الياس الزغبي: فجر الجرود: معاني وترددات ورسائل

63

فجر الجرود: معاني وترددات ورسائل
الياس الزغبي/21 آب/17

في قراءة أوّليّة عن معاني وتردّدات ومفاعيل عمليّة “فجر الجرود”، يمكن تدوين الملاحظات والاستنتاجات الآتية:
أوّلاً – في النتائج المتوقّعة لانتصار الجيش اللبناني:
– تكريسه مرجعيّة قادرة وكافية ووحيدة لحفظ السيادة وحماية لبنان واللبنانيّين.
– مضاعفة ثقة العالم به خصوصاً التحالف الدولي لجهة الاهتمام بدعمه وتدريبه وتسليحه.
– إثبات أنّ الجيش ذو عقيدة قتاليّة وطنيّة لبنانيّة صافية، متحرّرة من رواسب ولوثات عقيدة “فتح الميادين” و”عقيدة الممانعة والمقاومة”
– سقوط المحاولة الثالثة لفرض التطبيع مع نظام الأسد ميدانيّاً، بعد سقوط محاولتَي “تطبيع الوزراء” والنازحين.
– انهيار الثلاثيّة البائسة (شعب وجيش ومقاومة)، مرّةً أخيرة وإلى غير رجعة.
– فتح باب البحث في توسيع مفاعيل القرار 1701 إلى الحدود مع سوريّا، بغضّ النظر عن طبيعة نظامها.
– توقُّع ارتداد الانجاز العسكري إيجاباً على أداء السلطة السياسيّة حكومةً وحكماً، وإحراجهما في الاستمرار بسياسة المحاصصة والفساد، وانكشاف كلّ طرف سياسي يسعى إلى استغلال نجاحات الجيش وتضحياته، وتوظيفها في العواطف الشعبويّة والمصالح الانتخابيّة.
– ارتفاع نسبة وعي اللبنانيّين لجهة عدم الانجرار وراء ميليشيا بحجّة دفاعها عن لبنان، وتخصيص الجيش دون سواه بالتكريم.
ثانياً – في مسألة التنسيق:
لقد أثبت الميدان أن لا وجوب للتنسيق مع أيّ طرف خارجي أو ميليشيوي داخلي. فالتنسيق هو خرق للقرار الوطني والدستور، ومسّ بأحقيّة الجيش وأولويّته. فهو يتحرّك على الأراضي اللبنانيّة، وهو سيّد وحرّ على أرضه. هكذا فعل سابقاً في الضنيّه ونهر البارد وعبرا… ويفعل اليوم في جرودنا الشرقيّة. وكلّ مطالبة بالتنسيق مع جيش غريب أو ميليشيا مسلّحة هي هرطقة، بل زندقة وخيانة وطنيّة ودستوريّة، وإشراك في وحدانيّة السيادة.
ثالثاً – عن خلفيّات امتعاض “حزب الله” و”المحور”:
لا يبدو “حزب الله” و”المحور” مرتاحَين للحسم الذي قام به الجيش، خلافاً لبعض المظاهر، وظهر ذلك في “فلتات لسان” إعلامهما، ومسارعتهما إلى إصدار بيانات عن الميدان في أعقاب كل بيان يصدره الجيش، ثمّ السعي لفرض التنسيق بأيّ ثمن، ولو عبر صور مركّبة عن العلم اللبناني على ملاّلة إلى جانب راية “الحزب” على دبّابة!
وأسباب هذا الامتعاض هي الآتية:
– إفلات القرار من يدهما، فأصبحت يد الجيش هي العليا في لبنان وعلى حدوده.
– تمسّك الجيش بعقيدته القتاليّة اللبنانيّة بدون أيّ إشراك.
– تنفيذه قراراً سليماً صُنع في لبنان، وقيامه بعمليّة عسكريّة نظيفة بكل المعايير والمواثيق والاتفاقات الدوليّة، والتي لا تعترف بها الميليشيات والأشباه الرسميّة للميليشيا.
– تفوّق السلاح والتدريب الغربيّيَن بما لا يُقاس مع سلاح وتدريب “المحور”.
– ولعلّ ارتفاع صرخة “جزب الله” ضدّ النفي المتكرّر من قيادة الجيش لأي تنسيق معه ومع النظام خير دليل حسّي على هذا الامتعاض,
وأخيراً، سؤال بسيط وبريء وبديهي:
لماذا يسارع “الدواعش” إلى تسليم أنفسهم إلى “حزب الله” وميلشيا الأسد، بدلاّ من الجيش اللبناني، ولماذا كلّ هذا الودّ الذي لم يختبىء خلف عدسات الإعلام؟.. هل المسألة تتعلّق بالطبيعة المتشابهة و”أخوّة السلاح والقضيّة”؟
الخلاصة المنطقيّة لما يحصل هي أنّ ما بعد الجرود لن يكون كما قبلها، والاتجاه الغالب هو إعادة لبنان إلى سياقه التاريخي الطبيعي العربي والدولي، خلافاً لكلّ المخاوف من تغيير طبيعته ورسالته.
فكما سقطت محاولات تدجين وترويض الجيش وتبديل عقيدته اللبنانيّة، على مدى ربع قرن على الأقلّ، بهدف جعله لواء في جيش الأسد، أو فرقة في “فيلق القدس”، ستسقط المحاولات السياسيّة لتبديل هويّة لبنان، وجعله نجمة “الهلال الإيراني”.
http://www.checklebanon.com

http://www.checklebanon.com/alltopics/details/53568/sub_articles#.WZqHLCsyfFM.twitter