اتيان صقر ـ أبو أرز/داعش خرج من رحم التحالف السوري ـ الإيراني

200

داعش خرج من رحم التحالف السوري ـ الإيراني

07 أيلول/17

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:
إن صفقة العار التي أدّت إلى تهريب إرهابيي داعش من قبضة الجيش، فقتلت شهداءَه مرّتين، عادت وانقلبت على أصحابها بعد أن قامت المقاتلات الأميركية بمحاصرة حافلاتهم في الصحراء السورية ومنعها من الوصول إلى دير الزور.

اللبنانيون الشرفاء يشكرون القوّات الأميركية على هذه البادرة الكريمة التي أنعشت آمالهم بإمكانية الإقتصاص من هؤلاء السّفاحين وإخضاعهم لعدالة الأرض قبل عدالة السماء، ويتمنّون عليها أن لا تتراخى في تصميمها على اعتقالهم أو القضاء عليهم، وأن لا تسمح للنظام السوري بتهريبهم أو إخفائهم عِبرَ أساليبه الإحتيالية التي طالما إتقنها بحرفية عالية.

مَن يراقب سير الحرب الدائرة على الإرهاب في سوريا والعراق منذ العام ٢٠١٤ إلى الآن، يجد فرقا كبيراً بين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وبين التحالف الآخر الأسدي ـ الإيراني بقيادة روسيا الإتحادية في كيفية التعامل مع تنظيم داعش، فالأول حَصَرَ اهتمامه في محاربة هذا التنظيم دون غيره، وخاض ضده أشرس المعارك في الأنبار والموصل وتل عفر والرقة وغيرها، بينما الثاني ركّز في قتاله على محاربة الفصائل السورية المعارضة مستتراً وراء شعار بات مبتذلاً لكثرة ما استعمل كذباً، إسمه محاربة الإرهاب… والشواهد كثيرة، منها:

١ـ معارك النظام السوري وحلفاؤه ضد داعش كانت بغالبيتها شكلية، حيث دأب هذا الأخير على إخلاء مواقعه أمام تقدّم قوّات الأسد، والإنسحاب منها من دون مقاومة تذكر خلافاً لعقيدته القتالية القائمة على مبدأ القتال حتى الموت.

٢ـ نفذت الطائرات الروسية ٩٠ ألف غارة على “الإرهابيين” منذ انخراطها في الحرب السورية بحسب إحصاءات موسكو؛ ويؤكّد المراقبون ان تلك الغارات استهدفت بغالبيتها الساحقة قوّات المعارضة المعتدلة وجبهة النصرة، مستثنية تنظيم داعش في معظم الأحيان، وهذا ما أدّى إلى إضعاف هذه المعارضة وتحجيمها، ومكّن الأسد من البقاء في منصبه بعد أن كان على وشك السقوط والإنهيار.

٣ـ ما من أحد قدّم هدية للنظام السوري أثمن من تلك التي قدمها له تنظيم داعش، حيث ان جرائمه البربرية الفائقة البشاعة والتي تعمّد تصويرها ونشرها على وسائل الإعلام، أفضت إلى تجميل صورة الأسد القبيحة، وجعلته مقبولاً لدى المجتمع الدولي الذي كان يرفض مجرّد التفكير ببقائه ولو لفترة إنتقالية محدودة.

٤ـ إن الصفقة ـ الفضيحة، أو صفقة المتاجرة بدماء الجيش، التي أبرمها “حزب الله” والنظام السوري مع داعش أثناء معركة فجر الجرود، كشفت المستور، سيّما وانها قصدت إجهاض انتصار الجيش على هؤلاء القتلة، وأدّت إلى تهريبهم في حافلات مبرّدة، فيما جنودنا الشهداء عادوا إلى أهاليهم رفاةً في توابيت.

٥ـ أما عن القافلة التائهة في الصحراء السورية والتي يُبدي “حزب الله” قلقه البالغ عليها، فالأخبار تشير إلى ان ١١٣ عنصراً داعشياً أعلنوا استقالتهم من التنظيم وانضمامهم إلى جيش الأسد، بعد أن تعهدوا بالقتال إلى جانبه، وهكذا، وإذا صحّت هذه المعلومات، يكون “الأسد” قد استطاع “بعصاه السحرية” تدجين تلك الذئاب الكاسرة وتحويلها إلى حملان وديعة، الأمر الذي عجزت عنه دول العالم مجتمعة.

بالعودة إلى الوراء نذكّر بأن هذا التنظيم ولِد في العام ٢٠٠٣ على يد قابلة قانونية متخصصة بتوليد الإرهاب إسمها التحالف السوري ـ الإيراني، والهدف منه كان محاربة الغزوة الأميركية للعراق، وأكثرية عناصره كانوا ضباطاً وجنوداً سابقين في جيش صدام حسين وشكلوا نواته الصلبة، ثم نما وترعرع في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الإيرانيّ الهوى والإرتباط، وراح ينتشر ويتمدّد حتى بلغ أوجه في العام ٢٠١٤، وسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا معلناً قيام دولة الخلافة الإسلامية.

وسط هذه العواصف الإرهابية الهائجة في المنطقة كلها، والتي تضرب في كل مكان، وحولنا وعلى حدودنا، ووسط هذه الوحوش البشرية التي تنهش لحم بعضها البعض ولحم الأبرياء كلما استطاعت، ولا تعيش إلا على رائحة الدم والموت… لا يسعنا إلا أن نقف خلف جيشنا البطل صفّاً واحداً وقلباً واحداً، وأن نتضرّع إلى الله لكي يحمي وطننا وأرضنا المقدسة التي هي وقفٌ له إلى الأبد.
لبَّـيك لبـنان
اتيان صقر ـ أبو أرز
في ٧ / ٩ / ٢٠١٧