الياس بجاني: انتقادات جعجع وقواته وبعض المستقبل لمواقف باسيل وعون المؤيدة لحزب الله صوتية وشعبوية وتمويهية

157

انتقادات جعجع وقواته وبعض المستقبل لمواقف باسيل وعون المؤيدة لحزب الله صوتية وشعبوية وتمويهية
الياس بجاني/25 أيلول/17

واقعاً معاشاً على الأرض وعملياً 100% فإن كل القوى السياسية والحزبية (قوات جعجع والمستقبل والاشتراكي والمستقلين) المشاركة في حكومة الرئيس سعد الحريري التي يسيطر حزب الله على أكثريتها عددياً وعلى قرارها بالكامل وعلى كل ما هو استراتيجي فيها .. هي قوى غيرت مسارها المعارض لاحتلال إيران للبنان وبدلت سلم أولوياتها الوطنية واستبدلتها بأجندات بحت شخصية وسلطوية.

هي قوى دخلت الصفقة الخطيئة وفرطت تجمع 14 آذار بخبث ودهاء وعن سابق تصور وتصمين ونوايا “عاطلة”..

هي قوى فرطت (قوات جعجع والمستقبل) 14 آذار، التجمع السيادي والسلمي والعابر للطوائف الذي كان رغم كل علله وضعفه وتناقضات مكوناته يؤمن توازناً مقبولاً مع احتلال وهيمنة ومشروع حزب الله الإيراني.

بدخول كل هذه القوى الحكومة وبانتخابها مرشح حزب الله العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وبقبولها المساكنة مع الحزب وسلاحه وحروبه ودويلته وهيمنته وإرهابه، تكون عملياً ودون لف ودوران ومكابرة قد “رفعت العشرة” واستسلمت للأمر الواقع اللاهي والملالوي المفروض على وطن الأرز وناسه بقوة السلاح والإرهاب والإغراءات السلطوية والمنافع الذاتية..

هي قوى ودون أي تجميل وديكور لتعاستها وبؤسها وخور رجائها وعشقها للنفوذ والجبنة الحكومية قد داكشت السيادة والاستقلال ودماء الشهداء بالكراسي.. وكل تبرير لخطيئة الصفقة يندرج في أُطر الوقاحة وموت الضمائر والنفاق والدجل والشعبوية واللعب على مكامن المذهبية والفقر والخوف.

من هنا فإن كل انتقادات قوات جعجع وبعض المستقبل وكل من يلف لفهما ويقول قولهما لمواقف الرئيس عون ولصهرة باسيل المؤيدة لحزب الله 100% في الداخل وفي الخارج هي صوتية ولرفع العتب وتأتي من ضمن خطوط حمراء متفق عليها مسبقاً مع الحزب..

هذه الانتقادات لا قيمة ولا مصداقية ولا وزن ولا صدق ولا مصداقية لها وهي شيكات دون رصيد لا تصرف من أي مكان..
هي مواقف هدفها التعمية وموجهة “للرعية ومش للخورية.. وأن كان من ينتقد صادقاً فعليه أن يستقيل من الحكومة ونقة على السطر…

في هذا السياق لا قيمة ولا مصداقية ولا جدية للكلام المرتفع النبرة الذي قاله أمس وزير الداخلية نهاد المشنوق في انتقاده للقاء الذي جمع في نيويورك جبران باسيل مع وزير خارجية نظام الأسد وليد المعلم.

من هنا فإن حال كل مواطن حر وسيد وعنده بصر وبصيرة ومن غير زلم وهوبرجية الأحزاب الشركات..حال هذا المواطن يقول بحسرة وغضب: عيرونا سكوتكون واضبضبوا واخجلوا.. بيكفي ضحك علينا واستهتار بعقولنا.

في نفس هذا السياق التمويهي والتعموي والشعبوي تندرج كل عنتريات وترشيحات د.جعجع الانتخابية، وأيضاً تندرج كل العراضات والمشهديات المسرحية التي يقيمها في “معرابه” لتسوّق أدمية ونظافة كف وزرائه الثلاثة. علماً أن هؤلاء الثلاثة هم فعلاً وزراء ممتازين غير أن وزاراتهم خدماتية وليست إستراتجية ولا تأثير ولا قول لهم ولا لوزراتهم في أمر استراتيجي..

يبقى إن جعجع وقواته والمستقل قد ربطوا النزاع مع احتلال حزب الله ووضعوا كل ملفاته في الأدراج.

وعلى خلفية التعمية والتمويه تندرج مسرحيات المناكفات الإعلامية بين قوات جعجع وتيار باسيل الهادفة من قبل الرجلين بجشع ونرسيسية لإلغاء كل المسيحيين المستقلين من مجلس النواب ومن وظائف الدولة وتقاسم المغانم فقط بينهما.

في نفي الإطار “الغشاش والمخادع” مضافاً إليه الأطماع والأحلام والأوهام الرئاسية تندرج أيضاً كل الحروب الكلامية والإعلامية الفاقعة في نرسيسيتها وتفاهتها بين باسيل وجعجع وربعيهما من زلم وهوبرجية وأبواق عكاظية وانتهازيين وكتبة وفريسيين.

باختصار فإن كل من دخل الحكومة على خلفية الصفقة الخطيئة قد قبل بالاحتلال الإيراني وبكل مفاعيله.. وإن عارضوا كما هو حال بعض تيار المستقبل وجعجع فمعارضتهم صوتية وبرضى وموافقة حزب الله..

ومن هنا فإنه في ميزان المصداقية يمكننا براحة ضمير أن نضع صفراً كبيراً على كل مصداقية انتقادات قوات جعجع والمستقبل لمواقف الرئيس عون وصهره باسيل المتماهية كلياً مع مشروع وهيمنة واحتلال حزب الله الإيراني.

بؤس هكذا زمن محل وانبطاح، وبؤس هكذا أحزاب وسياسيين..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الناشط الألكتروني
phoenicia@hotmail.com