الحاج ولجنة مزار أم النور والنورج أطلقوا مشروع بناء برج مزار أم النور في عين إبل محجة على درب المسيح في الجنوب

161

الحاج ولجنة مزار أم النور والنورج أطلقوا مشروع بناء برج مزار أم النور في عين إبل محجة على درب المسيح في الجنوب
المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان
الأربعاء 21 حزيران 2017

وطنية – عقد راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج و”لجنة مزار سيدة أم النور – عين إبل” وجمعية “النورج”، قبل ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للإعلام، مؤتمرا صحافيا، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، أعلنوا خلاله عن “إطلاق مشروع بناء برج مزار أم النور – عين إبل”.
وشارك في المؤتمر، إلى المطران الحاج، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس بلدية عين إبل عماد للوس، رئيس جمعية “النورج” الدكتور فؤاد أبو ناضر، منسق الحملة الإعلامية كلود حجار، في حضور خادم رعية البلدة الأب حنا سليمان، أعضاء من بلدية عين إبل وأهال من البلدة وعدد من الإعلاميين والمهتمين.
أبو كسم
بداية، رحب الخوري ابو كسم بالحاضرين، وقال: “تحية كبيرة نوجهها باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام صاحب السيادة المطران مطر ولكل اللبنانيين الحاملين صورة العذراء في قلبهم وعلى صدرهم بمختلف إنتماءاتهم، مسيحيين ومسلمين. وفي المناسبة، لبنان البلد الوحيد الذي يحتفل بعيد العذراء مشترك بين المسيحيين والمسلمين يوم عيد البشارة 25 آذار، وهذه علامة فارقة تميزه عن سائر بلدان العالم”.
وأضاف: “نحن نطلق اليوم مشروع بناء برج مزار أم النور- عين إبل، بالإتكال على العناية الإلهية وعلى أمنا مريم العذارء، عشية تكريس لبنان “لقلب مريم الطاهر بفاطيما” ونطلب من رئيس اللجنة البطريركية لتكريس لبنان لقلبها المطران الحاج حمل هذه النية معه إلى البرتغال”.
وتابع: “إن هذا المشروع، يا لبنانيين ويا خيرين، هو مشروع غير مسيحي هو جسر عبور عام للطوائف لبلدة عريقة إسمها عين أبل. هي التي أعطت العظماء. نذكر هنا البطريرك مار أنطونيوس بطرس خريش الذي ترك آثارا في حلقة البطاركة الموارنة، والمطران مارون صادر. عين إبل الثقافة، هي ذخيرة في قلب هذا الوطن المقاوم على الحدود”.
وناشد “الأشخاص المتمولين والقادرين عدم التأخر في المساهمة، لأن هذا المشروع يساهم في تعزيز الوجود المسيحي في لبنان وفي الشرق”.
وطلب من رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري “وضع يده في هذا المشروع من خلال مؤسسات الدولة، لأن هذا المشروع هو جسر عبور بين المسيحيين والمسلمين”.
وختم: “نحن ككنيسة علينا الوقوف إلى جانب المشروع لتكون حلقة واحدة، ونشد أيدينا على أيدي بعض، وإن شاء الله إطلاقة هذا المشروع تكون مباركة، فمن هنا أطلقنا سابقا حملة التبرع لوضع تمثال مار مارون على بازيليك مار بطرس في الفاتيكان وتحقق، واليوم أيضا نطلق أهم مزار في الجنوب في عين إبل، وهذا نداء إلى الجميع للمساهمة قدر المستطاع ببركة أمنا مريم وبركة سيدنا يسوع المسيح”.
الحاج
وقال المطران الحاج: “ربَّ سائل: لماذا هذا المزار الجديد للسيدة العذراء في أقصى الجنوب وبالتحديد في بلدة عين إبل الحدودية؟ لأسباب وأسباب أكتفي بسرد بعض منها: أولا لأن العذراء مريم عرفت الجنوب اللبناني وعاشت فوق أرض هذا الشرق وعلى بعد كيلومترات من حيث سيقام لها مزار باسم “إم النور”، وهي من خلال هذا المزار ستغني حضورها المميز بيننا، ولأنها من دون أدنى شك، كانت تقصد هذه المنطقة، مع ابنها يسوع، والرسل، أثناء حياتها الزمنية بيننا، ومازال ذكراها حيا هنا”.
وأضاف: “إن مقاماتها المتعددة، والأسماء التي تحملها أراضينا، وقانا الجليل، وسيدة المنطرة في مغدوشة، ومقام ابنة عمران في القليلة، خير دليل على ذلك. مع العلم أن أول بازيليك في العالم على اسمها المبارك، وحالا بعدما سمج رسميا للمسيحيين ببناء الكنائس ودور العبادة، من خلال براءة ميلانو عام 313، شيدتها مدينة صور عام 314، قبل كنيسة القيامية وقبل كنيسة المهد، هذه البازيليك أصبحت نموذجا هندسيا لبناء الكنائس المسيحية في ما بعد. فمقام العذراء الجديد سيدخل حتما ضمن هذا التقليد العريق وهذه السلسلة الذهبية من مزارات العذراء المعروفة والمقصودة”.
وهذا المقام هو في الجنوب لأن أبناء الجنوب، مسلمين ومسيحيين، يكرمون العذراء مريم ويعتبرونها الأقرب إليهم، فهي إبنة منطقتهم، والأدرى بأحوالهم. وأعيادها منذ القدم، مساحة جميلة لجمعهم،أما القيم المريمية من وداعة وتواضع وحشمة ونخوة وضيافة وألفة ومساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف فهي من أهم الصفات التي يتحلون بها.
هذا المقام هو في الجنوب على تقاطع طرقات لبنان وفلسطين، لأن سكان جنوب لبنان وشمال فلسطين عاشوا بشراكة وتقاسم الأفراح والأحزان منذ القدم، حتى أن الكثيرين من شمال فلسطين حيث عاشت العذراء، كانوا يقصدون جنوب لبنان وعين إبل بالتحديد للمشاركة في ما بعد في أعياد السيدة العذراء”.
وتابع: “ولأن للعذراء مريم مزارات كبرى ترتقي إلى العالمية وقرب الحدود الشرقية للبنان والحدود الشمالية وعلى مقربة من البحر على الحدود الغربية وبقيت وحدها الحدود الجنوبية من دون مزار يطمح بأن يكون عالميا، لذلك، نرى الحاجة ماسة الى هذه المحجة الجديدة على حدودنا التي عانت الأمرين ولكنها بقيت عنوانا للصمود المقاوم والتضحية الفادية والمحررة”.
وقال: “بعدما بارك صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الأرض التي سيشاد عليها “مزار أم النور”، وقد كان راعي الأبرشية مع كهنة البلدة، وأهالي عين إبل، واللجنة المكلفة بذلك، قد اختاروا المكان واشتروا الواجب شراؤه من الأرض، وبعدما تبرع مهندسو الندوة الكتائبية، بوضع الخرائط الأولية للمشروع، بالتعاون مع مهندسين من البلدة، وبعد الاتصالات بشركات التنفيذ، والعديد من أصدقاء المشروع ومن بينهم مشاركون في هذا المؤتمر. وبما أننا في حاجة الى صلوات المشاهدين والمستمعين والى كل محبي العذراء للقيام بهذا المشروع الذي هو فوق طاقاتنا المادية، لذلك أردنا اليوم، أن نطل على اللبنانيين والمشرقيين وجميع الخيرين في كل مكان راجين مساعدتهم”.
وأضاف: “بعدما تكرس لبنان لقلب مريم الطاهر عام 2013 على يد صاحب الغبطة وبحضور بطاركة وأساقفة من كل الطوائف، وبعدما أصبح رسميا عيد البشارة عيدا وطنيا جامعا لكل اللبنانيين، يأتي اليوم مزار أم النور في عين إبل، وغدا ان شاء الله مزار سيدة حرمون في كوكبا لتعزيز المساحات المريمية في لبنان والشرق وترسيخ العيش الواحد، ولتجذر القيم المريمية المشتركة في القلوب، قيم السلام والمحبة ونبذ التعصب والتفرقة وتعزيز الوحدة والتحلي بالوداعة واللطف وحسن الضيافة والتعلق بالأرض والتمسك بميراث الاباء والأجداد. من هنا الحاجة الى هذا المقام”.
وختم: “كما أنه أخيرا سيكون محطة مهمة على “درب المسيح” في الجنوب، المشروع الذي نضع اللمسات الأخيرة لإطلاقه مع أساقفة الجنوب والرابطة المارونية ولجنة المناطق فيها والكثيرين الكثيرين من المتعاونين معنا والمتحمسين له. إذ نشكر من الصميم المركز الكاثوليكي للإعلام الذي أتاح لنا الفرصة للإطلالة عليكم، نتمنى لكم جميعا الخير كل الخير بشفاعة مريم أم النور وببركة الرب له المجد إلى الأبد، آمين”.
للوس
بدوره، تحدث للوس عن المزار، وقال: “عين إبل هذه البلدة الجنوبية الرابضة على حفافي الوطن، المتجذرة ابدا في التاريخ، تعيش اليوم عرسا وهي تتحضر للبدء بأعمال البناء لإقامة مزار للسيدة العذراء أم النور”.
وأضاف: “هذا المزار أرادته عين إبل ان يكون على مستوى الوطن ورمزا للوجود المسيحي في الجنوب وجسرا للتلاقي بين الطوائف، وحافزا لجميع اللبنانيين لكي يأتوا الى هذه المنطقة الجميلة من لبنان ويحجوا الى هذا المزار الجميل الذي هو في قلب بلاد البشارة وعلى مرمى حجر من الاراضي المقدسة التي وطأتها أقدام سيدنا يسوع المسيح”.
وتابع: “يتألف المزار من الأقسام الرئيسية التالية: البرج وهو عبارة عن ثلاثة أعمدة ضخمة تنطلق بارتفاع 54 مترا يعلوه تمثال للعذراء مريم ام النور تحمل إبنها يسوع بارتفاع 14 مترا. ويتضمن هذا البرج في اساساته تحت الارض قاعة متعددة الاستعمالات تتسع ل 400 شخص. وكنيسة دائرية واجهتها زجاجية على مستوى الارض تتسع لزهاء 150 شخصا واستراحة رئيسة فوق الكنيسة ومصاعد وأدراج لصعود الزائرين الى أقدام العذراء، ومبنى يتضمن غرفا للمنامة لاستقبال الاكليريكيين وسكن القيمين على إدارة المزار. وصالة اجتماعات ومكاتب للادارة، ومبنى يتضمن كافيتيريا وملحقاتها ومحال لبيع التذكارات، ومركزا للدخول ومبنى للحرس، دورات مياه ومنتفعاتها وحدائق واسوارا”.
ولفت إلى “أن المشروع هو من تصميم المهندس بول ناكوزي وفريق عمله الذين قاموا بذلك من دون اي مقابل، وقد استحصلنا على جميع الخرائط اللازمة والإذن بمباشرة الأعمال وتم التلزيم لشركة أبنية للبدء بالأعمال”. ونوه ب”المساعدة والدعم اللذين قدمهما صاحب الشركة السيد مارون الحلو للمشروع، وقد استكملنا أعمال الحفر والمشروع جاهز الآن لأعمال البناء، وتقدر تكاليفه بمليونين ونصف مليون دولار ومدة الاعمال قرابة سنتين”.
أبو ناضر
وألقى الدكتور أبو ناضر كلمة جاء فيها: “تماشيا مع رسالة مؤسسة النورج في تثبيت الوجود والدور المسيحي في قراهم وتفاعلهم مع محيطهم والعمل بكل الوسائل لتوفير العيش لهم بأمان وحريّة وكرامة ومساوات. تساهم مؤسسة النورج بالتعاون مع بلدية عين ابل ولجنة مزار سيدة أم النور في العمل على انجاح هذا المشروع من خلال التنسيق في ما بين مجموعات العمل التقنية والاعلانية والمالية”.
وأضاف: “تعتبر المؤسسة أن لهذا المشروع أهمية استراتيجية للاسباب التالية:
تحفز مواطني المنطقة على التمسك بأراضيهم، وعلى استثمار أملاكهم.
يوفر هذا المشروع نحو 50 فرصة عمل مباشرة وعشرات فرص العمل غير المباشرة في عين إبل ورميش ودبل والقوزح.
المساهمة في ايجاد سياحة دينية مما سيجلب آلاف الزائرين من المسيحيين والمسلمين على غرار ما نراه في سيدة حريصا، مار شربل، سيدة مغدوشة، سيدة بشوات التي أصبحت كلها مراكز تلاق لمختلف الطوائف اللبنانية.
سيوفر هذا المشروع مناخا ايجابيا بين مختلف أبناء القرى المجاورة ويحفزهم على التعايش الايجابي والتعاون الاستثماري”.
حجار
وفي الختام، تحدث حجار عن الحملة الإعلامية، فقال: “من طريق الشركتين اللتين أملك، سأقوم بحملة إعلامية وإعلانية، هدفها أولا إلقاء الضوء على مشروع بناء مزار “أم النور” وأهميته، للرأي العام اللبناني، من الناحية الدينية والسياحة الدينية في منطقة الجنوب اللبناني؛ وثانيا شرح فوائد المشروع على الصعيد الوطني.
– الحملة تقوم على 3 مراحل: حملة إعلانية على التلفزيونات، الإذاعات ولوحات الطرقات الثابتة والمتحركة (Led screens).
– توزيع منشور يتتضمن شرحا كافيا عن المشروع لأكثر من 15000 شخص، بالاسم، ممن يملكون الإمكانات للمساهمة في المشروع، وسنضع عليه عنوان البريد الألكتروني، بالاضافة الى رقم هاتف خليوي لتلقي اتصالات الراغبين في المساعدة 7/7 أيام و 24/24 ساعة.
– سيقوم فريق العمل في شركتنا بالتواصل مع هؤلاء الأشخاص مباشرة بغية البحث في إمكان التعاون والمساهمة في المشروع”.
وختم: “الحملة بمراحلها الثلاث تمتد حتى آخر سنة 2017، وفي ضوء النتائح التي نتوقع ونرجو ان تكون إيجابية، تقرر الخطوات اللاحقة”.