اتيان صقر ـ أبو أرز: لبنان بحاجة إلى رجل دولة من طراز الأمير محمد بن سلمان

141

اتيان صقر ـ أبو أرز: لبنان بحاجة إلى رجل دولة من طراز الأمير محمد بن سلمان
10 كانون الثاني/18

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:
لبنان بحاجة إلى رجل دولة من طراز الأمير محمد بن سلمان
منذ فترة غير وجيزة ونحن نتابع باهتمام وإعجاب كبيرين الورشة الإصلاحية العملاقة التي يقودها الأمير محمد بن سلمان داخل المملكة العربية السعودية في أكثر من مجال، وعلى أكثر من صعيد.
هي في الواقع أكثر من ورشة إصلاحية، إنها ثورة شاملة على التقوقع والإنغلاق والتحجّر والتخلّف والتطرّف الدِيني، لمصلحة الإنفتاح والتقدّم والتجدّد والإعتدال الدِيني، وهدفها بناء دولة جديدة وعصرية تحاكي الدول المتطوّرة، وتتماشى مع روح العصر، وتلاقي أحلام الشباب السعودي وتطلعاته المستقبلية.
هذه الثورة غير المسبوقة في المملكة السعودية، والتي أعلنها هذا الأمير الشاب، تشمل ثلاث جبهات رئيسية:
الجبهة الأولى دينية، حيث أعلن حرباً على الفكر الإسلامي المتطرّف، وقد نجح حتى الآن في كبح جماح المؤسسات الدينية التي تحمل هذا الفكر وتنشره بين الناس، ومنها هيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” ومعها الشرطة الدينية التابعة لها التي كانت تزرع الخوف بين المواطنين؛ كما وأمر بإنشاء هيئة متخصصة في دراسة استخدامات الأحاديث النبوية وإعادة النظر في بعضها، كونها تعتبر مصدراً أساسياً من مصادر فتاوى التشريع في الدين الإسلامي، ناهيك بالإنقلاب على تقاليد المجتمع السعودي من خلال الموافقة على فتح دُور السينما، والسماح بإقامة حفلات فنية وغنائية، والسماح للمرأة بقيادة السيارة وممارسة الأنشطة الرياضية… إلخ، وفي خطاب له أمام المئات من كبار رجال الأعمال في العالم قال ما حرفيته: لن نسمح بتضييع ثلاثين سنة من حياتنا في مكافحة الأفكار المتطرفة، بل سندمرها الآن وعلى الفور. (لاحظ ندمرها وعلى الفور).
الجبهة الثانية تنموية، وقد بدأها بإطلاق مشروع التحول الوطني ٢٠٢٠، ثم مشروع رؤية السعودية ٢٠٣٠ المُعِدّ لتأمين موارد إقتصادية جديدة تمكّن المملكة من الإستغناء تدريجياً عن الموارد النفطية، بالإضافة إلى عشرات المشاريع الأخرى المبنية على العِلم والرؤية المستقبلية والطموح الوطني، وآخرها نِيوم “NEOM” وهو كناية عن تشييد مدينة نموذجية تمتد من الأراضي السعودية إلى مصر والأردن وتشرف على البحر الأحمر، ولا تتبع للقانون السعودي بل للقوانين الدولية.
الجبهة الثالثة إصلاحية، أي مكافحة الفساد المستشري في السعودية منذ عهود، وقد أصاب الهدف عندما اعتبر ان هذا الوباء الخطير لا يُكافح إلّا بدءاً من أعلى الهرم إلى أسفله، وليس العكس كالمهازل الإصلاحية التي تحصل من وقتٍ لآخر في بلدان العالم الثالث ومنها لبنان. فأصدر أوامره باعتقال عشرات الأمراء وكبار الأثرياء ورجال الأعمال، وإجراء التحقيقات القضائية اللازمة معهم، وعدم إخلاء سبيلهم إلّا بعد تسوية أوضاعهم المالية مع خزينة الدولة.
إنّ هذا الأمير الشاب هو من قماشة رجال الدولة الكبار، وإذا ما أعطي له الوقت الكافي لتنفيذ كل أحلامه، فإنه سيغيّر وجه السعودية ومعها ربما وجه الشرق.
لبنان بأمَسّ الحاجة إلى رجل دولة من هذا الطراز.
لبَّـيك لبـنان
اتيان صقر ـ أبو أرز