محمد سلام: حزب الإحتلال الفارسي لم يكن يوماً “مقاومة” … ولن يكون

312

حزب الإحتلال الفارسي لم يكن يوماً “مقاومة” … ولن يكون
محمد سلام/23 تشرين الثاني/17

بدأ التريث الداعي إلى نأي جديد أو مستجد بالنفس يدعّم نفسه “بنميمة سياسية” تروّج لإعادة حزب السلاح الفارسي إلى “مقاومة” للعدو الصهيوني صدقوها بغباء، ويريدون الترويج لإستعادتها بدهاء، مع أن الحزب المذكور لم يكن يوماً “مقاومة” لا لبنانية، ولا وطنية، ولا حتى إسلامية.
سيء الصيت، نائب بشار سابقاً، فاروق الشرع كان يردد وصف حزب الإحتلال الفارسي بأنه “المقاومة اللبنانية” مع أن حزب الإحتلال نفسه يزعم بأنه “مقاومة إسلامية”….
ومن ساعد على تغطية حزب الإحتلال الفارسي “بلحاف” إسلامي مزعوم هو “الجماعة الإسلامية” (الإخوان) ما غيرها عندما وضعت جناحها المقاوم “قوات الفجر” تحت إشراف غرفة عملياته عندما أعلن حسن عن تكوين “سرايا المقاومة” (وهي غير عصابة سرايا الدفاع عن المقاومة) زاعماً بأنها لتنسيق العمل الميداني مع “الفصائل الراغبة في المقاومة مع الإحتفاظ بخصوصياتها من دون أن تنضم إلى الحزب” وإنضم إلى تلك السرايا “نسور الزوبعة” وحركة الجهاد الإسلامي وبقية أتباع المحور الأسدي-الإيراني.
حتى حركة أمل لم تلتحق بتلك السرايا … لكنها دُمجت لاحقاً تحت سطوة الحزب بعد إغتيال قادتها الثلاثة الشهداء داوود داوود، محمود فقيه وحسن سبيتي الذين يرجع إليهم الفضل في مواجهة تمدد الحزب الفارسي في الجنوب ودحره إلى أن تم التخلص منهم بقتلهم في ضاحية الأوزاعي قرب بيروت بأكثر من 60 رصاصة مزقت السيارة التي كانوا يستقلونها… ثم استولى الحزب على كامل الجنوب.
حزب الإحتلال الفارسي هو الذي ينسب إليه تصفية قادة “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية” (جمّول) وبقية المناضلين اللبنانيين الوطنيين. وفي تلك الحقبة تمت أيضاً “تصفية” المناضل السوري القومي الإجتماعي محمد سليم على يد مخابرات الأسد لأنه رفض وضع غرفة عمليات الحزب السوري القومي الإجتماعي بتصرف قائد المخابرات الأسدية في عنجر…
في تلك الفترة “إنكفأ” مؤسسا “جمول”، أمين عام منظمة العمل الشيوعي محسن إيراهيم وأمين عام الحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، بعدما أيقنا أن سيف إبليس الأسدي-الفارسي المسلول مسلّط على الرقاب وظل الخنجر السام يلاحق جورج حاوي حتى فجره في سيارته وقطعه إلى نصفين.
ويأتيك من يروج لنظرية إعادة حزب الإحتلال الفارسي إلى دوره الأول “مقاومة”! هل هو “غباء” أم دهاء”؟
يا جماعة، يا عالم، يا هو، يا بشر. المقاومة، أي مقاومة، تحرر أرضاً كي تعيدها إلى سيادة دولتها، لا لتسلمها إلى سيادة دولة أخرى … محتلّة.
بعد الإنسحاب الإسرائيلي في العام 2000 منع حزب الإحتلال الفارسي الجيش اللبناني من الدخول إلى الأراضي التي يفترض أنها “محررة” ودعمه في ذلك المحور الأسدي، بشقية السوري واللبناني، ونظّر له “أنشتاين” بأن “ضم” إلى خارطة لبنان مزارع شبعا المحتلة بعدما نام عن سيطرة سوريا عليها منذ 1958 حتى إحتلها الصهيوني من “الشقيق” الأسدي عام 1967 ولم يستيقظ “ضمير أنشتاين الوطني إلا عام 2000) … وبقي الشريط الحدودي محتلاّ إيرانياً حتى عام 2006، ولم يدخل الجيش اللبناني إلى الجنوب إلا في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي 1701 هو واليونيفل الموسّعة معاً.
أي مقاومة تلك التي سلّمت أرضاً لبنانية لإيران، وفتحتها للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كي يخاطب إسرائيل منها؟
وأعود فأسأل: هل الترويج لإستيلاد أو إستنساخ تلك “المقاومة” المزعومة غباء أم دهاء؟
تريدون إنقاذ العرب من شرور حزب الإحتلال الفارسي فتروجون لإعادته إلى لبنان تحت عنوان أنه “مقاومة”!
تريدون إعادة الإحتلال الفارسي إلى لبنان كي يكون قوة إحتلال رسمية لبلد يفترض أنه عربي لكنه يؤدي للعرب دور “المحجر الصحي” (كرنتينا) لكل الأوبئة والموبوئين كي لا ينقلوا أوبئتهم إلى بقية العرب … فيكون “قدرنا” أن نصاب نحن بالوباء الفارسي على أن “يقبض مجلس إدارة الرعاع” بدل نشر الإصابة تعويضاً ترفيهيا سخيفاً يكفي لشراء دواء إنتهت صلاحيته إسمه “إحياء حركة 14 آذار”؟
باي باي يا … بشعين