من موقع الشراع/مقابلة مع د.فارس سعيد: أخشى عودة الاغتيالات/لم أقتنع يوماً بأن هذا الرئيس قوي/حزب الله يريد مجلساً نيابياً يكون درعاً تشريعياً مؤاتياً وحليفاً له

86

من موقع الشراع/مقابلة مع د.فارس سعيد: نحن في لحظة حرجة وأخشى عودة الاغتيالات/ لم أقتنع يوماً بأن هذا الرئيس قوي لأنه قوي بسلاح حزب الله/ حزب الله يريد مجلساً نيابياً قادراً على أن يكون درعاً تشريعياً مؤاتياً وحليفاً له

مجلة الشراع/حوار: فاطمة فصاعي/25 تموز/17

*القانون الانتخابي يؤكد الفرز الطائفي والمذهبـي
*حزب الله يريد مجلساً نيابياً قادراً على أن يكون درعاً تشريعياً مؤاتياً وحليفاً له
*موعد الانتخابات خاضع لحسابات داخلية وإقليمية
*الجيش اللبناني فاقد للمرجعية السياسية
*أسعى إلى المساهمة في إعادة صياغة الوحدة الداخلية اللبنانية – اللبنانية
*فرط عقد 14 آذار أعادنا من الساحة الوطنية إلى ساحات طائفية
*لم أقتنع يوماً بأن هذا الرئيس قوي لأنه قوي بسلاح حزب الله
*الحكومة تعمل وكأنها مجلس بلدية لبنان
*القرار السياسي يأتي من الضاحية، المقاعد للسياسيين والنفوذ لحزب الله
*سأترشح للانتخابات النيابية على لائحة مستقلة وسأناضل لرفع وصاية إيران عن لبنان

يعتبر النائب السابق الدكتور فارس سعيد ان القانون الانتخابي الذي تم التوافق عليه يعزز الفرز الطائفي وهو يخدم حزب الله بالدرجة الأولى لأنه يشكل له درعاً واقياً لأي عقوبات قد تفرض عليه من قبل المجتمع الدولي بشكل عام أو من قبل الولايات المتحدة بشكل خاص.
ويؤكد سعيد ان الجيش اللبناني فاقد للمرجعية السياسية ولهذا السبب فهو بحاجة إلى رعاية حكومية كي يخرج مما يورطه به حزب الله. ويرى سعيد ان فرط عقد 14 آذار/مارس أعادنا من الساحة الوطنية إلى ساحات طائفية.
هذه المواضيع وسواها تحدث عنها سعيد بهذا الحوار:
# ما رأيك بالقانون الانتخابي وهل ستحصل الانتخابات في أوانها؟
– ما حصل هو خطوة إصلاحية ولكن ما واكب النقاش حول قانون الانتخاب وما أنتجه هذا القانون يؤكد الفرز المذهبـي والطائفي داخل كل الطوائف وبالتالي لا يخدم أبداً مصلحة وحدة اللبنانيين لا بل بالعكس يجعل من عودة اللبنانيين إلى داخل مربعاتهم الطائفية أمراً حتمياً، ومن خلال اختزال الطوائف من قبل أحزاب معينة تقدم نفسها من خلال وصاية سياسية على هذه الجماعة وتتفق مع بعضها البعض على استقرار لبنان أو عدم استقراره.
كما انه يعطي إمكانية لحزب الله أن يكون سداً منيعاً مع حركة أمل لمنع النسبية من أن تخترق صفوفه بينما هو قادر من خلال تحالفاته داخل كل طائفة على اختراق كل الطوائف الأخرى.
بغض النظر عن القانون فهو ليس مهماً لأن هناك وجهات نظر مختلفة حول تقنية هذا القانون، أنا أريد أن أجيب على سؤالك في محاولة استكشاف ماذا يريد حزب الله من نتائج الانتخابات القادمة، اعتقد بأن ما يريده هو مجلس نيابي قادر على أن يكون درعاً تشريعياً مؤاتياً وحليفاً للحزب وبشكل ان هذا المجلس القادم يقدم للحزب الضمانات التشريعية التي يريدها في المرحلة القادمة. فإذا انسحب من سورية وتراجع دوره أو نفوذه في المنطقة يكون له داخل لبنان مؤسسة حليفة أو مؤسسة تشريعية قادرة على جمايته من غدرات الزمان الاقليمية ومن العقوبات التي ستطاله ان كان من المجتمع الدولي بشكل عام أو من الولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص.
وبالتالي يريد أن يأتي بطبقة سياسية طيعة تريد أن تنفذ ما هي مصلحة الحزب في هذه اللحظة.
# ولكن لماذا تم الاتفاق على هذا القانون من قبل شريحة كبيرة من الاحزاب طالما انه يخدم حزب الله إلى هذه الدرجة؟
– اعتقد انهم دخلوا في دوامة أصبحوا غير قادرين على الخروج منها وبالتالي اضطروا أن يحققوا إنجازاً، إنما بعد التدقيق يوماً بعد يوم يكتشفون هم أنفسهم ان هذا الانجاز الذي قيل بأنه إنجاز هو فخ كبير سيدفع ثمنه جميع اللبنانيين.
# هل برأيك التمديد التقني مقنع أم اننا بحاجة إلى فترة زمنية أكثر من 10 أشهر لتطبيق هذا القانون؟
– الانتخابات قانون وموعد. حصلنا على القانون وأجلنا الموعد، الموعد خاضع ليس فقط لحسابات داخلية إنما لحسابات إقليمية. فكيف يمكن تنفيذ الانتخابات في مناطق الاحتكاك وكيف يمكن تنظيم الانتخابات إذا دخل لبنان في مرحلة تفجيرات أو في عودة الاغتيالات.
نحن في منطقة رجراجة وفي لحظة سياسية ووطنية كثيرة الاحراج وبالتالي أعتقد بأن من أراد تأجيل الانتخابات لم يكن يريد انتخابات نيابية اليوم وبالتالي حاول تأجيل هذه المشكلة إلى مرحلة قادمة.
# من هو هذا الطرف؟
لأسباب مختلفة يمكن القول كلهم، حزب الله لأن أولويته اليوم هي إعادة تشكيل المنطقة، تيار المستقبل لأنه في هذه اللحظة يعتبر نفسه غير جاهز.
المسيحيون يختبرون أنفسهم بعد التحالف بين القوات والعونيين وهم بالتالي في لحظة اختبار انتخابـي، الكل ساهم لأسباب مختلفة بتأجيل هذه الانتخابات.
# ذكرت اننا في منطقة رجراجة وحساسة، هل تخشى عودة الاغتيالات؟
– لا شك انني أخشى عودة الاغتيالات، وأخشى ان يمر لبنان بمرحلة من التوتر الامني الكبير.
# يتم الحديث عن معركة الجرود في عرسال، ما رأيك بهذه المعركة وهل لها تداعياتها على الداخل اللبناني فيما بعد، وهل الجيش اللبناني قادر على التصدي للإرهاب وحده؟
– الجيش اللبناني يتمتع باحترام كامل من قبل جميع اللبنانيين، والحفاظ عليه برموش العينين، ولكن حزب الله يحرج هذا الجيش من خلال إقحامه في معارك قد تكون مكلفة علينا كلبنانيين.
الحزب جزء من منظومة ايرانية في المنطقة هي صاحبة مصلحة تبريد الاجواء مع اسرائيل، وبالتالي يسمح الحزب في جنوب الليطاني ان يقوم الجيش اللبناني بالتعاون مع القوات الدولية في تنفيذ القرار 1701.
ولأن المنظومة الايرانية تريد الحدود اللبنانية – السورية فالتة من أجل نقل مقاتلين من هنا وهناك، الحزب يقحم الجيش اللبناني بمغامرات غير محسوبة، ليكن الله في عون هذا الجيش لأنه فاقد المرجعية السياسية الجامعة ما عدا بعض الاصوات التي من هنا وهناك تتكلم عن دعمها للجيش، انما ليس هناك قرار سياسي موحد داخل مجلس الوزراء يشكل مظلة حقيقية لهذا الجيش في شمال الليطاني كما هو الحال في جنوب الليطاني.
وبالتالي فإن هذا الجيش هو شريك العالم والقوات الدولية في جنوب الليطاني ويؤدي مهمة ممتازة، ولأن حزب الله وايران أصحاب مصلحة في التهدئة مع اسرائيل انما ليسوا أصحاب مصلحة في التهدئة على الحدود اللبنانية – السورية ويقحمون هذا الجيش.
الحل هو بتوسيع صلاحيات القرار 1701، حتى يصبح الجيش اللبناني حليف الـ1701 وشريك القوات الدولية، وأن يأخذ على عاتقه ضبط الحدود وضرب الارهاب اذا كان هناك من تهديد إرهابـي.
النائب السابق الدكتور فارس سعيد
اما ان يكون حزب الله يسعى الى تظهير صورة انه هو الذي يعطي للجيش الأوامر كما فعل السيد حسن نصرالله في آخر إطلالة له حينما قال ((لآخر مرة أتكلم فيها عن عرسال)) وكأنه يعطي أمر عمليات. هذا الوضع مرفوض ولا يساعد الجيش لا بل بالعكس سيؤدي الى ان تكبر النقمة الشعبية على مؤسسة محترمة جداً نريدها قوية ونريدها كما هو الحال مؤسسة وطنية ناصعة البياض.
# ما هو الدور الذي تقوم به من خلال وجودك في الأمانة العامة لـ14 آذار؟
– لم يعد هناك أمانة عامة ولم يعد هناك 14 آذار.
# لكن كفكرة ما زال موجودة؟
– نعم ولكن لم يعد هناك قيادة او أمانة عامة لـ14 آذار.
# ما هو الدور الذي تقوم به كـ فارس سعيد؟
– انا أؤدي دوراً واحداً على حجمي وكل يوم وهو المساهمة في إعادة صياغة الوحدة الداخلية اللبنانية – اللبنانية. أنا أعتقد ان فرط عقد 14 آذار أعادنا من الساحة الوطنية الى ساحات طائفية. اليوم العمل المتبقي هو في عودة اللبنانيين من مساحاتهم الطائفية الى مساحة وطنية مشتركة وهذا ما أقوم به.
# لماذا انفرط عقد 14 آذار؟
– هذا الكلام أصبح قديماً ولم نعد نتكلم فيه.
# هل تتوقع عودة 14 آذار؟
– أكيد، لبنان لا يقوم إلا على قاعدة العيش المشترك وعلى قاعدة وحدة اللبنانيين وهذا ما قامت به 14 آذار.
# هل يمكن ان تكون التحالفات الحزبية أثّرت على 14 آذار؟
– لا، ربح حزب الله في إعادة فرز اللبنانيين مسلمين ومسيحيين وسنّة وشيعة ودروزاً وروماً وموارنة. كلما يعود اللبنانيون الى طائفيتهم كلما يربح حزب الله لأنه يبرز وكأنه الطائفة المميزة والحزب المميز، وكلما يأتي اللبنانيون الى مساحة لبنانية مشتركة كلما يضعف حزب الله.
# هل ما حصل جاء على طبق من فضة لحزب الله؟
– لا، جاء بشغل وعمل دؤوب وبأخطاء قامت بها 14 آذار من جهة، وبانتفاضة مضادة لانتفاضة الاستقلال قام بها حزب الله بتراكم سنين.
# ما رأيك بأداء رئيس الجمهورية وأداء الحكومة؟
– أنا لم أقتنع يوماً بأن هذا الرئيس قوي لأنه قوي بسلاح حزب الله، ولم أقتنع بالتسوية مع حزب الله التي أنتجت رئيس جمهورية ورئيس حكومة وقانون انتخاب، والتي من يقودها يقول انه أنجز الدفاع عن حد أدنى من الدولة اللبنانية. أعتقد بأن كلفة التسوية مع حزب الله هي كلفة باهظة أدت الى ان تشكيل الدولة اليوم يحصل بشروط تفريق اللبنانيين وليس بشروط القانون او الدستور اللبناني.
وهذا ما سيؤذي لبنان وسيؤدي الى الاطاحة بالعيش المشترك والتركيبة اللبنانية.
# هل أنت راضٍ عن أداء الحكومة؟ وهل تخشى على الحكومة في يوم من الايام؟
– الحكومة تعمل وكأنها مجلس بلدية لبنان، وليس كأنها حكومة لبنان. القرار السياسي في الضاحية الجنوبية، حتى لا أعرف إن كان القرار الإنمائي لدى الحكومة. شكل الدولة في الحكومة وقرار الدولة في الضاحية الجنوبية.
المقاعد للسياسيين والنفوذ لحزب الله، هذه هي الدولة في لبنان.
# الى هذه الدرجة سلاح حزب الله فاعل؟
– طبعاً، وهذا الأمر ليس جديداً ولكن منذ العام 1969. التسوية مع ابو عمار عام 1969 أدت الى استتباع الدولة لمصلحة ابو عمار وانفجرت عام 1975.
استتباع الدولة للسوريين عام 1992 أدى إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وإلى انتفاضة الاستقلال. اليوم التسوية تحصل مع سلاح ايراني لا نعرف متى وكيف سينتهي هذا الموضوع.
# يعني ممكن ان يفرط حزب الله الحكومة كما جاء بها في يوم من الايام؟
– تماماً.
# هل ستقر اليوم سلسلة الرتب والرواتب؟
– لا أعرف وليس لدي معلومات عنها.
# هل ستترشح للإنتخابات؟
– طبعاً.
# هل حسمت تحالفاتك السياسية ام ستكون على لائحة مستقلة؟
– سأكون على لائحة مستقلة طبعاً وسأترشح في جبل لبنان في قضاء جبيل.. وفي دائرة جبيل كسروان، وأنا من الذين يناضلون في لبنان لرفع وصاية ايران على لبنان، وسأناضل ايضاً خلال المعركة الانتخابية لرفع وصاية حزب الله على لبنان وتحديداً في دائرة جبيل وكسروان.
هذا هو العنوان الانتخابي.
# وتحت أفكار 14 آذار؟
– طبعاً، ولكن ليس هناك من جهاز حزبـي إسمه 14 آذار كما كان عام 2009 وكما كان الحال في العام 2005.
خضنا معركة 2005 بعنوان ضد ما تبقى من رموز سورية في لبنان. خضنا معركة 2009 ضد سلاح حزب الله. اليوم ليس هناك عنوان جامع لـ14 آذار، هناك 14 آذاريين وليس هناك 14 آذار.
# هل تتوقع حصول الانتخابات الفرعية بعد أن تم تحديد موعدها في شهر ايلول/ سبتمبر القادم؟
– يجب ان تحصل وهذا مطلب حق.
# الى متى سيستمر الوضع على حاله في سورية؟
– طالما ان هناك مفاوضات، المقرر في سورية ليس الشعب السوري ولا النظام السوري، انما القوى الدولية من الروس الى الايرانيين والاتراك، حتى هذه اللحظة الولايات المتحدة تنظر الى إعادة تشكيلة المنطقة وفقاً لمصالحها وليس وفقاً لمصالح شعوب المنطقة، كما تفعل ايضاً روسيا، المنطقة في مرحلة إعادة تشكيل لتدخل الى العولمة بالعنف والحروب الأهلية.
هذه المرحلة ستمتد الى سنوات وسيدفع ثمنها لسوء الحظ الشعب السوري وندفع ثمنها جميعاً معه. لا نعرف في اي وقت ستأتي لحظة ما تقام فيها تسوية روسية – اميركية وربما اقليمية اي تركية – ايرانية من اجل استقرار ما في سورية ينقلها من مرحلة الى مرحلة اخرى.