فرنسوا معراوي يروي: هكذا نزل الأب يوحنا خوند من الآلية العسكرية ولبّى الرهبان النداء

467

فرنسوا معراوي يروي: هكذا نزل الأب يوحنا خوند من الآلية العسكرية ولبّى الرهبان النداء
07 آب/17

كتب الناشط فرنسوا معراوي عبر حسابه على “فايسبوك” الآتي:
“ارسل لي يوماً عماد الجميّل هذه الصورة وطلب منّي شرحاً لها وهكذا اجبته: الكنيسة هي كنيسة مار جرجس في بلدة عين الحور المباركة في إقليم الخرّوب الغالي كثيراً على قلبي حفظه لنا الرّب يسوع ..آمين.
امام باب هذه الكنيسة مجموعة من الرفاق وأنا الذي أربّع الجرس. الذي التقط الصورة هو ميشال عيد حرب حبيب القلب.لهذه الكنيسة قصّة جميلة جداً وهذا موجز عنها:
بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي إلى صيدا ثم خروج الجيش اللبناني من بيروت الغربية سقط بيد السوريين وحلفائهم الشحّار الغربي الذي كانت القوّات قد سلّمته للجيش اللبناني. ساعتئذ أصبحنا في إقليم الخرّوب شبه مطوّقين لا طريق لنا سوى البحر ولا يمكننا استعمال هذه الطريق نهارا لانها مكشوفة جداً، كما لا يمكننا استعمالها ليلاً في طقس عاصف. عندما سقط الشحّار الغربي أتى القائد فؤاد بو ناضر في النهار نفسه من بيروت وشاهد صعوبة الوضع. الذين طردوا الجيش من الشحّار معنوياتهم مرتفعة ومصمّمون على متابعة تقدّمهم ولكن في المقابل نحن ورغم قلّة عددنا وصعوبة تأمين وجود طريق إمدادات قرّرنا الا نسمح لهم بذلك. طلب منّي اخي ورفيقي فؤاد بو ناضر بصفتي قائداً لجبهة الأقليم أن أضع له لائحة بما أحتاج إليه ليتّم تأمينه من بيروت بواسطة طريق البحر. طبعاً فأجبته أنّي بحاجة لشيء واحد فقط ولا طلب لي سواه وهو أن يؤمّن لنا رهباناً من الكسليك..وبعد أخذ وردّ قبل بطلبي وأمّن لي كعادته ما أريد. وفي اليوم التالي أتى إلى الأقليم مجموعة من الرهبان توزّعت على الجبهة من المطلّة المباركة ألى الرميلة على البحر ومن الرميلة المباركة إلى ظهر المغارة بلدة الشهداء ومن ضهر المغارة الى عين الحور الحبيبة مروراّ بباقي البلدات المباركة. كانت حصّتي حيث كنت موجودا الأب يوحنا الخوند (الحبيس حالياً) والأب فرنسيس من الرهبان الأنطونيين. إن أنسى لا أنسى ما حُييت عندما رأيت الأب يوحنا ينزل من الآلية العسكرية في عين الحور المباركة يأخذ بيده “القصبة” ويبدأ بعزف مزمور “الرّب راعي ” ويتقدّم نحوي مردّدا ” إن اصطفّ عليّ عسكر فلا تخاف نفسي وإن قام عليّ قتال ففي ذلك ثقتي “. فرح قلبي بما أرى وأسمع هذه الصورة لا تفارقني أبداً.
قسّمت الرفاق إلى مجموعات مجموعة تأتي للأعتراف والمناولة وحضور القدّاس ومجموعة تننظر دورها على خطّ الجبهة. الأعتراف والمناولة كانا إلزاميين بمثابة “أمر عسكري ”
نحن في القوّات نسمّيه ” بحكم الطاعة” وهو تعبير رهباني . قلت للرفاق انتم ملزمون بتنفيذ هذا الأمر لأنّ وجود الرّب يفرض علينا ان نكون “مقدّسين”.
بدأ الأب فرنسيس بالقدّاس والأب يوحنّا بالأعتراف وعندما وصل دور “قول النوايا” شعرت بأن قوّة عظيمة رهيبة لفحتني ودخلت تلك الكنيسة وحلّت فيها.
شعور غريب جداً ظننته ناتجاً عن تعبي أو قوّة أيماني ولكني تأكّدت من صحّة وجوده عندما سمعت رفاقي وهم يخرجون من الكنيسة يخبرون بعضهم البعض عن الشعور نفسه.
العدوّ المزهوّ بانتصاره على الجيش اللبناني في الشحّار بدا بعد تلك الساعة خائفاً مضطّرباً يطلب التعزيزات والدعم والتغطية المدفعية والصاروخية….. ويتخيّلنا وراء خطوطه فيبدأ بأطلاق النار عشوائياً حيث لا وجود لنا.
نحن لقلّة عددنا عندما كان يتعرّض مركز من مراكزنا لهجوم كان يخرج أربعة أو خمسة من الأبطال ويردّون ذاك الهجوم ويرعبون العدوّ لأن الرّب كان معنا.
وإكراماً لحضور الرّب كنّا نقرع الأجراس بشكل مستمرّ..
هذا موجز يا عماد عن خبر هذه الصورة
تبارك إسم الرّب يسوع
يحيا لبنان”.