مصطفى مصطفى جحا: لستُ بمسلمٍ شيعي… أنا إنسان

459

لستُ بمسلمٍ شيعي… أنا إنسان
مصطفى مصطفى جحا/29 أيلول/17

لطالما عانت شعوب عديدة وأفراد كثر من أشكال مختلفة من الظلم الديني الذي يؤدي في الكثير من الأحيان إلى ويلات تعم مجتمعات بأسرها أو تصيب أفراداً بعينهم ببلاء أقل ما يقال فيه مخيف عظيم.

ولكن الملفت في الأمر هو توصل عدد من الجماعات الدينية إلى نوع من أنواع المصالحة مع الواقع الزمني والمكاني فتلجأ إلى تعديل إيجابي ينعكس على المجتمع والأفراد بطريقة إيجابية فتترك للمرء حرية الاختيار والتعبير. في حين أن مجموعات دينية أخرى تأخذ مناحٍ متشددة تضيّق على الفرد والمجتمع وتنعكس ظلماً، استبداداً، جهلاً وعنفاً معنوياً ومادياً.

تجسد حالة حزب الله مثالاً حقيقياً يمكن الاستدلال به على مدى خطورة التطرف الديني على المجتمعات وأفراداها. وعند الحديث عن حزب الله كنموذج فلا بد من الالتفات إلى مرجعيته المتطرفة بكل المعايير والمقاييس وهنا أقصد ثورة الخميني عام 1979 وما تضمنته وما لحقها من ظلم مخيف طال العديدين.
استمعت إلى ما قاله نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في مجلس عاشورائي وأعدت سماع ما قاله مرات عديدة، ليس لأني تفاجأت بمدى رجعية ما قاله فمن المعلوم والمؤكد والمثبت أن حزب الله ليس بتنظيم ديمقراطي ليبرالي يؤمن بالحريات. أعدت سماع ما قاله مرات عديدة لأني رأيت عدداً كبيراً من الناس يفترشون الأرض ويستمعون إلى جمله وكلماته التي يخجل المرء منها ونحن في عام 2017.

ما قاله نعيم قاسم هو فقط جزء بسيط من ايديولوجية حزب الله المتشددة ونظرته للمجتمع، للمرأة وحقوقها، للتعليم، للعلاقات الاجتماعية والانسانية.
لم أتفاجأ بكلامه أبداً وهو يمثل ما يمثل ولكني أشفقت على مجتمع وبلد يفرض فيه رجعيون متشددون تكفيريون ايديولوجياتهم. تذكرت فتوى تكفير سلمان رشدي. تذكرت اغتيال المفكر حسين مروة عام 1987 وهو على فراش المرض وقد قارب الثمانين من قبل حزب الله. تذكرت الدكتور حسن عبد الله حمدان المعروف باسم مهدي عامل الذي اغتاله آلة القتل نفسها. تذكرت اغتيال سهيل طويلة أيضاً من قبل آلة القتل والعنف نفسها. تذكرت اغتيال مصطفى جحا عام 1992 من قبل آلة حزب الله بعد أن قامت المحكمة الشرعية الجعفرية برئاسة القاضي الشيخ عبد الله نعمة والذي ساعده عضوا المحكمة الشيخ خليل ياسين والشيخ عبد الحميد الحر بإصدار فتوى شرعية تقول بأن مصطفى جحا مرتد وكافر وهو الأمر الذي وافق عليه أيضاً عدد من رجال الدين في دار الفتوى. تذكرت جبران تويني وسمير قصير وغيرهم الكثير من الذي طالتهم آلة القتل.

تذكرت ما يعانيه العديدون من قرارات المحاكم الشرعية الجعفرية التي تعاني من هيمنة حزب الله وحركة أمل وما يسببانه من فساد وفوضى وظلم. تذكرت المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الذي يرضخ تحت هيمنة سياسية فاسدة.

تذكرت أن في شوارع العديد من المناطق اللبنانية ترفرف أعلام إيرانية وترفع صور الخميني وخامنئي والقادة الإيرانيين. تذكرت أن الهيمنة قد طالت كل المرافق في لبنان وتذكرت أن في لبنان كتباً وأفلاماً تُمنع. تذكرت أن في لبنان يساق الناس إلى محاكم ويحكموا بتهم قد لا يكون لها أساس من الصحة فقط لأنهم واجهوا آلة العنف والدم والهيمنة.

تذكرت أن آلة حزب الله القاتلة تفتك بأطفال ونساء سوريا. تذكرت عدوان وهمجية آلة القتل نفسها في 7 أيار 2008.

ولأن كل ما ذكرته ما هو إلا بجزء بسيط جداً مما تحتويه الذاكرة ومما نراه ونسمعه يومياً فإني وبكامل قواي العقلية والجسدية وبقرار لا رجعة فيه أعلن أني بريء براءة تامة من الخضوع والقبول بالسلطة الدينية، القانونية والمعنوية للمحاكم الشرعية الجعفرية وأعلن وأنا بكامل قواي العقلية والجسدية وبقرار لا رجعة فيه أني لست بمسلم شيعي جعفري وأني أنكر هذا الانتماء بكل ما يتضمنه من معانٍ. أنا إنسان…