الدكتورة رندة ماروني: الحكومة النائمة

383

الحكومة النائمة
الدكتورة رندة ماروني/13 كانون الثاني/18

أعلن القضاء الأميركي يوم الخميس الفائت عن إنشاء وحدة خاصة للتحقيق حول حزب الله حيث تتهمه واشنطن بالحصول على تمويل عبر الإتجار بالمخدرات، وقالت وزارة العدل الأميركية في بيان إن هذا الفريق “حول تمويل حزب الله والاتجار بالمخدرات لغايات الإرهاب”، مكلف بالتحقيق حول الأفراد والشبكات التي تقدم دعما لحزب الله وملاحقتهم وان الفريق سيضم متخصصين في مسائل تبييض الأموال وتهريب المخدرات والإرهاب والجريمة المنظمة وان التحقيق سيستهدف شبكة حزب الله حليف إيران الواسعة الإنتشار الممتدة عبر إفريقيا الوسطى وأميركا الوسطى والجنوبية.

كما أدرجت وزارة الخزانة الأميركية يوم أمس أربعة عشرة كيانا وشخصية إيرانية جديدة ومن بينها صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية في إيران على قائمة عقوباتها ضد طهران وقالت الوزارة إن الكيانات الشخصية أدرجت على القائمة لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران ودعم برامج التسلح المتطورة من قبل السلطات وحملت الخزانة الأميركية صادق لاريجاني المسؤولية عن الترتيب والمراقبة أو نوع آخر من التحكم وارتكاب إنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بحق أشخاص في إيران أو المواطنين الإيرانيين أو المقيمين في البلد ووصفت واشنطن صادق لاريجاني وهو شقيق رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني بحليف قريب من المرشد الأعلى علي خامنئي، وكانت وزارة المالية الأميركية قد وسعت قائمة عقوباتها المفروضة على إيران بسبب برامجها لتطوير الصواريخ الباليستية بإدراج خمسة شركات تابعة لشركة Shahid Bakeri Industrial Group إلإيرانية العاملة في مجال التصنيع على القائمة.

خطوتين متلاحقتين طالتا إيران وحزب الله، فيما الدولة اللبنانية غير معنية بالتحقق من أية معطيات واردة أو إتهامات، والحكومة ممثلة برئيسها في حديث للوول ستريت جورنال يعتبر أن مشاركة حزب الله في الحكومة عامل إستقرار.

وسبق وصول لجنة التحقيق المكلفة من وزارة العدل الأميركية إلى بيروت، إدراج وزارة الخزينة الأميركية 14 شخصية ومؤسسة إيرانية على قائمة العقوبات بسبب إنتهاكات لحقوق الإنسان وأعمال الرقابة على حرية التعبير في إيران والدعم المقدم منهم لمطوري الأسلحة الإيرانية وفقا لبيان الخارجية الأمريكية، ومن أبرز الشخصيات والمؤسسات التي شملتها العقوبات:
– صادق آملي لاريجاني رأس السلطة القضائية في إيران وهو المسؤول عن إعطاء الأوامر لارتكاب إنتهاكات حقوق إنسان خطيرة ضد المدنيين.
– سجن رجائي شهر الذي يعمل بالنيابة عن حكومة إيران وكونه مسؤولا أو متورطا عن إعطاء الأوامر أو السيطرة أو التوجيه للقيام بانتهاكات حقوق إنسان خطيرة.
– غلام رضا ضيائي فقد تم إدراجه على لائحة العقوبات عملا بالأمر التنفيذي 13553 بسبب عمله أو تصرفه بالنيابة عن سجن رجائي شهر.
– منظمة الحرب والدفاع الإلكترونية التابعة للحرس الثوري الإيراني كونها مملوكة أو خاضعة أو لعملها لصالح أو نيابة عن الحرس الثوري الإيراني الذي تم إدراجه على لائحة العقوبات في الملحق للأمر التنفيذي 13606
-المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني ومركز الفضاء الإلكتروني الوطني، لممارسة الرقابة والأنشطة الأخرى فيما يخص إيران بحظر أو الحد من أو معاقبة ممارسة حرية التعبير والتجمع لمواطني إيران أو الحد من الوصول إلى الإعلام ، وقد تم إنشاء المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني في العام 2012 من قبل المرشد الإيراني للتحكم المركزي والإشراف على عملية تنظيم ووضع السياسات الخاصة بالإنترنت للنظام الإيراني ومنذ إنشائها ومن أجل الغرض المزعوم في حماية البلد من المحتوى السلبي على الفضاء الإلكتروني، إستمر المجلس في تمكين النظام الإيراني من حظر العديد من مواقع الإعلام الاجتماعي والإنترنت باعتباره أعلى سلطة لصناعة سياسة الإنترنت، وهو يشرف على تعطيل النظام الإيراني للتدفق الحر للمعلومات عن طريق تقييد الوصول إلى عشرات الآلاف من المواقع، وخصوصا مصادر الأخبار العالمية والوسائل المعارضة للنظام والأقليات الدينية والاثنية وجماعات حقوق الإنسان ومواقع الإعلام ذات التواصل.
– الموجة الخضراء للاتصالات، وهي تتخذ من ماليزيا مقرا لها، اتهمت بتقديم الدعم المالي والمادي والتقني والخدمات لصالح فناموج.
– شركة إسناد وتجديد الطائرات العمودية ومجموعة صناعات الطيران الإيرانية، وهما شركتان دفاعيتان إيرانيتان تقدماً خدمات صيانة وتجديد رئيسية لطائرات ومروحيات الجيش الإيراني وقد تم فرض العقوبات عليهما عملا بالأمر التنفيذي رقم 13382 لكونها مملوكة أو خاضعة لمنظمة صناعات الطيران الإيرانية.
– شي يوهوا، فرضت العقوبات عليه لعمله لصالح أو بالنيابة عن شركة ووهان سانجيانغ للتصدير والاستيراد المحدودة ولتقديمه الدعم المالي والمادي والتقني وغيرها من أشكال الدعم والبضائع والخدمات لدعم شركة صناعات شيراز الإلكترونية ويوهوا هو موظف في شركة ووهان شينجيانغ ومسؤول عن بيع الأجهزة المتعلقة بالملاحة لشيراز.
– شبكة المشتريات في إيران والصين، لتقديمها الدعم المالي والمادي والتقني وغيرها من أشكال الدعم والبضائع والخدمات لصالح شركة صناعات المكونات الإلكترونية الإيرانية.

أن هاتين الخطوتين المتلاحقتين كان قد سبقهما وخاصة فيما يتعلق بموضوع تمويل حزب الله، إطلاق عملية أمنية كبيرة تحمل اسم مشروع كاسندرا، جمعت بين سبع دول على رأسها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا، أدت إلى كشف شبكة تابعة لحزب الله منخرطة في عمليات تهريب المخدرات إلى أميركا وأوروبا واستخدام الأموال الناتجة عنها لتمويل الحرب في سوريا، وبدأت التحقيقات في مشروع كاسندرا في شباط 2015 وكشفت التحقيقات عن تحويل مبالغ مالية ضخمة من قبل أشخاص وشركات على صلة بحزب الله إلى كولومبيا وجرت الكثير من تلك العمليات عبر لبنان الأمر الذي اكتشفته أجهزة أمن أوروبية بالتعاون مع الأجهزة الأميركية وتشير خيوط القضية إلى أن عناصر حزب الله يعملون في تهريب كوكايين بملايين الدولارات لصالح شبكات المافيا بجنوب أميركا وخاصة الكارتيل الكولومبي الخطير مكتب إنفيغادو، إلى أميركا وأوروبا، ويتم تحويل الأموال الناتجة عن تهريب المخدرات من جنوب أميركا إلى الدول الأخرى إلى حزب الله في لبنان بعد تبييضها من خلال شبكة من المعاملات المالية، وبحسب التحقيقات المسربة في ذلك الوقت فإن هذه الأموال تعتبر مصدرا رئيسيا لتمويل قتال الميليشيات الإيرانية في سوريا، وبحسب لجنة المال بمجلس النواب الأميركي فإن حزب الله يحصل على 30% من مداخيله من تهريب المخدرات وتصنيعها، وكانت مجلة بوليتيكو الأميركية كشفت في تحقيق لها عن تغاضي إدارة أوباما عن تجارة حزب الله في المخدرات وغسل الأموال مقابل الوصول لإتفاق مع إيران بشأن الملف النووي.

إتهامات موجهة لحزب الله فيما الحكومة نائمة غارقة في بحر كابوس النأي بالنفس، ليس النأي بالنفس عن الصراعات الدائرة إنما النأي عن إغضاب حزب الله ليس بغض الطرف فحسب إنما بالتغطية والدعم وفي المقابل يقابل الدعم بالشتم، الشتم لمن دعم وغطى، ففي بيان إستنكارا صادر عن حركة الشعب حول وصول لجنة من وزارة العدل الأميركية، يتساءل البيان عن موقف الحكومة اللبنانية من هذا الإجراء ليعتبر بأن قدوم اللجنة المذكورة إلى لبنان يشكل إنتهاكا فظا للسيادة اللبنانية ولسلطة القضاء اللبناني ويقول: لماذا نجد هؤلاء الذين يتشدقون دائما بالسيادة يبتلعون ألسنتهم فلا نسمع لهم صوتا؟ وكأن السيادة كائن خارق الحدود متفلتا من القانون وفوق المحاسبة.
حكومة نائمة
في قصر الأمير
في مخدع مذهب
وخير وفير
تلتزم الصمت
تغض البصر
وتعلن التغيير
تعطي الولاء
دون حياءا
تمتهن التقدير
تدافع علنا
دون ملل
تتلقى تحقير
كأنها لم تسمع
لا آذان لها
والبصر قصير
في العسل هائمة
غارقة وحالمة
بيسر يسير
فالحكومة نائمة
في قصر الأمير
في مخدع مذهب
وخير وفير.