نجل نزار زكا خلال جلسة استماع في الكونغرس: اناشد الشعبين الأميركي واللبناني ألا يدعوا والدي يموت في إيران

51

نجل نزار زكا خلال جلسة استماع في الكونغرس: اناشد الشعبين الأميركي واللبناني ألا يدعوا والدي يموت في إيران
الأربعاء 26 تموز 2017

وطنية – ألقى عمر زكا نجل اللبناني نزار زكا كلمة خلال جلسة الاستماع في الكونغريس الاميركي، قال فيها: “اسمي عمر زكا، انا الابن الاصغر من 3 ابناء لنزار زكا، انا وكريم ونديم، واليوم اتحدث باسم العائلة. لدينا منزل في واشنطن ولدي ايضا جزء من عائلتي في تكساس. اكد علي والدي ان اشكركم جميعا، ايها السيدات والسادة في الكونغرس، ممثلي الشعب الاميركي.
أشكركم على الدفاع عن حقوق الإنسان، فضلا عن توجيه الانتباه إلى محنة والدي، وكما ذكرنا أبي مرات عديدة من قبل، ومحنة الآخرين الأبرياء، والأميركيين، ومن العديد من البلدان الأخرى، كرهائن في إيران.

وأنا أعلم أن والدي يقدر كيف شددتم على “الالتزام الخاص” للولايات المتحدة على العمل للإفراج عنه، فضلا عن الإفراج عن أشخاص أميركيين آخرين احتجزوا كرهائن في إيران”.

وأضاف: “عندما خطف الإيرانيون والدي، لم أكن حتى قد تخرجت من المدرسة الثانوية. في ذلك الوقت، كنت أتبع خطى والدي. كنت طالبا ثانيا في مدرسة أبي العسكرية، وهي أكاديمية ريفرسايد العسكرية في غينسفيل، جورجيا.
مثل الطلاب الآخرين، كنت أحاول أن أتعلم المسؤولية، من خلال العمل وقيادة نظرائي خلال فترة صعبة في حياتي. كان لي الآمال والأحلام، ولا تزال. ظننت أنني سأكون في كلية في احدى الولايات في الوقت الراهن، وافعل ما يفعله اي شاب في الـ 19 من العمر.
كان الجلوس هنا في الكونغرس أبعد شيء من ذهني. ومع ذلك، فإن محنة والدى التي قاربت عامين علمتني الكثير عن أهمية الحياة، والأسرة، والأصدقاء.

وتابع: “اليوم هو اليوم ال 30 من آخر إضراب لأبي عن الطعام. إرادته، كما قلت، قوية مثل أي وقت مضى. والدي بريء، كما يقول، لن يضطر إلى القيام بأشياء ضد إرادته، بما في ذلك التوقيع مرغما على اي اعترافات.
على الرغم من أنني كنت بالكاد على علم، أو معرفة بنطاق عمل والدي في ذلك الوقت، أنا أعرف ما يكفي لأكون ابنا فخورا جدا. كل إخوتي فخورون جدا به.
أبي هو حقا رجل عظيم، ربما رجل أفضل مما يمكنني ان اكون. لقد كرس والدي حياته للعمل الإنساني والتنمية. وبعبارة أخرى، مساعدة الآخرين”.

وقال: “استخدم أبي شهادته بعلوم الحاسوب والرياضيات من جامعة تكساس، ومواهبه، لمساعدة الآخرين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
والدي يؤمن بقوة المعلومات وكذلك التكنولوجيا، وكيف يمكن أن تساعد مجتمعاتٍ قد أهملها العالم وتركها وراءه. لم أكن أعرفه حتى أن لديه وجهة نظر سياسية، حيث كان مواطنا عالميا ملتزما بالقانون في العالم، وليس جزءا من أي حزب أو جماعة أو حكومة.
ولتحقيق مهمته، أسس والدي وادار منظمة غير ربحية (IJMA3-USA) ولها مكاتب هنا في واشنطن العاصمة.

دعت نائبة الرئيس الإيراني السيدة شاهيندوخت مولافيردي والدي نزار زكا الى حضور مؤتمر حول المرأة في التنمية المستدامة “ريادة الأعمال والتوظيف” في أيلول 2015 في طهران. سأكرر هذا لأنه مهم جدا: كان والدى تلقى دعوة رسمية من مسؤولة إيرانية رفيعة المستوى. وفي رسالة دعوتها إلى والدي، قالت السيدة مولافيردي إنها أرادت والدي أن يتكلم في المؤتمر بسبب معرفته الواسعة، وخبراته القيمة وإبداعه العميق.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الكلمات التي تبدو لطيفة، بعد المؤتمر خطف والدي وهو في طريقه إلى المطار. ومنذ ذلك الحين، اعتقل واحتجز ضد إرادته في سجن إيفين السيئ السمعة. هذا هو السبب الذي قاله والدي طوال هذه المحنة إنهم “دعوه وخطفوه”.

واردف: “لم أكن على قيد الحياة حين اخذ الإيرانيون للمرة الأولى رهائن اميركيين عام 1979. هذه هي المرة الأولى التي سمعت أي شيء من هذا القبيل. لذلك قررت أن البحث عن ذلك، ووجدت شيئا محيرا.
يبدو وكأن هذه هي المرة الأولى ان يكون شخصا، أقل بكثير خبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، دعته الحكومة كضيف، ثم تخطفه تلك الحكومة نفسها! إن أخذ الأبرياء رهائن ليس ما تفعله الحكومات المتحضرة.
ولهذا السبب، نطالب مرارا وتكرارا بالإفراج غير المشروط عن والدي. إلى خاطفيه في إيران اقول: اطلقوا والدي ودعوه يذهب! كان والدي في إيران ضيفا. لماذا تعاملونه بهذه الطريقة ؟!”.

وتابع: “عامان مرا منذ ان سرق والدي بعيدا من عائلتنا. انها حقبة عصيبة. بالإضافة إلى الأشياء السيئة التي تعرض والدي لها في سجن إيفين، توفيت جدتنا (والدته) العام الماضي، ووالدي لم يكن قادرا على أن يودعها.

تحدثنا عن هذه الأمور عندما سنحت لي الفرصة بالتحدث معه على الهاتف. ان صوته ونغمته وحدها جعلتني أشعر بالمعاناة التي تعرض لها حتى الان. لقد فعلت هاتان السنتان الكثير من الأضرار الجسدية له، اضرار لا أتمناها أبدا ان تحدث لأي شخص في العالم.
وقد أدى كل هذا الألم والمعاناة والدي إلى إضرابه الخامس عن الطعام. لماذا؟ لأنه يقول لي وإخواني ألا نحني رؤوسنا لأسفل لأي احد.
قال والدي إنه يفضل الموت من اجل قضيته على العيش مع الظلم ومع ما يفعلونه له. وقال لي ان الامر يتعلق “بالحرية أو الموت”. لم يقل ما إذا كان يقتبس من الأميركي الشهير باتريك هنري، لكنه لطالما استلهم طوال حياته كلها من التجربة الأميركية في الحرية”.

وأضاف: “كان والدي يدعى سجين الرأي. هذا صعب جدا بالنسبة الي أن أقوله ولكن كما قال والدي، انه يفضل الموت، على الاستسلام لخاطفيه.
حتى وهو في سجن إيفين، وبطريقته الخاصة، يفكر والدي في سجناء آخرين وما يمرون به، بما في ذلك بعض الذين لديهم أسرة هنا اليوم. إلى هذه العائلات اقول: أعرف والدي، وإذا كان في إمكانه، أنا متأكد أنه سيبذل كل ما بوسعه لمساعدة أحبائكم على الخروج من السجن”.

وقال: “هذا هو يومه ال30 على الإضراب عن الطعام، أخشى على حياته وسلامته. لقد حدثني أبي بإيجاز هذا الصباح. وقال انه يعلم ان الاميركيين يقفون من اجل الحرية وانهم لن يخذلوه”.

وختم: “قد لا يعلم الجميع أن والدي فارس. اليوم قال إنه لم يعد يشعر بالجوع، بل يشعر بمغص شديد يمزقه من الداخل. يشبه تماما ما يشعر به الحصان عندما يكون مريضا بشدة. ارجوكم، أتوجه إليكم ايها الشعب الأميركي، ايها الناس من وطننا لبنان، ارجوكم لا تدعوا والدي يموت في إيران. نحن نطلب من كل من لديه القدرة والسلطة، على ان يساعدني وأشقائي في لم شملهنا مع والدنا. شكرا جزيلا على هذه الفرصة”.