إيلي أحوش/في حبّ القديش شربل

355

في حبّ القديش شربل
إيلي أحوش
أم تي قي 21  تموز/14
يسكن شربل القلب حيث يحضن الحب الراهب التقي، يطوّقه بمسابح الروح، يتبرك من فيض نبع الحياة الذي لازم لياليه وأيامه. ذلك الحب الكامل منحه شفاعة كريمة وأراده للإنجيل بشيراً، عابراً للأماكن، نافياً للحدود، لامساً القلوب الأبعد، شافياً، مباركاً وممجداً كلمة المسيح الاله الحيّ
حضور شربل يخرق رتابة التعبير والأيام، يغيّر المشهد، يبدّل النفوس ولا يدل إلّا على من سُمّر على الصليب… الناصريّ الذي خلّع أبواب الجحيم، غلب الموت، وحرّرنا
قديس عنّايا استحبس، فغدا رسولاً، صادق الصمت، اتخذ الصوم نهجاً وصلّى كثيراً فصار الكلمة – الحب، فيض النعم… كلّ النعم
حيّر شربل العلم والعقل: شلال الدم والماء، الجسم السليم – الحيّ بعد الموت… كسرت الجموع حرمة الدير، باغتت جمهوره… هدرت أصواتهم صارخة: الأعمى شاهد وجه الرب، رمى عكّازه وسلك درب الحق والحياة…
لا مستحيل… لا مستحيلات… شفاء تام!
سيبقى كثيرون يبحثون عن سرّ راهب ذاك الجبل… والسرّ، سرّ الأسرار في قربانة مرفوعة رافقت لابس الإسكيم، رفعته، أحاطته، حمت قلبه من هرطقات الحياة، وجذبتنا إليه
إنّ المسيح، الرب المحيي، يعكس في شربل جمال القداسة، قدرة الصلاة وقوّة حبّ يغلب شرور هذا العالم
في عيد شربل، ترنو أعياد ويزهو شرق يسوع، يحطّم أصنام الأفكار الزائفة، يزرع فرحاً، يضيء سراج رجاء وتتلوّن رهبانيّة مارون ببسمة سماويّة
ومن فضاء جبل لبنان إلى بلاد الرافدين، نستعيد شجاعته من الزمن المسيحي الأول، قديس الرُها شربل الذي استشهد لأجل من أحبّ، ومنح اسمه بعد أكثر من 1500 عام لفي زمن إفراغ الشرق من الحبّ، واليوم كما الأمس القريب والبعيد، أبواب الجحيم لن تقوى عليها، لن تغلبها يوماً، محروسة هي بقلبه وكلماته: أنا معكم حتى انقضاء الدهر… لا تخافوا