حسان القطب: شعب وجيش ومقاومة معادلة تحمل في طياتها عوامل انفجارها/بديع قرحاني: حزب الله والانتصار الوهم

85

شعب وجيش ومقاومة معادلة تحمل في طياتها عوامل انفجارها
 حسان القطب/مديرالمركز اللبناني للأبحاث والاستشارات/06 آب/17

المعادلة هذه يجب ان تكون متجانسة ومتناغمة ومتوازنة ومتكاملة ومتعاونة لا متناقضة في فكرها وفهمها وادائها وسلوكها ومصادر رعايتها وتمويلها حتى تقوم بدورها في حماية لبنان على اكمل وجه والا فغن التناقض يدخل لبنان فيما نعيشه اليوم من خوف وقلق وتحذيرات من حصار سياسي واقتصادي وعقوبات عربية ودولية. لذا يستحسن ان نشير هنا الى ان هذه المعادلة متناقضة وتحمل في طياتها عوامل انفجارها وتفجير لبنان وسلمه الاهلي عيشه المشترك.
الجيش اللبناني تدعمه الولايات المتحدة ودول العالم الغربي والعربي
فقد تحدّثت معلومات عن أنّ عناصر من القوات الخاصة الأميركية موجودة في لبنان لمساعدة الجيش اللبناني في عملياته ضد «داعش»، وأكّد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «هذه المعلومات ليست دقيقة، وأنّ العناصر الأميركية الموجودة في لبنان هي فرَق تدريب ومتابعة للعتاد الأميركي وليست فرَقاً قتالية»… هذا في حين ان حزب الله يعتبر ان الولايات المتحدة كما تعتبرها ايران هي الشيطان الاكبر وان المواجهة في المنطقة هي مع مشروع الولايات المتحدة وان الحرب معها وجودية ومستمرة ولا هوادة فيهاحتى تحقيق النصر النهائي.
ميليشيا حزب الله او المقاومة الاسلامية تتلقى الدعم حصراً من دولة ايران بالكامل وقد اشار نصرالله مراراً الى هذا الامر، ومؤخراً اشار نصرالله في خطابه الى ان ايران هي من دعمت حرب ميليشياته على ميليشيا النصرة في جرود عرسال وهي من تدعم تدخل مقاتليه في الشان السوري واعلان الحرب على الشعب السوري وكذلك في اليمن والعراق وحتى في معرض نفي تورط حزب الله في الكويت فقد ادان نصرالله نفسه حين دافع عن المطلوبين معتبراً انه يعرف عنهم الكثير.
الاجهزة الامنية اللبنانية التي تتلقى الدعم من الولايات المتحدة ودول الغرب، وبعض العرب، لا تستطيع وربما لا تحاول ان تمنع حزب الله من التدخل في شؤون داخلية لدول عربية متعددة وشقيقة كالكويت مثلاً. او حتى التدخل في قضايا لبنانية داخلية حتى أن عبور مقاتليه المعابر الحدودية غير ملحوظ في تقارير امنية ولا حتى يشار اليها في ايٍ من البيانات الامنية الرسمية او تصريحات الرسميين والامنيين منهم بشكلٍ خاص.
وفي الوقت عينه لا يعلن حزب الله عن قلقه او رفضه لدعم الولايات المتحدة للاجهزة الامنية اللبنانية وعلى راسها الجيش اللبناني وكذلك لا نسمع اي اعتراض او حتى استغراب لا من الحكومة اللبنانية ولا من قبل الاجهزة الامنية لما تقوم به ايران من بتسليح ميليشيا لبنانية وهي بذلك تخالف قرارات مجلس الامن التي تمنع ايران من تصديرالسلاح عبر الحدود وكذلك لمخالفة نص وروح القرار الاممي رقم 1701 الذي يمنع تصدير السلاح لميليشيات لبنانية.
اما الشعب اللبناني فهو منقسم بين مؤيد لمشروع ايران ومعارض له.
مؤيدي ايران من الشعب اللبناني ينعمون بامتيازات وتسهيلات وبإمكانهم حمل السلاح وتشكيل ميليشيات تحت راية ما يطلق عليه محور المقاومة ومحاربة المشروع الاميركي في المنطقة.
والفريق الآخر المعارض لدور ايران وميليشياتها يتعرض لكل انواع المضايقات والاتهامات والاعتقالات التي تتم خارج الاطر القانونية بموجب وثائق الاتصال التي اشار اليها النائب السابق مصباح الاحدب في مؤتمره الصحافي الاخير وكما اشار اليها غيره من السياسيين.
هذه هي المعادلة التي يتحدث عنها حزب الله. اين التجانس والتناغم والتفاهم بين عناوينها وادواتها واركانها؟
اللهم الا اذا اصبحت الولايات المتحدة جزءاً من هذه المعادلة الذهبية فتقوم بتمويل وتدريب وتسليح ومساعدة الجيش اللبناني.
او ان ايران قد اصبحت شريكاً في معادلة الشيطان الأكبر فتقوم على خدمته ورعاية مصالحه وطموحاته في المنطقة من خلال صنيعتها حزب الله في لبنان.
او ان بعض الشعب اللبناني يعتبر نفسه هو الشعب برمته والناطق باسمه وله اميتازات لأنه اشرف الناس.
إذ يبدو واضحاً ان هذا الشعب منقسم بحدة وبقوة والشعور بالغلبة لدى فريق لا يؤسس سوى لمرحلة ثانية من الصراع.
والشعور بالانتصار لا يؤدي الى مزيد من الانتهاكات.
والاستعلاء والاستفزازات والاستعراضات الاعلامية التي تتحدث عن انتصارات واصطفافات والتفاف وتاييد ووحدة وطنية هي عبارة عن مهرجانات دعائية لا اكثر.
الوطن لا يتحمل وجود ابطال متعددين بل بطل واحد وهو الشرعية السياسية والامنية اللبنانية التي يجب ان تكون وحدها ضامنة وراعية لاستقرار لبنان وحمايته وتحقيق المساواة بين ابنائه دون انحيازأو تفريق.
والا فإن معادلة شعب وجيش ومقاومة تحمل في طياتها عوامل انفجارها.

 

“حزب الله” والانتصار.. الوهم
بديع قرحاني/الوطن/06 آب/17
جرود عرسال أكثر من وهم وأقل من حقيقة، مع انتهاء معارك جرود عرسال، وبعد أن منح رئيس الحكومة سعد الدين الحريري الغطاء الكامل للجيش اللبناني، وأهمية هذا الغطاء أنه يمنح من أكبر مرجعية سنية في البلاد بالإشارة إلى أن كل رؤساء الحكومات السابقة تثق بقدرات الجيش اللبناني وتوفر له كل الدعم والغطاء اللازم عندما يكون الجيش في مواجهة مع مجموعات إرهابية في رسالة واضحة أن سنة لبنان لم ولن يدافعوا عن أية مجموعة تحمل أفكاراً متطرفة، وهنا أعني جبهة «النصرة»، بالرغم من اعتراف معظم المطلعين أن الجبهة غالبيتها من السوريين وعدد كبير منهم كان من الجيش الحر، ولولا التقصير من الدول التي سبق لها أن أعلنت دعمها للجيش الحر وللثورة السورية ربما لما سمعنا بجبهة النصرة في جرود عرسال، وربما في سوريا بأكملها. المعركة لم يخضها الجيش اللبناني واكتفى بمنع المسلحين من التوجه إلى عرسال إضافة الى حماية النازحين الذين بغالبيتهم هم أهالي شباب النصرة ومن سكان المناطق القريبة من الحدود اللبنانية. «حزب الله» خاض المعركة نيابة عن الجيش ضد هؤلاء بالرغم من أنه المسؤول الأول عن تهجيرهم من تلك المناطق وتحديداً مدينة القصير.
المعركة كانت مكلفة رغم مدتها القصيرة، عدد كبير من شباب «حزب الله» سقطوا في تلك المعركة إضافة إلى الأسرى، مما سمح لجبهة النصرة بتحقيق معظم مطالبها من لبنان.
«حزب الله» أراد الإسراع في هذه المعركة بهدف تحقيق مكسب واحد، ألا وهو ضمان وجوده ومشاركته في مفاوضات المنطقة الآمنة التي من حيث المبدأ متفق عليها بين روسيا وأمريكا إضافة إلى تركيا كدولة إقليمية، فـ «حزب الله» أراد تحقيق انتصار وهمي يستخدم داخلياً، وربما يعتقد أنه يمكن استثماره دولياً كقوة فاعلة في مواجهة الإرهاب في زمن العقوبات الأمريكية وربما العربية والأوروبية لاحقاً، وهذا ما تحاول بعض القوى السياسية في لبنان تسويقه وتحديداً المسيحية منها لدرجة أن العديد من الكتاب المسيحيين وصفوا مواقف هذه القوى في محاولة تسويقهم لـ «حزب الله»، «بالذمية».
السؤال الكبير الذي يطرح اليوم، هل ينجح «حزب الله» المدعوم من إيران باستكمال مشروعه في تلك المنطقة؟ والسؤال الأكبر، لماذا قرر «حزب الله» أن ينسحب من مواجهة «داعش»، تاركاً ذلك للجيش اللبناني؟ فجرود عرسال أكثر من وهم وأقل من حقيقة.