معادلة «السلام مقابل السلام»، كما اقترحت أفكار أخرى. مقاربة هوف، قامت على مقايضة من نوع آخر: إعادة الأرض مقابل التموضع الاستراتيجي. ماذا يعني هذا؟ أن تعيد تل أبيب الجولان مقابل تخلي دمشق عن تحالفها وعلاقاتها العسكرية مع إيران و«حزب الله» و«حماس». هذا هو جوهر الحراك الأميركي السري بين 2009 و2011. وهذا ما فهمه أيضاً المبعوث الأميركي السابق دينس روس؛ إذ يقول إن «بلوغ المرتفعات» لم يقدم «صيغة الأرض مقابل السلام، وإنما قدمت صيغة الأرض مقابل إعادة الترتيب الاستراتيجي لسوريا، مع ابتعاد سوريا عن إيران و«حزب الله».

هوف، الخبير والمبعوث والعسكري، الذي عُرف بأنه بين أوائل من رسموا «خط 4 يونيو (حزيران) 1967» الذي كان محور جدل ومقترحات لإبرام الاتفاق السوري - الإسرائيلي، كثيراً ما يتساءل حالياً عما إذا كان الرئيس بشار الأسد بالفعل يريد صفقة «الجولان - التموضع الاستراتيجي»، خصوصاً أنه عزز تحالفه مع طهران و«حزب الله»، بعد احتجاجات 2011.

حالياً، سوريا مقسمة إلى ثلاث مناطق نفوذ. إيران باتت حاضرة في ثلثي سوريا، وروسيا أيضاً. وغارات إسرائيل تلاحق «مواقع طهران» بصمتٍ من موسكو. أميركا وتركيا حاضرتان عسكرياً فيما تبقى من البلاد. وهناك مبادرات سرية وعلنية كثيرة وخطوات «تطبيعية» مع دمشق، لفك الارتباط بين سوريا وإيران و«حزب الله». ولا شك أن محاولة هوف قبل أكثر من عقد، تشكل مرجعاً فيه الكثير من الدروس.

بعد انطلاق عملية السلام في مؤتمر مدريد 1991، جرت جولات عديدة من المفاوضات السورية - الإسرائيلية العلنية والسرية، السياسية والأمنية والعسكرية، في أميركا وأوروبا. وفي 1993، كانت هناك نقطة تحول قادها الرئيس الأميركي بيل كلنتون، لدى تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين بالانسحاب الكامل من الجولان مقابل علاقات سلمية وترتيبات أمنية. وعرفت تلك المبادرة بـ«وديعة رابين». وبعد جمود بسبب اتفاق أوسلو في 1993، جرت محاولات أميركية أخرى على المسار السوري، مع تغير الحكومات في تل أبيب. وكانت على وشك إنجاز اتفاق سلام في قمة الرئيسين حافظ الأسد وبيل كلنتون في 2000، لكن الخلاف على الخط النهائي للانسحاب من الجولان والوصول إلى بحرية طبريا في الهضبة السورية، حالا دون ذلك.

وبعد وصول الرئيس بشار الأسد، جرت محاولات أيضاً، كانت أبرزها خلال فترة العزلة الدولة على دمشق، الوساطة التركية بين عامي 2007 و2008. التي تعمقت في تحديد خط الرابع من يونيو، الذي كانت دمشق تريد الانسحاب الإسرائيلي إليه. كما تناولت تفاصيل الترتيبات الأمنية والعلاقات التطبيعية (دمشق كانت تسميها علاقات سلم عادية أو طبيعية)، إلى حد أن أنقرة اقترحت ترتيب لقاء مباشر سوري - إسرائيلي بين الأسد ورئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت. أيضاً، انهارت الاتصالات وشنّت إسرائيل الهجوم على غزة دون تشاور مع أنقرة.

على هذه الخلفية، جاء جهد هوف بالانضمام إلى الخارجية الأميركية في أبريل 2009، بعد فوز بنيامين نتانياهو (الذي كان فاوض الأسد الأب عبر الوسيط السري الأميركي رولاند لاودر بين 1996 و1999) وقيام أوباما بتكليف السيناتور جورج ميتشل قيادة فريق السلام في الشرق الأوسط. في 2009، قام ميتشل وهوف بزيارة دمشق مرتين وتل أبيب أيضاً، لاختبار احتمال استئناف مفاوضات المسار السوري. وفي 2010، تواصلت رحلات هوف الدورية إلى سوريا وإسرائيل. مفتاح التحرك للوساطة الأميركية، تحول تدريجياً من الحصول على «الوديعة» إلى إقناع قادة إسرائيل بالفوائد الأمنية المحتملة من السلام مع سوريا بدلاً من صيغتهم «الأرض مقابل السلام».

في خضم ذلك، وفي مايو (أيار) 2010، اجتمع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جون كيري، بالرئيس الأسد في دمشق، حيث ظهر من خلال وثيقة خطية «انفتاح الأسد على اتفاق سلام يلبي جميع المتطلبات الإسرائيلية في مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى خط 4 يونيو 1967».

في موازاة ذلك، نجح المبعوث الأميركي السابق دينيس روس في ترتيب عقد لقاءات له وهوف مع نتنياهو. في هذه اللقاءات، عرض الأميركيان مسودة وثيقة، قبل تقديمها إلى الأسد. وحسب قراءة هوف، فإنه «رغم الشكوك القوية حول وثيقة كيري والنوايا السورية، يتفق في نهاية المطاف على أن (ورقة المناقشة) التي صاغتها أميركا لمسودة معاهدة سلام إسرائيلية - سورية، من الممكن أن تشكل الأساس لوساطة السلام الأميركية».

هوف أُطلع ميتشل على لقاءاته مع نتنياهو وعلى مقاربة «ورقة المناقشة». وسافر ميتشل وهوف إلى دمشق في سبتمبر (أيلول) في محاولة للحصول على موافقة الأسد على إجراء من شأنه تجنب طريق «الوديعة» المسدود. و«وافق الأسد فوراً على منهجية الوساطة الجديدة»، حسب قول هوف. وكان هوف وروس كتبا «ورقة المناقشة»، وناقشا المسودة الأولى مع فريق صغير من الإسرائيليين يعينهم نتنياهو.

وعليه، يُنسى ما يعرف بـ«ما بعد الوديعة»: وجوب تسوية الجوانب الإقليمية لورقة المناقشة قبل كل أمر آخر، ثم تناول أي موضوع آخر تختاره إسرائيل. موقف إسرائيل، كان: وجوب تناول جميع عناصر ورقة المناقشة في آن واحد، بما في ذلك تراجع سوريا وضبط العلاقات الإقليمية التي تشكل تهديدا لأمن إسرائيل. سوريا توافق على أن بحر الجليل (بحيرة طبريا) بأكمله يمكن أن يكون تحت السيادة الإسرائيلية.

«هذا التنازل» الذي كان وراء انهيار قمة الأسد - كلنتون قبل عشر سنوات من ذلك، أي في العام 2000، «شجع الفريق الإسرائيلي على الانخراط بجدية في تحديد خط 4 حزيران 1967، على اعتباره حدوداً مستقبلية بين إسرائيل وسوريا. لكن الجزء الأعلى من نهر الأردن الذي يصب في بحر الجليل لا يزال موضع خلاف»، حسب هوف.

وفي بداية 2011، استمرت جهود بلورة ورقة المناقشة. وتنقل هوف بين دمشق وتل أبيب، مع مشاركة دينيس روس في المباحثات مع الفريق الإسرائيلي. وإذ أبلغ نتنياهو ضيفيه الأميركيين بـ«شكوكه المتزايدة في التزام الأسد الشخصي بوساطة السلام وبالسلام نفسه»، حسب وثائق الاجتماعات، فإنه «رحب بالفكرة الأميركية الخاصة بربط رفع العقوبات الأميركية عن سوريا بتنفيذ دمشق لالتزامات معاهدة السلام».

هذا التفاؤل، شجع هوف في اجتماع مع نتنياهو وفريقه على «السعي لعقد اجتماع مباشر مع الأسد لتقييم التزام الرئيس الشخصي بإعادة توجيه الاستراتيجية السورية التي من شأنها تعزيز الأمن الإسرائيلي». هنا، وفي محادثات هاتفية مع نتنياهو ووزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم والأسد، أكدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على النوايا الإسرائيلية وتمهد الطريق للقاء هوف مع الأسد.

قبل وصول هوف إلى دمشق في فبراير (شباط) 2011، أبلغ الأسد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين الزائرين، أن السلام مع إسرائيل لا بد أن يستند إلى «مراجع محددة» تغطي الأرض والأمن. عندها، قام روس وهوف بصوغ هذه «المراجع المحددة».

في 28 فبراير، وافق الأسد، في اجتماع مع هوف في دمشق، على «المراجع المحددة بشأن الأمن (التي تقضي بإنهاء الأنشطة والعلاقات السورية التي تشكل تهديدا للأمن الإسرائيلي)»، حسب المبعوث الأميركي. ويضيف، أن الرئيس السوري أكد أن «لبنان وإيران و(حزب الله) سوف يلتزمون بمعاهدة السلام بين سوريا وإسرائيل». كما أعرب عن ارتياحه لمفهوم رفع العقوبات الأميركية مع تنفيذ سوريا لالتزاماتها التعاهدية. خلال كل ذلك، بقي الانسحاب الإسرائيلي الكامل حتى خط 4 يونيو 1967 مطلباً أساسياً للأسد.

وفي 2 مارس، أطلع هوف نتنياهو وفريقه على اجتماع الأسد. وعبّر نتنياهو عن ارتياحه، وأعلن أن الوساطة وإمكانيات السلام «حقيقية». وتركزت الاجتماعات اللاحقة مع فريق نتنياهو على خصائص الأراضي ومذكرة الاتفاق. وبقي الاتفاق بشأن أعالي نهر الأردن بعيد المنال، لكن هذا لم يمنع هوف وروس من البدء بترتيب «محادثات تقارب» سورية - إسرائيلية في أوروبا الشرقية في أبريل.

قبل ذلك، اندلعت الاحتجاجات السورية في منتصف مارس. وفي 18 مارس، ردت قوات الأمن السورية بالعنف الشديد على المتظاهرين في درعا. كما ردت قوات الأمن بعنف على الاحتجاجات في دمشق. وقتها، علقت الوساطة «بسبب الفوضى الرسمية» في سوريا. سعى هوف إلى زيارة دمشق، لكنه مُنع الحصول من على إذن من البيت الأبيض كي يناقش مع الأسد الآثار المترتبة على الوساطة إثر العنف الحكومي السوري.

وفي 13 مارس، استقال ميتشل من منصبه كمبعوث خاص للسلام في الشرق الأوسط، وفي 19 من الشهر نفسه، قال أوباما، في خطاب لوزارة الخارجية، إن «الأسد يجب أن يقود انتقال سوريا إلى الديمقراطية أو يتنحى عن الحكم». وفي في 18 أغسطس (آب)، أعلن أوباما أن «الوقت قد حان لتنحي الأسد». أما هوف، فانتقل من فريق السلام في الشرق الأوسط إلى تقديم المشورة إلى وزير الخارجية ومكتب الشرق الأدنى بشأن تفاقم الأزمة السورية.

وفي أغسطس، رفض أوباما توصية من كبار مسؤولي الأمن القومي بأن تساعد الولايات المتحدة في تنظيم وتدريب وحدات عسكرية تابعة للمعارضة السورية. وتم إنهاء عمل «المجموعة الصغيرة» و«الاستعاضة عنها بجهد مشترك بين الوكالات لتحديد الاحتياجات السورية المحتملة بعد الأسد». كما أعلن أوباما أن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا يشكل بالنسبة له «خطا أحمر». وفي سبتمبر، استقال هوف من وزارة الخارجية الأميركية.

وتطورت الأمور في سوريا وانحدرت لسنوات مؤلمة وطويلة. وفي 25 مارس 2019، أصدر الرئيس دونالد ترمب إعلاناً يعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان: الجزء الرئيسي من الأراضي موضوع النزاع خلال وساطة السلام بين عامي 2009 و2011، والمسألة المحورية في الجهود الدبلوماسية السابقة التي بذلتها تركيا في عامي 2007 و2008، والولايات المتحدة بين عامي 1993 و2000.

يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الإعلان قد رفع مرتفعات الجولان والمناطق المتاخمة المتنازع عليها من جهة الغرب من طاولة محادثات السلام المستقبلية بين إسرائيل وسوريا.

في 22 مايو 2010، زار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري دمشق والتقى الأسد في القصر الرئاسي. وقد شجع البيت الأبيض، الذي «انزعج بشدة من التقارير التي تفيد بأن نظام الأسد ينقل صواريخ سكود إلى (حزب الله)»، كيري على القيام بزيارة سوريا و«مواجهة الأسد بشأن هذه المسألة»، موضحاً للرئيس السوري أن «الفوائد التي ستعود على سوريا من الحوار الثنائي، ستنتهي ما لم تكن سوريا راغبة في التخلص من مهمة تزويد حلفاء إيران اللبنانيين وعملائها بالأسلحة الفتاكة».

حسب المحضر الأميركي للاجتماع الذي عقد في التاسعة صباحاً من يوم 22 مايو، قال كيري للأسد «طلب الرئيس أوباما مني شخصياً أن آتي لمقابلتكم. لقد استدعاني إلى البيت الأبيض، وتحدثنا عن المنطقة، وأعرب عن قلقه بشأن الأوضاع الراهنة».

رحب الأسد بكيري، وقال «أنتم أحد أصدقائنا القليلين في الولايات المتحدة. وهذا هو لقاؤنا الخامس منذ عام 2004. نحن نثق بكم. وأنتم تثقون بالرئيس أوباما. لذا؛ فنحن نثق بالرئيس أوباما. ونثق بكم سيناتور كيري. ونرغب منكم الاضطلاع بدور الوساطة. أنت شخصية مستقلة، ولستم جزءاً من مؤسسة بعينها. وليست لديكم أجندة خاصة. ونحن لن نسمح لمسؤولين أميركيين آخرين بالولوج إلى التفاصيل. سنسمح للسيناتور كيري فحسب بالاطلاع على تفاصيل عملية السلام». ورد كيري «ربما أستطيع الاضطلاع بذلك الدور. وأعتقد أن إسرائيل تحمل مسؤولية إعادة الجولان بالكامل حتى حدود الرابع من يونيو 1967».

وصل كيري حاملاً مسودة رسالة مُعدة لتوقيع الرئيس الأسد، تُنقل إلى الرئيس أوباما «من خلال السيناتور كيري. وتتضمن مسودة الرسالة تأكيد الأسد على ما يلي:

1.أن معاهدة السلام بين سوريا وإسرائيل، بما في ذلك الحدود التي تعكس استعادة سوريا الكاملة للأراضي التي فقدتها في يونيو 1967، من شأنها أن تنهي كل دعم سوري للأعمال، والسياسات، والتعاون الذي يهدد أمن إسرائيل من جانب الدول وغير الدول على حد سواء.

2.من شأن معاهدة السلام أن تنهي الصراع بين إسرائيل وسوريا، وأن تشتمل على تسوية جميع المطالبات الناشئة عن الأحداث قبل إبرام الاتفاق.

3.ينجم عن ذلك تطبيع العلاقات الدبلوماسية، بما في ذلك فتح السفارات.

4.تكون علاقات سوريا مع الدول وغير الدول متسقة تماما مع التزاماتها التعاهدية والتزاماتها تجاه إسرائيل كما هي محددة بما يبعث على ارتياح الطرفين.

5.في حال التوصل إلى معاهدة سلام مع إسرائيل، فإن سوريا، تمشياً مع مبادرة السلام العربية، ستقدم دعمها وتعاونها الكاملين لتحقيق سلام عربي - إسرائيلي شامل، بما في ذلك تأمين اتفاقيات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل ولبنان، وما يترتب على ذلك من تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجميع أعضاء جامعة الدول العربية.

قال كيري للأسد «تعكس هذه الرسالة التفاهمات التي توصلنا إليها في المرة الأخيرة». وفي اجتماع سابق، قرأ كيري على الأسد بنود هذه الرسالة، وهي المذكرة التي أعطاها هوف للسيناتور كيري في وقت سابق من عام 2010، والتي تحدد وجهات نظره بشأن البنود الأساسية لاتفاقية السلام المحتملة بين سوريا وإسرائيل.

كان رد فعل الأسد إيجابياً على الفور «يجب أن نوافق على هذه الرسالة». إلا أن وزير الخارجية المعلم اعترض، قائلاً إنه يجب أن يسبق ذلك رسالة من إسرائيل إلى الولايات المتحدة، تؤكد فيها أن الاتفاق الشامل يستلزم انسحاب إسرائيل الكامل إلى خط 4 يونيو 1967. وقد تدخل كيري على الفور قائلاً «هذا ليس ضرورياً: لقد أكدت مع نائب الرئيس (جوزيف بايدن) بالأمس أن موقف الولايات المتحدة يستلزم عودة الجولان بالكامل إلى خط 1967». وكان كيري يحاول استبدال «الوديعة الإسرائيلية»، أي «وديعة رابين» للعام 1993، بموقف سياسي أميركي أحادي الجانب.

تطرق لقاء الأسد وكيري إلى علاقة سوريا بـ«حزب الله»، بالتزامن مع قيام مساعديهما بتنقيح مسودة الاتفاق السوري - الإسرائيلي، بحيث تضمن خمس نقاط، هي:

1.أن معاهدة السلام بين سوريا وإسرائيل، بما في ذلك الحدود التي تعكس الاستعادة السورية الكاملة لمرتفعات الجولان حتى خط 4 يونيو 1967، ستسفر عن علاقة ثنائية بين سوريا وإسرائيل لا يقدم فيها أي من الطرفين المساعدة أو الموافقة على أي عمل يقوم به طرف ثالث، أو دولة أو غير دولة، بما يهدد أمن الطرف الآخر.

2.من شأن معاهدة السلام المذكورة أن تُنهي الصراع بين إسرائيل وسوريا، وأن تشمل تسوية جميع المطالبات الناشئة عن الأحداث قبل إبرام الاتفاق.

3.من شأن ذلك أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية، بما في ذلك فتح السفارات.

4.احترام سوريا وإسرائيل، في علاقاتهما المتبادلة، بنود معاهدتهما.

5.في حال التوصل إلى معاهدة سلام، فإن سوريا، تمشياً مع مبادرة السلام العربية، ستقدم دعمها وتعاونها الكاملين لتحقيق سلام عربي - إسرائيلي شامل، بما في ذلك المساعدة على إبرام اتفاقات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وما يترتب على ذلك من تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجميع أعضاء جامعة الدول العربية».

- الأسد: مزارع شبعا سورية... والجميع سيفاجأون بسرعة التزام نصر الله باتفاقنا مع إسرائيل

- أبلغ هوف في فبراير 2011 أن «سوريا ليست عميلة إيران»... وطهران لم تعترض على وساطة أنقرة بين دمشق وتل أبيب

في 27 فبراير (شباط) 2011، وصل هوف إلى دمشق للقاء الأسد، حيث تحدث المبعوث الأميركي عن اهتمامه بتحقيق «سلام سوري - إسرائيلي وبناء علاقة رسمية ودية بين دمشق وواشنطن، يتجلى من خلالها دفء علاقات الصداقة التي تربط بين الشعبين». وقد رد الأسد بشكل إيجابي.

وبعد تناول تصريحات صحافية وزيارات أميركيين لسوريا وعقوبات واشنطن ضد دمشق، تحدث هوف عن مسودة الاتفاق التي كان صاغها وتوصل إليها (نصها موجود هنا لاحقاً). وحسب نص الكتاب «مع ذلك، سيكون ردك على الحواشي، سيدي الرئيس، أساسياً لتحديد بلادي للقرار الخاص بمواصلة هذه العملية. نحن في حاجة إلى معرفة ما إذا كانت سوريا والولايات المتحدة الأميركية متفقتين على ما تحتاج سوريا إلى القيام به لتنفيذ التزاماتها المتعلقة بمعاهدة السلام، ما يلزم الولايات المتحدة الأميركية برفع العقوبات أم لا».

طلب الأسد توضيح ومعرفة ما إذا كانت تلك الحواشي مهمة للطرف الآخر، فأجاب هوف «نعم، لكني أكدت على أن تلك النقاط لها القدر نفسه من الأهمية بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأن موافقته عليها سوف تمكّن أميركا من المُضي قدماً الآن باتجاه القضايا المتبقية المتعلقة بالأرض، وبدء عملية التخطيط المتعلقة برفع العقوبات. وسوف يتيح تنفيذ سوريا تلك الأمور، بمجرد إقرار معاهدة السلام، للولايات المتحدة الأميركية رفع العقوبات، وقد أشار الأسد إلى تفهمه وموافقته».

سلم هوف الورقة إلى الأسد، وقرأها ببطء وحرص على ما يبدو. وأعرب قبل تطرقه إلى الحواشي عن اهتمامه بفهم أفضل لجوانب النقاط الخمس. وأشار إلى أن النقاط الأربع الأولى تتضمن مرجعيات خاصة بلبنان، لكن النقطة الرابعة فقط ذاتها هي التي تذكر اسم البلد صراحة. وتساءل عما إذا كان من الملائم ذكر لبنان في نص معاهدة سلام سورية - إسرائيلية. وقال إن «هذا هو تحفظه الوحيد».

أعرب الأسد، حسب الكتاب، عن موافقة حماسية على النقطة الخامسة بما تتضمنه من دعوة إلى سلام عربي - إسرائيلي شامل، ثم تحدث لدقيقتين عن «المصالح». وكان مقصده هو أنه في حال توقيعه على معاهدة تلبي «المصلحة» الرئيسية لسوريا، وهي إعادة إسرائيل كامل الأراضي السورية التي احتلتها عام 1967، لن يكون منطقياً بالنسبة إليه القيام بأي فعل يهدد الدولة اليهودية. كذلك، أوضح أن مثل تلك التهديدات سوف تثير الارتياب مما يجعل الناس يسألونه عما إذا كانت هناك معاهدة سلام سوريا مع إسرائيل أم لا.

ويقول هوف «امتنعت عن الرد على النقطة التي أثارها بشأن لبنان؛ لأنني أردت التطرق إلى لبّ المسألة دون التورط في الأمر، فأنا في النهاية لم أكن أعلم الوقت الذي سيمنحه لي الرئيس الأسد، وافترضت أنه نحو ساعة كحد أقصى، وكانت قد مرت خمس عشرة دقيقة بالفعل، واقترحت أن يقرأ أو يعيد قراءة الحواشي حتى نتمكن من مناقشة كل واحدة منها. بدأ بالتركيز على الشرط الخاص بطرد حركة «حماس» وجماعات أخرى، وسأل عما سيكون مطلوباً من سوريا في حال ظهور أحدهم على شاشة التلفزيون السوري وطلبه التزام إسرائيل بالعدالة مع الشعب الفلسطيني؟ هل يعني ذلك أنه من الضروري طرده من البلاد؟ وكان ردي بالنفي، لكنني أضفت أنه سيكون على أي شخص يؤيد أو يخطط أو ينفذ أعمال عنف أو تهديد بتنفيذ أعمال عنف ضد إسرائيل من الأراضي السورية الرحيل بمجرد دخول معاهدة السلام حيز التنفيذ».

تحول انتباه الأسد بعد ذلك نحو اللغة الخاصة بـ«حزب الله»، حيث أشار إلى أن «الجميع سيفاجأون بالسرعة التي سوف يلتزم بها حسن نصر الله، أمين عام (حزب الله)، بالقواعد بمجرد إعلان كل من سوريا وإسرائيل التوصل إلى اتفاق سلام»، حسب هوف. وزاد «أجبته بقولي إنني سأكون من بين الأشخاص الأكثر تفاجؤاً، وسألت الرئيس كيف ستكون لديه تلك القناعة بالنظر إلى ولاء نصر الله لإيران و(للثورة الإسلامية) الإيرانية. بدأ الأسد بإيضاح أن نصر الله عربي لا فارسي، وأشار إلى ضرورة أن تكون سوريا ولبنان ضمن مسار عملية السلام العربي – الإسرائيلي؛ إذ يعتمد المسار اللبناني على سوريا، وقد أخبر ميشال سليمان، الرئيس اللبناني، بضرورة تجهيز فريق مفاوض مع اعتزام سوريا المضي قدماً في حال تعاون إسرائيل. لقد أكّد لي أنه في حال توصل سوريا إلى سلام مع إسرائيل، لن يتمكن نصر الله من الحفاظ على منصبه الحالي كزعيم «للمقاومة». كما وصف الأسد «(حزب الله) بأنه الحزب السياسي اللبناني الوحيد الحقيقي، مشيراً إلى أنه ممثل أكبر جماعة طائفية في لبنان وهي الشيعة، وهي مؤسسة قدرها هو الاضطلاع بدور قيادي في السياسة اللبنانية الداخلية».

سأل هوف الأسد «عما إذا كانت رؤيته بشأن خروج نصر الله من عالم المقاومة سوف تتطلب من سوريا إعادة مزارع شبعا إلى لبنان بمجرد جلاء إسرائيل عن قطاع هضبة الجولان؟». وأضاف «مع ذلك، في ظل عدم حديث الأسد الآن عن الحق في مزارع شبعا، أكّد لي أن الخرائط توضح أن مزارع شبعا هي أراض سورية، وربما يكون إجراء تعديلات مستقبلية مع لبنان أمراً ممكناً، لكن الأرض محل التساؤل كانت سوريا. وأكّد الأسد بشكل عفوي أن سوريا لم تكن دولة عميلة لإيران، حيث كان اتفاق سلام مع إسرائيل شأناً سورياً لا إيرانياً، وأضاف أنه لم يخطر إيران حين بدأت جهود الوساطة التركية في اتفاق السلام».

يضيف هوف «سألت الأسد عما إذا كان قد وجد أمراً مستهجناً في حواشي مسودة الاتفاق، وكان رده مباشراً وقاطعاً بالنفي، وطلب أن أخبر الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون بأنه ليس لديه مشكلة في أي منها. وطلب الأسد أن يتم إخبار إسرائيل بأن سوريا أيضاً لديها رأي عام، وعلى السوريين الاقتناع بأنه قد تمت استعادة أرضهم بالكامل، فلا يوجد أي مجال للتلاعب. وكان ردي هو التأكيد مرة أخرى للأسد على اعتقادي بإحراز تقدم جاد في المسائل المتعلقة بالأرض، وبأننا قد تجاوزنا حقبة الاهتمام بالمخزون (المائي) وانخرطنا في مرحلة جديدة مع وجود مياه وادي الأردن في قلب النزاع الباقي. أقرّ الأسد بأن إسرائيل كانت في حاجة إلى المياه المذكورة وأن المشكلة قابلة للحل، وأشار أيضاً إلى أن المياه تتدفق نحو الأسفل لا الأعلى». وبالعودة إلى المرجعية المحددة الخاصة بالأمن المطروحة أمامه، أكّد الأسد مرة أخرى على عدم وجود مشكلة فيها، باستثناء تحفظ واحد. فقد أراد أن يتم الانتهاء من المرجعية الخاصة بالأراضي أولاً. مع ذلك، كنت أتمتع بحرية مناقشة المرجعية الخاصة بالأمن، بما في ذلك الحواشي، مع وليد المعلم».

وتابع «هممت بالمغادرة، وشكرت الأسد على وقته، وقد أكّد مرة أخرى تحياته إلى الرئيس أوباما، وكلينتون، وزيرة الخارجية، وميتشل المبعوث الخاص. كذلك طلب مني أن أبلغ الرئيس أوباما بموافقته على كل ما هو مطروح، وكان ممسكاً بنسخته من الورقة أثناء مغادرتي. كانت قد مرّت نحو خمسين دقيقة منذ بدء محادثتنا».

- «اتفاق الفصل»... مقدمة وديباجة وحواشٍ

بعد جولات بين دمشق وتل أبيب وواشنطن، توصل الوفد الأميركي إلى مسودة اتفاق سلام سوري - إسرائيلي يتضمن ابتعاد دمشق عن طهران و«حزب الله»، يتضمن مقدمة وفقرات تنفيذية وحواشي، هذا نصه:

«سينهي هذا الاتفاق (اتفاق الإطار المحتمل/معاهدة السلام المحتملة) حالة الحرب بين سوريا وإسرائيل، ويرسي السلام، ويتطلب أفعالاً من جهة الطرفين لإقامة علاقة ثنائية وعلاقات مع كافة الأطراف الأخرى الفاعلة، اتساقاً مع هذا الواقع الجديد. وفقاً لذلك، لن يهدد أي من الطرفين، طبقاً لمبادئ القانون الدولي المعمول بها، ووثيقة الأمم المتحدة، أو يدعم بشكل مباشر أو غير مباشر، أي أفعال أو جهود أو خطط من جانب طرف يمثل دولة أخرى أو لا يمثل دولة، من شأنها تهديد أمن أو سلامة الطرف الآخر أو مواطنيه، بوجه خاص عند دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ:

1 - سيمتنع الطرفان عن ممارسة أي تهديد أو استخدام للقوة بشكل مباشر أو غير مباشر ضد بضعهما بعضاً، وسيعملان على تسوية كافة الخلافات والنزاعات بينهما بالطرق السلمية.

2 - سينهي الطرفان ويحظران القيام بأي أنشطة على أراضيهما أو من جانب مواطنيهما تساعد أي قوات نظامية أو غير نظامية أو شبه عسكرية تسعى نحو الإضرار بالطرف الآخر أو مواطنيه. (حاشية رقم 1).

3 - لن يستخدم أي من الطرفين حقه بموجب أي معاهدة أو اتفاق أو التزام مع أي طرف يمثل أو لا يمثل دولة في الاستخدام الجماعي للقوة ضد الطرف الآخر، أو يستجيب بالموافقة على أي طلب مساعدة في ممارسة تهديد أو استخدام لقوة ضد الطرف الآخر بموجب مثل تلك المعاهدة، أو الاتفاق أو الالتزام، أو المشاركة أو الحفاظ على المشاركة في تحالف عدائي ضد الطرف الآخر. (حاشية رقم 2).

4 - لن يقوم أي طرف بنقل أسلحة أو معدات عسكرية إلى لبنان، أو السماح بأن تتم مثل تلك العمليات عبر أراضيه، باستثناء تلك المرسلة إلى قوات الأمن الرسمية للحكومة اللبنانية. (حاشية رقم 3).

5 - يتشارك الطرفان هدف تحقيق سلام عربي - إسرائيلي شامل، ويدركان أن هذا سوف يتطلب إبرام اتفاقيات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولبنان وإسرائيل، وتطبيع العلاقات بين الدول الأعضاء كافة في جامعة الدول العربية وإسرائيل. وسوف يبذل الطرفان قصارى جهديهما لتحقيق هذا الهدف.

تمت صياغة الديباجة والنقاط الخمس بطريقة تتيح دمج جزء كبير من اللغة مباشرة في اتفاق إطار سوري - إسرائيلي أو معاهدة إطار سورية - إسرائيلية. وتطرقت الحواشي إلى حالات خاصة:

1 - عملياً، بالنظر إلى السياسات الحالية لتلك الجماعات، سينبغي على سوريا الامتناع عن تقديم المساعدة العسكرية والمالية، بما فيها الأسلحة والمواد ذات الاستخدام المزدوج والتدريب والمعلومات الاستخباراتية، إلى تنظيم «حزب الله»، سواء في سوريا أو لبنان، وكذلك حركة «حماس» وغيرها من الجماعات الفلسطينية التي تخطط وتدعم وتشارك في أعمال عنف ضد إسرائيل والإسرائيليين، وتطرد من سوريا كل الأفراد التابعين لتلك الجماعات أو أي جماعة أخرى تستخدم الأراضي السورية في تنفيذ الأنشطة المحظورة إلى دول أخرى غير لبنان.

2 - يقال إنه لدى سوريا اتفاقات أمنية جماعية مع كل من إيران و«حزب الله» وأطراف في جامعة الدول العربية قد تقع ضمن نطاق هذا المتطلب. من الأمثلة على ذلك، أنه ينبغي على سوريا إنهاء علاقتها مع الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك «فيلق القدس»، ومنع عبور أفراده ومعداته عبر الأراضي السورية أو المجال الجوي السوري. كذلك، سيتعين على سوريا إنهاء أي اتفاقات تتيح وجود تهديد أو استخدام للقوة ضد إسرائيل والمواطنين الإسرائيليين إن وجدت.

3 - بناءً على ذلك، سوف يتعين على سوريا إنهاء مشاركتها في كل عمليات نقل الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك المواد ذات الاستخدام المزدوج، إلى تنظيم «حزب الله» سواء في لبنان أو إلى لبنان وتيسيرها لتلك العمليات، كما سيتعين على سوريا وقف تدفق الأسلحة إلى الجماعات الفلسطينية في لبنان ودعم الجهود الرامية إلى نزع سلاحها».

 

بخاري يقيم إفطارا رمضانيا على شرف قيادات إقتصادية

وطنية/13 نيسان/2022

أقام سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري إفطارا رمضانيا في دارته في اليرزة شارك فيه رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق محمد شقير وعددا من أعضاء الهيئات الإقتصادية ورؤساء مجالس رجال الأعمال اللبنانية الخليجية. وكان الإفطار مناسبة لتداول  الأوضاع العامة في لبنان وبخاصة  الوضع الإقتصادي والإجتماعي.

 

وزارة الصحة : 188 إصابة جديدة و 3 حالات وفاة

وطنية/13 نيسان/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "188 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1095099،كما تم تسجيل 3 حالات وفاة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الضربات الاسرائيلية المتكررة على سوريا...ثلاثة اسباب تحتّمها ؟

المركزية/13 نيسان/2022

تصدّت الدفاعات الجوية السورية السبت لغارات إسرائيلية استهدف منطقة مصياف في حماة وسط البلاد. ونقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مصدر عسكري قوله إن الغارات الإسرائليية جاءت "من اتجاه شمال لبنان" واستهدفت "بعض النقاط في المنطقة الوسطى"، مضيفاً أن الدفاعات الجوية السورية تصدت للصواريخ "وأسقطت بعضها". وبحسب مصدر عسكري، استهدفت الغارات الإسرائيلية مركز البحوث العلمية في مصياف. من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الموقع الذي استهدفته إسرائيل يضم مجموعات مسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

ومع كل قصف عسكري على سوريا، تطلب وزارة الخارجية والمغتربين السورية من الأمم المتحدة التدخل. وقال وزير الخارجية، فيصل المقداد، الأحد الماضي في رسالة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة على القصف الإسرائيلي الأخير، إن سوريا تحتفظ لنفسها بحق الرد بالوسائل المناسبة التي يقرها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وطالب المقداد الأمم المتحدة بإدانة واضحة لما وصفها بـ"الاعتداءات المتكررة على سيادة سوريا"، وبأن يبادر كل من وكيل الأمين العام للشؤون السياسية والمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط للاضطلاع بمهامهما في هذا المجال، وإثارة هذه المسألة "الخطيرة" في مجلس الأمن، ومطالبة اسرائيل باحترام قرارات مجلس الأمن والتوقف عن تهديد السلم والأمن الإقليمي والدولي. وتتكرر هذه المطالب من حكومة النظام إلى الأمم المتحدة مع تعرض مناطق خاضعة لسيطرتها يرجّح أنها تضم مواقع عسكرية تابعة لها وأخرى إيرانية، لقصف إسرائيلي. ومع كل استهداف، يعلن النظام السوري تصديه للهجمات عبر المضادات الأرضية، في حين أن صور الأقمار الصناعية تظهر دمارًا في بعض مواقعه ومنشآته. فما هي أبعاد الغارات الاسرائيلية الأخيرة على سوريا واستهداف مصنع لتطوير الصواريخ وتصنيع المسيرات، وسقوط مسؤولين من الحرس الثوري وحزب الله؟ هل سترد ايران عبر حزب الله وهل ستتحرك جبهة جنوب لبنان في هذه المرحلة الدقيقة؟ العميد الركن أمين حطيط يؤكد لـ"المركزية" أن "اسرائيل تدخلت في الحرب على سوريا منذ البداية بصيغ متعددة ولم تخرج من الميدان السوري خلال السنوات الـ11 الماضية، وبالتالي يشكّل حضورها جزءا من الجبهة التي تشن الحرب الكونية على سوريا، هذا أمر مفروغ منه. أما في المرحلة الأخيرة، فإن لاعتداءاتها أسبابا ثلاثة:

السبب الاول، قطع الطريق على العبارة الرائجة بأن الحرب في سوريا انتهت. اليوم الاعلام الغربي يعتبر أن الحرب في سوريا انتهت والرئيس السوري بشار الاسد انتصر، في حين أن اسرائيل والولايات المتحدة يرفضان هذا الواقع لأنه يؤدي إلى إعلان هزيمتهما في الميدان السوري، لهذا تولّت الولايات المتحدة شأن الشمال السوري بتحريك الاكراد والاتراك وداعش، واسرائيل تولّت أمر الوسط والجنوب بضربات متتالية، وغاية الطرفين القول بأن الحرب لم تنته وما زال باكراً الإعلان عن انتصار الأسد. والسبب الثاني، حكومة نفتالي بينيت تلقّت صفعات كبيرة خلال شهر، حيث سقط من الاسرائيليين 14 قتيلاً في عمليات أثبتت وهن البنية الأمنية والوهن الاسرائيلي في الداخل، وأصبحت هذه الحكومة ترتكز على صوت من هنا وهناك لإسقاطها، وبالتالي هي بحاجة إلى نقل كرة النار إلى الخارج للقول إن هناك تهديدات وهي تقوم بواجباتها وتتابع التغلغل الايراني في سوريا، أي نوع من إشغال وإظهار عرض عضلات وقوة. أما السبب الثالث فيدخل في إطار الاستمرار ربطاً بالماضي، وبأنها ستبقى في الميدان السوري إلى ان تنتهي الحرب نهائياً". وعن تحريك جبهة الجنوب يجيب: "جبهة الجنوب اليوم معني بها طرفان أساسيان، العدو الاسرائيلي وحزب الله، والطرفان ليس لديهما أي مصلحة لتحريكها، اولا حزب الله يعتمد بشكل دائم استراتيجية دفاعية تقوم على مبدأ أنه لا يبادر الى قتال وبالتالي من غير الوارد ان يفتح حرباً. وبالنسبة لاسرائيل، فإنها وسط الأزمات التي تعاني منها، ليس من مصلحتها فتح حرب وجبهة جديدة عليها وتتكامل عندها جبهة الجنوب مع الأوضاع الداخلية المهترئة أمنياً. لذلك، أستبعد أن نرى أي اعتداءات جنوباً".

 

500 عالم إيراني يُطالبون بايدن بإبقاء “الحرس” منظمة إرهابية

الأفغان الغاضبون يهتفون: "الموت لإيران"... طهران تحتجُّ و"طالبان" تتعهَّد حماية البعثات الديبلوماسية

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/13 نيسان/2022

في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، دعا 502 من العلماء والخبراء الإيرانيين البارزين المقيمين في الولايات المتحدة أغلبيتهم من مؤيدي منظمة “مجاهدي خلق” الايرانية، إلى إبقاء “الحرس الثوري” على قائمة المنظمات الإرهابية. وأكد الموقعون على الرسالة التي أرسلت نسخ منها إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومشرعين في الكونغرس، أن طلب النظام الإيراني لشطب الحرس من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية “لم تكن صدفة”، مشددين على أن الطلب “ضد إرادة ومصالح الشعب الإيراني وتهديد مباشر لتقدم الديمقراطية”، مؤكدين أن قوات الحرس أداة طهران للإرهاب في الخارج وقمع الناس في شوارع إيران. وحذر العلماء الإيرانيون الأميركيون البارزون وعلماء وأساتذة وأطباء وخبراء تنفيذيون في الصناعة ورجال أعمال ناجحون، من أن “إزالة قوات حرس الملالي من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، سيؤدي إلى تجاهل صارخ للأمل والنضال المشروع للإيرانيين من أجل الحرية والكرامة”، مؤكدين أنه “لأكثر من قرن، كافح الشعب الإيراني من أجل التحرر من استبداد الشاه (وأسلافه) والملالي الذين يحكمون إيران حاليًا”، مطالبين إدارة بايدن بالوقوف إلى جانب الشعب الإيراني وكفاحه من أجل السلام والحرية وجمهورية إيران غير النووية. من جانبه، وفي تقييم مختلف عن التوجه العام الذي يتسم بالتشاؤم بشأن المحادثات، زعم المرشد الإيراني على خامنئي أن المفاوضات التي تهدف لإحياء الاتفاق النووي تمضي بشكل جيد، مقرا خلال اجتماع بطهران بأن تحقيق نجاح ديبلوماسي ليس مضمونا، وحض الحكومة على عدم ربط سياساتها بمصير الاتفاق. بدوره، اعتبر “الحرس الثوري” أن مقتل كل قادة الولايات المتحدة لن يكون كافيا للأخذ بثأر قائد “فيلق القدس” بالحرس قاسم سليماني، الذي قضى بغارة أميركية بالعراق في يناير 2020. وقال قائد القوات البرية في “الحرس الثوري” محمد باكبور: “دماء سليماني غالية جدا.. فلو قتل كل قادة الولايات المتحدة لن يكون ذلك كافيا للأخذ بثأره.. لذلك يجب الثأر لدماء الحاج قاسم بطرق أخرى”، زاعما أن “ردنا على تحركات الكيان الصهيوني والولايات المتحدة كان طاحنا وقاسيا حتى الآن”. في غضون ذلك، تعهدت حكومة “طالبان” بتوفير الأمن الكامل للبعثات الديبلوماسية الإيرانية في أفغانستان، وذلك عقب استدعاء طهران مبعوث أفغانستان لديها، على خلفية هجمات استهدفت بعثات ديبلوماسية إيرانية، حيث استدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الأفغاني، احتجاجاً على مهاجمة السفارة الإيرانية في كابل والقنصلية الإيرانية في مدينة هرات، خلال احتجاجات، وطالبت حركة “طالبان” التي تحكم أفغانستان بتوفير الأمن الكامل للبعثات الديبلوماسية. واندلعت الاحتجاجات في أفغانستان أمام بعثات إيران الدبلوماسية، بعدما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في الأسابيع الماضية فيديوهات تظهر لاجئين أفغانا يتعرضون للتعذيب في إيران، وردد المتظاهرون هتافات “الموت لإيران! إيران دولة قاتلة”، كما أحرق المتظاهرون العلم الإيراني، وحطموا كاميرات مراقبة. وقررت إيران سحب ديبلوماسييها من أفغانستان بعد سلسلة الاحتجاجات التي كانت عنيفة في بعض الأحيان، بعد تعرض ثلاثة من رجال الدين الإيرانيين لهجوم بسكين شنه أفغاني في الخامس من أبريل الجاري في مدينة مشهد شمال شرق إيران، مما أسفر عن مقتل اثنين منهم.

 

الإمارات وإسرائيل تعززان علاقاتهما في أبحاث الذكاء الاصطناعي

أبوظبي، عواصم – وكالات/13 نيسان/2022

اختتم وفد من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في الإمارات برئاسة رئيس الجامعة إريك زينغ، زيارة استمرت يومين إلى معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل، بهدف توطيد روابط البحث العلمي والابتكار والاستفادة من إمكانات رأس المال البشري لدى المؤسستين، وتبادل الخبرات المتعمقة في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي الأساسية. ووفق وكالة أنباء الإمارات “وام”، تخللت الزيارة نقاشات حول تبادل المعارف والتعاون في عدد من المشاريع البحثية تحت إشراف مجلس المراجعة لبرنامج الذكاء الاصطناعي المشترك الذي أطلقته المؤسستان رسميا في عام 2021 بهدف تعزيز أبحاث الذكاء الاصطناعي. من جانبه، وقع مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، أول مهمة لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية، اتفاقية تعاون مع مهمة مسبار “مافن” لاستكشاف المريخ التابعة لوكالة الطيران والفضاء الأميركية “ناسا”، حول تحليل البيانات العلمية، وتبادل البيانات بين الطرفين.وقال نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، إن التعاون العلمي بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية في مجال الفضاء سيعود بالمعرفة على الجميع، مضيفا على “تويتر”: “سعيد باتفاقية التعاون، بهدف تعميق فهم البشرية للكوكب الأحمر”. في غضون ذلك، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على عدد من كبار أعضاء عصابة “كيناهان” الإيرلندية للجريمة المنظمة، موضحة أن عصابة كيناهان تستخدم دبي الآن مركزاً لأنشطتها غير القانونية، ولديها مصالح تتعلق بتجارة المخدرات وغسل الأموال

 

زيلينسكي دعا أوروبا إلى التحرك ضد روسيا قبل أن تهاجم بلدانا أخرى

وطنية»/13 نيسان/2022

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، أوروبا إلى "التحرك بسرعة أكبر ضد روسيا"، مؤكدا أنه يجب "إما وقف روسيا أو خسارة أوروبا الشرقية بالكامل"، حسبما افادت "وكالة الصحافة الفرنسية".  وقال في خطاب أمام البرلمان الإستوني: "إذا أضاعت أوروبا الوقت فستستغل روسيا ذلك الوقت لتوسيع منطقة الحرب إلى دول أخرى".

 

الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية: اذا استمرت الضربات الاوكرانية ضد اهداف في روسيا سنضرب مراكز قيادة في كييف

وطنية»/13 نيسان/2022

أوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناتشينكوف: "نرى محاولات تخريب وضربات تشنها القوات الأوكرانية على أهداف في أراضي جمهورية روسيا الاتحادية. وإذا استمرت هذه الأفعال، سينفذ الجيش الروسي ضربات على مراكز قيادة، بما فيها مواقع في كييف، وهو أمر امتنع عن القيام به الجيش الروسي حتى الآن"، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية".

 

مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية: أوكرانيا مسرح جريمة

بوتشا (أوكرانيا): «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

زار المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية كريم خان اليوم (الأربعاء) مدينة بوتشا الأوكرانية، حيث عثر بعد انسحاب القوات الروسية على جثث مئات المدنيين. وقال خان للصحافيين: «أوكرانيا مسرح جريمة. إننا هنا لوجود أسباب معقولة تدعو إلى الاعتقاد أن جرائم تدخل ضمن صلاحيات المحكمة ارتكبت. علينا أن نبدد غبار الحرب لنصل إلى الحقيقة». واتهم الرئيس الأميركي جو بايدن للمرة الأولى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب «إبادة جماعية» في أوكرانيا، وهو مصطلح سبق أن استخدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه لم يصدر عن الإدارة الأميركية من قبل. وقال الرئيس الأميركي: «من الواضح أكثر فأكثر أنّ بوتين يحاول ببساطة إلغاء فكرة أن يكون بوسع المرء حتى أن يكون أوكرانياً». وتابع: «سنترك للمحامين على المستوى الدولي أن يقرّروا ما إذا كانت الجرائم المرتكبة في أوكرانيا هي فعلاً إبادة جماعية أم لا، لكن بالنسبة لي، الأمر يبدو كذلك». ورحّب الرئيس الأوكراني في تغريدة بـ«كلمات حقيقية لقائد حقيقي» لأن «تسمية الأمور بأسمائها هو أمر أساسي لمواجهة الشرّ». وصرح الكرملين اليوم (الأربعاء) أن اتهامات بايدن لنظيره الروسي بوتين بارتكاب «إبادة جماعية» في أوكرانيا «غير مقبولة». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «خلافنا قاطع ونعتبر هذه المحاولات الرامية إلى تشويه الواقع غير مقبولة، خصوصاً أنها تأتي من رئيس الولايات المتحدة، وهي دولة تصرفاتها في التاريخ الحديث معروفة جيداً».

 

 زيلينسكي يأمل استقبال شولتس وتسلم أسلحة ثقيلة من ألمانيا

برلين: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

يأمل الرئيس الأوكراني بشدة أن يزور المستشار الألماني أولاف شولتس، كييف، إذ يتوقع منه تسليم أسلحة ثقيلة لبلاده على الفور، وفق ما قال أوليكسيتش أريستوفيتش، مستشار فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء). وأضاف في حديث لقناة «تسي دي إف» الألمانية العامة أن «رئيسنا ينتظر المستشار حتى يتمكن من اتخاذ قرارات عملية على الفور، بما في ذلك تسليم أسلحة». وقال أريستوفيتش إن مصير ماريوبول والسكان في شرق البلاد خصوصاً «يعتمد على الأسلحة الألمانية التي يمكننا الحصول عليها»، لكنها لا تصل. تأتي هذه الدعوة العاجلة والمتجددة على خلفية توترات بين ألمانيا وأوكرانيا، بعد رفض الرئيس زيلينسكي أمس (الثلاثاء)، استقبال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي أراد الذهاب إلى كييف مع وفود من بولندا ودول البلطيق. ورأت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية أنها «إهانة غير مجدية»، تسببت بمفاجأة واستياء في ألمانيا، وليس فقط في صفوف الاشتراكيين الديمقراطيين أي حزب شتاينماير. يتعرض الرئيس الألماني، الذي يُعد منصبه فخرياً إلى حد كبير، لانتقادات بسبب دبلوماسيته للتقارب مع روسيا عندما كان وزير خارجية في حكومة أنجيلا ميركل. وأقر بالذنب مؤخراً، معترفاً بأنه ارتكب «أخطاء» في ذلك الوقت. وترى أوكرانيا أنّ دعم ألمانيا لها خجول جداً بشكل عام، لكن المستشار أشار إلى تقدم برلين للتوصل إلى «مناقشة توريد الأسلحة الثقيلة»، بعدما كانت ترفض ذلك. تُسلم ألمانيا حالياً أسلحة دفاعية إلى أوكرانيا، لكن يتعرض أولاف شولتس لضغوط منذ عدة أيام، حتى ضمن أغلبيته، لإعطاء الضوء الأخضر لإرسال معدات هجومية، ولا سيما مركبات مدرعة. ودعا وزيرا الخارجية والاقتصاد وهما من كبار المسؤولين البيئيين في الحكومة، المستشار إلى اتخاذ قرار لصالح هذه التسليمات، بينما تكرر وزيرة الدفاع الاشتراكية الديمقراطية أن احتياطيات الجيش الألماني استُنفدت. وأكدت رئيسة لجنة الدفاع في البوندستاغ (البرلمان الألماني) والعضو في حزب الليبراليين حلفاء شولتس في الحكومة ماري - أغنيس شتراك – زيمرمان، أنّ «هناك شخصاً واحداً فقط يجب أن يُظهر الطريق، إنه المستشار أولاف شولتس». ودعت المستشار مرة أخرى إلى التصرف «كقائد» في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» اليومية. لكن تسليم المعدات العسكرية الثقيلة لا يزال يواجه مقاومة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وأشار النائب جو وينغارتن إلى خطر «الانجرار تدريجياً إلى الحرب». وتساءل في حديث لصحيفة «دي فيلت»: «هل من الواقعي هزيمة روسيا في أوكرانيا بدبابات ألمانية؟». ويعتقد آخرون أنه يمكن اتخاذ مثل هذا القرار في حال حصول تصعيد روسي جديد، لا سيما الاستخدام المحتمل لأسلحة كيميائية. وترى أوكرانيا الأمور بشكل مختلف. فالوقت يداهمها لأنه «في كل دقيقة لا تأتي فيها دبابة، يموت أطفالنا ويُغتصبون ويُقتلون»، وفق أريستوفيتش. وهو يؤكد أنّ السلطات الألمانية «رأت الصور الرهيبة» للصراع، التي تُذكّر بتدمير برلين عام 1945، على حد قوله، لافتاً إلى أن ما يفعله الجيش الروسي في أوكرانيا «ليس مختلفاً».

 

 الكرملين يستبعد تبادل مقرب من بوتين معتقل في أوكرانيا

موسكو - كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

قال رئيس «جهاز المخابرات الأوكراني (إس بي يو)»، اليوم الأربعاء، إن النائب ورجل الأعمال الأوكراني الموالي للكرملين فيكتور ميدفيدشوك، الذي احتُجز، كان يخطط للفرار من أوكرانيا من خلال العبور سراً إلى منطقة ترانسنيستريا المنشقة عن مولدوفا، لكن مخططه أُحبط. وأضاف أن عملاء من «المخابرات الاتحادية الروسية (إف إس بي)» كانوا ينتظرون ميدفيدشوك في ترانسنيستريا لاصطحابه إلى موسكو، لكنه اعتقل في منطقة كييف وهو في طريقه إلى الحدود. من جانبه، استبعد الكرملين اليوم، فكرة تبادل ميدفيدشوك الذي تعرض كييف تسليمه إلى موسكو في مقابل إطلاق سجناء محتجزين في روسيا. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف: «فيما يتعلق بالتبادل الذي أثار كثيراً من الحماسة والسرور لدى شخصيات مختلفة في كييف، فإن ميدفيدشوك ليس مواطناً روسياً، ولا علاقة له بالعملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا). إنه سياسي أجنبي». وتابع بيسكوف: «لا نعرف على الإطلاق ما إذا كان يريد أن تشارك روسيا في حل قضية الافتراء التي تستهدفه». وأعلنت السلطات الأوكرانية، أمس الثلاثاء، إلقاء القبض على فيكتور ميدفيدشوك (67 عاماً)، النائب ورجل الأعمال الأوكراني الموالي لروسيا، والذي كان هارباً منذ هجوم الكرملين على أوكرانيا. وكان ميدفيدشوك قيد الإقامة الجبرية منذ مايو (أيار) 2021 بعد اتهامه بـ«الخيانة العظمى» و«بمحاولة سرقة موارد طبيعية من شبه جزيرة القرم» التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014، وفقد أثره بعد أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حتى الإعلان عن توقيفه. وميدفيدشوك من أغنى أغنياء أوكرانيا، وتبلغ ثروته 620 مليون دولار؛ وفق مجلة «فوربس» عام 2021، وهو معروف بعلاقاته مع بوتين، ويؤكد أن بوتين عراب إحدى بناته. وأكد المتحدث باسم الكرملين اليوم أن ميدفيدشوك هدف لملاحقات «سياسية» على أساس تهم «وهمية». وأضاف أن ميدفيدشوك «مع السلام» ولم يشارك في أي مفاوضات سرية مع موسكو. وقال بيسكوف: «كان موقفه دائماً علنياً، ولم يُجر أي علاقات سرية مع روسيا. ولو افترضنا أن ذلك صحيح، فمن المؤكد أن ميدفيدشوك كان ليغادر أوكرانيا قبل العملية العسكرية».

 

 غوتيريش: التوصل لهدنة إنسانية في أوكرانيا «لا يبدو ممكناً حالياً»

نيويورك: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، أن التوصل إلى «وقف لإطلاق النار في أوكرانيا لا يبدو ممكنا حاليا»، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لا تزال تنتظر رداً روسياً على مقترحات لإجلاء المدنيين وتقديم المساعدات. وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي: «كانت هذه مناشدتنا لأغراض إنسانية، لكن لا يبدو الأمر ممكنا». وتواصل وكالات الإغاثة الإنسانية محاولاتها لإجلاء المدنيين من المدن الأوكرانية مثل ماريوبول التي تحاصرها القوات الروسية منذ أسابيع. وأرسل غوتيريش مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث إلى روسيا وأوكرانيا في الآونة الأخيرة لبحث ما إذا كان من الممكن الاتفاق على هدنة إنسانية. إلى ذلك، أكد غوتيريش أن الدول الفقيرة تواجه تبعات اقتصادية جسيمة بسبب تزامن أزمات الغذاء والطاقة والتمويل الناجمة عن تعطل الإمدادات نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا. وروسيا هي أكبر مصدر للنفط والغاز مجتمعين في العالم كما أن روسيا وأوكرانيا منتجان كبيران للحبوب، إذ يبلغ نصيبهما معا نحو ثلث الصادرات العالمية. ووصلت أسعار السلع العالمية لمستويات قياسية مما ألحق الضرر بالدول التي تعتمد على الاستيراد. وقال الأمين العام للأمم المتحدة للصحافيين وهو يصدر تقريرا أعده فريق أزمة شكله بعد فترة وجيزة من بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط): «الحرب تحفز بقوة أزمة ثلاثية الأبعاد في الغذاء والطاقة والتمويل، بما يوجه ضربات لبعض أكثر شعوب العالم ودولها واقتصاداتها هشاشة». وتابع قائلا «نواجه الآن العاصفة الكاملة التي تهدد بتدمير اقتصادات الكثير من الدول النامية». وأشار إلى أن ما يصل إلى 1.7 مليار نسمة، ثلثهم يعيش بالفعل في فقر، أصبحوا «معرضين بشكل كبير» لتعطل وصول الغذاء والطاقة والتمويل بما يحفز بدوره زيادات في نسب الفقر والجوع. وقال «الناس الأكثر عرضة للمخاطر حول العالم يجب ألا يصبحوا عرضة لأضرار كارثة أخرى لا شأن لهم بها». وأضاف أن 36 دولة تعتمد على روسيا وأوكرانيا في الحصول على أكثر من نصف ما تستورده من القمح وبعضها من بين الأفقر والأكثر احتياجا في العالم. وقال إن التقرير أوصى بضمان التدفق المستقر للغذاء والطاقة عبر أسواق مفتوحة وإصلاح نظام التمويل العالمي وإن الدول يمكنها أن تستغل الأزمة للعمل صوب الاستغناء عن الفحم وأنواع وقود أحفوري أخرى وتسريع وتيرة تنمية الطاقة المتجددة. وقال غوتيريش «أولا وقبل كل شيء.. يجب أن تتوقف هذه الحرب».

 

 طائرة مسيّرة سوفياتية الصنع تحطمت في زغرب كانت تحمل «قنبلة جوية»

زغرب: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

أعلن المحققون الكرواتيون، اليوم (الأربعاء)، أن الطائرة المسيّرة العسكرية سوفياتية الصنع التي تحطمت في زغرب خلال مارس (آذار) الماضي كانت تحمل قنبلة جوية تحوي «مادة متفجرة» مجهولة. حلقت الطائرة؛ وهي من طراز «توبوليف تو141» التي من المرجح أنها أطلقت من أوكرانيا، فوق 3 دول أعضاء في «حلف شمال الأطلسي»؛ رومانيا والمجر وجزء كبير من كرواتيا، قبل أن تتحطم في حديقة بالعاصمة زغرب قرب مجمع جامعي يضم 4500 طالب. صنعت هذه الطائرة المسيّرة؛ التي يزيد وزنها على 6 أطنان وطولها 14 متراً، في سبعينات وثمانينات القرن الماضي لتلبية حاجات الجيش السوفياتي الذي كان يستخدمها لمهام استطلاعية. ولم يتسبب الحادث في سقوط ضحايا، لكن تضرر نحو 40 سيارة كانت متوقفة في مرأب يبعد نحو 200 متر من حي سكني. وأوضح المدعي العام، جوريكا إيليك، للصحافة أن «تقرير خبراء المقذوفات أظهر أنها قنبلة جوية» حملتها الطائرة المسيّرة. وقالت الخبيرة في الأدلة الجنائية، يوريتسا تشيتش، إن القنبلة؛ وهي من طراز «OFAB 100 120»، لم تكن تحتوي على متفجرات عسكرية أو تجارية، وإنما على «مادة متفجرة». وأشارت إلى أن هذه المادة تحللت تماماً أثناء الانفجار، مما جعل التعرف عليها أمراً في غاية الصعوبة. وعزت سقوط هذه الطائرة المسيرة إلى حدوث خلل في نظام الهبوط الآلي. وامتنع الخبراء عن التعليق على مكان إطلاق الطائرة أو ما إذا كانت زغرب هي وجهتها النهائية. وكانت الحكومة الكرواتية قد أشارت في مارس الماضي إلى أنها أطلقت من أوكرانيا التي غزتها القوات الروسية في 24 فبرير (شباط) الماضي. وأكد الطرفان أن الطائرة لا تعود إليهما، بحسب رئيس الوزراء الكرواتي أندري بلينكوفيتش الذي أعرب عن أسفه للثغرات في التنسيق داخل «حلف شمال الأطلسي» بشأن هذا الحادث. وبحسب زغرب؛ حلقت الطائرة لنحو 40 دقيقة في المجال الجوي المجري من دون أن تبلغ كرواتيا بالأمر. وقبل أن تتحطم في زغرب، حلقت الطائرة لمدة 7 دقائق في المجال الجوي الكرواتي، بحسب السلطات الكرواتية.

 

التضخم في روسيا عند أعلى مستوياته منذ 20 عاماً

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

قالت وزارة الاقتصاد الروسية، اليوم (الأربعاء)، إن التضخم السنوي تسارع إلى 17.49 في المائة حتى الثامن من أبريل (نيسان) ، وهو أعلى مستوى له منذ فبراير (شباط) 2002. وصعد من 16.70 في المائة، الأسبوع الماضي، إذ أدى تقلب الروبل إلى ارتفاع الأسعار وسط عقوبات غربية غير مسبوقة. وارتفعت أسعار كل شيء تقريباً من الخضراوات والسكر إلى الملابس والهواتف الذكية ارتفاعاً حادّاً في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن بدأت روسيا في 24 فبراير (شباط) ما تسميه «عملية عسكرية خاصة» في أوكرانيا. وحذر «البنك المركزي»، اليوم (الأربعاء)، من أن التضخم الاستهلاكي في روسيا سيستمر في التسارع على أساس سنوي بسبب التأثيرات الأساسية، قائلاً إن تقلُّب الروبل سيؤدي إلى ضغط تضخمي صعودي. في غضون ذلك، أظهرت بيانات من جهاز الإحصاءات الرسمي الروسي (روستات)، اليوم، أن التضخُّم الأسبوعي في روسيا تباطأ إلى 0.66 في المائة في الأسبوع المنتهي في الثامن من أبريل (نيسان) من 0.99 في المائة في الأسبوع السابق، ما رفع الزيادة من بداية العام حتى اليوم في أسعار المستهلكين إلى 10.83 في المائة. وارتفعت أسعار المستهلكين 2.72 في المائة في الفترة نفسها قبل عام. وفي مارس (آذار)، قفزت أسعار المستهلكين في روسيا 7.61 في المائة، وهي أكبر زيادة لها على أساس شهري منذ يناير (كانون الثاني) 1999، إذ تعرض الاقتصاد لضربة بسبب العقوبات وهبوط قياسي في قيمة الروبل، وهو ما قلص خسائره منذ ذلك الحين. وخفض «البنك المركزي»، الذي يستهدف التضخم السنوي عند أربعة في المائة، سعر الفائدة الرئيسي إلى 17 في المائة من 20 في المائة يوم الجمعة، وقال إن التخفيضات المستقبلية ممكنة.

وقال أليكسي كودرين، رئيس غرفة التدقيق الروسية، اليوم (الأربعاء)، إن التضخُّم في روسيا قد يصل إلى ما بين 17 و20 في المائة هذا العام. وتوقع محللون استطلعت «رويترز» آراءهم، أواخر مارس، أن يتسارع التضخم في 2022 إلى 23.7 في المائة في المتوسط، وهو أعلى مستوى منذ 1999.

 

 روسيا تلوح باستهداف عمليات نقل الأسلحة من أميركا و«الناتو» في أوكرانيا

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم (الأربعاء)، إن روسيا ستعدّ المركبات الأميركية وتلك التابعة لـ«حلف شمال الأطلسي (ناتو)» التي تنقل أسلحة على الأراضي الأوكرانية أهدافاً عسكرية مشروعة. وأضاف في مقابلة مع وكالة «تاس» أن «أي محاولات من جانب الغرب لإلحاق أكبر ضرر» بالجيش الروسي أو حلفائه الانفصاليين في أوكرانيا سيتم «قمعها بشدة». وتابع: «نحذر من أن عمليات نقل الأسلحة من الولايات المتحدة و(حلف الأطلسي) عبر الأراضي الأوكرانية سنعدّها أهدافاً عسكرية مشروعة». وقال: «نوضح للأميركيين والغربيين الآخرين أن محاولات إبطاء عمليتنا الخاصة وإلحاق أكبر ضرر ممكن بالوحدات والتشكيلات الروسية في (جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين) سيتم قمعها بشدة». وكان مجلس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أعلن اليوم في بروكسل أن الاتحاد سيخصص 500 مليون يورو أخرى لتزويد القوات المسلحة الأوكرانية بالأسلحة والمعدات.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، جوزيب بوريل، أنه من المهم أن يزيد الاتحاد الأوروبي الدعم العسكري لأوكرانيا، بينما تستعد روسيا لشن هجوم جديد في شرق البلاد، حيث «ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة». وهذه هي الحزمة الثالثة من المساعدات العسكرية التي وافق الاتحاد الأوروبي على إرسالها إلى أوكرانيا للدفاع عن نفسها وسط الغزو الروسي. وإجمالاً؛ أرسل الاتحاد الأوروبي 1.5 مليار يورو مساعدات عسكرية. وفي فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين، أعلن الاتحاد الأوروبي عن شريحتين سابقتين من المساعدات العسكرية، تبلغ قيمة كل منهما 500 مليون يورو، في سابقة تاريخية للتكتل لتسليح دولة غير عضو في الاتحاد الأوروبي.

 

بريطانيا تفرض عقوبات على 178 انفصالياً وستة أثرياء موالين لروسيا

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

أعلنت الحكومة البريطانية بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، اليوم (الأربعاء)، عن عقوبات تستهدف انفصاليين وأثرياء موالين لروسيا وأقاربهم. وأكدت البريطانية فرض عقوبات على «178 انفصالياً روسياً» في شرق أوكرانيا إضافةً إلى ستة من الأثرياء الموالين لروسيا وعائلاتهم وموظفيهم. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن القرار «يأتي عقب تقارير عدة الأسبوع الماضي عن استهداف روسيا بطريقة وحشية مدنيين في تلك المناطق». وتطال العقوبات الأخيرة ألكسندر أنانشنكو وسيرغي كوزلوف اللذين قالت وزارة الخارجية إنهما «نصّبا نفسيهما» زعيمين لـ«جمهوريتي» دونيستك ولوغانسك المدعومتين من روسيا.

وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، أنه «في أعقاب الهجمات الصاروخية المروعة على مدنيين في شرق أوكرانيا، نفرض اليوم عقوبات على الداعمين للمنطقتين الانفصاليتين غير الشرعيتين والمتواطئين في ارتكاب فظائع بحق الشعب الأوكراني». وأضافت: «سنواصل استهداف جميع الذين ساعدوا ودعموا حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين». وتشمل قائمة الأثرياء المستهدفين بعقوبات فاغيت أليكبيروف رئيس شركة «لوك أويل» الروسية النفطية العملاقة، وفلاديمير إيفتوتشنكوف، رئيس مجلس إدارة تكتل «سيستيما». وانضمت بريطانيا إلى جهد دولي لفرض عقوبات على روسيا بتجميد أصول وفرض حظر على السفر بعد أن أمر بوتين قواته بغزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط). وطالت تلك العقوبات حتى الآن شركات روسية في مجال الدفاع والتجارة والنقل. وقالت تراس إن الحزمة الأخيرة ستشمل توسيع حظر على استيراد سلع روسية ليشمل الحديد والصلب اعتباراً من غدٍ (الخميس). وفرضت لندن عقوبات على أكثر من 1400 من الأفراد والشركات المرتبطة بروسيا، من بينها أكثر من 100 من الأثرياء الموالين لروسيا (أوليغارش) وأفراد عائلاتهم، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

الكرملين: اتهامات بايدن لبوتين بارتكاب إبادة جماعية «غير مقبولة»

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

صرح الكرملين، اليوم (الأربعاء)، أن اتهامات الرئيس الأميركي جو بايدن لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب «إبادة جماعية» في أوكرانيا «غير مقبولة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «خلافنا قاطع ونعتبر هذه المحاولات الرامية إلى تشويه الواقع غير مقبولة، خصوصاً أنها تأتي من رئيس الولايات المتحدة، وهي دولة تصرفاتها في التاريخ الحديث معروفة جيداً». واتّهم الرئيس الأميركي للمرة الأولى ليل الثلاثاء الأربعاء نظيره الروسي بارتكاب «إبادة جماعية» في أوكرانيا، وهو مصطلح سبق أن استخدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لكنه لم يصدر عن الإدارة الأميركية من قبل.

 

شرطة نيويورك تحدد هوية منفذ هجوم مترو أنفاق بروكلين

نيويورك (الولايات المتحدة): «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

كشفت شرطة نيويورك، اليوم (الأربعاء)، عن هوية المشتبه فيه بحادث إطلاق النار داخل مترو أنفاق بروكلين أمس. وقال المتحدث باسم الشرطة، الملازم أول توماس أنتونيتي، لشبكة «سي إن إن» إن التحقيق خلص إلى أن فرنك جيمس هو المسؤول عن عماية إطلاق النار. وقال رئيس المحققين في الشرطة، جيمس إيسيغ، إن جيمس (62 عاماً) لديه عناوين في ولاية ويسكونسن وكذلك بولاية فيلادلفيا، حيث جرى استئجار الشاحنة التي استخدمها المشتبه فيه. وقالت الشرطة إنه جرى العثور على الشاحنة بالقرب من المحطة وتم الكشف عليها من قبل فرقة المتفجرات التابعة لشرطة نيويورك. وقال مسؤول كبير في إنفاذ القانون للشبكة، إنه سيتم نقل الشاحنة إلى مكان خاص حيث يمكن للسلطات الفيدرالية والمحلية فحص السيارة في بيئة خاضعة للرقابة. وقال عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، للشبكة صباح اليوم: «سنقوم بإلقاء القبض على هذا الشخص. سنقدمه إلى العدالة ونحمله مسؤولية هذا العمل المروع ضد الأبرياء». وأسفر الهجوم عن إصابة 29 شخصاً على الأقل. وقال مسؤولون في الشرطة إن الدافع وراء إطلاق النار غير معروف حتى الآن. وأضافوا أنهم «لا يستبعدون أي شيء» فيما يتعلق بالتحقيق.

 

لوبان تدعم «تقارباً استراتيجياً» بين الناتو وروسيا بعد حرب أوكرانيا

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

طالبت المرشحة اليمينية المتطرفة لانتخابات الرئاسة الفرنسية مارين لوبن، اليوم (الأربعاء)، بـ«تقارب استراتيجي بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا بمجرد انتهاء الحرب الروسية - الأوكرانية وتسويتها بموجب معاهدة سلام». وقالت لوبان خلال مؤتمر صحافي حول الدبلوماسية في باريس: «إن ذلك في مصلحة فرنسا وأوروبا، لكن أيضاً، في مصلحة الولايات المتحدة التي (...) ليست لديها أي مصلحة في رؤية تحالف صيني - روسي وثيق». ولفتت لوبان إلى أنها تعارض فرض عقوبات على روسيا، والتي سوف ترفع تكاليف الطاقة في فرنسا. وقالت: «لا أريد أن يكون الفرنسيون هم من يعانون بكل قوة من نتائج قرارات تهدف إلى إنهاء واردات النفط أو الغاز». وأضافت لوبان أنها تعرف ما يعنيه فرض حظر على الغاز أو النفط بالنسبة لتكاليف الطاقة عند الفرنسيين «وأنا هنا من أجل الدفاع عن الفرنسيين». وقالت إنها «لن تخرج من اتفاق باريس» بشأن المناخ إذا تم انتخابها في 24 أبريل (نيسان)، مشيرةً إلى أن أزمة المناخ «ليست أولوية» في سياستها الخارجية. وختمت: «لن أخرج من اتفاق باريس. أنا أصلاً أؤيد توجهات هذا الاتفاق لأنني أرغب في التخلي عن أكبر قدر ممكن من الوقود الأحفوري لصالح الطاقة النووية لأغراض مدنية».

 

أميركا تشكل قوة بحرية جديدة للتصدي لتهريب الأسلحة للحوثيين

المنامة: «الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

أعنلت البحرية الأميركية، اليوم (الأربعاء)، أنها بصدد تشكيل قوة جديدة متعددة الجنسيات ستتصدى لتهريب الأسلحة في المياه المحيطة باليمن، في أحدث رد عسكري أميركي على هجمات ميليشيا الحوثي على السعودية والإمارات. وقال نائب الأميرال براد كوبر، قائد الأسطول الأميركي الخامس، إن القوة الجديدة ستعمل اعتباراً من يوم الأحد في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وستستهدف أيضاً التصدي للاتجار بالبشر وتهريب المخدرات والسلع غير المشروعة الأخرى. وقال كوبر في اتصال هاتفي مع الصحافيين «هذه مياه مهمة من الناحية الاستراتيجية تستدعي اهتمامنا». وستتألف القوة مما يتراوح بين سفينتين وثماني سفن، وهي جزء من القوات البحرية المشتركة المكونة من 34 دولة، والتي يقودها كوبر أيضاً ولديها ثلاث فرق عمل أخرى في مياه قريبة تستهدف أنشطة التهريب والقرصنة. ورداً على سؤال حول الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستخدمها ميليشيات الحوثي لمهاجمة السعودية والإمارات، قال كوبر، إن القوة الجديدة ستؤثر على قدرة الحوثيين على الحصول على مثل هذه الأسلحة. وأضاف «سنكون قادرين على القيام بذلك بشكل حيوي ومباشر أكثر مما نفعله اليوم». وقال مسؤول أميركي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن المياه بين الصومال وجيبوتي واليمن كانت «ممرات تهريب» معروفة للأسلحة المتجهة إلى الحوثيين. وأضاف المسؤول «القوة الدولية الجديدة ستتابع بالتأكيد هذه القضية». ولطالما اتُهمت إيران بتهريب أسلحة إلى الحوثيين، وهي تهمة تنفيها طهران.

 

مسودة أميركية لاتفاق سوري ـ إسرائيلي: التخلي عن إيران و«حزب الله»... مقابل استعادة كامل الجولان

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط أونلاين»/13 نيسان/2022

بين أبريل (نيسان) 2009 ومنتصف مارس (آذار) 2011، كان الدبلوماسي والمبعوث الأميركي فريد هوف «يعيش الحلم». فكرة تحقيق سلام بين سوريا وإسرائيل، خطرت في ذهنه للمرة الأولى عندما كان يزور دمشق وهو في السادسة عشرة من عمره، باعتباره طالباً أميركياً زائراً. وبعد 45 عاماً، سنحت له فرصة تحويل الفكرة إلى «حقيقة». لكنها كغيرها من فرص السلام الضائعة، سرعان ما وصلت إلى «فشل يلاحقني بقية أيام حياتي». قصة التحليق إلى قمة التفاؤل والانحدار إلى قعر الخيبة، يرويها هوف في كتابه الجديد «بلوغ المرتفعات: قصة محاولة سرية لعقد سلام سوري - إسرائيلي»، الذي صدر عن «المعهد الأميركي للسلام» في واشنطن. وساطة هوف خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لم تقم على المقايضات السابقة «الأرض مقابل السلام»، أي أن تقوم إسرائيل بإعادة هضبة الجولان السورية المحتلة مقابل توقيع دمشق اتفاق سلام وإقامة علاقات طبيعية، لا على معادلة «السلام مقابل السلام»، كما اقترحت أفكار أخرى.

مقاربة هوف، قامت على مقايضة من نوع آخر: إعادة الأرض مقابل التموضع الاستراتيجي. ماذا يعني هذا؟ أن تعيد تل أبيب الجولان مقابل تخلي دمشق عن تحالفها وعلاقاتها العسكرية مع إيران و«حزب الله» و«حماس». هذا هو جوهر الحراك الأميركي السري بين 2009 و2011. وهذا ما فهمه أيضاً المبعوث الأميركي السابق دينس روس؛ إذ يقول إن «بلوغ المرتفعات» لم يقدم «صيغة الأرض مقابل السلام، وإنما قدمت صيغة الأرض مقابل إعادة الترتيب الاستراتيجي لسوريا، مع ابتعاد سوريا عن إيران و«حزب الله». هوف، الخبير والمبعوث والعسكري، الذي عُرف بأنه بين أوائل من رسموا «خط 4 يونيو (حزيران) 1967» الذي كان محور جدل ومقترحات لإبرام الاتفاق السوري - الإسرائيلي، كثيراً ما يتساءل حالياً عما إذا كان الرئيس بشار الأسد بالفعل يريد صفقة «الجولان - التموضع الاستراتيجي»، خصوصاً أنه عزز تحالفه مع طهران و«حزب الله»، بعد احتجاجات 2011. حالياً، سوريا مقسمة إلى ثلاث مناطق نفوذ. إيران باتت حاضرة في ثلثي سوريا، وروسيا أيضاً. وغارات إسرائيل تلاحق «مواقع طهران» بصمتٍ من موسكو. أميركا وتركيا حاضرتان عسكرياً فيما تبقى من البلاد. وهناك مبادرات سرية وعلنية كثيرة وخطوات «تطبيعية» مع دمشق، لفك الارتباط بين سوريا وإيران و«حزب الله». ولا شك أن محاولة هوف قبل أكثر من عقد، تشكل مرجعاً فيه الكثير من الدروس.

بعد انطلاق عملية السلام في مؤتمر مدريد 1991، جرت جولات عديدة من المفاوضات السورية - الإسرائيلية العلنية والسرية، السياسية والأمنية والعسكرية، في أميركا وأوروبا. وفي 1993، كانت هناك نقطة تحول قادها الرئيس الأميركي بيل كلنتون، لدى تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين بالانسحاب الكامل من الجولان مقابل علاقات سلمية وترتيبات أمنية. وعرفت تلك المبادرة بـ«وديعة رابين». وبعد جمود بسبب اتفاق أوسلو في 1993، جرت محاولات أميركية أخرى على المسار السوري، مع تغير الحكومات في تل أبيب. وكانت على وشك إنجاز اتفاق سلام في قمة الرئيسين حافظ الأسد وبيل كلنتون في 2000، لكن الخلاف على الخط النهائي للانسحاب من الجولان والوصول إلى بحرية طبريا في الهضبة السورية، حالا دون ذلك. وبعد وصول الرئيس بشار الأسد، جرت محاولات أيضاً، كانت أبرزها خلال فترة العزلة الدولة على دمشق، الوساطة التركية بين عامي 2007 و2008. التي تعمقت في تحديد خط الرابع من يونيو، الذي كانت دمشق تريد الانسحاب الإسرائيلي إليه. كما تناولت تفاصيل الترتيبات الأمنية والعلاقات التطبيعية (دمشق كانت تسميها علاقات سلم عادية أو طبيعية)، إلى حد أن أنقرة اقترحت ترتيب لقاء مباشر سوري - إسرائيلي بين الأسد ورئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت. أيضاً، انهارت الاتصالات وشنّت إسرائيل الهجوم على غزة دون تشاور مع أنقرة. على هذه الخلفية، جاء جهد هوف بالانضمام إلى الخارجية الأميركية في أبريل 2009، بعد فوز بنيامين نتانياهو (الذي كان فاوض الأسد الأب عبر الوسيط السري الأميركي رولاند لاودر بين 1996 و1999) وقيام أوباما بتكليف السيناتور جورج ميتشل قيادة فريق السلام في الشرق الأوسط. في 2009، قام ميتشل وهوف بزيارة دمشق مرتين وتل أبيب أيضاً، لاختبار احتمال استئناف مفاوضات المسار السوري. وفي 2010، تواصلت رحلات هوف الدورية إلى سوريا وإسرائيل. مفتاح التحرك للوساطة الأميركية، تحول تدريجياً من الحصول على «الوديعة» إلى إقناع قادة إسرائيل بالفوائد الأمنية المحتملة من السلام مع سوريا بدلاً من صيغتهم «الأرض مقابل السلام».

في خضم ذلك، وفي مايو (أيار) 2010، اجتمع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جون كيري، بالرئيس الأسد في دمشق، حيث ظهر من خلال وثيقة خطية «انفتاح الأسد على اتفاق سلام يلبي جميع المتطلبات الإسرائيلية في مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى خط 4 يونيو 1967».

في موازاة ذلك، نجح المبعوث الأميركي السابق دينيس روس في ترتيب عقد لقاءات له وهوف مع نتنياهو. في هذه اللقاءات، عرض الأميركيان مسودة وثيقة، قبل تقديمها إلى الأسد. وحسب قراءة هوف، فإنه «رغم الشكوك القوية حول وثيقة كيري والنوايا السورية، يتفق في نهاية المطاف على أن (ورقة المناقشة) التي صاغتها أميركا لمسودة معاهدة سلام إسرائيلية - سورية، من الممكن أن تشكل الأساس لوساطة السلام الأميركية». هوف أُطلع ميتشل على لقاءاته مع نتنياهو وعلى مقاربة «ورقة المناقشة». وسافر ميتشل وهوف إلى دمشق في سبتمبر (أيلول) في محاولة للحصول على موافقة الأسد على إجراء من شأنه تجنب طريق «الوديعة» المسدود. و«وافق الأسد فوراً على منهجية الوساطة الجديدة»، حسب قول هوف. وكان هوف وروس كتبا «ورقة المناقشة»، وناقشا المسودة الأولى مع فريق صغير من الإسرائيليين يعينهم نتنياهو. وعليه، يُنسى ما يعرف بـ«ما بعد الوديعة»: وجوب تسوية الجوانب الإقليمية لورقة المناقشة قبل كل أمر آخر، ثم تناول أي موضوع آخر تختاره إسرائيل. موقف إسرائيل، كان: وجوب تناول جميع عناصر ورقة المناقشة في آن واحد، بما في ذلك تراجع سوريا وضبط العلاقات الإقليمية التي تشكل تهديدا لأمن إسرائيل. سوريا توافق على أن بحر الجليل (بحيرة طبريا) بأكمله يمكن أن يكون تحت السيادة الإسرائيلية. «هذا التنازل» الذي كان وراء انهيار قمة الأسد - كلنتون قبل عشر سنوات من ذلك، أي في العام 2000، «شجع الفريق الإسرائيلي على الانخراط بجدية في تحديد خط 4 حزيران 1967، على اعتباره حدوداً مستقبلية بين إسرائيل وسوريا. لكن الجزء الأعلى من نهر الأردن الذي يصب في بحر الجليل لا يزال موضع خلاف»، حسب هوف.

وفي بداية 2011، استمرت جهود بلورة ورقة المناقشة. وتنقل هوف بين دمشق وتل أبيب، مع مشاركة دينيس روس في المباحثات مع الفريق الإسرائيلي. وإذ أبلغ نتنياهو ضيفيه الأميركيين بـ«شكوكه المتزايدة في التزام الأسد الشخصي بوساطة السلام وبالسلام نفسه»، حسب وثائق الاجتماعات، فإنه «رحب بالفكرة الأميركية الخاصة بربط رفع العقوبات الأميركية عن سوريا بتنفيذ دمشق لالتزامات معاهدة السلام».

- لقاء مباشر

هذا التفاؤل، شجع هوف في اجتماع مع نتنياهو وفريقه على «السعي لعقد اجتماع مباشر مع الأسد لتقييم التزام الرئيس الشخصي بإعادة توجيه الاستراتيجية السورية التي من شأنها تعزيز الأمن الإسرائيلي». هنا، وفي محادثات هاتفية مع نتنياهو ووزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم والأسد، أكدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على النوايا الإسرائيلية وتمهد الطريق للقاء هوف مع الأسد. قبل وصول هوف إلى دمشق في فبراير (شباط) 2011، أبلغ الأسد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين الزائرين، أن السلام مع إسرائيل لا بد أن يستند إلى «مراجع محددة» تغطي الأرض والأمن. عندها، قام روس وهوف بصوغ هذه «المراجع المحددة». في 28 فبراير، وافق الأسد، في اجتماع مع هوف في دمشق، على «المراجع المحددة بشأن الأمن (التي تقضي بإنهاء الأنشطة والعلاقات السورية التي تشكل تهديدا للأمن الإسرائيلي)»، حسب المبعوث الأميركي. ويضيف، أن الرئيس السوري أكد أن «لبنان وإيران و(حزب الله) سوف يلتزمون بمعاهدة السلام بين سوريا وإسرائيل». كما أعرب عن ارتياحه لمفهوم رفع العقوبات الأميركية مع تنفيذ سوريا لالتزاماتها التعاهدية. خلال كل ذلك، بقي الانسحاب الإسرائيلي الكامل حتى خط 4 يونيو 1967 مطلباً أساسياً للأسد.

وفي 2 مارس، أطلع هوف نتنياهو وفريقه على اجتماع الأسد. وعبّر نتنياهو عن ارتياحه، وأعلن أن الوساطة وإمكانيات السلام «حقيقية». وتركزت الاجتماعات اللاحقة مع فريق نتنياهو على خصائص الأراضي ومذكرة الاتفاق. وبقي الاتفاق بشأن أعالي نهر الأردن بعيد المنال، لكن هذا لم يمنع هوف وروس من البدء بترتيب «محادثات تقارب» سورية - إسرائيلية في أوروبا الشرقية في أبريل. قبل ذلك، اندلعت الاحتجاجات السورية في منتصف مارس. وفي 18 مارس، ردت قوات الأمن السورية بالعنف الشديد على المتظاهرين في درعا. كما ردت قوات الأمن بعنف على الاحتجاجات في دمشق. وقتها، علقت الوساطة «بسبب الفوضى الرسمية» في سوريا. سعى هوف إلى زيارة دمشق، لكنه مُنع الحصول من على إذن من البيت الأبيض كي يناقش مع الأسد الآثار المترتبة على الوساطة إثر العنف الحكومي السوري. وفي 13 مارس، استقال ميتشل من منصبه كمبعوث خاص للسلام في الشرق الأوسط، وفي 19 من الشهر نفسه، قال أوباما، في خطاب لوزارة الخارجية، إن «الأسد يجب أن يقود انتقال سوريا إلى الديمقراطية أو يتنحى عن الحكم». وفي في 18 أغسطس (آب)، أعلن أوباما أن «الوقت قد حان لتنحي الأسد». أما هوف، فانتقل من فريق السلام في الشرق الأوسط إلى تقديم المشورة إلى وزير الخارجية ومكتب الشرق الأدنى بشأن تفاقم الأزمة السورية.

وفي أغسطس، رفض أوباما توصية من كبار مسؤولي الأمن القومي بأن تساعد الولايات المتحدة في تنظيم وتدريب وحدات عسكرية تابعة للمعارضة السورية. وتم إنهاء عمل «المجموعة الصغيرة» و«الاستعاضة عنها بجهد مشترك بين الوكالات لتحديد الاحتياجات السورية المحتملة بعد الأسد». كما أعلن أوباما أن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا يشكل بالنسبة له «خطا أحمر». وفي سبتمبر، استقال هوف من وزارة الخارجية الأميركية. وتطورت الأمور في سوريا وانحدرت لسنوات مؤلمة وطويلة. وفي 25 مارس 2019، أصدر الرئيس دونالد ترمب إعلاناً يعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان: الجزء الرئيسي من الأراضي موضوع النزاع خلال وساطة السلام بين عامي 2009 و2011، والمسألة المحورية في الجهود الدبلوماسية السابقة التي بذلتها تركيا في عامي 2007 و2008، والولايات المتحدة بين عامي 1993 و2000. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الإعلان قد رفع مرتفعات الجولان والمناطق المتاخمة المتنازع عليها من جهة الغرب من طاولة محادثات السلام المستقبلية بين إسرائيل وسوريا.

- تعهد خطي من بايدن للأسد

في 22 مايو 2010، زار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري دمشق والتقى الأسد في القصر الرئاسي. وقد شجع البيت الأبيض، الذي «انزعج بشدة من التقارير التي تفيد بأن نظام الأسد ينقل صواريخ سكود إلى (حزب الله)»، كيري على القيام بزيارة سوريا و«مواجهة الأسد بشأن هذه المسألة»، موضحاً للرئيس السوري أن «الفوائد التي ستعود على سوريا من الحوار الثنائي، ستنتهي ما لم تكن سوريا راغبة في التخلص من مهمة تزويد حلفاء إيران اللبنانيين وعملائها بالأسلحة الفتاكة». حسب المحضر الأميركي للاجتماع الذي عقد في التاسعة صباحاً من يوم 22 مايو، قال كيري للأسد «طلب الرئيس أوباما مني شخصياً أن آتي لمقابلتكم. لقد استدعاني إلى البيت الأبيض، وتحدثنا عن المنطقة، وأعرب عن قلقه بشأن الأوضاع الراهنة». رحب الأسد بكيري، وقال «أنتم أحد أصدقائنا القليلين في الولايات المتحدة. وهذا هو لقاؤنا الخامس منذ عام 2004. نحن نثق بكم. وأنتم تثقون بالرئيس أوباما. لذا؛ فنحن نثق بالرئيس أوباما. ونثق بكم سيناتور كيري. ونرغب منكم الاضطلاع بدور الوساطة. أنت شخصية مستقلة، ولستم جزءاً من مؤسسة بعينها. وليست لديكم أجندة خاصة. ونحن لن نسمح لمسؤولين أميركيين آخرين بالولوج إلى التفاصيل. سنسمح للسيناتور كيري فحسب بالاطلاع على تفاصيل عملية السلام». ورد كيري «ربما أستطيع الاضطلاع بذلك الدور. وأعتقد أن إسرائيل تحمل مسؤولية إعادة الجولان بالكامل حتى حدود الرابع من يونيو 1967». وصل كيري حاملاً مسودة رسالة مُعدة لتوقيع الرئيس الأسد، تُنقل إلى الرئيس أوباما «من خلال السيناتور كيري. وتتضمن مسودة الرسالة تأكيد الأسد على ما يلي:

1.أن معاهدة السلام بين سوريا وإسرائيل، بما في ذلك الحدود التي تعكس استعادة سوريا الكاملة للأراضي التي فقدتها في يونيو 1967، من شأنها أن تنهي كل دعم سوري للأعمال، والسياسات، والتعاون الذي يهدد أمن إسرائيل من جانب الدول وغير الدول على حد سواء.

2.من شأن معاهدة السلام أن تنهي الصراع بين إسرائيل وسوريا، وأن تشتمل على تسوية جميع المطالبات الناشئة عن الأحداث قبل إبرام الاتفاق.

3.ينجم عن ذلك تطبيع العلاقات الدبلوماسية، بما في ذلك فتح السفارات.

4.تكون علاقات سوريا مع الدول وغير الدول متسقة تماما مع التزاماتها التعاهدية والتزاماتها تجاه إسرائيل كما هي محددة بما يبعث على ارتياح الطرفين.

5.في حال التوصل إلى معاهدة سلام مع إسرائيل، فإن سوريا، تمشياً مع مبادرة السلام العربية، ستقدم دعمها وتعاونها الكاملين لتحقيق سلام عربي - إسرائيلي شامل، بما في ذلك تأمين اتفاقيات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل ولبنان، وما يترتب على ذلك من تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجميع أعضاء جامعة الدول العربية.

قال كيري للأسد «تعكس هذه الرسالة التفاهمات التي توصلنا إليها في المرة الأخيرة». وفي اجتماع سابق، قرأ كيري على الأسد بنود هذه الرسالة، وهي المذكرة التي أعطاها هوف للسيناتور كيري في وقت سابق من عام 2010، والتي تحدد وجهات نظره بشأن البنود الأساسية لاتفاقية السلام المحتملة بين سوريا وإسرائيل.

كان رد فعل الأسد إيجابياً على الفور «يجب أن نوافق على هذه الرسالة». إلا أن وزير الخارجية المعلم اعترض، قائلاً إنه يجب أن يسبق ذلك رسالة من إسرائيل إلى الولايات المتحدة، تؤكد فيها أن الاتفاق الشامل يستلزم انسحاب إسرائيل الكامل إلى خط 4 يونيو 1967. وقد تدخل كيري على الفور قائلاً «هذا ليس ضرورياً: لقد أكدت مع نائب الرئيس (جوزيف بايدن) بالأمس أن موقف الولايات المتحدة يستلزم عودة الجولان بالكامل إلى خط 1967». وكان كيري يحاول استبدال «الوديعة الإسرائيلية»، أي «وديعة رابين» للعام 1993، بموقف سياسي أميركي أحادي الجانب.

تطرق لقاء الأسد وكيري إلى علاقة سوريا بـ«حزب الله»، بالتزامن مع قيام مساعديهما بتنقيح مسودة الاتفاق السوري - الإسرائيلي، بحيث تضمن خمس نقاط، هي:

1.أن معاهدة السلام بين سوريا وإسرائيل، بما في ذلك الحدود التي تعكس الاستعادة السورية الكاملة لمرتفعات الجولان حتى خط 4 يونيو 1967، ستسفر عن علاقة ثنائية بين سوريا وإسرائيل لا يقدم فيها أي من الطرفين المساعدة أو الموافقة على أي عمل يقوم به طرف ثالث، أو دولة أو غير دولة، بما يهدد أمن الطرف الآخر.

2.من شأن معاهدة السلام المذكورة أن تُنهي الصراع بين إسرائيل وسوريا، وأن تشمل تسوية جميع المطالبات الناشئة عن الأحداث قبل إبرام الاتفاق.

3.من شأن ذلك أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية، بما في ذلك فتح السفارات.

4.احترام سوريا وإسرائيل، في علاقاتهما المتبادلة، بنود معاهدتهما.

5.في حال التوصل إلى معاهدة سلام، فإن سوريا، تمشياً مع مبادرة السلام العربية، ستقدم دعمها وتعاونها الكاملين لتحقيق سلام عربي - إسرائيلي شامل، بما في ذلك المساعدة على إبرام اتفاقات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وما يترتب على ذلك من تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجميع أعضاء جامعة الدول العربية».

- الأسد: مزارع شبعا سورية... والجميع سيفاجأون بسرعة التزام نصر الله باتفاقنا مع إسرائيل

- أبلغ هوف في فبراير 2011 أن «سوريا ليست عميلة إيران»... وطهران لم تعترض على وساطة أنقرة بين دمشق وتل أبيب

في 27 فبراير (شباط) 2011، وصل هوف إلى دمشق للقاء الأسد، حيث تحدث المبعوث الأميركي عن اهتمامه بتحقيق «سلام سوري - إسرائيلي وبناء علاقة رسمية ودية بين دمشق وواشنطن، يتجلى من خلالها دفء علاقات الصداقة التي تربط بين الشعبين». وقد رد الأسد بشكل إيجابي.

وبعد تناول تصريحات صحافية وزيارات أميركيين لسوريا وعقوبات واشنطن ضد دمشق، تحدث هوف عن مسودة الاتفاق التي كان صاغها وتوصل إليها (نصها موجود هنا لاحقاً). وحسب نص الكتاب «مع ذلك، سيكون ردك على الحواشي، سيدي الرئيس، أساسياً لتحديد بلادي للقرار الخاص بمواصلة هذه العملية. نحن في حاجة إلى معرفة ما إذا كانت سوريا والولايات المتحدة الأميركية متفقتين على ما تحتاج سوريا إلى القيام به لتنفيذ التزاماتها المتعلقة بمعاهدة السلام، ما يلزم الولايات المتحدة الأميركية برفع العقوبات أم لا».

طلب الأسد توضيح ومعرفة ما إذا كانت تلك الحواشي مهمة للطرف الآخر، فأجاب هوف «نعم، لكني أكدت على أن تلك النقاط لها القدر نفسه من الأهمية بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأن موافقته عليها سوف تمكّن أميركا من المُضي قدماً الآن باتجاه القضايا المتبقية المتعلقة بالأرض، وبدء عملية التخطيط المتعلقة برفع العقوبات. وسوف يتيح تنفيذ سوريا تلك الأمور، بمجرد إقرار معاهدة السلام، للولايات المتحدة الأميركية رفع العقوبات، وقد أشار الأسد إلى تفهمه وموافقته».

سلم هوف الورقة إلى الأسد، وقرأها ببطء وحرص على ما يبدو. وأعرب قبل تطرقه إلى الحواشي عن اهتمامه بفهم أفضل لجوانب النقاط الخمس. وأشار إلى أن النقاط الأربع الأولى تتضمن مرجعيات خاصة بلبنان، لكن النقطة الرابعة فقط ذاتها هي التي تذكر اسم البلد صراحة. وتساءل عما إذا كان من الملائم ذكر لبنان في نص معاهدة سلام سورية - إسرائيلية. وقال إن «هذا هو تحفظه الوحيد».

أعرب الأسد، حسب الكتاب، عن موافقة حماسية على النقطة الخامسة بما تتضمنه من دعوة إلى سلام عربي - إسرائيلي شامل، ثم تحدث لدقيقتين عن «المصالح». وكان مقصده هو أنه في حال توقيعه على معاهدة تلبي «المصلحة» الرئيسية لسوريا، وهي إعادة إسرائيل كامل الأراضي السورية التي احتلتها عام 1967، لن يكون منطقياً بالنسبة إليه القيام بأي فعل يهدد الدولة اليهودية. كذلك، أوضح أن مثل تلك التهديدات سوف تثير الارتياب مما يجعل الناس يسألونه عما إذا كانت هناك معاهدة سلام سوريا مع إسرائيل أم لا.

ويقول هوف «امتنعت عن الرد على النقطة التي أثارها بشأن لبنان؛ لأنني أردت التطرق إلى لبّ المسألة دون التورط في الأمر، فأنا في النهاية لم أكن أعلم الوقت الذي سيمنحه لي الرئيس الأسد، وافترضت أنه نحو ساعة كحد أقصى، وكانت قد مرت خمس عشرة دقيقة بالفعل، واقترحت أن يقرأ أو يعيد قراءة الحواشي حتى نتمكن من مناقشة كل واحدة منها. بدأ بالتركيز على الشرط الخاص بطرد حركة «حماس» وجماعات أخرى، وسأل عما سيكون مطلوباً من سوريا في حال ظهور أحدهم على شاشة التلفزيون السوري وطلبه التزام إسرائيل بالعدالة مع الشعب الفلسطيني؟ هل يعني ذلك أنه من الضروري طرده من البلاد؟ وكان ردي بالنفي، لكنني أضفت أنه سيكون على أي شخص يؤيد أو يخطط أو ينفذ أعمال عنف أو تهديد بتنفيذ أعمال عنف ضد إسرائيل من الأراضي السورية الرحيل بمجرد دخول معاهدة السلام حيز التنفيذ».

تحول انتباه الأسد بعد ذلك نحو اللغة الخاصة بـ«حزب الله»، حيث أشار إلى أن «الجميع سيفاجأون بالسرعة التي سوف يلتزم بها حسن نصر الله، أمين عام (حزب الله)، بالقواعد بمجرد إعلان كل من سوريا وإسرائيل التوصل إلى اتفاق سلام»، حسب هوف. وزاد «أجبته بقولي إنني سأكون من بين الأشخاص الأكثر تفاجؤاً، وسألت الرئيس كيف ستكون لديه تلك القناعة بالنظر إلى ولاء نصر الله لإيران و(للثورة الإسلامية) الإيرانية. بدأ الأسد بإيضاح أن نصر الله عربي لا فارسي، وأشار إلى ضرورة أن تكون سوريا ولبنان ضمن مسار عملية السلام العربي – الإسرائيلي؛ إذ يعتمد المسار اللبناني على سوريا، وقد أخبر ميشال سليمان، الرئيس اللبناني، بضرورة تجهيز فريق مفاوض مع اعتزام سوريا المضي قدماً في حال تعاون إسرائيل. لقد أكّد لي أنه في حال توصل سوريا إلى سلام مع إسرائيل، لن يتمكن نصر الله من الحفاظ على منصبه الحالي كزعيم «للمقاومة». كما وصف الأسد «(حزب الله) بأنه الحزب السياسي اللبناني الوحيد الحقيقي، مشيراً إلى أنه ممثل أكبر جماعة طائفية في لبنان وهي الشيعة، وهي مؤسسة قدرها هو الاضطلاع بدور قيادي في السياسة اللبنانية الداخلية».

سأل هوف الأسد «عما إذا كانت رؤيته بشأن خروج نصر الله من عالم المقاومة سوف تتطلب من سوريا إعادة مزارع شبعا إلى لبنان بمجرد جلاء إسرائيل عن قطاع هضبة الجولان؟». وأضاف «مع ذلك، في ظل عدم حديث الأسد الآن عن الحق في مزارع شبعا، أكّد لي أن الخرائط توضح أن مزارع شبعا هي أراض سورية، وربما يكون إجراء تعديلات مستقبلية مع لبنان أمراً ممكناً، لكن الأرض محل التساؤل كانت سوريا. وأكّد الأسد بشكل عفوي أن سوريا لم تكن دولة عميلة لإيران، حيث كان اتفاق سلام مع إسرائيل شأناً سورياً لا إيرانياً، وأضاف أنه لم يخطر إيران حين بدأت جهود الوساطة التركية في اتفاق السلام».

يضيف هوف «سألت الأسد عما إذا كان قد وجد أمراً مستهجناً في حواشي مسودة الاتفاق، وكان رده مباشراً وقاطعاً بالنفي، وطلب أن أخبر الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون بأنه ليس لديه مشكلة في أي منها. وطلب الأسد أن يتم إخبار إسرائيل بأن سوريا أيضاً لديها رأي عام، وعلى السوريين الاقتناع بأنه قد تمت استعادة أرضهم بالكامل، فلا يوجد أي مجال للتلاعب. وكان ردي هو التأكيد مرة أخرى للأسد على اعتقادي بإحراز تقدم جاد في المسائل المتعلقة بالأرض، وبأننا قد تجاوزنا حقبة الاهتمام بالمخزون (المائي) وانخرطنا في مرحلة جديدة مع وجود مياه وادي الأردن في قلب النزاع الباقي. أقرّ الأسد بأن إسرائيل كانت في حاجة إلى المياه المذكورة وأن المشكلة قابلة للحل، وأشار أيضاً إلى أن المياه تتدفق نحو الأسفل لا الأعلى». وبالعودة إلى المرجعية المحددة الخاصة بالأمن المطروحة أمامه، أكّد الأسد مرة أخرى على عدم وجود مشكلة فيها، باستثناء تحفظ واحد. فقد أراد أن يتم الانتهاء من المرجعية الخاصة بالأراضي أولاً. مع ذلك، كنت أتمتع بحرية مناقشة المرجعية الخاصة بالأمن، بما في ذلك الحواشي، مع وليد المعلم».

وتابع «هممت بالمغادرة، وشكرت الأسد على وقته، وقد أكّد مرة أخرى تحياته إلى الرئيس أوباما، وكلينتون، وزيرة الخارجية، وميتشل المبعوث الخاص. كذلك طلب مني أن أبلغ الرئيس أوباما بموافقته على كل ما هو مطروح، وكان ممسكاً بنسخته من الورقة أثناء مغادرتي. كانت قد مرّت نحو خمسين دقيقة منذ بدء محادثتنا».

- «اتفاق الفصل»... مقدمة وديباجة وحواشٍ

> بعد جولات بين دمشق وتل أبيب وواشنطن، توصل الوفد الأميركي إلى مسودة اتفاق سلام سوري - إسرائيلي يتضمن ابتعاد دمشق عن طهران و«حزب الله»، يتضمن مقدمة وفقرات تنفيذية وحواشي، هذا نصه:

«سينهي هذا الاتفاق (اتفاق الإطار المحتمل/معاهدة السلام المحتملة) حالة الحرب بين سوريا وإسرائيل، ويرسي السلام، ويتطلب أفعالاً من جهة الطرفين لإقامة علاقة ثنائية وعلاقات مع كافة الأطراف الأخرى الفاعلة، اتساقاً مع هذا الواقع الجديد. وفقاً لذلك، لن يهدد أي من الطرفين، طبقاً لمبادئ القانون الدولي المعمول بها، ووثيقة الأمم المتحدة، أو يدعم بشكل مباشر أو غير مباشر، أي أفعال أو جهود أو خطط من جانب طرف يمثل دولة أخرى أو لا يمثل دولة، من شأنها تهديد أمن أو سلامة الطرف الآخر أو مواطنيه، بوجه خاص عند دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ:

1 - سيمتنع الطرفان عن ممارسة أي تهديد أو استخدام للقوة بشكل مباشر أو غير مباشر ضد بضعهما بعضاً، وسيعملان على تسوية كافة الخلافات والنزاعات بينهما بالطرق السلمية.

2 - سينهي الطرفان ويحظران القيام بأي أنشطة على أراضيهما أو من جانب مواطنيهما تساعد أي قوات نظامية أو غير نظامية أو شبه عسكرية تسعى نحو الإضرار بالطرف الآخر أو مواطنيه. (حاشية رقم 1).

3 - لن يستخدم أي من الطرفين حقه بموجب أي معاهدة أو اتفاق أو التزام مع أي طرف يمثل أو لا يمثل دولة في الاستخدام الجماعي للقوة ضد الطرف الآخر، أو يستجيب بالموافقة على أي طلب مساعدة في ممارسة تهديد أو استخدام لقوة ضد الطرف الآخر بموجب مثل تلك المعاهدة، أو الاتفاق أو الالتزام، أو المشاركة أو الحفاظ على المشاركة في تحالف عدائي ضد الطرف الآخر. (حاشية رقم 2).

4 - لن يقوم أي طرف بنقل أسلحة أو معدات عسكرية إلى لبنان، أو السماح بأن تتم مثل تلك العمليات عبر أراضيه، باستثناء تلك المرسلة إلى قوات الأمن الرسمية للحكومة اللبنانية. (حاشية رقم 3).

5 - يتشارك الطرفان هدف تحقيق سلام عربي - إسرائيلي شامل، ويدركان أن هذا سوف يتطلب إبرام اتفاقيات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولبنان وإسرائيل، وتطبيع العلاقات بين الدول الأعضاء كافة في جامعة الدول العربية وإسرائيل. وسوف يبذل الطرفان قصارى جهديهما لتحقيق هذا الهدف.

تمت صياغة الديباجة والنقاط الخمس بطريقة تتيح دمج جزء كبير من اللغة مباشرة في اتفاق إطار سوري - إسرائيلي أو معاهدة إطار سورية - إسرائيلية. وتطرقت الحواشي إلى حالات خاصة:

1 - عملياً، بالنظر إلى السياسات الحالية لتلك الجماعات، سينبغي على سوريا الامتناع عن تقديم المساعدة العسكرية والمالية، بما فيها الأسلحة والمواد ذات الاستخدام المزدوج والتدريب والمعلومات الاستخباراتية، إلى تنظيم «حزب الله»، سواء في سوريا أو لبنان، وكذلك حركة «حماس» وغيرها من الجماعات الفلسطينية التي تخطط وتدعم وتشارك في أعمال عنف ضد إسرائيل والإسرائيليين، وتطرد من سوريا كل الأفراد التابعين لتلك الجماعات أو أي جماعة أخرى تستخدم الأراضي السورية في تنفيذ الأنشطة المحظورة إلى دول أخرى غير لبنان.

2 - يقال إنه لدى سوريا اتفاقات أمنية جماعية مع كل من إيران و«حزب الله» وأطراف في جامعة الدول العربية قد تقع ضمن نطاق هذا المتطلب. من الأمثلة على ذلك، أنه ينبغي على سوريا إنهاء علاقتها مع الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك «فيلق القدس»، ومنع عبور أفراده ومعداته عبر الأراضي السورية أو المجال الجوي السوري. كذلك، سيتعين على سوريا إنهاء أي اتفاقات تتيح وجود تهديد أو استخدام للقوة ضد إسرائيل والمواطنين الإسرائيليين إن وجدت.

3 - بناءً على ذلك، سوف يتعين على سوريا إنهاء مشاركتها في كل عمليات نقل الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك المواد ذات الاستخدام المزدوج، إلى تنظيم «حزب الله» سواء في لبنان أو إلى لبنان وتيسيرها لتلك العمليات، كما سيتعين على سوريا وقف تدفق الأسلحة إلى الجماعات الفلسطينية في لبنان ودعم الجهود الرامية إلى نزع سلاحها».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مقالة نارية للمخرج يوسف ي. الخوري يعري من خلالها بالوقائع والإثباتات هرطقة ودجل الإنتخابات، وتبعية وذمية ونرسيسية المرشحين المتعامين عن الإحتلال، وشرود المتاجرين بالهوية، والباحثين عن مواقع نيابية تشرعن الإحتلال، ويطالب الشعب بوقفة عز ومقاطعتها

https://eliasbejjaninews.com/archives/107887/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d9%86%d9%88%d9%91%d8%a7/

مجلس نوّاب أم حلبة لسباق الخيل!!؟

الكاتب والمخرج: يوسف ي. الخوري/13 نيسان/2022

13 نيسان 1975 هي بالنسبة إلينا عِبرة وليست ذكرى.

إذا صوّتنا بما لا يشتهي المرشّحون، سيتّهموننا بالخراب الآتي على لبنان بذريعة أنّنا لم نصوِّت “صح”.

وإذا لن نُشارك بكثافة في الانتخابات “الآتية”، سيحمّلوننا المسؤوليّة عن عودة المنظومة نفسها إلى الحكم.

وإذا قاطعنا هذه الانتخابات، سيدّعون بأنّنا تسبّبنا بانخفاض الحاصل الانتخابي، وعزّزنا نجاح الفاسدين والسلاح.

مَن نحن!؟ نحنُ الشعب.

مَن هُم!؟ هم هؤلاء الذين لا يخجلون. منهم انتُخِبوا في العام 2018 وأفلسوا البلد. ومنهم لم يُنتَخَبوا. جميعهم، الخاسرين والرابحين، كانوا مستعدّين لمساكنة المنظومة والسلاح غير الشرعي تحت قبّة البرلمان، وكان هذا السلاح “مقاومة” بالنسبة إليهم، وما كان أيّ “تغيير” في حسبانهم.

في الانتخابات النيابيّة، ببلاد الناس الديمقراطيّة، يُجاهر الراغبون بتجديد نياباتهم بما أنجزوه خلال ولايتهم الأخيرة، بينما هؤلاء الذين ببلدنا يدعوننا إلى إعادة انتخابهم بحجّة “ما خلّوهم” هذه المرة، أو “ما كانوا في السلطة” لِيَقدِروا.

ببلاد الناس الديمقراطيّة، يسعى المرشّحون الجدّد إلى إقناع ناخبيهم بأنّ برامجهم تؤمّن ديمومة أفضل للمجتمع، بينما الذين في بلدنا لا يقدّمون إلّا مشروعًا واحدًا عنوانه “جربونا”، وكأنّ البرلمان حلبة لسباق الخيل، إذا لم ينجح رهانك على هذا فجرّب ذاك.

ببلاد الناس، يُخبرك المرشّحون “كيف سيُصلحون ويُطوّرون لغدٍ أفضل”، بينما في بلدنا ينبشون قبور الماضي، ويتّهمون، وجماعاتهم يُحرّضون، وعلى بعضهم البعض يتهجّمون.

وببلاد الناس، يحترمون صوت الناس، ويقبلون نتيجة الاقتراع برحابة صدر، بينما في بلدنا يُتاجرون بصوتك، يُريدونه من دون أن يستحقّوه، ويحمّلونك مسؤوليّة فشلهم قبل أن يفشلوا. إذا انتخبتهم فأنت مُصيب، وإذا لا فأنت رذيل!

في زريبتنا… عفوًا ببلدنا، وصل الأمر ببعض الجهّال الوَقِحين من المرشّحين، إلى اتّهام النخب بِتَيْئِيس الناس من إمكانيّة التغيير في 15 أيّار، وبأنّها (أيّ النخب) تتآمر على الهويّة اللبنانيّة وعلى النظام في لبنان بترويجها أنّ الانتخابات لا نفع منها.

أنا لست نخبويًّا، لكنّي أتمنّى أن يقاطع كلّ لبناني شريف ووطني هذه الانتخابات. هل أنا، يوسف ي. الخوري، ضدّ الهويّة اللبنانيّة؟ معاذ وجه الله. أقلّه، أنا لم أنتظر حلول موسم الانتخابات لأحذّر من الخطر على الهويّة، بل بدأت صدّ محاولات تغيير هويّتنا اللبنانيّة منذ أكثر من سبع سنوات.

أين كنتم أنتم، أيّها الغيارى على الهويّة، قبل سبع سنوات!!؟ كنتم متلهّفين لمشاركة المنظومة وحزب السلاح بالنِعَم البرلمانيّة.

أنا، ومثلي كثُر، كنّا نصرّخ بأنّ إيديولوجيّة حزب الله “أمميّة” وتتعارض مع الهويّة اللبنانيّة، أمّا أنتم، فكنتم ولا تزالون، ترونه من النسيج اللبناني!

لمّا كنا نسألكم عن الهويّة، كنتم، ولا تزالون، تردّدون كالبّبغاوات بأنّ الدستور حدّد بأنّها “عربيّة”! هل الدساتير وظيفتها تحديد هويّات البشر؟!! وهل الهويّات تتبدّل مع كلّ متغيّر أيّها المرشّحون المتغيّرون مع كلّ ظرف.

نحن، ومنذ انتهاء الحرب عام 1990، عَلَت أصواتنا معترضة على بقاء سلاح حزب الله، ودفعنا ثمن اعتراضنا هذا غاليًا، بينما أنتم، كنتم ولا تزالون، تبحثون عن استراتيجيّات دفاعيّة وهميّة لتبرير وُجود هذا الحزب وسلاحه!!!

نحن، لم ننتظر حلول الموسم لنعارض الانتخاب تحت رهبة السلاح، وفي ظلّ قانون يحقّق الغلبة لحزب الله وأتباعه الممانعين، ويُعيد إليهم شرعيّة دستوريّة أفقدناهم إيّاها بجهودنا بعد ثورة 17 تشرين، بينما أنتم، كنتم تدفعوننا إلى تحييد حزب الله في الثورة وحصر مطالبنا بالأمور المعيشيّة!

فعلى مَن تقرأون مزاميركم يا أيّها المُرشّحون المتغيّرون غير المستقلّين!!؟

بالأمس كنتم، ولا تزالون اليوم، أعضاءً في الندوة البرلمانيّة، فهل تقدّم أحد منكم بمشروع قانون لنزع سلاح حزب الله الذي يهدّد الهويّة؟ لا.

هل كنتم تتبنّون البيانات الوزارية التي كانت تحلّل هذا السلاح؟ نعم.

ما الذي تغيّر لتصبحوا فجأة “تغييريين سياديين”؟!

أنا أعرف. فقد حلّ موسم الانتخابات وسبحان اللهِ من الذي لا يُغيّر ويتغيّر! لكن عُذرًا، ومهلًا، فنحن لن ننجر وراء حساباتكم الرخيصة مرّة جديدة، ولن تفلحوا بإلباسنا تُهم تآمركم على الهويّة والكيان.

هو أنتم مَن يُريد الانتخابات لبيع الهويّة والنظام الليبرالي لحزب الله، وليس المقاطعون.

سأعطي نموذجَيْن مصغَرين، واحد عن “تغييركم”، وآخر عن “سيادتكم”، والاثنان من عرين الموارنة كسروان وجبيل.

المرشّحون في دائرة كسروان-جبيل نسبهم كالآتي:

100% من الذين فازوا في انتخابات الـ 2018 التي قضت على البلاد والعباد، عاودوا ترشيح أنفسهم بلا اِستَحيا.

52% من اجمالي المرشّحين اليوم، كانوا مرشّحين في العام 2018.

اللوائح السبع التي صمدت اليوم حتى السباق الأخير، هي نفسها التي أكملت السباق في الـ 2018، لكن مع توزّع أعضاء اثنتين منها في لوائح منفصلة.

فبناءً على ما سبق، “يتمجّد اسم حْريصا لْوَين بِدها تُبرُم متل بالْ 1968، وِمْنَين بِدّو يْجِي التغيير!؟”

أمّا عن “سيادتكم”، فحدّث ولا حَرَج. ففي حفل إعلان إحدى لوائح كسروان-جبيل، توجّه الصحافي عبدو متّى بسؤال إلى العضو الشيعي في اللائحة، قائلًا (ما معناه): “أنت تنتفض على الفساد، وأنت تنتمي إلى بيئة شاركت بالفساد وبالسرقة، هل نفهم من كلامك أنّك تنتفض على هذه البيئة؟ وماذا ستفعل لاسترداد الأراضي التي تسلبها بيئتك في منطقة لاسا الجبيليّة؟”

يا غيرة الدين! يا غيرة الدين! الله أكبر… “انْكَن فيك تسكّت الموارنِه بالصالِه سكّتهُن”.

استعروا، هرجوا ومرجوا، اتّهموا عبدو بالطائفي، أحدهم انتزع من يده الميكروفون، المرشّحون قمعوه: “الفاسدين موجودين بكل الطوائف…”، عضو اللائحة الشيعي أجاب بخلق سيّء: “بتأسّف قلّك سؤالك عُنصري طائفي بغيض… ميشان هَيك ما حَ جاوبك”.

أَ بأشباه الموارنة هؤلاء، وبهذا الشيعي المتنمّر، سيأتينا التغيير وستُستعاد سيادتنا!!؟ إنّها آخر الدُنيا، وآخرة العدالة والمنطق، صار السائل عن أرضه المسلوبة “عُنصُريًّا طائفيًّا بغيضًا”، والمتهرّب من الإجابة، ومن تحمّل المسؤولية، سياديًّا وطنيًّا!!؟

لعمري لأنتم كذبة مخادعون وتودّون تحميلنا أوزار تلفيقاتكم وأضاليلكم.

فشرتم.

ليس في الزحف للجلوس على خازوق نيابي تكون معارك الوجود. وليس في صحّارة الانتخاب تُحمى الهويّة وتُسترجع السيادة من تحالف السلاح والايديولوجيّة الأمميّة الشيعيّة والخونة الذمّيين.

الانتخابات النيابيّة المقبلة هي معركة بين الطيّبين البسطاء المُغرّر بهم، والحُكماء الذين سيقاطعونها لقطع الشرعيّة البرلمانيّة عن حزب الله.

#الانتخابات_النيابية

#لا_انتخابات_في_ظل_الاحتلالات

⁧‫#انا_مقاطع

#لبنانتحتالاحتلال

#صوتي_لبنان

#نرفضاياحتلال

 

هاجس تأجيل الإنتخابات يلاحق الّلبنانيين

هيام القصيفي/الأخبار/13 نيسان/2022

بعد ركود لأيام، عاد موضوع تأجيل الانتخابات الى التداول مجدداً. ليس كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وحده ما أعاد تظهير هذه المخاوف. إذ يندر أن يخلو لقاء سياسي أو انتخابي من تناول الأمر، ويكاد الحديث عن إرجاء الانتخابات يساوي الحديث عن الاستعداد لها.

في الأيام التي رافقت تشكيل اللوائح وتسجيلها، نشطت الحملات الانتخابية بشكل كثيف، وبدا أن الجميع انضوى في المعركة، وأقفل الكلام عن إلغاء الانتخابات الذي رافق إعادة البحث بقانون الانتخاب والطعن فيه وانكفاء الرئيس سعد الحريري واحتمالات المقاطعة السنّية.

وفي الأيام الأخيرة، صارت كل إشارة تعدّ تأكيداً للموعد الدستوري، من ذلك زيارة البابا فرنسيس التي عُدّت بمثابة ورقة ضغط لإجراء الانتخابات في موعدها، إلى عودة الدبلوماسية الخليجية ونشاط المراقبين الأوروبيين لمراقبة الانتخابات. لكن، سرعان ما عاد الكلام حول المخاوف من التأجيل يتكرر في دوائر رسمية وحزبية مختلفة، تارة لأمور تقنية ومنها ما يردّده رئيس الجمهورية ميشال عون حول الميغاسنتر كسبب لعدم الإقبال، وتمويل الانتخابات، وتارة أخرى لأسباب لوجستية ومشاكل السفارات والقنصليات والعوائق التقنية الكهربائية وإضراب القطاع العام، ما يوحي بأن ثمة أسباباً واقعية تعترض إجراءها.

لكن إرجاء الانتخابات، فعلياً، يحتاج الى أكثر من مجرد أمور لوجستية لعرقلتها، مهما بلغت أهميتها، بعدما استنفد الجميع الأسباب الموجبة لها، وخصوصاً مع نفاد الوقت، وانقسام القوى السياسية من المعارضة والموالاة، منذ البداية، حول الملفات التي كان يمكن أن تطيّر الانتخابات كالميغاسنتر واقتراع المغتربين. فالإرجاء يحتاج الى قرار أوّلاً، كما جرى سابقاً، قبل أن يصار الى ترجمته عملياً في مجلس النواب. وإذا لم تسنح الفرصة لتأمين توافق سياسي، كما هي الحال اليوم، فلن يبقى حينها سوى حدث خارج المألوف يحتّم تأجيلها.

أمنيون ومعنيون سياسيون بالانتخابات يقولون ما معناه إن الكل لا يزال يحبّذ إرجاء الانتخابات، ولا أحد يريدها فعلياً، لا من فريق السلطة ولا من فريق المعارضة، وكلاهما يؤيدان ضمناً هذه الخطوة، لكن من دون أن يتحمّلا مسؤوليتها علانية. لذا يرمي كل طرف مسؤولية الإرجاء على الطرف الآخر. بين تحميل التيار الوطني الحر رغبته في تأجيل الاستحقاق لاحتمال خسارته فيها، وخلفه حزب الله، أو اتهام حزب الله السفراء وأفرقاء المعارضة مجتمعين، بالعمل على تفخيخها لتطييرها.

لكن حسب نقاشات أمنية وسياسية، فإن جميع الأطراف يعلمون أنه لم يعد في استطاعة أي طرف خلق أعذار إضافية وحجج للتأجيل، وليس هناك أسباب مقنعة على مستوى محلي وخارجي تجعل الإرجاء يمرّ مرور الكرام. وتقول مصادر مواكبة للتحضير للانتخابات، إن الجميع يخشى من «اليوم التالي» لفعل الإرجاء، أي ردة الفعل المحلية والإقليمية والدولية تجاه هذه الخطوة. ولو كان جميع المعنيين الرسميين والحزبيين يضمنون سهولة هذه الخطوة، والسيناريو المحتمل لما ستحدثه من تطورات لا يمكن التكهن بنتائجها، لأقدموا عليها.

هذا يعني أن الانتخابات لن تتعطل إلا بفعل خضة ما. وفي العادة يكون الكلام بوضوح عن عمل أمني هو الغالب كسبب لتطيير استحقاق بهذا الحجم. لكن الأمنيين الذين يؤكدون جهوزية القوى الأمنية لمواكبة الاستحقاق، يحاذرون الإشارة الى أي من التوقعات حيال المخاوف من احتمالات أمنية مقلقة. إذ لا معلومات أمنية في هذا الاتجاه، ولا شيء يوحي حتى الآن بأن ثمة خربطة أمنية قد تحصل. فكل التوترات الأمنية المتوزعة في أكثر من منطقة لا ترتبط بحالة سياسية معينة، بل سببها إما مشكلات اجتماعية أو اقتصادية أو حتى جرمية. ولم يُرصَد ما يدلّ على تحضيرات أو مؤشرات أمنية لإطاحة الاستحقاق. ورغم أن لا أحد من المعنيين يقلّل من شأن تفاقم الأزمة المعيشية بين ارتفاع سعر البنزين وفقدان الخبز وانقطاع الكهرباء، إلا أن هذه الأزمات لا تشكل حتى الساعة تطوراً استثنائياً، يستدل منه على القيام باحتجاجات شعبية واسعة تتطور الى تدهور وحالة أمنية تتسبّب تالياً بتطيير الانتخابات. فالمحتجّون نوعان، الأول منخرط في الانتخابات، ولن يكون له مصلحة في تطييرها، والثاني حزبي تحت ستار معيشي، لن يكون من السهل خروجه بوضوح الى الشارع من دون أن يترافق ذلك مع إشكالات سياسية.

لكن هذا لا يعني أنه إذا أريد للانتخابات أن تتعطل، فلن يترجم ذلك بأمر خارج عن السياق التقليدي المعتاد، الذي سيكون بالنسبة الى الجميع ذريعة تلقائية. حتى إن حدثاً بحجم زيارة البابا لن يعود حينها عائقاً أو سبباً كافياً لتأكيد موعد 15 أيار. لذا تتصرف القوى السياسية والأمنية على قاعدة أن الانتخابات حاصلة، مع إضافة كلمة «ولكن»، وأمامها خريطة الانتخابات والدوائر والتحالفات، مع ترك هامش واسع للمفاجآت.

 

رسائل نصرالله ليست للداخل وامتحانه زعماء الموارنة شكلي

أسعد بشارة/نداء الوطن/13 نيسان/2022

هل كان «حزب الله» مضطراً للإعلان عن إفطار «الزعيمين» المارونيين جبران باسيل وسليمان فرنجية، وهل كان هذا الإعلان خطأ أضرّ بصورة الرجلين أكثر مما تضرّرت طوال الفترة الماضية؟ على الارجح لا وجود لأي خطأ في حسابات الحزب، فالإفطار والإعلان عنه لا يشبه في أي حال من الأحوال تصريح نصرالله قبل انتخابات العام 2009 عن اليوم المجيد، وهو بالتالي في حسابات الحزب لا يؤذي الحليفين ولا يصعّب معركتهما الانتخابية، ولهذا بدا من الضروري الكشف عنه باعتباره يتجاوز منطق توجيه الرسائل الى الداخل اللبناني، ويتخطى الى إفهام من يجب أن يفهم في المنطقة والعالم أن «لبنان بيدنا».

في قراءة متأنية للقاء «الزعيمين» المارونيين باسيل وفرنجية برعاية نصرالله، يمكن فهم أن السباق المبكر الى قصر بعبدا، قد بدأ، ذلك من دون الاستهانة بقدرة الحزب على ضبط أداء المتسابقين، وهذا كان الهدف الداخلي من اللقاء، لكن ما أراد الحزب القيام به استباقاً للاتفاق الأميركي ـ الإيراني، وللتوسع السعودي في المنطقة، هو التأكيد على إمساك ورقة لبنان وعدم التفاوض عليها إلا من خلال قواعد يرسمها الحزب، ويريد منها أن تؤدي في النهاية الى الفوز بأكثرية نيابية تطمح للقفز فوق ثلثي المجلس النيابي، كما الى تكرار ترئيس ميشال عون، سواء بجبران باسيل أو بسليمان فرنجية، وهذا سيناريو بدأ الإعداد له بهدوء منذ اليوم.

واذا كان راعي السباق يحاذر منذ الآن إطلاق صفارات الانطلاق حرصاً على سلامة السباق، فإن المتسابقَين بدآ الاستعداد، كأن ولاية الرئيس ميشال عون ستنتهي اليوم، وفي هذا السياق، يسجل لرئيس «المردة» توسيع بيكار اتصالاته الدولية، التي يهدف منها لفرش طريق بعبدا ونزع الألغام، وقد تقدمت اتصالاته بالفرنسيين، وكذلك تقدمت اتصالاته العربية التي تجرى على وقع حسابات تفيد بأن عودة علاقات بعض الخليج مع النظام السوري، ستؤدي حكماً الى تعزيز فرصه الرئاسية، خصوصاً في ظل فيتو خليجي صارم وضع على مجرد البحث بترئيس منافسه جبران باسيل.

وفي مقابل باسيل المصاب بالعقوبات الأميركية والذي يراهن على العودة في الانتخابات بكتلة نيابية على حصان أبيض، يؤهل فرنجية نفسه في الداخل والخارج، ويستعدّ لعدم إضاعة الفرصة الذهبية التي كادت أن تؤدي به في الانتخابات الماضية، الى قصر بعبدا، لو جازف وخالف توجهات الحزب.

يومها وصلت اللقمة الى فم بنشعي. تروي شخصية لبنانية كانت في باريس أن الأميركيين تواصلوا معها ليمرروا رسالة واضحة بقبول انتخاب فرنجية وكذلك فعل السعوديون، وسبقهم الرئيس الفرنسي باتصال مع فرنجية، لكن الاخير امتنع حتى عن المشاركة في جلسات الانتخاب، خشية إغضاب «حزب الله»، فبقي عون مرشح «حزب الله» الوحيد الذي انتخب رئيساً بقوة التعطيل. أراد «حزب الله» من خلال جمع اوراق الموارنة المسترئسين بيده، التأكيد على أنه يملك قرار الانتخابات الرئاسية، وذلك وفق تسلسل مراحل ثلاث. انتخابات نيابية يؤمن فيها الاكثرية، وانتخابات رئاسية يؤهل فيها مرشحه الوحيد الذي سيفرضة على البرلمان أياً كانت نتائج الانتخابات، والتمهيد أخيراً لتسوية يكون له فيها اليد الطولى، اذا ما وقع الاتفاق في فيينا، واذا ما توصل الحوار السعودي ـ الإيراني الى نتائج في اليمن والعراق ولبنان. هذه التسوية تمر حكماً بالنسبة للحزب من خلال إمساك مفاصل القرار، ومن اهمها رئاسة الجمهورية، واذا كان اللقاء بين نصرالله وباسيل وفرنجية لم يعط صفة الامتحان للمتسابقين، فإنه بالتأكيد أطلق العنان لعملية التأهيل المطلوب للفوز بالسباق، وهذا التأهيل يتقدم فيه فرنجية الذي نجا من العقوبات، على باسيل، كما يتقدم بفعل أنه لم يهدم جسوره مع الدوائر العربية والدولية، لكن رغم ذلك كله فإن السباق لم ينطلق بعد، وستكون نتائج الانتخابات وأحجام الكتل عاملاً مؤثراً في سباق زعماء الموارنة، الى عقل نصرالله وقلبه.

 

"الحزب" والاحتياط إزاء المتغيرات

وليد شقير/نداء الوطن/13 نيسان/2022

مثله مثل سائر الفرقاء اللبنانيين، يفترض أن يدقق «حزب الله» في المشهد الإقليمي الدولي، في ضوء التغييرات التي أحدثتها الحرب بين روسيا والدول الغربية في أوكرانيا على المسرح الدولي، إذا كانت سترسو على معادلة لمصلحة راعيه الأساسي وداعمه، أي إيران ومرشد الجمهورية الإسلامية، ومرشده وولي أمره السيد علي خامنئي، وداعمه «حرس الثورة»، أم أنها سترسو على معادلة لغير مصلحة طهران. وفي الحالتين ستكون هناك ترجمة لهذا الاتجاه أو ذاك على المنطقة وبالتالي على دوره في لبنان، حيث تتنافس أطراف الحرب نفسها في أوكرانيا على تثبيت النفوذ والتأثير. وهو تنافس يزداد وضوحاً كما تشهد على ذلك التحركات والنشاطات الأوروبية والفرنسية على الأخص، مقابل ارتفاع وتيرة النشاط الروسي عبر الانفتاح على القوى السياسية قاطبة من خلال استقبال الزعامات اللبنانية، واهتمامها بالانتخابات النيابية والاستحقاقات التي ستليها. فموسكو تهتم لميزان القوى الذي سينجم عن الانتخابات النيابية اللبنانية، لأنها تأمل أن يكون لها حضور عبر أصدقاء وحلفاء، في المجلس النيابي المقبل.

ومثله مثل سائر الفرقاء، يترقب «حزب الله» ما إذا كانت انعكاسات الاتفاق على النووي في فيينا ستأتي لمصلحة إيران وحرس الثورة والمرشد، أم أن التعقيدات التي حالت حتى الآن دون إنجاز الاتفاق، بسبب مطالب طهران رفع الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب ستلقى استجابة الولايات المتحدة الأميركية أم لا، فينعش ذلك وزنه الراجح في التركيبة اللبنانية ويضعف خصومه الذين اتسعت دائرتهم، في الوسطين المسيحي والإسلامي، أو أن تحقيق هذا المطلب الإيراني مرتبط بتنازلات من إيران في الإقليم تبدأ من اليمن مروراً بالعراق وصولاً إلى سوريا وفلسطين ولبنان. وفي هذه الحال، وإذا تجاوبت طهران مع المطلب الأميركي، فهل تبدأ بخفض تدخلاتها في الدول العربية، باليمن، لأنه ليس أولوية بقدر العراق وسوريا ولبنان وتبقي على موقعها المتفوق في سائر الميادين؟ إذا كانت الأجوبة على مصير الدور الإيراني الإقليمي معلّقة، وتنتظر في جانب منها ليس فقط التفاوض الأميركي الإيراني، بل التفاوض السعودي الإيراني المفتوح على شتى الاحتمالات أيضاً، فمن الطبيعي أن يقلق الحزب من أن يلقى اتساع دائرة المعارضة الداخلية لدوره في لبنان عبر سطوة السلاح، وداخل المؤسسات وتحديداً على الموقع المسيحي الأول، صدى لدى دول الغرب والولايات المتحدة، فترفض التسليم بأرجحيته.

الصدى الدولي لاتساع الاعتراض على هذا النفوذ، يأخذ حجماً أكبر بفعل رفض الدول العربية ولا سيما الخليجية، أي مقايضة أميركية للاتفاق على النووي بالتساهل في نفوذها الإقليمي. بل هو أكثر من الرفض ويرقى إلى غضبٍ من تحويل لبنان إلى منصة للعمل ضدها. والغضب العربي من إمساك الحزب بمقاليد السلطة في البلد مقبل على تحوّلٍ في اتجاه العودة التدريجية إلى الاهتمام بالأزمة اللبنانية بدل الانكفاء عنها أو اليأس من إمكان تغيير موازين القوى التي تتحكم بالمعادلة الراهنة في البلد.

غياب الأجوبة الحاسمة عن انعكاسات التغييرات على الصعيد الدولي، في داخل لبنان، والتي قد يأخذ تبلورها وقتاً طويلاً، من الطبيعي أن يقلق الحزب فيسعى بكل الأساليب والوسائل إلى الاحتفاظ بتفوقه داخل المؤسسات الدستورية بدءاً بالمجلس النيابي.

وإذا كان الأمين العام للحزب حرص على نفي طموحه بالحصول على أكثرية الثلثين في البرلمان، معتبراً أن ما يقال في هذا المجال هو «للتحريض» على الحزب من قبل خصومه، فلأنه بات يدرك كم أن انتفاخ دوره وتنامي تأثيره بقوة السلاح، ومصادرته قرار الرئاسة الأولى عن طريق فرضه العماد ميشال عون رئيساً في العام 2016، صار موضوع نقمة لبنانية عارمة، ومعارضة دولية واسعة ورفض عربي حاسم. وفضلاً عن أن نفي نصرالله واقعي في انتظار فتح صناديق الاقتراع في 15 أيار المقبل، فإنه ليس صادراً عنه من باب التواضع، بل لأنه يستبطن تحديد طموحه بالحصول مع حلفائه، على الأكثرية المطلقة أي النصف زائداً واحداً (65 نائباً) لتكون له الكلمة المؤثرة في انتخاب رئيس الجمهورية المقبل، لأنه قد يتعذر عليه هذه المرة أن يطيل عملية تعطيل الانتخابات الرئاسية عبر الثلث المعطل. فهذا سيحمّله مرة أخرى مسؤولية السيناريو الذي أخذ البلد نحو الهاوية، بسبب استخدامه السلاح والفراغ في السلطة، تارة في الرئاسة وأخرى في الحكومة، في السنوات العشرين الماضية. والأكثرية المطلقة قد تسهّل عليه فرض شروطه في تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات، التي يرجح ألا تأتي هذه المرة من اختصاصيين بل من الكتل النيابية التي ستتحمل مسؤولية الإصلاحات المطلوبة بإلحاح من صندوق النقد الدولي، تنفيذاً للاتفاق المبدئي معه.

رغم تأكيد قادة الحزب أن حصول خصومه على الأكثرية لا تأثير له لأن ما من فريق يمكنه أن يحكم بمفرده في لبنان، ليس غريباً أن يسعى الحزب للاحتياط حيال التبدلات المحتملة للرياح الدولية والإقليمية المفتوحة على احتمالات شتى، ومنها، اضطرار إيران للمساومات ولترك بعض أدواتها التي دعمتها على مدى أربعة عقود، تقلّع شوكها بأيديها إزاء اشتداد الضغوط عليها.

 

سيناريو رئاسي مكرر في ظروف متغيّرة

رفيق خوري/نداء الوطن/13 نيسان/2022

ليس خارج المألوف أن تدار المعركة النيابية في الربيع بحسابات المعركة الرئاسية في الخريف. حسابات الإستحقاق الدستوري وحسابات الشغور الرئاسي. ولا على خلاف العادة أن يشتد الهوس بالرئاسة، ولو كانت الجمهورية مخطوفة القرار. فالطموح الرئاسي مشروع لدى من يستحق ومن لا يستحق. ورؤية لبنان من نافذة المنصب الضيقة كانت ولا تزال قاعدة الطموح. لكن الصراع هذه المرة يدور على مصير البلد وهويته، وتاريخه، وليس فقط على الرئاسة. وما يزيد في الخطورة هو أن نجد امامنا من جديد سيناريو الفيلم الذي رأيناه قبل سنوات. سيناريو الشغور الرئاسي حتى التسليم بالمرشح الذي يفرض إنتخابه "حزب الله" كما فرض إنتخاب العماد ميشال عون بعد عامين ونصف من الشغور. ذلك أن مشروع "حزب الله" في السلطة تجاوز في مساره ما كان عليه في المعركة الرئاسية السابقة. والمرشحون الذين يدورون في فلكه هم على خطوات الى الوراء بالنسبة الى الرئيس عون. والبلد اليوم تحت الأرض مالياً وإقتصادياً، ولا يمكنه أن يتحمل ما تحمّله قبل سنوات حين كان على سطح الأرض. أما مبدأ "السلطة للقوي في طائفته"، فإنه ألغى حرية الخيار والتعددية داخل كل طائفة، وقاد الى أسوأ نموذج للحكم بالتعطيل و"الفيتو". وأما قصة "الرئيس القوي"، فإنها حلم وسط كوابيس الواقع. فكيف نتحدث عن "رئيس قوي" يأتي به حزب يمتلك "فائض القوة" ويتحكم بالسلطة من دون مسؤولية وبالشرعية التي تغطي مشروعه الإقليمي تحت عنوان "المقاومة الإسلامية"؟ أيام زمان كانت لعبة السلطة تدار بالتسويات المغطاة بما كان يسميه ميشال شيحا "الغموض البناء" و"الإلتباس الخلاق". اليوم صارت الصورة بلا ظلال. طرف يريد أن يكون لبنان "منصة صواريخ" في "محور الممانعة". وطرف يخوض معركة لاستعادة الشرعية وقرارها المخطوف لكي يعود لبنان الى دوره الطبيعي كبلد "عربي الهوية والإنتماء". طرف يتخطى الخطوط الحمر في العلاقات التاريخية بين الطوائف، فيضع طائفته في يده ويلعب داخل الطوائف الأخرى. وطرف، هو عملياً أكثر من فريق، يحافظ على التوازن بين الطوائف، ويريد لكل طائفة أن تمارس ما يعطيها إياه دستور الطائف. وليس هناك شيء إسمه "تركة الحريري" ليتنافس عليها الآخرون. فلا الرئيس سعد الحريري تقاعد عن الزعامة وإن عزف عن خوض الإنتخابات. ولا الطائفة السنية ضائعة وفقيرة بالشخصيات ومستقيلة من دورها في إستقلال لبنان بقيادة الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح، وحماية عروبته والإعتدال فيه. أما إستقواء طائفة على بقية الطوائف، فإنه قاد في الماضي الى حروب وأزمات ويقود اليوم الى خطر الإنهيار والزوال. ألا ينطبق على "الأقوياء" ما قاله يفغيني بريماكوف في مذكراته تحت عنوان "في قلب السلطة": "المشكلة الأعظم عند العرب هي العجز عن التمييز بين الوهم والواقع. فهم يعتقدون أنه يكفي أن يتمنوا سير الأمور في اتجاه معيّن لكي تكون سائرة في هذا الإتجاه"؟

 

بين "بوسطة" 1975 و"جهنّم" 2022... "13 نيسان" مستمرة بنيران متعدّدة و"الشيعيّة السياسيّة" تقضم الدولة

طوني كرم/نداء الوطن/13 نيسان/2022

بشير... والقضية

شكل 13 نيسان 1975 محطة أوليّة في الإنقلاب على «"الجمهورية الأولى"» وتراجع "المارونية السياسيّة»" وتقدّم "الإسلام السياسي"» بأبعاده الإقليميّة والدولية وصولاً إلى "الجمهورية الثانية"» مع «إتفاق الطائف». ليشكل إغتيال الرئيس رفيق الحريري مدخلاً لتنامي "«الشيعيّة السياسيّة"» منذ العام 2008 وزعزعة علاقة لبنان مع محيطه العربي والدولي. فهل المخاوف من تكرار شبح الحرب الأهليّة واقعيّة على أبواب الإنتخابات النيابية وإطباق «"الشيعيّة السياسيّة"» على الأغلبيّة البرلمانية ومن خلالها على كافة مفاصل الحكم في ظل تشتت القوى المعارضة؟ لا يزال شبح الحرب الأهلية مخيّماً على اللبنانيين عند كل استحقاق أكان سياسياً، إجتماعياً أو حتى رياضياً. ليشكل الإنهيار الإقتصادي والمالي والذل اليومي للمواطنين التواقين إلى تأمين أبسط مقومات العيش والصمود من مأكلٍ ومشربٍ وطبابة وتعليم، عاملاً يدفع إلى التحسّر على «البحبوبة» التي رافقت «تقاتل الآخرين على أرض لبنان» رغم الآلام والمآسي التي طبعت ذاكرة اللبنانيين.

وإن كان الصراع مرافقاً للتناقضات الإقتصادية والإجتماعية والفكريّة والذي يعبَّر عنه من خلال ممارسات سياسيّة سلميّة، لتشكل الإنتخابات بمعظم الأحيان السياق الطبيعي لبناء التحالفات وإعادة بناء السلطة، إلّا أن صعود قوى سياسيّة في مراحل معينة يدفعها إلى العنف وتغيير قواعد الإشتباك السلمي وترجمة فائض القوة عبر انتزاع مكتسبات تكرس مطالبها في السلطة. وفي مقاربة أكاديمية للسياق الذي رافق اندلاع الحرب الأهليّة في لبنان، يرى استاذ العلوم السياسيّة والعلاقات الدولية البروفيسور عماد سلامة أن «عدم تجاوب المسيحيين (النظام السياسي اللبناني القديم) مع مطالبة «الإسلام السياسي» الذي كان في طور الصعود قبل 1975 بالتساوي في السلطة، أدى إلى تحول الصراع إلى نزاع مسلّح متفجّر»، مشيراً إلى أنّ «البيئة الإقليمية لارتباط «الإسلام السياسي» في مناصرة القضايا القومية العربية (القضيّة الفلسطينيّة) وارتباطه باليسار والاتحاد السوفياتي كتعبير عن مناهضة النيوكولونية – الليبرالية في الشرق الأوسط، دفعت القوى الصاعدة إلى المواجهة العنفيّة مع القوى المسيحيّة التي أخذت على عاتقها الدفاع العسكري عن مصالحها، ما أجهض الأطر السلمية لحل النزاع حينه، لتشكل حادثة «بوسطة عين الرمانة» شرارة ضمن بيئة مؤاتية للإنفجار».

منى فيّاض

بدورها، ترى عضو «لقاء سيدة الجبل» ونائبة رئيس «المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان» الدكتورة منى فيّاض، أن «الصراع في لبنان لم يكن إختراعاً لبنانياً، بل ان اتفاق القاهرة في 1969 الذي قامت به السلطة اللبنانية بما تمثل من قوى مسيحيّة حمّل اصغر وأضعف بلد عربي عبء القضية الفلسطينية وحوّل الجنوب إلى «فتح لاند» إلى جانب تماهي المسلمين مع الفلسطينيين والإعتماد على سلاحهم من أجل انتزاع حقوق لهم من الدولة اللبنانية، مهدت لاندلاع الحرب الأهلية في 1975، جرّاء التلاقي ما بين القوى الداخلية والخارجيّة أكانت السورية والفلسطينية والإسرائيليّة لتحويل لبنان إلى ساحة مفتوحة للصراع».

وتوقفت فيّاض عند بروز «حركة المقاومة الوطنية» (1982) التي ضمت كافة اطياف المجتمع اللبناني في وجه الإعتداءات الإسرائيليّة، قبل أن يبرز التواطؤ السوري - الإيراني في حصر مواجهة إسرائيل بـ «المقاومة الإسلامية في لبنان» (حزب الله)، بداية التغلغل الشيعي في لبنان. وهذا ما بدا جلياً بالنسبة لفيّاض عقب تحرير لبنان من الإحتلال الإسرائيلي وعدم تقبّل الوصاية السورية أو ما بدأ يعرف بالنظام اللبناني السوري فكرة تحرير لبنان، ما دفعهم إلى «التحجج باستمرار الإحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا من أجل إبقاء الوصاية السوريّة على لبنان والسلاح الذي أصبح بإمرة إيرانيّة بيد «حزب الله».

عين الرمانة... والمشهد يتكرّر

«الطائف» ووقف الأعمال المسلحة!

ورأت فيّاض أن «اتفاق الطائف» الذي أوقف الصراع الدموي بين المكونات اللبنانية لم يطبق يوماً، رغم أنه «شكّل ترجمة إيجابيّة للميثاق الوطني في 1943 على أنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، عربي الهوية والإنتماء، مكرساً المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وذلك لأنه أوكل لأمراء الحرب الذين كانوا يتقاتلون مهام بناء السلم في ظل وصايةٍ سوريّةٍ عليهم باستثناء القوى المسيحية التي تم نفيها واعتقالها». وأشارت إلى أن «الخلل في تطبيق الدستور بدأ مع إختراع الوصاية السورية ما عرف بـ «الترويكا» بين الرؤساء الثلاثة (الجمهورية والبرلمان والحكومة)، ما عزز إمساك الوصاية السورية بخيوط اللعبة للتحكم بالمسؤولين عند كل استحقاق». وفي السياق، يرى سلامة أن «إتفاق الطائف الذي أوقف إطلاق النار ومهد لحالة بناء السلام، غيّر المعادلة السياسية عبر إعطاء الأفضلية للإسلام السياسي الذي خرج رابحاً بشقيه السنّي والشيعي، عبر طرح التساوي بين المسيحيين والمسلمين بالحقوق والواجبات»، مشيراً إلى «أن تطبيق الإتفاق أتى مشوهاً على حساب تهميش القوى المهيمنة (السورية) للوجود المسيحي في الدولة، وإبقاء السلاح في يد طرف على حساب الأطراف الآخرين».

عماد سلامة

من «الإسلام السياسي»إلى «الشيعيّة السياسيّة»

ولفت سلامة إلى أن «حالة الإستقرار النسبي تفجرّت في الـ 2005 مع إغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاها من إغتيالات قبل أن تشهد العاصمة بيروت والعديد من المناطق صراعاً مسلحاً في 7 أيار 2008، حيث عبّرت عن حالة جديدة، أعادت القوى السياسيّة إلى حقبة ما قبل 1975، ولكن عبر صعود «الشيعية السياسيّة» على حساب «الإسلام السياسي»، مطالبة بفضل تنامي القوة العسكرية لـ»حزب الله» الذي يلقى دعم النظامين السوري والإيراني بمكتسبات وشراكة أكبر في السلطة». ورأى أن «الحزب» الذي وجد أن النظام السياسي اللبناني لم يعد يناسبه او يتماشى مع قدراته وثقله العسكري والإقتصادي تحديداً مع خروج الجيش السوري من لبنان (نيسان 2005)، شكّل رأس حربة في الصراع «السنيّ – الشيعي» الذي انقسم حوله المسيحيون ما بين الطرفين ليشكل الإنقلاب على نتائج الإنتخابات التي أعطت الأكثرية البرلمانية لقوى 14 آذار في العام 2005، تكريساً لفائض القوة عبر تغيير مبادئ أساسيّة من إتفاق الطائف عبر إتفاق الدوحة في 2008 الذي أعطى للطائفة الشيعية إمتيازات إنتخابية جديدة كرّست «الثلث المعطل» في مؤسسات الدولة أكان عبر تشكيل الحكومات أو انتخابات رئاسة الجمهورية، وصولاً إلى التوافق على إنتخاب الرئيس ميشال سليمان في الدوحة، قبل أن يشكل تنامي «الشيعية السياسيّة» مع إنخراط «حزب الله» في الصراع العسكري ضدّ «السنيّة السياسيّة» في سوريا، فائضاً من القوة أدى إلى تعطيل الإستحقاق الرئاسي في لبنان وفرض انتخاب العماد ميشال عون رئيساً في 2016». لا تختلف مقاربة سلامة عن فيّاض التي رأت أن «التواطؤ الدولي والداخلي بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري (2005) جرّاء التحاقه بالمطالبة باستقلال لبنان مع «لقاء قرنة شهوان»، وكذلك حرب تموز 2006 التي عززت مكانة «حزب الله» عربياً ساهما في الوصول إلى اتفاق الدوحة الذي نسف النظام اللبناني مكرساً «الثلث المعطل» لـ»حزب الله» مانعاً إنتخاب رئيس من «قوى 14 آذار»، منقلباً على نتائج الإنتخابات البرلمانية التي أعطت الأكثرية لتلك القوى في 2005 و 2009». وشددت فيّاض على أن تلك التراكمات أدت إلى صعود «الشيعيّة السياسيّة»، وصولاً إلى فرض إنتخاب العماد ميشال عون الذي قال عنه النائب نواف الموسوي جهاراً ومن داخل مجلس النواب، إنه وصل إلى بعبدا بفضل بندقية المقاومة، مشيرة إلى أنّ «هذا التمدد لـ»حزب الله» ما كان ليحصل لولا التنازلات والتسويات التي قامت بها القوى السياسية منذ 2008 وصولاً إلى 2016 عبر إنتخاب الرئيس عون ومن ثم الإتفاق على قانون الإنتخاب الحالي الذي أقر في 2017، والذي أعطى أغلبية مجلس النواب إلى «حزب الله» وحلفائه الذين فرضوا هيمنتهم المطلقة على مؤسسات الدولة».

نصرالله و»الشيعية السياسيّة»... والعسكرية

«13 نيسان» وأحادية «الشيعية السياسيّة»

وفي ذكرى «13 نيسان»، إعتبر سلامة أن مقومات إندلاع نزاع مسلح أو حرب أهلية في لبنان غير متوافرة، لأن «المشهد عشيّة الذكرى في 2022 يختلف عن 1975، لجهة أن «الشيعيّة السياسيّة» المرتبطة والمدعومة من سوريا وإيران وإلى حدٍّ ما روسيا، تطرح نفسها كقوة أحادية لا ترى أمامها أياً من القوى الأخرى أكانت سنيّة أو مسيحيّة، متماهيةً مع الدعم الإقليمي المنتصر في المنطقة، في غياب الدعم الإقليمي والدولي للقوى الأخرى من أجل مواجهتها». موضحاً أن «غياب العدالة في الحكم سيؤدي إلى بناء دولة مشوهة على غرار ما قامت به «المارونية السياسية» في الماضي، وهذا ما تجلى من خلال رعاية «الشيعية السياسيّة» المتمثلة في «حزب الله» للقوى السياسية وتحديداً المرشحَين المسيحيَّين لرئاسة الجمهورية (جبران باسيل وسليمان فرنجية) تمهيداً لانتقاء الرئيس المقبل للجمهورية». واستبعد سلامة ترجمة الغبن الذي يمارسه «حزب الله والشيعيّة السياسيّة» من خلال حالة إعتراضية شعبيّة جارفة على غرار ما قامت به «14 آذار» في 2005، تحديداً في ظل غياب الإحتضان الإقليمي والدولي لمعارضة «حزب الله»، وتنافس القوى الغربية على إبرام الصفقات مع إيران للحدّ من الضغط عليها، لتشكل الإنتخابات النيابية المرتقبة في أيار المقبل تأكيداً على قدرة «الشيعية السياسيّة» في التحكم في كافة مفاصل الدولة إنطلاقاً من البرلمان في ظل معارضة «مبعثرة» لأفراد يتناحرون في ما بينهم بعيداً عن القدرة على التأثير. وتوقف البروفيسور عماد سلامة عند المساعي القائمة لاعادة إحياء الإتفاق النووي الإيراني في فيينا مشيراً إلى أنّ «إعادة إحياء الإتفاق سيكرس الرضى الدولي على تحكم إيران في المنطقة على اعتبار أن بروز قوتين شيعية وسنيّة في الشرق الأوسط سيخدم مصالح الأوروبيين والأميركيين، على أن ينعكس تقسيم الشرق الأوسط بتعزيز الأفضلية لمصلحة إيران على أن يكون لبنان جزءاً أساسياً من هذا الإنقسام». وفي الموازاة، رأت الدكتورة منى فيّاض أن «الملفات الكبرى على الساحة الدولية من المفاوضات في فيينا إلى الحرب الروسيّة الأوكرانية تجعل من الملف اللبناني هامشياً، ما يجنّب لبنان المعارضة الفعليّة لهيمنة «حزب الله» الذي سيجد نفسه أمام تحدٍ كبير في تقديم الحلول إلى اللبنانيين في حال فوزه في الإنتخابات النيابية، ليجد نفسه مضطراً إلى التعاون مع المجتمع الدولي بشروطه الواضحة من أجل تجنب الإنفجار الأهلي العشوائي جرّاء تفاقم الأوضاع المعيشيّة».

العبور إلى الفوضى... «بالبوسطة»!

واعتبرت فيّاض أن ممارسات «حزب الله» توحي بأنه أيّا تكن النتائج التي ستفرزها الصناديق في الإنتخابات، فإنه، وبفضل السلاح، سيستمر في فرض هيمنته على الدولة، قولاً وفعلاً، ليشكل استئصال أصل الورم والمشكلة المتمثلة في سلاح «حزب الله» والقوى السياسية المشاركة في نهب اللبنانيين مدخلاً من أجل نزع الغطاء عن السلطة القائمة تمهيداً إلى قيام سلطة بديلة. وفي الختام، شددت نائبة رئيس «المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني» على أنّ «المطالبة برفع الإحتلال الإيراني المتمثل بهيمنة سلاح «حزب الله» على الدولة كما جميع حركات التحرر والمقاومة المدنية السلميّة تبدأ مع فئة صغيرة تأخذ على عاتقها رفع هذه الأفكار لتلقى لاحقاً الصدى المطلوب وصولاً إلى التغيير على كافة المستويات».

 

إيقاظ الفتنة

بسام أبو زيد/نداء الوطن/13 نيسان/2022

يخشى خصوم القوات اللبنانية وخاصة الذين يصنفون مجدداً في خانة «الأعدقاء» من أن تحصل القوات على مقعد نيابي في دائرة صيدا جزين، ولذلك لم يجد هؤلاء سوى سلاح إثارة الأحقاد مجدداً في تلك المنطقة رغم أنهم يحاضرون في العيش المشترك والسلم الأهلي. لم تكن القوات اللبنانية تريد معركة في شرق صيدا وقرى ساحل جزين ومن كان على الأرض هناك يعرف حقيقة ما قاله سمير جعجع في هذا الموضوع لا سيما بعدما جرى في الجبل وفي الشحار الغربي، ويعرف من كان في موقع المسؤولية في القوات في تلك الفترة وتحديدا في العام 1985 كيف أنها طالبت رئيس الجمهورية آنذاك أمين الجميل وقائد الجيش العماد ميشال عون بإرسال الجيش إلى هناك لمنع الاقتتال والتهجير ولكن طلبها لم يستجَب، ويعرف من كان في القوات ومن كان في الدولة آنذاك أن قوة الجيش الصغيرة التي أرسلت إلى هناك كيف تصرفت ومع من قاتل بعض أفرادها. 25 نيسان 1985 اجتاحت جحافل العيش المشترك والسلم الأهلي قرى شرق صيدا وساحل جزين وقتلوا من قتلوا وهجروا من هجروا وكان رد الدولة محدوداً بتحليق طائرة هوكر هنتر في أجواء المنطقة من دون أن تطلق طلقة واحدة، وبقي المحتلون 6 سنوات يعيثون فساداً في الأرض فدمروا القرى وحولوها الى معسكرات تدريب وتركوا بصماتهم وشعاراتهم على كل منزل وزاوية ومنها شعار «سنضع أميركا تحت أقدامنا». يعود هؤلاء اليوم لتذكيرنا بحقبة سوداء أردنا نسيانها، ولكن هؤلاء لا يريدون الآن ولا أرادوا في الماضي ولا يريدون في المستقبل أي وجود لعيش واحد ومشترك من الند للند، لا يريدون سوى ملحقين واتباع من كل الطوائف والمذاهب في صيدا وفي قرى شرق صيدا وفي ساحل جزين وجزين وقراها. الوطنية التي يدّعيها هؤلاء وحرصهم المزيف على العيش المشترك كانا يفرضان عليهم أن يعيدوا أهل القرى التي هجروها إلى منازلهم وأرضهم لا أن يستبيحوها لسنوات قبل أن يعيد الجيش اللبناني بقيادة العماد إميل لحود أهلها إليها.

صيدا وقرى شرق صيدا وجزين وقراها ساحلاً وجبلاً دفعت الثمن في الحرب وخسر أهلها أرواحا وممتلكات وبالتأكيد لا يريد أهلها العودة إلى تلك المآسي «فما فينا يكفينا» ولعن الله من يحاول إيقاظ فتنة نريدها ميتة لا نائمة.

 

السلطات اللبنانية وصندوق النقد: استهداف متطرّف وسافر لودائع الناس

الدكتور جو سروع/الجمهورية/13 نيسان/2022

أعلن صندوق النقد، أنّ السلطات اللبنانية بدعم منه، قد توصلّت إلى برنامج إصلاح مالي شامل، يهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد، استعادة الاستدامة المالية، تقوية الحوكمة والشفافية، إزالة المعوقات من أمام خلق الوظائف الجديدة ونموها، وزيادة الإنفاق الاستثماري الاجتماعي وإعادة الإعمار. ويعتمد تمويل البرنامج بالإضافة إلى طلب السلطات اللبنانية لدعم الصندوق بما يوازي 3 مليارات دولار من وحدات سحب خاصة، على الموافقة المسبقة من شركاء لبنان في العالم، لتوفير التمويل اللازم والضروري، للتأكيد على أنّ البرنامج جدير مالياً وقادر على تحقيق أهدافه. إنّ البرنامج الذي اتُفق عليه، مشروط بموافقة إدارة الصندوق، وكذلك مجلس إدارة الصندوق التنفيذي، وقد وافقت السلطات اللبنانية على القيام بعدد كبير من الإصلاحات المفصلية قبل اجتماع مجلس إدارة الصندوق. كما أنّ السلطة اللبنانية تدرك تماماً الحاجة الملحّة إلى إطلاق برنامج إصلاحي متعدّد الجوانب، لتواجه التحدّيات على كل الصعد والاتجاهات والأوجه لتعيد الثقة إلى البلد، وتضع الاقتصاد على سكة نمو مستدام، في ظلّ استعادة القطاع الخاص لمستوى نشاطه الاقتصادي وقدرته على خلق فرص عمل جديدة. وفي هذا السياق ترتكز الخطة على أعمدة أساسية:

- إعادة هيكلة القطاع المالي لاستعادة جدوى المصارف وقدرة القطاع ليخصّص الموارد المالية لدعم عملية التعافي بفعالية.

- تحقيق الإصلاح المالي المطلوب، على أن يتزامن مع إعادة هيكلة الدين السيادي الخارجي، والذي سيؤكّد في النتيجة استدامة الدين، وبالتالي يفسح المجال أمام الإنفاق الاستثماري في الشأن الاجتماعي، وكذلك في إعادة الإعمار وتحديث البنى التحتية.

- إصلاح مؤسسات القطاع العام وتحديداً قطاع الطاقة، لتأمين الخدمات بالنوعية الجيدة من دون تجفيف الموارد العامة، تقوية الحوكمة. محاربة الفساد وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، لتعزيز الشفافية والمحاسبة، بما فيها تحديث الإطار القانوني للمصرف المركزي وحوكمته، وكذلك اتخاذ تدابير وإجراءات المحاسبة، وإنشاء وتطوير نظام نقدي وأسعار صرف شفاف وذو صدقية.

وفي السياق، ورد في الاتفاق أنّ السلطات تتفهّم الحاجة إلى إطلاق الإصلاح في أقرب وقت ممكن، وعليه وافقت كذلك على إنجاز التدابير الآتية قبل اجتماع مجلس إدارة الصندوق للنظر في الاتفاق.

- موافقة مجلس الوزراء على استراتيجية إعادة هيكلة المصارف، والتي تعترف وتتعامل مسبقاً مع الخسائر الكبيرة في القطاع المصرفي، وفي الوقت ذاته، تحدّد خسائر المودعين الصغار وتحديد مدى الرجوع إلى موارد الدولة لتسديد دينها للمصارف المباشر وغير المباشر عبر المصرف المركزي.

- موافقة مجلس النواب على تشريع قرار عاجل لزوم تطبيق استراتيجية إعادة هيكلة المصارف، وعليه تُطلق عملية استعادة القطاع المصرفي صحته، والتي هي في أساس دعم استعادة النمو الاقتصادي.

- إطلاق عملية تقييم كل مصرف على حدة ومن الـ 14 مصرفاً الأكبر في القطاع بمساعدة مؤسسات مالية عالمية ذات سمعة جيدة وصدقية عالية.

- موافقة مجلس النواب على إدخال الإصلاحات الضرورية على قانون السرية المصرفية الحالي، بما يتوافق بهذا الشأن مع القوانين الدولية المرعية الإجراء لمحاربة الفساد، وكذلك إزالة المعوقات من أمام إعادة هيكلة فاعلة للقطاع المصرفي ومراقبة إدارة الضرائب، وكذلك الضبط والتحقيق في الجرائم المالية واستعادة الأصول.

- الاضطلاع بتحقيق خاص ومحدّد يتعلق بالأصول الأجنبية للبنك المركزي لتحسين شفافية المؤسسة الأساسية.

- موافقة مجلس الوزراء على استراتيجية مالية متوسطة المدى، تشمل إعادة هيكلة الدين العام، وهذا أمر ضروري لاستعادة استدامة الدين، صدقية سياسات الاقتصاد وإيجاد فسحة مالية لزيادة الإنفاق الاستثماري في الشأنين الاجتماعي وإعادة الإعمار.

- موافقة مجلس النواب على موازنة 2022 لاستعادة المحاسبة المالية.

- توحيد المصرف المركزي لأسعار القطع لعمليات في حسابات جارية تمت الموافقة عليها، والتي من شأنها أن تفعّل النشاط الاقتصادي وتعيد الصدقية والجدوى الخارجية، وستدعم بتطبيق ضوابط رأس المال بتشريعه رسمياً.

ويوصّف الاتفاق أزمة لبنان بغير المسبوقة، نتيجة تجليات انكشافات عميقة وضاغطة، حصيلة سنوات كثيرة من السياسات الماكرو اقتصادية غير المستدامة، والتي أوقدت الخلل الكبير في المالية العامة والذي تمثّل بحلقة تنامي العجز الداخلي والخارجي المفرغة، دعم سعر صرف للنقد الوطني مبالغ فيه، وزيادة في تمصرف القطاع المالي، النقص في الإصلاحات الهيكلية، ترافق مع مشاكل شفافية قاسية وكذلك محاسبة معدومة، خروج الرساميل في أواخر عام 2019، التخلّف عن سداد الديون السيادية في آذار 2020 ، تراجع عمودي في أسعار تداول العملة الوطنية، تضخم متفلّت، انفجار 4 آب 2020 ، والانعكاسات الاقتصادية لجائحة «كوفيد» والحرب في أوكرانيا وتداعياتها على التضخم...

ما سبق يوجز ما رأيت من الضروري تضمينه هذه المداخلة لفائدته، للإضاءة على أهم ما ورد في الاتفاق. من هذا المنطلق، أود في البداية أن ألفت الانتباه إلى أنّ توصيف أزمة لبنان، لم يتضمّن صراحة أو تلميحاً أي ذكر للهدر، والفساد أو حتى سوء الإدارة. والواقع أنّ محاربة هذه الأمور وتحديداً الفساد التي هي في أساس الأزمة اللبنانية، لم يرد في الاتفاق إلّا عرضاً، تحت عنوان إصلاح المؤسسات. إنّ الإصلاحات النوعية التي وردت في الاتفاق وذكرناها سابقاً كلاسيكية بمعناها الواسع وعلمية، تتبنّاها الاقتصادات المتقدّمة، وبديهية وضرورة ثقافية للاقتصادات النامية والأقل نمواً. العبرة في التنفيذ وفي آليات التنفيذ، والأهم ثقافة الأداء العام المحوكم جيداً بكل مفاصله وتفاصيله ومكوّنات الحوكمة، أي الـ ماذا WHAT في الإصلاح النوعي المطلوب تحقيقه. ولكن في هذا الإطار الـ كيف HOW يلزمها معرفة وخبرة والتزاماً، وكذلك بمن WHO ، أي مستلزمات: الموارد البشرية التقنية، والتحوّل الرقمي، قنوات التوريد، والاستدامة. أين نحن من كل هذا؟ ومن استعادة الثقة في القطاع العام؟ وحتى لو كان من المؤمل إن لم يكن من المفروض أن يدعم الصندوق عملية الإصلاح تقنياً.

أما في ما يتعلق باستعادة الثقة في إصلاح الاختلالات الهيكلية المزمنة في المالية العامة، هل تكفي إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتحديداً الكهرباء والطاقة؟ ماذا عن باقي موارد الدولة الجمركية والضريبية والإنتاجية وحقوقها المهدورة؟ ماذا عن وسائل الإصلاح واستدامتها؟ وماذا عن الموارد البشرية؟ وماذا عن الوقت في بلد تهاوى مثل بيت من ورق اللعب HOUSE OF CARDS ، ويعاني من انهيار حرّ عمودي، وقطعاً لا يملك ليس فقط رفاهية الوقت بل كذلك رفاهية الزمن بحدّ ذاته؟

وهل إعادة هيكلة الدين العام الخارجي والمصرف المركزي والمصارف تكفي، إذا لم تتوافر الأسس المالية الجدّية والمقنعة؟ وكذلك إعادة تأهيل الموارد البشرية على أسس حديثة ومتقدمة؟ وكذلك فصل الملكية المصرفية عن الإدارة التنفيذية. وكذلك التدقيق الذي ذكرناه سابقاً في 14 مصرفاً من قِبل مؤسسات عالمية متخصصة، إذا لم يحدد مسبقاً وصراحة مصير دين المصارف عموماً عند الدولة، وكذلك مصير ودائعها ومصير الاحتياط الإلزامي في مصرف لبنان، إذا لم تؤمّن السيولة اللازمة والمستدامة لتستعيد المصارف الثقة؟

وهل إدخال الإصلاحات اللازمة على قانون السرية المصرفية الحالي لإزالة تحديداً المعوقات من أمام مراقبة إدارة الضرائب وكذلك الضبط والتحقيق بالجرائم المالية، واستعادة الأصول، يعيد الثقة إلى الدولة، في غياب دولة قد لا تضبط وقد لا تحقق، وفي حال ضبطت وحققت فهي لا تحاسِب؟

وهل التدقيق الخاص والمحدّد بالأصول الأجنبية للبنك المركزي لتحسين شفافية هذه المؤسسة الأساسية وإعادة هيكلتها وتحديث قوانينها المالية، يعيد الثقة إلى هذه المؤسسة في حال عدم تمكينها مالياً ونقدياً وإدارياً من إدارة على سبيل المثال وليس الحصر وللأهمية، السياسة النقدية بكل مفاصلها، سعر صرف، مستوى فوائد وإدارة تضخم.

إعادة الثقة إلى البلد لم تعد حصراً في مكوّن وطني واحد اقتصادياً كان أو مالياً أو نقدياً، وإن تفاوتت أوزانها، يبقى الأهم في تكاملها ومواءمتها الاقتصادية ECONOMIC SYNERGY ، مع هذا يبقى في رأيي الثقل بإعادة الثقة على عاتق الدولة، هي التي أوصلت البلد إلى ما هو عليه اليوم، وعليها تقع مسؤولية تمكين القطاع الخاص للبناء على ما تبقّى من أصوله وإمكاناته المالية لإعادة إحياء دوره في إعادة تكوين دعائم الاقتصاد الوطني وتكامل أنشطة قطاعاته المنتجة وتطوير وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي. ويبقى كما ذكرنا، قطاع مصرفي فاعل وفعّال، المحرّك الأساس للاقتصاد. ومن أين لنا هذا؟ في حين يتضمّن الاتفاق كما ورد سابقاً، موافقة مجلس الوزراء على استراتيجية هيكلة المصارف التي تعترف وتتعامل مسبقاً مع الخسائر الكبيرة في القطاع، وفي الوقت ذاته تحديد خسائر المودعين الصغار وتحديد الرجوع إلى موارد الدولة لتسديد دينها للمصارف المباشر وغير المباشر. وكذلك موافقة مجلس النواب على تشريع قرار عاجل لزوم تطبيق استراتيجية إعادة هيكلة المصارف.

في ظلّ كل ما تقدّم، فإنّ الاتفاق كما سبق وأوردنا، مبني على شروط إصلاح مسبقة - ومن المعروف مهنياً أنّ الشروط المسبقة تكون قبل عملية السحب وليس قبل الموافقة على الاتفاق المبدئي. وهذا يشير في رأيي إلى عدم ثقة بتنفيذ الاتفاق - تتعلق بعمل مجلسي النواب والوزراء ليست بالجديدة، وإن كانت مستجدة والقديم على قدمه، والتعقيدات ذاتها والتحفظات ذاتها، و«الحماس» اللفظي للإصلاح في أوجّه. ومع هذا، على إصرارنا وتأكيدنا على الإصلاح الحقيقي والجدّي بشقيه النوعي والكمي، نرى أنّ بناءً على ما ورد صراحة في الاتفاق، أنّ عصب الاتفاق المالي، هو استهداف متطرّف وسافر لودائع الناس وأضحيته، ومسؤولية مالية محدودة، وإن كانت وجودية للمصارف ومثلها نسبياً للمصرف المركزي. وهذا لمصلحة الدولة التي هدرت وأهدرت وفسدت وأفسدت ونكرت وتنكّرت لمسؤوليتها في دينها. فأية ثقة ينشدون، وأية صدقية لقطاع مصرفي يدّعي الاتفاق، أنّ إعادة «هيكلة المصارف ستطلق استعادة القطاع المصرفي صحته، والتي هي في أساس دعم استعادة النمو الاقتصادي؟».

في الخلاصة، وفي رأيي، أنّ الاتفاق غير متوازن وفوقي، لمصلحة رؤية الصندوق وهاجس الاستدامة لاستعادة دينه، وكذلك تقاطع مصلحة الصندوق هذه ومصلحة الدولة لجهة نكران والتنكر لدينها الممول في معظمه الساحق بالمباشر وغير المباشر من ودائع الناس التي تمّ الانتقاص منها إلى الآن، بما يفوق طاقة المودعين وحولهم مادياً ومعنوياً، وهذه حالة خاصة لا أعتقد بحسب علمي أنّ الصندوق قد عرفها أو تعامل معها في عمقها واتساعها في أي بلد من البلدان التي يستحضر حلولها في معرض توصيف حل الحالة اللبنانية.

والغريب أنّ الصندوق وكذلك الوفدين السابق والحالي، اعتمدوا الحل الراديكالي لإطفاء الخسائر دفعة واحدة. في حين أنّ هناك جزءاً كبيراً من الدين المباشر وغير المباشر دون استحقاقه سنوات ليست بالقريبة.

والمستهجن، أنّه يبدو لي من المنطلق ذاته ومن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه، أنّ أياً من الاجتماعات العديدة والتي دامت على امتداد سنتين ونيف، بقيت في إطار المحادثات، ولم ترقَ إلى المفاوضات. ومما لا شك فيه والثابت في رأيي، أنّ الوقت الذي استُهلك للوصول إلى اتفاق غير متكافئ ومن طرف واحد، قد ضاعف إن لم يكن أكثر من كلفة الإنقاذ والتعافي. فخلال هذه المدة صُرف خلال السنتين الماضيتين على حدّ علمي ما يزيد على الـ20 مليار دولار. صحيح ونقرّ بأنّ الاتفاق مع الصندوق شرط أساسي ومسبق لدعم أصدقاء لبنان وشركائه خطة تعافيه، ولكن ليس بأي ثمن. المطلوب من مجلس الوزراء أن يشارك المصارف والمصرف المركزي بتحديد الخسائر، وهذا التحديد يجب أن يكون بعد إعادة هيكلة المصارف والمصرف المركزي وليس قبلها. والمطلوب من مجلس النواب أن يراقب ويدّقق ويُحق الحق بتوزيع الخسائر، والمطلوب من الدول المانحة أن تعير الحالة اللبنانية المصرفية انتباهاً خاصاً لخصوصيتها، وعدم تصنيف الودائع بين صغيرة وغيرها، فالوديعة إما شرعية وإما غير شرعية. وإلّا نخشى أن يكون حساب حقل الاتفاق غير حساب بيدره. وأخيراً وليس آخراً، يجب أن نبقى جميعاً على بيّنة تامة بأنّ الاقتصاد غير المسجّل والنقدي ينمو بسرعة، يديره عاملون اقتصاديون ECONOMIC OPERATERS ، مؤثرون بأنشطة اقتصادية متنوعة فعّالة، وأدوات عملية عملانية فاعلة وفعّالة، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، سوق القطع السوداء التي من المحتمل أن يزداد عمقها واتساعها بوتيرة أسرع، في ظل قانون نظام مصرفي غير فاعل وقانون «كابيتال كونترول» يعزز الانتقائية والاستثناء، يزيد على الانتقاص من الودائع انتقاصاً.

 

تحديّات مصيرية إقليمياً.. فهل ينجح «الحزب» في صنع أكثرية متماسكة؟

صفاء درويش/الجمهورية/13 نيسان/2022

ربط كثر اللقاء الثلاثي الذي جمع امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله برئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية انتخابياً، معتبرين أنّ الحزب يسعى إلى تهدئة سياسية- إعلامية تجمع بين أخصامه. في الواقع، إنّ نظرة الحزب مختلفة، وهي ممّا لا شك فيه، أنّها أبعد من انتخابات نيابية يبدو الفوز فيها في متناول اليد. ما يحصل اليوم، تكشف المعلومات، أنّه سعي حثيث لتقريب وجهات النظر بين الحلفاء، وضبط الخلاف في ما بينهم وإبعاده عن الإعلام في المرحلة الاولى، حتى الوصول إلى تذليل أسبابه في مرحلة ما بعد الانتخابات.

ينطلق هذا المسعى من تشخيص وصلت إليه قيادات عدّة في فريق الثامن من آذار، تقول إنّ الاكثرية النيابية السابقة لم تكن أكثرية فعلية، وانّها فشلت شكلًا ومضموناً في الوقوف كفريق واحد في المجلس النيابي. من هنا، يستشرف الفريق أنّ المرحلة المقبلة قد تكون مصيرية، وانّ لبنان سيواجه استحقاقات أساسية لا يمكن ان يُتخّذ خلالها قرارات مصيرية الّا من خلال دولة متماسكة، والدولة المتماسكة هنا تعني الأكثرية النيابية المتماسكة، والأكثرية النيابية المتماسكة تعني تذليل الخلافات والعِقد داخل الفريق المهشّم على صعيد التواصل والعلاقات. تحدّيات عديدة تنتظر هذا الفريق، إن نجح في إيصال أكثرية جديدة، لا سيما على الصعيد الاقليمي. هذه التحدّيات هناك ما سيكون جديداً وهناك ما فشل الفريق في تحقيقه في السنوات الأربع الماضية.

إقليمياً، يتصدّر ملف المفاوضات حول ترسيم الحدود المشهد. فمسألة الترسيم ومن ثم التنقيب عن النفط وتلزيم شركات للقيام بهذه المهمّة تتطلًب توافقاً كبيراً لا يشبه مرحلة ما قبل الانتخابات، التي أرخت المناكفات بظلالها على كل الحلول التي كانت طُرحت او ستُطرح.

العلاقات اللبنانية- السورية ستعود بدورها في فترة ما بعد الانتخابات إلى الواجهة بقوّة. فبعد زيارة الرئيس السوري بشار الاسد العاصمة الإماراتية ابو ظبي، وبعد إعادة افتتاح بعض السفارات العربية في دمشق، يبدو أنّ إعادة تطبيع العلاقات بشكل أقوى من السابق، هي خطوة ستدفع فريق الثامن من آذار نحوها، حيث ستشهد العلاقة طروحات جديدة على صعيدي الاقتصاد والتجارة قد تكون سبّاقة في فتح ابواب جديدة وبغطاء عربي دولي. هذا ويبدو أنّ ملف العلاقات اللبنانية- العربية بدأ يسلك من اليوم مساراً مختلفًا تبعاً لتطوّرات ملفات الخارج، ولكنّه لا يزال يحتاج للكثير من الترميم الذي يحتاج حلفاء الحزب من خلاله إلى بذل مجهود مضاعف لتجنيب لبنان ما يمرّ فيه اليوم. فهل ينجح مسعى الحزب في صنع أكثرية نيابية متماسكة، تنجح في إدارة ملفات حسّاسة ومصيرية؟

 

لا «انفجار» يوقِف قطار الانتخابات!

راكيل عتيِّق/الجمهورية/13 نيسان/2022

حتى لحظة صدور نتائج الانتخابات النيابية المُقرّر إجراؤها في 15 أيار المقبل، سيظلّ «الشك» مرافقاً للمرشحين والناخبين حيال حصول هذا الاستحقاق الدستوري، إذ «بهالبلد كلّ شي بيصير»، واعتاد اللبنانيون الخضّات والانفجارات وتعطيل الاستحقاقات، فضلاً عن أنّ هناك أطرافاً قد تُمنى بخسارات انتخابية لا تُعوّض سياسياً ما قد يدفعها الى «اختراع» عرقلات وحجج متنوّعة لعلّها توقف قطار الانتخابات قبل وصوله الى المحطة الأخيرة. فهل لا يزال «تطيير» الانتخابات مطروحاً وممكناً؟ بعد الإشكالات والتوترات الأخيرة في طرابلس والتي أدّت الى سقوط ضحايا من قتلى وجرحى، والتي أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أنّها فردية وعائلية وليست حوادث أمنية، أتى انفجار بلدة بنعفول في قضاء صيدا بعد منتصف ليس أمس الأول ليزيد منسوب التخوّف لدى اللبنانيين، من حوادث أمنية هدفها قطع الطريق أمام الانتخابات. وكثُرت التحليلات والفرضيات حول أسباب هذا الانفجار، خصوصاً أنّه حصل في مركز متطوّعي الدفاع المدني في جمعية «الرسالة للاسعاف الصحي» التابعة لحركة «أمل»، حيث سقط للحركة «شهيد». وفي حين لم تصدر رواية أمنية رسمية عن أسباب هذا الانفجار، أعلنت حركة «أمل» أنّ «المعلومات الأولية تفيد أنّه نتيجة لاحتكاك كهربائي نشب حريق أدّى الى انفجار قوارير الأوكسيجين المُخزَّنة في المبنى، والتي كانت مُخصَّصة لحالات «كورونا» في البلدة». وفي حين خرجت روايات عدة تشير الى وجود مخزن أسلحة لـ«حزب الله»، يؤكد «الحزب» أنّ «هذا الانفجار سببه انفجار قوارير أوكسيجين مخزّنة، وهو حادث عادي، ولا علاقة لنا به كلياً». وفيما يشير «الحزب» الى أنّ «التحقيقات الرسمية جارية»، يجزم أنّ «هذا الحادث ليس أمنياً بل عرضي يحصل في أي مكان، ولا بُعد أمنياً أو سياسياً له، وغير مرتبط لا بالانتخابات ولا بالسياسة ولا بـ«الحزب».

وبمعزل عن هذا الانفجار وأسبابه، هناك عوامل عدة قد «تنفجر» في اللحظة الأخيرة أمام إجراء العملية الانتخابية، من مقاطعة الأساتذة أو القضاة الى إضراب العاملين في وزارة «الخارجية» إن في الداخل أو الخارج الى عدم تأمين الكهرباء لمراكز الاقتراع. إلّا أنّ مصادر قريبة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تؤكد أن لا عوامل تمنع إجراء الانتخابات، وتشير الى أنّ ميقاتي ووزارة الداخلية قاما بكلّ ما هو مطلوب لوجستياً لضمان حصولها، لافتةً الى أنه جرى رصد مبالغ للاساتذة ومن سيشاركون في إجراء هذه العملية. وتقول: «نعوّل على وعي الجميع، من القضاة الى الموظفين، فإجراء الانتخابات لمصلحة لبنان، ومقاطعتها أو عدم إجرائها يفاقِم الوضع، وبالتالي هذا الأمر برسم الحس الوطني لدى الجميع». وتؤكد أنّ موضوع الكهرباء «محلول»، مشيرةً الى إقرار كلّ الاعتمادات اللازمة للعملية الانتخابية في مجلس النواب، فضلاً عن أنّ هناك جهات دولية ترغب في إتمام الانتخابات وقد تترجم رغبتها بالمساعدة لتذليل أي عقبات مالية.

من جهتها، ترى مصادر معنية أنّ موظفي «الخارجية» في البعثات في الخارج لن يقدموا على الإضراب فـ»أحد لا يريد العودة الى لبنان بل العكس»، موضحةً أنّ «الانتخابات في الخارج عملية نصفية، أي ينتخب المغترب والسفارات تسجّل المنتخبين وترسل المحضر والفرز يجري في لبنان، إذ تُحفظ صناديق الاقتراع أو أوراق الانتخاب في مصرف لبنان حتى يوم الانتخابات في لبنان حيث تُفرز». وتشير الى أنّ «كلّ السفارات أو غالبيتها مستعينة بالجاليات لوجستياً ومالياً». وبالتالي، تعتبر أنّ «هذا مجرّد ضجيج ولا يؤثر فعلياً على إجراء الانتخابات». كذلك تشير الى أنّ «موضوع الكهرباء حلّه سهل، فكل منطقة يوجد فيها موزّع عبر «الموتورات»، كذلك الأموال موجودة وكلفة الانتخابات أقلّ بكثير من كلفتها عام 2018، وهناك دول مستعدة لدفع الأموال لتأمين الكهرباء لتسيير الانتخابات». وتجزم مصادر مسؤولة أنّ «هناك انتخابات»، وتقول: «ممنوع ألّا يكون هناك انتخابات، وأحد لا يتجرّأ على تخريبها، فالضغوط الموجودة على البلد من الشرق والغرب لا تُحتمل. كذلك إنّ الأمور تتجه الى الهدوء في المحيط، ولقد عادَ سفراء الخليج، وتحصل اجتماعات في اليمن، والاتفاق النووي «ماشي»، والرئيس السوري بشار الاسد في حضن العرب، وبالتالي لماذا ستُعرقل في لبنان؟ خصوصاً أنّه من مصلحة الجميع أن يتعافى لبنان الذي لا يُمكن الاستغناء عنه في أي حال من الحالات». وفي حين أنّ السهام تُوجّه الى «حزب الله» أولاً في موضوع عرقلة الانتخابات، باعتبار أنّه الوحيد القادر على افتعال حادث ما يُحبط إجراءها، خصوصاً إذا ما تبيّن له أنّ حلفاءه، وتحديداً منهم «التيار الوطني الحر»، سيُمنى بهزيمة في الانتخابات، يؤكد «الحزب» أنّ كلّ الطروحات عن مشكلات إدارية و لوجستية أو مالية أو غيره «أصبحت وراءنا، ولا شيء يوقِف قطار الانتخابات، فالانتخابات في موعدها ولا مبرّر لتأجيلها». ويرى أنّ «كلّ كلام الأوروبيين وميقاتي ووزير الداخلية والجهات المعنية يؤكد أنّ الانتخابات في موعدها ولا شيء يعطّلها».

وعن التخوف من «تطيير الانتخابات»، يرى «الحزب» أنّ هذا مردّه الى أمرين:

- قلق عند كثير من الناس من عامل يؤجل الانتخابات وهذا طبيعي.

- قوى معترضة كانت ترغب في انتخابات مبكرة تحت عنوان أنّ الانتخابات لمصلحتها، إلّا أنّها اكتشفت العكس فتقود الآن حملة دعائية مركّزة عن التعطيل.

وإذ يعمل «الحزب» على دعم التيار وحلفائه في الساحتين السنية والدرزية انتخابياً، يقول: «بمعزل عن نتيجة الانتخابات الموجودة في صناديق الاقتراع فقط، لم نشكّك للحظة بإجراء الانتخابات في موعدها». ويجزم أن «أحداً لا يمون علينا لخربطة الانتخابات، ونحن متفقون مع «التيار» على إجرائها في موعدها. وكلّ المحاولات للتعطيل أو للتشكيك لم يعُد لها أي معنى الآن».

 

البابا سيأتي في حزيران إذا...

طوني عيسى/الجمهورية/13 نيسان/2022

ثمة أهمية استثنائية ترتديها زيارة البابا فرنسيس للبنان، في حزيران المقبل. فالتوقيت يحمل مغزى سياسياً عميقاً. ويراهن البعض على أنّ الزيارة، إذا تمَّت، ستكون أول إشارة حقيقية لخروج لبنان من الحفرة. فهل هذا الرهان في محلِّه أم ستتجدَّد الخيبة؟

فوجئ كثيرون بأن البابا حدَّد موعد زيارته للبنان مباشرة بعد الموعد المقرَّر للانتخابات النيابية في 15 أيار. وسبب المفاجأة هو أن مسؤولي الفاتيكان يعرفون مسبقاً أن هذه الانتخابات لن تُفرز طاقماً سياسياً جديداً يعوَّل عليه لتغيير الواقع، وأنها ستكرِّس هيمنة الطاقم الحالي المعروف بفساده منذ عقود، والذي يُحمِّله المجتمع الدولي مسؤولية عن الكارثة. فهل مِن أحدٍ أعطى الفاتيكان صورةً أخرى عن نتائج الانتخابات، وأوحى بأنها ستحمل التغيير فعلاً أو أن المجلس الذي ستفرزه سيكون جديراً بالإنقاذ؟ في العادة، لا يزور البابوات دولاً مأزومة إذا كانوا سيوحون بأنهم يباركون الأمر الواقع فيها ويوافقون على تكريس الأزمة. والزيارات البابوية، عبر التاريخ، كانت إمّا تُطلق إشارات إلى بداية الانفراج، وإمّا تأتي تتويجاً لانفراجات تحقَّقت فعلاً، فتأتي الزيارة البابوية لتكرِّس الواقع الجديد. البعض يميل إلى هذه الفرضية المتفائلة، ويقول: تحديد موعد الزيارة في حزيران يتزامن مع إشارتين أخريين مفاجئتين وتَصبّان في خانة الإيجابيات، في الشكل على الأقل: الانفراج مع دول الخليج والاتفاق الأوَّلي مع صندوق النقد الدولي. وهذا يوحي بأنّ هناك تسويات تُطبَخ في الكواليس الإقليمية والدولية، وليس مستغرباً أن تظهر مفاعيلها تباعاً. ويضيف هؤلاء المتفائلون: الفاتيكان، بموقعه المعنوي، يحظى برصيد دولي وازِن وشبكةِ علاقات ومعلومات تسمح له بإدراك المواعيد الفاصلة للتحوُّلات الكبرى. وعلى الأرجح، توافرت له معلومات مفادها أنّ لبنان بدأ المسار المعاكس من جبل الأزمة، أي مسار التسوية. وهذه الفرضية المتفائلة ليست جديدة، ويتمّ التداول بها منذ صيف العام الفائت في الأوساط الديبلوماسية الأوروبية خصوصاً، وهي ترتكز إلى دور فرنسا في لبنان، وإصرار الرئيس إيمانويل ماكرون على إنجاح مبادرته.

ووفقاً لهذه النظرة، ما يسهّل مهمّة باريس هو التقاطعات الإقليمية والدولية التي بلورتها الحرب في أوكرانيا، والتي ستنعكس إعادة خلط للأوراق في الأزمات الإقليمية خلال الأشهر المقبلة، وفي مقدِّمها الأزمة مع إيران، حيث يتنامى الاعتقاد أن الاتفاق الشامل بينها وبين الولايات المتحدة في فيينا لن يتأخر كثيراً.

كما أن العلاقات بين إيران والخليجيين ماضية في التحسُّن. وثمة رغبة مشتركة لدى السعوديين والإيرانيين في استئناف المفاوضات قريباً في بغداد. وهذا الأمر سيمنح الفرنسيين هامشاً إضافياً لتحريك المياه الراكدة في المستنقع اللبناني.

ولكن، في المقابل، ثمة مَن يحذّر من المبالغة في التفاؤل منعاً للوقوع في خيبة جديدة. ويقول: حتى الآن، لا شيء يوحي بالثقة في تحقيق انفراج في لبنان. فالأميركيون لم يُظهِروا بعد حقيقة نظرتهم إلى الانتخابات والحراك الديبلوماسي المستجدّ.

وليس واضحاً مدى اقتناع الأميركيين بالحدود التي يذهب إليها الفرنسيون في مُراضاتهم لإيران، ولا مدى استعدادهم لتسهيل الحل ومباركته، فيما تتعثّر وساطة عاموس هوكشتاين في ملف الغاز مع إسرائيل. وطبعاً، ليس واضحاً موقف إسرائيل وما يمكن أن تفعله إذا اكتشفت أنها متضرِّرة من التسوية، وأن لبنان على وشك تحسين شروطه في الناقورة. أكثر من ذلك، ما مدى استعداد طهران لتسهيل الحلّ في لبنان، إذا وجدت أن الوضع الحالي أكثر ملاءمة لضمان مصالحها؟ وهل ستوافق على إبرام الصفقة مع الفرنسيين والخليجيين، وهي التي أرادت دائماً عقدها مع الأميركيين حصراً، لأنهم وحدهم قادرون على دفع الأثمان لها؟

ولذلك، هناك مَن يخشى أن تكون علامات الانفراج الظاهرة اليوم في لبنان مجرد حقنة تخدير يُراد منها فقط إمرار الانتخابات النيابية والرئاسية التي تراهن عليها القوى الدولية، وأن يكون الآتي بعدها هو انهيارات إضافية. وفي هذه الحال، لا تكون الزيارة البابوية إعلاناً عن اقتراب التسوية ولا مباركةً وتكريساً للستاتيكو الحالي، بل «زيارة طوارئ» يُراد منها منع لبنان من الدخول في الانزلاق الذي تؤخِّره قوى السلطة إلى ما بعد الانتخابات. لقد أهدرت هذه القوى في الأشهر الأخيرة أكثر من 1.5 مليار دولار لتجميد سعر الصرف وأوقفت اصطناعياً إجراءات زيادة الرسوم في الكهرباء والاتصالات وسوى ذلك من أجل إمرار الانتخابات. ولذلك، هناك من يَخشى الأسوأ، ويتوقع احتقاناً وانفجاراً اجتماعياً غير مسبوق بعد 15 أيار. وفي هذه الأجواء، هل سيُبقي البابا على موعد زيارته في حزيران؟ منطقياً، هذا الموعد قائم، لكنه ليس مضموناً. ما دامت التسويات السياسية التي تلوح مؤشّراتها اليوم في لبنان غير مضمونة أيضاً.

 

سناء الجاك

بعد العيد/نداء الوطن/13 نيسان/2022

وعد الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله جمهوره بمهرجانات ثلاثة «بعد العيد» يتحدث فيها بالمباشر. متجاهلاً أن الأعياد في لبنان لم تعد مساحة للاحتفال والفرح وتبادل التهاني. أو كأن لجمهور الحزب ولغيره من اللبنانيين في العيد نصيب. فكل المعطيات تشير أن هذه الطبقة السياسية ستواصل وضع اليد على حقوق الناس ومصادرتها وكأنها مشاع مكتسب لها ثمن تدميرها البشر والحجر، كما ستعمل على مزيد من الفرز الشعبوي التحريضي، ورسم مزيد من خطوط التماس بين المذاهب من جهة، وبين الأحزاب من جهة أخرى. أي عيد سيحل، وأي مباشر سيطرحه نصرالله ليحفِّز جمهوره على الالتزام بما يريد محوره عدا تكريس المتاريس لتبقى موجودة في النفوس؟ هل سيجد حلّاً بالمباشر للطوابير أمام الأفران التي سددت ضربة قاضية لطوابير الانتظار على محطات الوقود السيئة الذكر؟ أم أنه سيوجه البوصلة إلى مزيد من عزل هذا الجمهور عن شركائه في الوطن وعن محيطه العربي الطبيعي؟ بالتأكيد سيفعل ذلك، لا سيما بعد إصراره وإصرار غيره من القيادات التي تدور في فلك محوره على إنكار مسؤوليته ومسؤوليتهم عن كل ما حل بالبلاد. بالتالي، كل ما في عبارة «بعد العيد» هو مغالطة من الوزن الثقيل.

فأمل إبليس في الجنة ليس مستحيلاً مقارنة بأمل اللبنانيين بالخروج من جهنم بالاستناد إلى الخطابات التحفيزية الرامية إلى إنجاز الاستيلاء على السلطة من خلال صناديق الاقتراع. مقومات العيد انقرضت في لبنان، لذا كان من الأفضل تجنب ذكره، وهذه المقومات لن تعود ما دامت سائدة سياسة «الغُرْمُ للشعب والغُنْمُ للزعيم». وهذا الغُنْمُ يفترض أن تحققه الإطلالات بالمباشر، فهي كل ما يلزم لتستقيم الأمور وفق ما يقرره، وبناء على توجيهات الباب العالي. أما ما يتضمن هذا المباشر، فلا علاقة له مباشرة أو مواربة بهموم اللبنانيين بمن فيهم جمهوره. والأمر منطقي، طالما أن الزعماء لا يرون إلا قطعاناً يجب تخويفهم من الذئب ليساقوا إلى حيث المصلحة الخاصة التي تفرض ذبحهم وتقديمهم في سوق الأضاحي بحلول الأعياد أو من دونها. بالتالي فإن معالجة الانهيار الحالي ليست المطلوبة، ولكن إبقاء البلد مصلوباً على خشبة أجرام من يستولي على السيادة والسلطة ويحمي أتباعه في المنظومة، ومتأرجحاً بين التلاشي أو وهم القيامة.

أما العيد فممنوع حتى إشعار آخر، لا يقرره إلا تمرد هذا الجمهور على الخطابات، وعلى الشعارات التي يطلقها من خرب البلد وأفلسه ممن يستدعيهم نصرالله. إذ كيف يمكن لجمهور ما، مهما بلغت مستويات غسل دماغه ان يصدق مطلقي هذه الشعارات، وتحديداً، تصديق الصهر العزيز الذي «شال» كل ما فيه ورماه على خصومه، متوقعاً أن يتفهم اللبنانيون فشله، ناهيك عن الفساد المستشري في كل المشاريع التي حمل لواءها في الماء والكهرباء والتوظيفات واحتكار تمثيل المسيحيين. وفي ظل قانون الانتخاب الحالي، وفي ظل قدرة الحاكم بأمره ومن يدور في فلكه على التحكم بمصير الاقتراع، بالرشوة او بالقوة، لا يمكن للبنانيين توقع معجزات تقلب الموازين، قبل العيد وبعده، اللهم إلا إذا بلغوا من الوعي مقداراً يدفع الغالبية إلى حرمان كل مرشحي المنظومة من أصواتهم.. حينها.. وحينها فقط يمكن مواجهة فائض الرشوة وفائض الفساد وفائض القوة.. ويمكن لمقومات العيد ان تعود، ليس لأمر مضى.. وإنما لأمر فيه تجديد..

 

هل أَزِفَت ساعةُ توزيع الخسائر؟

غسان العياش/النهار/13 نيسان/2022

عندما أعنت بعثة صندوق النقد الدولي توصّلها إلى اتّفاق مبدئي مع الحكومة اللبنانية، على برنامج تمويل قيمته نحو 3 مليارات دولار أميركي، على امتداد 46 شهرا، تركّزت الاهتمامات على الشروط المسبقة التي نصّ عليها الاتّفاق. يتوجّب على الجانب اللبناني وضع هذه الشروط موضع التنفيذ قبل أن يحظى الاتّفاق بموافقة مجلس إدارة الصندوق. البند الأساسي والأكثر حساسية في الشروط المسبقة هو موافقة الحكومة اللبنانية على استراتيجية إعادة هيكلة المصارف، والإقرار بالخسائر الكبيرة في القطاع المصرفي ومعالجتها، أي توزيعها على الأطراف المعنية بالأزمة. فهل باتت الحكومة على استعداد لتوزيع الخسائر بطريقة عادلة ومجدية للاقتصاد؟ طريقة تغرّم كل الأطراف بنسبة مسؤوليتها عن الكارثة وقدرتها على المساهمة في ردم الخسائر. رغم أن المصادر العليمة تؤكّد أن خطة متكاملة ستعرض غدا الخميس على مجلس الوزراء لمناقشتها، فقد تلقّف الرأي العام الإعلان عن الاتّفاق الأوّلي مع الصندوق بأسئلة تشكّك في صدقية الخبر، لأن الإخراج بدا مصطنعا نوعا ما. لقد غيّر الصندوق رأيه بخصوص الاتّفاق مع لبنان بسرعة غير طبيعية. قبل أقلّ من شهرين وجّه راميرز ريغو مسؤول بعثة الصندوق انتقادات ضمنية لاذعة لخطّة الحكومة اللبنانية إلى حدّ الإيحاء بعدم وجودها، واليوم يعلن الطرفان بصورة شبه احتفالية إنجاز الاتّفاق الأوّلي المفصّل.

إذا كانت الكنيسة القريبة لا تشفي، يمكن الرجوع إلى شكوك فورية ظهرت في تحليلات مصرفية دولية. كتب فاروق سوسة المتخصّص في اقتصاديات الشرق الأوسط وشمال افريقيا في "غولدمان ساكس" بأن الاتّفاق هو مجرد "جزرة" لتحفيز القيادة السياسية في لبنان على التحرّك باتجاه الإصلاح.

وكأن الاتّفاق الحقيقي بين الدولة اللبنانية وبعثة صندوق النقد هو خلق أجواء إيجابية، ولو مصطنعة، تساعد على تمرير مرحلة الانتخابات بهدوء وإيجابية. وما زاد في هذه الشكوك أن الرؤساء الثلاثة، عون وبرّي وميقاتي، الذين يختلفون على كل شيء تقريبا، ساهموا في هذه الأجواء الاحتفالية المفتعلة، فزالت كل الاختلافات بينهم بسحر ساحر وأعلنوا موافقتهم على برنامج شامل للإصلاح وصفه صندوق النقد بأنه "يهدف إلى دعم الدولة لاستعادة النمو والاستدامة المالية، تعزيز الحوكمة والشفافية وزيادة الإنفاق المجتمعي وإعادة الإعمار".

هل علينا أن نصدّق، مثلا، أننا بتنا على قاب قوسين أو أدنى من إعادة هيكلة المصارف وردم الفجوة بين مطلوبات النظام المصرفي، بما فيه مصرف لبنان، وبين موجوداته؟

خضعت الحكومة في المرحلة السابقة لضغط الشعارات الصاخبة وغير المسؤولة، ولا زالت حتى اليوم تتّجه إلى تحميل المودعين النسبة الكبرى من الخسائر وبعدهم المساهمين في المصارف. إن هذا التوجّه يقضي على إمكانية إعادة إحياء دور لبنان المصرفي في المستقبل، فمعظم المودعين والمساهمين لم يرتكبوا أي ذنب في الانهيار الحالي، سوى أنهم وثقوا بنظام لبنان المالي الذي ولد في منتصف القرن التاسع عشر عندما أسّس "البنك العثماني" أوّل فرع له قرب مرفأ بيروت. وعندما نقول أصحاب المصارف، لا يجب التفكير في عدد قليل من الأشخاص الذين أداروا المصارف في العقود الثلاثة الأخيرة. بل إن مالكي المصارف هم جمهور واسع من المساهمين، الصغار قبل الكبار، الذين أقبلوا على شراء أسهم المصارف اللبنانية باعتبار النظام الاقتصادي الحر يحمي الرساميل والاستثمارات. وهؤلاء لم يكونوا على اطّلاع على السياسات المالية والمصرفية التي تتّبعها السلطات النقدية والمالية في لبنان ولم يكن لهم دور في إدارة القطاع المالي.

التعسّف في تغريم المودعين والمساهمين عشوائيا يضرّ بمستقبل الاقتصاد اللبناني. هذه السياسة العمياء تقضي على إمكانية إعادة تأسيس قطاع مصرفي لبناني متجدّد يخدم الاقتصاد اللبناني في المراحل المقبلة. فلا مفرّ من تحمّل الدولة مسؤولياتها عن الكارثة، وهي قادرة على المساهمة بحصّة كبيرة في ردم الخسائر، ومعها أشخاص محدّدون داخل القطاع المصرفي وخارجه كدّسوا ثروات من خلال استغلال السياسات المصرفية والنقدية الانتحارية في الفترة القصيرة التي سبقت الانهيار الكبير.

 

إسرائيل وإيران... الحرب بين حروب

طارق الحميد/ الشرق الأوسط/13 نيسان/2022

نفَّذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 400 غارة جوية في سوريا، ومناطق متفرقة من المنطقة منذ عام 2017، بإطار حملة واسعة تستهدف إيران وميليشياتها، بحسب ما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال». وكشفت الصحيفة معلومات مهمة عن الاستهداف الإسرائيلي للإيرانيين في حملة تسميها إسرائيل «الحرب بين حروب». ونقلت الصحيفة عن القادة الإسرائيليين قولهم إن الهدف من تلك الضربات هو ردع إيران وإضعاف قدراتها في حالة نشوب حرب بين البلدين. واحتوت القصة على معلومات مهمة تساعد قراءتها على فهم الواقع، والمتصور في المستقبل المنظور بمنطقتنا. ومن تلك المعلومات ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين وسوريين؛ حيث نقلت الصحيفة عن مسؤول مقرب من الأجهزة الأمنية الإيرانية، أن «الحرس الثوري» رسم خطاً أحمر مفاده: «إذا هاجمتمونا فسننتقم، العين بالعين». وما نراه من إيران هو العكس تماماً، وملخصه هو: «إذا هاجمتمونا فسنرُد في العراق ودول الخليج، وليس في إسرائيل».

وفي حال حدث أن ردت إيران في إسرائيل، فربما يكون ذلك بإحراق غزة كالمعتاد، أو ما نراه من عمليات إرهابية تُنسب إلى «داعش» التي تستخدمها إيران من سوريا إلى العراق، وكل المنطقة، وحتى إسرائيل. وبالنسبة لسوريا، نقلت الصحيفة عن مستشار للنظام، أن الضربات الإسرائيلية لم تؤثر على نفوذ إيران العسكري، وأن الإيرانيين «يعززون وجودهم في جميع أنحاء البلاد. ومن الصعب جداً تقويض موقفهم». وهذا التصريح يضرب فكرة إمكانية إبعاد الأسد عن إيران، أو تحييده.

كما سلطت الصحيفة الضوء على «الخط الساخن» في سوريا بين إسرائيل وروسيا؛ حيث قال مسؤولون إسرائيليون إنهم «استخدموا الخط لتحذير روسيا قبل استهداف القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا، عندما تعمل القوات الروسية مع الإيرانيين».

وهذا الأمر يفسر الصمت الروسي على الضربات الإسرائيلية في سوريا؛ خصوصاً أن القصة تقول إن إسرائيل لم تتخذ موقفاً معلناً مؤيداً لأوكرانيا؛ لكيلا تغضب موسكو، ويؤثر ذلك على عملياتها بسوريا. ومن المعلومات المثيرة أيضاً التحليل الذي أجرته شركة «ريد سيكس سوليوشنز» لطائرتين مُسيَّرتين إيرانيتين أسقطتهما إسرائيل؛ حيث كانتا الأكبر، وطول جناحيهما 23 قدماً، ويمكنهما الطيران لأكثر من 1200 ميل. والمثير أن مُسيَّرة منهما منسوخة من طائرة «آر كيو-170 سنتينل» الأميركية التي أسقطتها إيران في 2011، بينما المُسيَّرة الثانية هي من نموذج صيني الصنع ويستخدمها الإرهابيون في اليمن والعراق وسوريا، وتزودهم بها إيران، بحسب الولايات المتحدة، مما يظهر لنا الفشل الاستخباراتي الأميركي حيال إيران، أو -وهنا الأخطر- التقاعس الاستخباراتي الأميركي في التعامل مع طهران، وخصوصاً عملية استنساخ الطائرة المُسيَّرة الأميركية. قصة «الحرب بين حروب» هذه، تقول لنا عدة نقاط مهمة، وهي أن إسرائيل تستهدف إيران، بينما ترُد الأخيرة باستهداف أمن منطقتنا. وتقول لنا إن علينا الاستعداد جيداً، ففي حال اندلاع مواجهة فإن إيران ستعمد إلى استهداف أمننا أكثر، وليس الأمن الإسرائيلي. كما تظهر لنا القصة أن الولايات المتحدة تقاعست مطولاً عن رصد التخريب الإيراني، والتعامل معه. وبالتالي على منطقتنا التأهب دون اعتماد كلي على واشنطن، وتذكِّر بأن أمننا يعنينا أكثر مما يعني واشنطن المتقلبة.

 

الفاتيكان ورسالة رمضان... مشاركة في الأفراح والأحزان

إميل أمين/الشرق الأوسط/13 نيسان/2022

مع حلول شهر رمضان من كل عام، وقبل عيد الفطر السعيد، جرت العادة أن تصدر رسالة مودة وسلام لبناء الجسور وهدم الجدران، بين حاضرة الفاتيكان، والعالم العربي والإسلامي بنوع خاص، يقوم عليها المجلس البابوي للحوار بين الأديان. رسالة هذا العام وجهها قبل بضعة أيام الكاردينال ميغيل أيوزو غيكسوت، وجاءت تحت عنوان «المسيحيون والمسلمون: المشاركة في الأفراح والأحزان»، استهلها بالقول: «نأمل أيها الإخوة والأخوات المسلمون الأعزاء، أن نستمر في مشاركة جيراننا وأصدقائنا أفراحهم وأحزانهم، لأن (محبة الله تشمل البشرية جمعاء والكون بأسره)». تأتي رسالة هذا العام في ظل تغيرات عالمية سريعة الإيقاع، لا سيما بعد عامين من الجائحة، أديا إلى قلاقل اقتصادية من تضخم وكساد، وجاءت الحرب الروسية - الأوكرانية، لتمثل ثالثة الأثافي، وليدخل العالم في درب المتاهة. يستهل الكاردينال أيوزو رسالته بالحث على إعادة التفكير في أحوال الجائحة التي تسببت في مقتل ملايين الأشخاص حول العالم، بما في ذلك أفراد من عائلاتنا. كما مرض آخرون وتم شفاؤهم، ولكنهم عانوا الكثير لفترة طويلة من عواقب العدوى. وفيما العالم الإسلامي يحتفل بشهر رمضان، فإن أفكارنا تتجه بالامتنان إلى الله القدير الذي بعنايته حفظنا جميعاً سالمين. ويضيف رجل الحوار... إننا نصلي بحزن من أجل الموتى، وبرجاء من أجل المرضى.

ليس سراً القول إن حبرية البابا فرنسيس قد حملت رجاء واضحاً لجهة تعزيز أواصر الحوار بين الغرب والشرق، بين ما يطلق عليه العالم الإسلامي والعالم المسيحي، رغم أنه تعبير غير دقيق، في عالم الهويات المختلطة، وبعدما تحول العالم من قرية كونية إلى حارة شعبية بسبب وسائل التواصل الاجتماعي.

في هذا الإطار يؤكد عميد المجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان أن الجائحة وآثارها المأساوية جذبت على كل جانب من جوانب الحياة انتباهنا مجدداً إلى بعد مهم من أبعاد الحياة: المشاركة. ولهذا السبب جاءت رسالة الفاتيكان في رمضان هذا العام للتذكير بأساسيات إيمانية ووجدانية، وثابتة لا يمكن لأحد تجاهلها أو إنكارها. تتشارك الإنسانية في عطايا الله خالق الكل ومدبرهم، فالخواء والماء والحياة والغذاء والمأوى وثمار تقدم الإنسان في المجالات الطبية والدوائية، ونتائج تقدم العلوم والتكنولوجيا في مختلف المجالات وتطبيقاتها والاكتشاف المستمر للكون... أليست هذه جميعاً عطايا ربانية يتوجب أن تتشاركها الإنسانية.

تلمس كلمات الرسالة الفاتيكانية هذا العام وتر الإنسانيات والروحانيات، تلك التي تكاد تضيع في زحام دفع الحياة اليومي، ومنها أن إدراك طيبة الله وكرمه يملأ قلوبنا بالامتنان تجاهه تعالى، ويشجعنا في الوقت نفسه على تقاسم هباته مع إخوتنا وأخواتنا الذين هم في أي نوع من أنواع الاحتياج.

تؤكد الرسالة أن الفقر والظروف المحفوفة بالمخاطر التي يجد العديد من الأشخاص أنفسهم فيها، بسبب فقدان الوظائف والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالجائحة، تجعل واجبنا في المشاركة أكثر إلحاحاً.

ما الذي يدفعنا في طريق المشاركة القلبية والروحية، قبل البحث في قسمة خيرات الأرض ومشاركة بعضنا البعض بصورة خلاقة؟ حكماً الدافع الأعمق، والعهدة على رجل الدين الروماني الكاثوليكي الكاردينال أيوزو، يكمن في إدراكنا أننا جميعاً، وكل ما لدينا، عطايا من الله تعالى، ونتيجة لذلك، علينا أن نضع مواهبنا في خدمة جميع إخوتنا وأخواتنا، وأن نتقاسم معهم ما بين أيدينا.

سطور الرسالة الصادرة في حبرية البابا فرنسيس، الفقير وراء جدران الفاتيكان، تفتح أعيننا على أن المشاركة تنبع في أفضل تجلياتها من التعاطف الحقيقي والشفقة الفعالة تجاه الآخرين. لا تقتصر المشاركة على الخيرات المادية ولا يتوجب أن يكون ذلك، فربما باتت حاجة الإنسانية اليوم إلى من يضمد الجراحات الروحية والنفسية، وبخاصة في زمن تسليع الإنسان. من هنا تبدو الحاجة إلى مشاركة حقيقية في أفراح وأتراح بعضنا البعض، والتي هي جزء من كل حياة بشرية. لقد أوصى «سان بول» أهل روما عاصمة الإمبراطورية التي حكمت العالم قبل ألفي عام، بأن يفرحوا مع الفرحين، ويحزنوا مع الحزانى والمهمومين.

قبل رسالة رمضان تحدث فرنسيس مراراً عن فكرة الألم المشترك الذي يتوجب على الجميع مشاركته بل مناصفته، ما يخفف العبء الفردي. من التعاطف تنبع المشاركة في المواقف والمشاعر خلال الأحداث المهمة، سعيدة كانت أو حزينة، لأقاربنا وأصدقائنا وجيراننا، بمن فيهم أولئك المنتمون إلى أديان أخرى: تصبح أفراحهم أفراحنا، وأحزانهم أحزاننا أيضاً. تتوقف الرسالة عند أهمية الفرح الخاص بالمؤمنين عبر الاحتفالات الدينية الكبرى، ذلك أنه عندما نزور أصدقاءنا وجيراننا من أتباع الديانات الأخرى أو نهنئهم في تلك المناسبات، فإننا نشاركهم فرحتهم بعيدهم، من دون أن يعني هذا تبني البعد الديني للمناسبة التي يحتفلون بها وكأنه خاص بنا. الرسالة دعوة للوفاق في زمن الافتراق، وجسر موصول بين الفاتيكان والمسلمين في رمضان.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل السفير السعودي: ضرورة تطوير العلاقات الثنائية وتفعيلها في المجالات كافة وبخاري عرض آلية عمل الصندوق السعودي-الفرنسي المشترك للدعم الانساني

وطنية 13 نيسان/2022  

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ظهر اليوم في قصر بعبدا، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان السفير وليد بخاري. وخلال اللقاء نقل السفير السعودي للرئيس عون التهاني لمناسبة حلول عيد الفصح المجيد وتم عرض العلاقات اللبنانية-السعودية وضرورة تطويرها وتفعيلها في المجالات كافة، حيث اكد السفير بخاري "دعم المملكة للشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها". ووضع السفير السعودي رئيس الجمهورية في آلية عمل الصندوق السعودي-الفرنسي المشترك المخصص للدعم الانساني وتحقيق الاستقرار والتنمية في لبنان.

 

الجبهة السيادية في ذكرى 13 نيسان: لوعي اهمية الانتخابات النيابية فصوتك هو السبيل الوحيد للتغيير

وطنية/13 نيسان/2022  

أقامت "الجبهة السيادية من اجل لبنان" حفلا خطابيا  في ذكرى 13 نيسان 1975 انتهى باصدارها بيانا تلاه رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجان جاء فيه: "ان الذكرى تختلف هذه السنة عن سابقاتها، لأنها اكثر ما تذكرنا بحقبة العام 1975، حيث هبت معظم القوى اللبنانية بكل ما اوتيت من قدرات، للدفاع عن وجود لبنان وكيانه وحرية شعبه ومقدساته ضد مشاريع جعله وطنا بديلا او الحاقه بدولة اخرى. العين ذاتها، في عين الرمانة ذاتها، العين التي قاومت مخرز الانفلاش الفلسطيني والاحتلال السوري، هي اليوم تقاوم مشروع الهيمنة الايرانية الذي ينفذه حزب يحمل الهوية اللبنانية لكنه يجاهر بإنتمائه السياسي والفقهي والثقافي والعسكري والمالي والتربوي الى بلد آخر وحضارة اخرى لا تربطنا بها أي صلة أو تاريخ". اضاف البيان: "في 13 نيسان لا ننسى، لكننا نسامح ونأخذ العبر. العبرة الأولى، عندما يقرر شعب ان يصمد في ارضه يقاوم ولا يستسلم، فكل الامم لن تقوى عليه. من عين الرمانة الى زحلة ومن قنات الى الاشرفية ومن طرابلس الى القاع ومن بيروت الى الجنوب. وفي هذه المناسبة، لن ننسى الشهداء الذين كتبوا ملاحم الصمود ولولاهم لما بقي لبنان. ان ننساهم، كما يقول شارل مالك، فتلك هي الخطيئة المميتة. والعبرة الثانية، ان تفلت السلاح الميليشيوي وضرب سيادة الدولة والقانون يؤديان الى انهيار الدولة وحروب لا تنتهي. فوطننا اليوم مخطوف من سلطة تستقوي بسلاح غير شرعي ومسيرات وصواريخ لا نعرف عن وجهتها سوى انها موجهة للمزيد من الهيمنة والفساد في الداخل والى حروب وتدخلات في شؤون عربية شقيقة أدت الى عزلة لم يشهد لبنان لها مثيلا عبر تاريخه الحديث. والعبرة الثالثة، لا انقاذ ولا خروج من ازماتنا الا من خلال مشروع دولة القانون والمؤسسات والإدارة الحديثة. وحده الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية يحميان الشعب والكيان والحدود". ودعت الجبهة اللبنانيين "الى اي منطقة او طائفة انتميتم، لا تتركوا اليأس يتسلل الى نفوسكم، لقد واجه اجدادنا من قبلنا كل انواع الحروب والجوع والابادة والاحتلالات، ولن يكون جيلنا الحلقة التي ستنكسر اليوم، لذا وفي هذه الذكرى بالذات، ندعوكم الى وعي اهمية الانتخابات النيابية المقبلة من خلال الورقة الصغيرة التي ستضعونها في صندوقة الاقتراع. صوتك هو امضى سلاح لمواجهة السلاح، ولحفظ الوطن والكيان والسيادة والحرية. صوتكم هو السبيل الوحيد لتغيير الزمرة الفاسدة والحاكمة والمتحكمة والخروج من جهنم البؤس والفقر والعزلة، لبنان يناديكم لإنقاذه في 15 ايار، فلبوا النداء". وبعد انتهاء الكلمات توجه وفد ووضع إكليلا من الزهر على نصب شهداء المقاومة اللبنانية في عين الرمانة تخليداً للذكرى.

 

رعد: أرادوا للبنان التطبيع وفشلوا والضغوط ستتواصل لكننا نمتلك إمكانيات إسقاط أهدافهم

وطنية - النبطية/13 نيسان/2022  

 أكد رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال احتفالين تأبينيين في بلدتي الدوير وزبدين، أن "الأميركي عجز عن تمرير صفقة التطبيع عبر لبنان أولا، فضغط الرئيس الأميركي السابق (دونالد ترامب) وأخذ بعض دول الخليج الى التطبيع، وأصبح على لبنان إلتزام الإلتحاق بهم".  وقال: "لم يكن بمقدور أحد فوق الأرض وعبر الحكومات والسياسات أن يطبع العلاقات مع إسرائيل أو أن يقوم بأي صلح بين لبنان وهذا الكيان. لذا جاء الأميركيون ليتسللوا عبر ملف الغاز والتنقيب عنه، من أجل أن يطبعوا علاقاتنا مع العدو، وكان المدخل لهم بأن رسموا حدودنا المائية بالشكل الذي يجعل حقل قانا الذي هو حقل لبناني بالكامل خطا حدوديا مائيا متعرجا من أجل أن نتشارك نحن والإسرائيليين في التنقيب عن الغاز من الحقل نفسه"، وسأل: "كيف يمكن لنا ونحن أعداء أن ننقب عن الغاز في حقل واحد؟".

ورأى أن "الأميركيين عرضوا آلية لما يسمى بالتفاهم مع الإسرائيليين تحت شعار الحرص على أن نستثمر غازنا. وتحت ذريعة سداد ديون لبنان، ومن باب الإبتزاز أيضا، قال لنا الأميركي أنه سيتحدث مع الإسرائيليين ويضغط عليهم كي يقبلوا بألا يشتبكوا مع لبنان أثناء التنقيب عن الغاز واستثماره"، وأوضح أنهم "أرادوا للبنان أن يطبع تحت الماء بعد أن فشلوا في جره الى التطبيع فوق الأرض، وهذه هي الحقيقة"، وتوقع أن "تستمر الضغوط في هذا الإطار"، وشدد على أنه "طالما أننا نعرف أهداف عدونا ونملك إمكانيات إسقاط هذه الأهداف، فلا يمكن للأميركي ولا للعدو الإسرائيلي أن يحققا هذه الأهداف العدوانية".

 

"لبنان القوي" أعلن أنه سيتقدم باقتراح قانون لضبط الانفاق الإنتخابي: لعدم السماح للسفراء بالتدخل في الأمور الداخلية والشؤون الانتخابية

وطنية/13 نيسان/2022   

حذر تكتل "لبنان القوي" في بيان اثر اجتماعه الدوري إلكترونيا، برئاسة النائب جبران باسيل، من "آفة المال السياسي التي لوث بها بعض الأحزاب المسار الانتخابي، بما يشكل عملية تزوير موثقة للاستحقاق النيابي، لا يسكت عنها سوى الضالع فيها حتى العظم، لوحات اعلانية وبرامج تلفزيونية وإذاعية ومواقع إخبارية بملايين الدولارات. اضافة الى دفع المال منذ الآن للحصول على الأصوات، اما عبر Cash او للمستشفيات والمدارس والجامعات والحاجات الأخرى للمواطنين". وأكد التكتل أنه "في صدد تقديم اقتراح قانون لضبط الانفاق الإنتخابي للحد قدر الإمكان من عملية التزوير الحاصلة"، حاضا "البعثات الديبلوماسية والهيئات الدولية المعنية بمراقبة العملية الإنتخابية على التحرك واتخاذ مواقف واضحة وجذرية، وإلا سيتحولون شهود زور على أكبر عملية سطو على إرادة اللبنانيين ومستقبلهم". وشدد على "ضرورة إبعاد التأثيرات الخارجية عن العملية السياسية والانتخابية في لبنان، وعدم السماح للبعثات الدبلوماسية والسفراء بالتدخل في الأمور الداخلية والشؤون الانتخابية. اذ ان مشاهد جمع المنظومة السياسية الحاكمة في لبنان على موائد السفارات وفي صالوناتها ومكاتبها تتكرر وتتزايد، وكأن بها تذكرنا بأيام عنجر". كما أكد على "أهمية إقرار قانون الكابيتال كونترول بما يحمي المودعين ويؤمن المساواة في التعامل، لكنه في الوقت عينه لن يقبل بما يتيح تبرئة ذمة كل من ضلع في تهريب الأموال وتحويلها الى الخارج، وأسهم في عملية خنق اللبنانيين وتجفيف الاقتصاد من الدولار"، لافتا الى أنه ستكون له "ملاحظاته التي سيعرضها بإيجابية في جلسة اللجان النيابية المشتركة من اجل اقرار القانون ولكن بعد تصحيح كل الشوائب الجسيمة فيه".

 

جعجع أطلق برنامج القوات اللبنانية الانتخابي 2022: حصر السلاح بيد الدولة وقرار الحرب والسلم بيد السلطة التنفيذية

وطنية/13 نيسان/2022

أطلق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في المقر العام للحزب في معراب، برنامج الحزب الانتخابي للعام 2022، في حضور النواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، أنطوان حبشي، جورج عقيص، وهبي قاطيشا، جوزيف اسحق، شوقي الدكاش، زياد حواط، عماد واكيم، وفادي سعد، نائب رئس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني، الوزراء السابقين: مي شدياق، ريشار قيومجيان، طوني كرم، وجو سركيس، النائب السابق فادي كرم، رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون، رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض، فضلا عن مرشحي "القوات اللبنانية" والمرشحين المستقلين على لوائح الحزب الأمين العام للحزب غسان يارد، مستشار رئيس "القوات" للشؤون القانونية سعيد مالك، رئيس جهاز الاعلام والتواصل شارل جبور، وحشد من الفاعليات السياسية والاجتماعية والاعلامية والحزبية.

 استهل جعجع كلمته بشكر "فريق العمل الذي ساهم في تحضير هذا البرنامج الذي استغرق اسابيع من العمل والتبويب"، لافتا الى انه "يمكن الاطلاع عليه في كل الوسائل الاعلامية القواتية وصفحات القوات الالكترونية الرسمية بعد ان وزع على الحاضرين".

وفي الحديث عن "السياسة والحوكمة وبناء الدولة"، قال: "تشكل الانتخابات النيابية اليوم التحدي الديموقراطي المطلوب رفعه دفاعا عن لبنان الإنسان والحرية والعيش الكريم، والعزة، والعنفوان، ودولة المؤسسات، وسيادة القانون، وحوكمة الإدارة الشريفة الرشيدة، والوظيفة العامة النزيهة الكفوءة، والقضاء العادل والمستقل، والمواطنية الكاملة". أضاف: "هذا التحدي للبنان هو بالتحديد ما تدعوكم القوات اللبنانية إلى رفعه معا من خلال الاقتراع لمرشحيها في الانتخابات النيابية لعام 2022 وتطلب منكم ملاقاتها في تلك المعركة الديمقراطية التي سوف تقدم لكل مواطن فرصة التعبير عن آماله وتطلعاته عبر صناديق الاقتراع، بعيدا من قرقعة السلاح والترغيب والترهيب، دفاعا عن المبادئ والقيم الأساسية التي شكلت ثوابت القوات الفكرية، السياسية، الدستورية، الاقتصادية، الاجتماعية، التربوية، الثقافية، العلاقة الحضارية مع الانتشار اللبناني والاغتراب، العلاقة الأخوية مع العالم العربي، والتزام القضايا الإنسانية العادلة".

 وأشار إلى "تلك الثوابت التي ترجمتها اقتراحات قوانين وخطط عمل واستراتيجيات وزارية ومشاريع تنمية مناطقية وبلدية، لانكم في كل موقع نيابي أو وزاري وحتى بلدي تولاه رفاق ملتزمون في "القوات اللبنانية" عبر أدائهم المشهود له بالكفاءة والنزاهة والشفافية حتى باعتراف ألد أخصامها السياسيين".

 ردا على من يقول إن "القوات لم تقم بأي مشاريع انمائية إلا في بشري"، وقال: "ان منطقة بشري هي الوحيدة التي للقوات الأكثرية النيابية فيها، بينما المناطق الاخرى فالأكثرية لهم".

 أضاف: "تدعوكم القوات رفاقا ومناصرين وأصدقاء ورأي عام لبنانيا واعيا، صادقا مع نفسه ومسؤولا ومثقفا، لتحاسبوا بدقة وموضوعية كل من تولى سدة المسؤولية والسلطة، وتحاكموه عبر صناديق الاقتراع على أخطائه وفق القواعد الديموقراطية الصحية، وليأت إلى سدة المسؤولية من أثبتت التجارب أنه الأكثر كفاءة ونزاهة وصلابة واستعدادا للعطاء، وليذهب الفاسدون وتجار الهيكل إلى قعر التاريخ. بما أن الاقتراع يشكل عقابا لمن لم يحقق أماني الشعب، أو لمن انحرف عن الثوابت الوطنية، فإنه، وفي الوقت عينه، يجب أن يشكل ثوابا لمن ثبت في قناعاته وجسد خطا أقرنه بالأفعال الواضحة الشريفة الشفافة يمثل طموح أكثرية الشعب اللبناني، إذ لا تحتمل الديمقراطية التعميم الظالم فلا تهدر أكثرية فاسدة حق الصالحين ولو كانوا قلة".

وتابع: "انطلاقا من الإشكاليات الأساسية التي يعاني منها لبنان منذ اكثر من ثلاثة عقود، وهي ثنائية أي هيمنة "حزب الله"  على القرار السياسي والأمني والاستراتيجي في الدولة وتحكم منظومة الفساد بمفاصلها كافة، وانطلاقا من ثوابت القوات المنصوص عليها في شرعة الحزب ومواثيقه الداخلية كافة، والقائمة على تعددية المجتمع اللبناني ووضوح الهوية اللبنانية والمواطنة، ونهائية الكيان الوطني اللبناني في حدوده الحالية، كما نص عليها الدستور، وهذا الكيان له حدود، وإرساء دولة القانون والمؤسسات وصون الحريات، نطرح من خلال برنامجنا الانتخابي خارطة حل متكاملة".

وأردف: "إن خارطة البرنامج تقوم على المبادئ والخطوات والأفكار الآتية: حصر السلاح بيد الدولة وحصر قرار الحرب والسلم بيد السلطة التنفيذية. وهنا، فعلا نعني ما نقوله وليس مجرد كلام، تطبيق القرارات الدولية لا سيما القرار 1559 و1680 و1701، الاستعانة بقوة دولية ضمن القرار 1701 لضبط الحدود الشرقية، ترسيم الحدود البرية والبحرية، ضبط الحدود بمعابرها الشرعية وغير الشرعية، اتخاذ التدابير كافة لحماية سيادة الدولة ولحماية الثروة النفطية، تأكيد الحياد الايجابي وحمايته بتوثيقه في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، تحييد لبنان واللبنانيين عن الصراعات والمحاور، التأكيد على اتفاقية الهدنة، كما ورد في البند "ب" من الفقرة الثالثة من وثيقة الوفاق الوطني - تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، تطبيق اللامركزية الموسعة التي تقضي بتنظيم لبنان وفق مناطق محلية وتجمعات سكانية على الأراضي اللبنانية كافة تستفيد من الصفات التفاضلية لكل منطقة جغرافية وتعزز الانتاجية الاقتصادية والرفاهية وتحقق المرونة الإدارية والمالية وتراعي الخصوصيات الاجتماعية والثقافية والحياتية لكل منطقة وتحقق أهداف التنمية المستدامة، ورفض التوطين وعودة النازحين السوريين الفورية الى سوريا".

وعن "إعادة هيكلة الدولة والمؤسسات والإصلاح"، قال جعجع : "إن القوات اللبنانية تلتزم طرح أو استكمال العناوين العديدة الآتية: ضمان تنفيذ القوانين الصادرة كلها، وغير المنفذة من الحكومة عبر آليات ومهل واضحة، لا سيما قانوني الشراء العام والشراكة بين القطاعين العام والخاص، اعتماد التصويت الالكتروني في مجلس النواب وجعل جلسات اللجان النيابية علنية ومتاحة، وضع نظام داخلي لمجلس الوزراء، اعتماد الحكومة الالكترونية، اعتماد آلية لتعيينات الفئة الأولى، تعيين الهيئات الناظمة لكل القطاعات الحيوية في الدولة، تنفيذ خطة تصغير حجم القطاع العام، تعزيز الأجهزة الرقابية، ضمان تنفيذ قانون حق الوصول الى المعلومات، تفعيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، إقرار قانون استقلال السلطة القضائية الذي أقرته لجنة الإدارة والعدل، وإقرار قانون جديد للمحاكم العسكرية".

وجدد التأكيد أن "مشكلتنا الرئيسية هي بالسياسة والحوكمة والفساد على مستوى المسؤولين".

وبالنسبة إلى الاقتصاد والمجتمع والتنمية المستدامة، قال جعجع: "إن القوات تطمح إلى بناء اقتصاد حر تنافسي مسؤول اجتماعيا ينافس إقليميا ودوليا، ويتميز بكونه اقتصاد معرفة منتجا ومنبثقا عن القدرات التفاضلية للبنان وعن دور محوري للقطاع الخاص ودور فاعل للدولة عبر الهيئات الناظمة لتطبيق القوانين وضبط التفلت والحفاظ على حقوق المستهلك بدعم ورقابة المجتمع المدني. كما تسعى الى تطبيق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي وضعتها الأمم المتحدة، على النطاق الوطني والمحلي، والتي تتلخص بالقضاء على الفقر والجوع وتأمين التغطية الصحية والتعليم والحفاظ على البيئة والثروات الطبيعية البرية والبحرية ومحاربة تغير المناخ وتأمين المساواة والعدالة في المياه والطاقة النظيفة وشبكة الصرف الصحي وتعزيز العدالة الاجتماعية".

وشدد على أن "كل هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها ما لم يسلك لبنان مسار التعافي من أزماته الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية غير المسبوقة"، وقال: "صنف البنك الدولي الأزمة اللبنانية من بين أكبر 3 انهيارات اقتصادية في العالم منذ عام 1850، من حيث انخفاض الناتج المحلي الإجمالي، محملا مسؤولية هذا الانهيار الى النخبة الحاكمة، "التي استولت على الدولة وعائداتها وتجاهلت تطبيق الإصلاحات الأساسية خصوصا بعد اندلاع الازمة. والنتيجة، هبوط حاد في سعر صرف العملة الوطنية بنسبة تفوق 90%، في حين بات حوالى 80% من المواطنين دون مستوى خط الفقر والفقر المدقع، وارتفعت نسبة البطالة الى حد كبير، وعجز المودعون عن استرداد أموالهم من المصارف، إلا بعد تكبد خسائر كبيرة".

أضاف: "إن حزب القوات اللبنانية كان أول من استشعر قدوم أزمة كبيرة، وطالب قبل سبعة أشهر من وقوع الأزمة في تشرين الأول 2019 بإقرار وتطبيق إصلاحات هيكلية، وبادر في طرح التوجه الى صندوق النقد الدولي لوضع برنامج تعاف كان من شأنه أن يكون أقل تكلفة وأكثر فعالية قبل الانهيار الكبير الذي نشهده اليوم، فضلا عن أن القوات هي الجهة السياسية الوازنة الوحيدة التي ليست مرتبطة بمصالح عضوية مع النظام الاقتصادي - السياسي القائم، وبالتالي هي الأكثر قدرة على اجتراح حلول جدية وواقعية للخروج من الأزمة الحالية، لا حلول جزئية وصورية، لا تصل الى خواتيمها".

وإذ رأى أن "لا حلول سحرية للأزمة، لا بل كلما طال انتظارنا ارتفعت الكلفة على كل المواطنين"، أكد جعجع ان "الحل لا يمكن أن يأتي من الأغلبية الحاكمة التي تتحكم بمفاصل الإدارة والقرار والأجهزة والقضاء، والتي تسببت في المشكلة أصلا وفقدت ثقة الشعب".

وشدد على "ضرورة إعادة إحياء النظام الإداري والاقتصادي والسياسي الذي دمرته المنظومة المتحكمة بالسلطة، ولا يجوز أن نخلط بين هذا النظام وأفعال المنظومة".

وكذلك، فند رئيس القوات "الخطوات المطلوبة للخروج من الازمة، فالخطوة الأولى الخروج من الأزمة المالية، الذي يتطلب إقرار خطة تعاف متوسطة المدى تشرف على تنفيذها سلطة تنفيذية موثوقة من الشعب اللبناني. وتتضمن النقاط الآتية: الاتفاق على برنامج متكامل مع صندوق النقد الدولي والتأكد من التزامه من قبل الحكومة اللبنانية، إعادة هيكلة القطاع المصرفي وحماية صغار المودعين من خلال إقرار قانون كابيتال كونترول عادل يتكامل مع الإجراءات الأخرى ويحافظ على حقوق المودعين، إتمام التدقيق الجنائي بشكل سريع والمحاسبة واسترجاع الأموال المستحوذة بطرق غير مشروعة أو عبر صرف النفوذ الموجودة في لبنان أو المحولة الى الخارج، تحرير سعر صرف العملة من خلال خطة موثوقة مع ضوابط واضحة للتدخل ضمن خطوات تنفيذ الخطة الإصلاحية الشاملة، إصلاح المالية العامة من خلال تطبيق برنامج الإصلاحات الفورية في القطاع العام ووقف النزف في المالية العامة، ضبط الجمارك والمعابر الشرعية وإقفال المعابر غير الشرعية، إصلاح القطاعات الأساسية كالكهرباء والاتصالات وسائر الخدمات، إعادة النظر بحجم القطاع العام بالمقارنة مع فعاليته، وربط الترقيات والمكافآت بالأداء الوظيفي، ترسيخ مبدأ المحاسبة واختيار الكفاءة في الإدارات كافة، وضع نظام ضريبي جديد مبني على مبادئ العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة العادلة، الغاء العقود التوظيفية المخالفة للقانون خاصة التي أبرمت بعد 2017، الغاء المجالس والصناديق الخاصة، بدءا بالمجلس الأعلى السوري - اللبناني، مصادرة الأملاك البحرية المخالفة التي لم تقم بتسوية اوضاعها تبعا للقانون 64/2017، تحسين التحصيل الضريبي استنادا الى تعليق العمل بالسرية المصرفية، وإصلاح نظام التقاع، إدارة أصول الدولة من خلال مؤسسة مستقلة، أو أكثر، لتعزيز الإنتاجية والقيمة وإشراك القطاع الخاص عبر الاستثمار فيها واستخدام هذه الاستثمارات ضمن مقاربة التعافي".

وآثر جعجع التأكيد على "الشروع بالإصلاحات القطاعية بطريقة متكاملة، بالتزامن مع خطة التعافي، والتي تتضمن:

- إصلاحا فعليا ومتكاملا لقطاع الكهرباء الذي شكل أحد أكبر مصادر الهدر والخسائر في السنوات الماضية وكان من أكبر المتسببات في تراكم الدين العام وانهيار الاقتصاد. لذلك من أولويات عملنا تطبيق القانون الذي أقر عام 2002 والسعي الى إعادة بناء قطاع الكهرباء والاستفادة من الفرصة لتحديثه من خلال تطبيق أفضل المقاربات الإدارية والتقنية وتأمين الطاقة النظيفة بأسعار مقبولة تماشيا مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة".

- تعزيز القطاع الصناعي حيث نهدف الى ان ينخرط لبنان في الثورة الصناعية الرابعة من خلال نقلة نوعية باتجاه الصناعات الذكية والتكنولوجية ذات القيمة المضافة العالية، التي تستفيد من القدرات العالية في مجالات الرياضيات وبرمجة الكومبيوتر والهندسة في لبنان، إضافة الى تحفيز الصناعات التي يمكن أن يتميز بها لبنان.

- تطوير القطاع الزراعي وتمكينه لتحصين الأمن الغذائي وخلق فرص عمل مناسبة في المناطق واكتفاء السوق المحلي بالزراعات الأساسية وإعادة فتح أسواق التصدير الى البلدان العربية وأوروبا عبر تحسين الجودة واستيفاء الشروط المطلوبة.

- نهدف الى اصلاح قطاع الاتصالات وعدم استعماله كضريبة على المواطنين بل كوسيلة أساسية لبناء الاقتصاد وتحسين المالية العامة وتطوير المجتمع الرقمي الحديث، في بيئة تنافسية واستثمارية سليمة بدءا بتطبيق القانون 431 الذي أقر عام 2002.

- نطمح لإجراء تحول نوعي في إدارة المطارات والمرافئ عبر: "انشاء هيئة مستقلة لتنظيم النقل البحري وتفعيل هيئة إدارة للطيران المدني، اتباع مقاربة الامتياز أو الإدارة الخاصة للمرافئ كافة وتأهيل مرفأ بيروت من قبل مؤسسات عالمية تديره بطريقة مهنية وشفافة، تطوير مرفأ جونيه ليكون مرفأ سياحيا أساسيا، استكمال الإجراءات القانونية واللوجستية لفتح مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في القليعات.

- تنفيذ خطة وطنية شاملة للنقل المشترك، تربط المناطق ببعضها وتخفف كلفة النقل على المواطنين كما تخفف من التلوث البيئي".

وحول الإصلاحات الاجتماعية، شدد جعجع على انه "لا بد من تعزيز صلابة المجتمع من خلال إعادة النمو الاقتصادي وتعزيز فرص العمل اللائق، وإيقاف الهجرة ثم عكسها، والحفاظ على بيئة ومجتمع سليم".

واوضح ان "تنفيذ ذلك يتطلب العمل على تطبيق روحية أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 التي وضعتها الأمم المتحدة من خلال:

- تفعيل دور الطاقات البشرية وخلق فرص عمل وتحفيز الشركات الصغرى والمتوسطة الحجم لتأمين النمو الاقتصادي والسعي لتحقيق هدف إخراج اللبنانيين من حالة الفقر.

- الاستمرار في نضالنا من اجل المرأة، وذلك من خلال خطوات تؤمن تحقيق المساواة بالفرص والتعامل بين الجنسين وتمكين المرأة للانخراط أكثر في بناء مجتمع واقتصاد فاعل.

- تأمين شبكة أمان صحية واجتماعية تمنح غطاء لكافة المواطنين اللبنانيين من جميع الفئات العمرية بشكل شامل، تحافظ على الأمن الصحي والاجتماعي وإعادة لبنان الى مراتب متقدمة عالميا في القطاع الصحي، كما كانت عليه الحال خلال تولينا وزارة الصحة العامة.

- إعادة النهوض بقطاع التربية والتعليم والوصول الى تأمين تعليم مناسب ومتطور بالنوعية بفرص متساوية لجميع اللبنانيين بغض النظر عن القدرات المادية من خلال تطبيق مبدأ التغطية التعليمية الشاملة.

- تفعيل دور الشباب في إعادة بناء الاقتصاد والمجتمع اللبناني الذي نطمح اليه والذي يعتمد على الطاقات الريادية والابداعية الحديثة التي تتطلب استحداث بيئة مناسبة لوقف هجرة الأدمغة.

- السعي لتطبيق المعايير الدولية لحقوق الانسان وبناء وتطوير المؤسسات التي تكرسها انطلاقا من شرعة حقوق الانسان، ووصولا الى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة التي تتناول الركائز الأساسية لهذه الحقوق.

- الحفاظ على البيئة التي يتميز بها لبنان والتنوع البيولوجي والشواطئ والحياة البحرية ضمن إطار أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

- تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالاستهلاك والإنتاج المسؤولين وتأمين المياه النظيفة والنظافة الصحية من خلال إدارة سليمة للموارد المائية وترشيد استخدام المياه وعدم هدرها".

وختم متوجها الى الشعب اللبناني: "حاسبنا فيما بعد على هذه النقاط، متى أعطيتنا ثقتك. فدائما كنا نعني ما نقول، ونفعل ما نقول، ودائما كنا جديين في كل المواقع، ولو الجزئية، التي تسلمناها وأحدثنا فرقا. والآن، ومن خلال الانتخابات الحالية، ندعوك لمنحنا وكالة أكبر وأعم لكي نستطيع من خلالها وضع حد للتدهور الحاصل وإطلاق عملية الإنقاذ المنشودة. ونحن دائما على عهدنا ووعدنا اننا "بدنا وفينا، إذا إنتو كان بدكون وعطيتونا ثقتكون".

وفي حوار مع الاعلاميين، أكد جعجع ان "ابناء الطائفة الشيعية هم مواطنون لبنانيون "متلنا متلن"، ولو ان "حزب الله" يوحي دائما بانه "خاطف الشيعة وحاططن بجيبتو"، ويتحدث باسمهم جميعا ويشيع بأننا حين ننتقد الحزب وممارساته كأننا نقصد الشيعة جميعا"، لافتا الى ان ""القوات" تعمل لكل اللبنانيين، ومن بينهم الشيعة الذين سيكونون هم من اكثر المستفيدين من عملنا على خلفية الحرمان الذي يطالهم في ظل بطولات "حزب الله" الوهمية".

وشدد على اننا "مع المقاومة الفعلية وليس مع تلك التي يتاجر فيها لنيل مكاسب داخلية، من هنا نحن مع مقاومة الشعب الاوكراني لانها فعلية وتحت اشراف مباشر من جيشها الوطني وسلطتها السياسية، في وقت اكثر من يتاجر بمفهوم المقاومة هو "حزب الله". فالشعب اللبناني اثبت على مدار العصور انه كان دائما مقاوما، وهذا المفهوم متواجد عند الجميع ولكن يحتاج الى دولة فعلية".

 واذ اعلن انه "في الاربعين سنة الاخيرة أدخلت مفاهيم خاطئة لدى اللبنانيين عن الشرعية في وقت، ان القوة الاقوى في الكون هي الشرعية ولا احد يستطيع ازالتها"، اعتبر جعجع انه "لو كان هناك دولة فعلية ورئيس للجمهورية او رئيس للحكومة او اي مسؤول يعمل وفق الشرعية المناطة به ولا يفرغها من مضمونها و"يقول لا عند الضرورة" ويرفض مهاجمات حزب الله لكان البلد بألف خير. وعلى سبيل المثال أداء القاضي طارق البيطار في قضية انفجار مرفأ بيروت و"يلي صارلو 8 اشهر مشغلن" وهم يحاولون تطويقه".

كما شدد على ان "المسؤولية تقع على عاتق كل مواطن لبناني وايضا من مهامنا ايصال مسؤولين الى المواقع الشرعية يعملون بجدية و"يثبتوا حالن".

وعن لبنانية "مزارع شبعا" وتنفيذ القرار 425 وحجة "حزب الله" بأنها غير محررة لتبرير وجود سلاحه، قال جعجع: "هذا الغش بحد ذاته منذ العام 2000، آنذاك غيرت دوائر الدولة التي كانت مجيرة للنظام السوري والايرانيين خرائط لبنان لتبرر وجود حزب مسلح فيه من اجل سيطرتهم على البلد، وهنا هناك حلان: الحل الاول اذا كان ما قاله الاسد دقيقا، ولو انه لا يقول كلاما صحيحا،  يعني ان المسألة حلت ولينفذ القرار 425 ولا لزوم لتنظيم مسلح في لبنان بعد الآن، ولكن كلامه خاطئ لان مزارع شبعا لبنانية، اما الحل الثاني فبما ان علاقتهم جيدة مع بشار الاسد فليجعلوه يوقع على وثيقة محضر مشترك حول الموضوع وبعد توقيعه والجانب اللبناني توضع في الامم المتحدة وتصبح للقرار المذكور وعندها تستكمل اسرائسيل انسحابها منها. ولكن كل هذا الكلام مجرد حجج للحفاظ على سلاحهم وليس بهدف استرداد مزارع شبعا".

وردا على سؤال حول الافطار الذي جمع فيه "حزب الله" رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني جبران باسيل، وصف جعجع هذا الامر بـ"المخزي جدا"، وقال: "لا افهم كيف بيوت عريقة وتيارات كانت كبيرة، في وقت من الاوقات، تسمح لنفسها بان "يعيطولا" من حيث لا تدري. وخلافا لكل ما يبررونه في هذا الاطار، أسأل: "عندما تقول "ما خلونا" من تقصد بهذا الكلام؟ هل من اجتمعت به؟ فإما انت من "ما خليت حالك" ام هو "ما خليك" بما ان "ما في غيركن بالسلطة".

واستغرب "ادخال بعض المفاهيم التي تضيع الشعب كـ"نتفاهم في الانتخابات وبعدها نفترق"، وما هي الا مؤشر واضح بأن هذا التفاهم والتحالفات هدفها تقاسم الحصص والمكاسب وليس الاصلاح"، بينما "القوات" تنسجم في لوائحها كافة حتى مع المرشحين المستقلين والحلفاء على طرح سياسي واضح وواحد".

واذ كشف ان "مجمل الاتصالات والاجواء التي تصله حتى ممن لا يريد حاليا التواصل مع "القوات" لاعتبارات انتخابية آنية بهدف كسب اصوات الخصم"، أكد جعجع ان "جميع السياديين سيلتقون بعد الانتخابات ومؤمن بذلك".

وردا على سؤال عن سبب العرقلة لاعادة تشغيل مطار رينيه معوض، ذكر بأن "القوات" "سعت منذ سنوات الى تفعيل هذا المطار الا ان "حزب الله" رفض كليا هذا الموضوع ويستخدم كل الوسائل لمنع قيامه كي يستمر بسيطرته على "باب" الدخول والخروج من لبنان اي على مطار رفيق الحريري الدولي، ولو ان مطار رينيه معوض انمائي بامتياز ويمكن ان يكون تجاريا كما انه يسهل الحياة على عدد كبير من اللبنانيين، واعدا بأن "القوات" ستتابع هذا المشروع حتى النهاية لايمانها به".

وعن مواجهة محور الممانعة في مرحلة ما بعد الانتخابات في حال فاز فريقكم لجهة تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، اجاب جعجع: "من العام 2005 حتى اليوم، كنا نأخذ بعين الاعتبار مسألة التعطيل ولكن اين وصلنا؟ لا يمكننا الاستمرار في هذا المفهوم، فأيهما افضل التعطيل ام التهديم؟ الاكيد ان التاجيل لبعض الوقت افضل من استمرار في خطوة التهديم الحاصل".

وأكد جعجع ان "احدا لا يمكنه مساعدتنا اذا لم نساعد انفسنا فلا تنتظر من احد "يساعدك اذا انت ما طلبت منو"، مضيفا: "خلاصنا بيدنا"، مستغربا ان "البعض يسأل مثلا "شو بدا تعمل فرنسا واميركا وما تأثير عودة المملكة العربية السعودية الى لبنان؟" في وقت ان الصديق يساعدنا في حال أردنا مساعدة انفسنا فقط، وبالتالي على المواطن اللبناني ان يؤمن بقدرته على التغيير وعلى اهمية صوته في الانتخابات لتحديد مصيره، والا يستسلم للبكاء على الاطلال، ولا سيما ان هذا امتياز للبنان في كل الشرق. لذلك الفرصة امامنا في 15 ايار، فلنتحمل المسؤولية لنبدأ بخلاص البلد وبناء دولة فعلية".

وتخلل اللقاء شرح لحاصباني وعقيص حول نقاط البرنامج الانتخابي على الصعيد التقني.

البرنامج الانتخابي مرفق في اعلى الخبر.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 31 و 14 نيسان /2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 13 نيسان/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/107862/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1390/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/April 12/2022/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/107867/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-april-12-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani-2/

#LCCC_English_News_Bulletin