أحمد الأسعد: فصل جديد من هيمنة الدويلة على الدولة

72

فصل جديد من هيمنة الدويلة على الدولة
أحمد الأسعد/03 آب/17

التحيّة كل التحيّة لجيشنا حامي الحدود في عيده الـ72، وكل دعمنا له فيما يتحضّر لضرب أعتى تنظيم إرهابي يتربّص بالمناطق الجرديّة المحاذية لبلدات رأس بعلبك والقاع بعد أن قضى منذ سنوات على تنظيم “فتح الإسلام” الذي تربّص بدوره بمخيّم نهر البارد للاّجئين الفلسطينيّين.

تأييدنا هذا للجيش لا يمنعنا من القول إن حزب الله هو الذي يحدّد توقيت المعركة المرتقبة، ويفرض توقيتها على الدولة ويورّط الجيش في حرب مع داعش ويدّعي أنّه سنده الأمين.

كل هذا طبعاً ونحن نعلم علم اليقين أنّ الحزب لا يتحرّك قيد أنملة من دون أوامر وتكليف شرعي من إيران التي ترسم سياساتها على وقع تبدّل الأوضاع الإقليميّة وفق ما يناسبها، فلا مصالح لبنان في الحسبان ولا مصلحة الجيش اللبناني، ولا شيء يعلو على صوت دويلة حزب الله.

أكثر من ذلك، فالحزب لم يكمل معركته ضد جبهة النصرة حتى النهاية، إنّما أجبر الدولة على الدخول في مفاوضات مع الإرهابيّين لصالحه ليحرّر بعض أسراه ويستعيد بعض جثامين قتلاه الذين في قبضة النصرة في سوريا وذلك بواسطة عمليّة تبادل تتضمّن الإفراج عن مجرمين إرهابيّين موقوفين أو مسجونين بموجب أحكام قضائيّة لدى الدولة في سجن رومية.

ألهذه الدرجة أصبحت الدولة أسيرة الحزب ومغامراته كي يفرض عليها ليس فقط توقيت معركة، إنّما أيضاً التفاوض مع إرهابيّين وتبادل مسجونين لديها لصالحه وأكثر من ذلك، أن تقبل بفرضه توقيت معركة على الجيش مع داعش الإرهابي يُفترض أن يُحدّدها بنفسه وفق مقتضيات خططه العسكريّة؟

ما حصل ويصفه البعض بالانتصار ليس، مع الأسف، سوى فصل جديد من صفحات هيمنة الدويلة على الدولة، رغم ثقتنا الأكيدة بأنّ الجيش اللبناني سيقضي على الإرهابيّين كما فعل سابقاً ويفعل كل يوم مع الأجهزة الأمنيّة الرسميّة، وسيُثبت أنّه هو وحده حامي حدود لبنان وجميع اللبنانيّين.