عقل العويط: ثمّة من لا يريد الانتخابات و… الطائف

102

ثمّة من لا يريد الانتخابات و… الطائف!

عقل العويط/النهار/11 كانون الثاني 2018

ثمّة من لا يريد أن تُجرى انتخابات نيابية في لبنان، في أيار من الربيع المقبل. حدسي ينبئني بذلك. وأنا متأكد من حدسي، الذي لم يتنكر لي يوماً، بل وقف دائماً إلى جانبي في الملمّات والمواقف والقرارات الصعبة. كل القوى المغناطيسية المحيطة بكياني العقلي والتحليلي، تطلب مني أن أُخطِر المواطنين عموماً، وخصوصاً المعنيين منهم بالحياة الديموقراطية، وبتداول السلطة، بأن وراء الأكمة السياسية الراهنة ما وراءها. وبأن الانتخابات هي الرأس المطلوب إطاحته. ولِم لا إطاحة اتفاق الطائف. وصولاً إلى ما يتمنّاه بعض الأطراف المحليين والإقليميين من فرض “المثالثة” بقوة الأمر الواقع. و… إنْ من طريق توقيعٍ إجباريّ لوزير. وإنْ، أيضاً، من طريق جعل وزارةٍ بذاتها، وقفاً على طائفةٍ بذاتها! لا أميل إلى الاستغراق في نظرية “المؤامرة”، التي تهدف إلى “تفجير” العملية الانتخابية. لكني لا أرى أمامي سوى هذه “المؤامرة”.

أحاول أن أتفهم “اللعبة” الدائرة. لكني لا أجد ما يقنعني بتفهم ما يجري. أسأل الخبراء والمحنّكين، ولي بينهم زملاء وأصدقاء خلّص، فلا أجد عندهم جواباً شافياً. محض احتمالات فحسب. فكيف يمكنني ان أتفهّم كلّ ما يجري من “حروب” مفتعلة بين الرؤساء (الرئاسات!) والزعماء والأقطاب و”حرّاس” الطوائف والمذاهب؟

من المستحيل تفهّم ذلك “وطنياً”، أو “سيادياً”، أو “دستورياً”، أو “قانونياً”. لكني، بكل تواضع، لا أملك جواباً دامغاً من شأنه أن يكشف المخبّأ. لا أملك “براهين” و”إثباتات” أتقدّم بها من المواطنين، الذين ينتظرون بفارغ الصبر أن يشرق عليهم “نور” التغيير، للخلاص من هذه الطبقة السياسية، أو من بعضها القليل.

“المدنيون” (بعضهم) يلهون بالصغائر. آخرون يعتقدون أن الخسّة التي كبرت فجأة، هي حقاً كبيرة، في حين أنها “مكبّرة” بطريقة غير واقعية. قوى الاعتراض الديموقراطي، النزيهة، النظيفة، التي لا ترضخ لإغراء، ولا لشهوة، مدعوّة في هذه اللحظة إلى تجميع الجهود من أجل إحباط احتمال “تفجير” العملية الانتخابية. وهي مدعوّة بالقوة نفسها – وأقصد قوى الاعتراض الديموقراطي، النزيهة، النظيفة، التي لا ترضخ لإغراء، ولا لشهوة، إلى الحؤول دون الوقوع في المستنقع الذي يُدَبَّر لها سياسياً وانتخابياً. لا أملك “براهين” و”إثباتات”. لكن الإناء السياسي (و”المدني”) ينضح بما فيه.

أفيجوز أن نتركه ينضح بما ينبئني حدسي بأنه سينضح برائحة كريهة، في القريب، بل في القريب العاجل جداً؟! انتبِهوا جيداً: ثمّة مَن لا يريد الانتخابات. والطائف أيضاً!