أحمد الأسعد: تحسينات لفظية/مطلوب على الأقل بعض التحسينات الإنشائية واللفظية على خطاب المسؤولين والكف عن تبرئة حزب الله وسلاحه

64

تحسينات لفظية
أحمد الأسعد/08 كانون الأول/17

يُطمئنُنا أهل التسوية المزعومة، من أركان السلطة السياسية، في كل إطلاله إعلامية لهم، إلى أن حزب الله لا يَستَخدِم سلاحَه في الداخل، ويتوقعون منّا ربما أن نصدّق ذلك أولاً، وأن نفرح ونفتخر ويرتاح بالنا ثانياً.

ولكن إذا كان أبطال مسرحية التسوية يتناسون، فاللبنانيون لا ينسون أولاً أن حزب الله استعمل سلاحه مراراً وتكراراً في الداخل، وبه غيّر االواقع واالمعادلات السياسية التي كانت قائمة.

وإذا كان مسؤولو الدولة يتجاهلون، فإن اللبنانيين لا يجهلون أن المشكلة لا تتعلق فقط باستعمل حزب الله سلاحه في الداخل أو في الخارج، بل تكمن في امتلاكه هذا السلاح أصلاً. إنها مسألة مبدأ، أما التفاصيل فليست الأساس.

وحتى لو سلّمنا جدلاً بأن حزب الله لا يستعمل سلاحه في الداخل، فلا يمكن أن نسلّم بحقه في امتلاك السلاح، بل يبقى مطلبنا بأن لا يكون في البلد سوى سلاح واحد هو سلاح الدولة، وبأن لا يكون القرار السيادي لأحد إلاّ للدولة.

ولو صحّ أن الحزب لا يستعمل سلاحه ضد فريق آخر، يبقى أن امتلاكه  هذا السلاح يعرّض الداخل للخطر، ويورّط الداخل في نزاعات الخارج، ويقوّض سلطة الدولة التي يجب أن تتحكم وحدها بالقرار المتعلّق بالداخل واالخارج.

ولن تؤدّي بعض الإضافات اللفظية على نَصّ البيان الوزاري للحكومة، إلى أي تقدّم في مجال تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وحروبها. جلّ ما حققته هو أنها شكلت مخرجاً من مسرحية الإستقالة والتريّث.

المغامرات الخارجية لحزب الله لا تنتهي بالتحسينات الإنشائية على بيان وزاري لم يكن أصلاً مطبَقاً، بل بانسحاب فوري للحزب من نزاعات المنطقة وحروبها، وهو ما لن يفعله إلاّ بأمر إيراني.

لا يمكن التريّث بعد اليوم في اتخاذ موقف واضح وصريح ازاء سلاح حزب الله. وإذا لم يكن مسؤولو الدولة، لسبب أو لآخر، قادرين اليوم على حسم مسألة سلاح الحزب، فالمطلوب منهم على الأقل بعض التحسينات الإنشائية واللفظية على خطابهم، وأن يَكفّوا، على الأقل، عن تبرئة حزب الله وسلاحه!