محمد عبد الحميد بيضون/المعجزة العونية : صرنا نشبه بريطانيا العظمى/نيّال اللي عندو عّم مثل عمو لجبران

153

المعجزة العونية : صرنا نشبه بريطانيا “العظمى”
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/25 حزيران/17

الهيئة الاشتراعية في بريطانيا تتألف من مجلسين، مجلس العموم المنتخب من الشعب ومجلس اللوردات House of Lords وهو مجلس يضم “النبلاء” الذين تمنحهم ملكة بريطانيا لقب النبالة اي اللورد.

لقب النبالة هذا يتم توارثه ضمن العائلة ومثله يتم توارث المقعد في مجلس اللوردات٠

ولكن من ناحية الصلاحيات لا يتمتع مجلس اللوردات الا بصلاحيات محدودة جداً وشكلية والصلاحيات الفعلية هي للمجلس المنتخب اي مجلس العموم٠

بالعودة الى لبنان فقد حاول جبران باسيل ان يربط إقرار قانون الانتخاب بإنشاء مجلس شيوخ جديد على أساس طائفي وبرئاسة مسيحي وربما كان يحلم هو برئاسته طالما ان مقعده في البترون غير مضمون علماً انه وفقاً لتصورات هذه الطبقة السياسية فإن لقب شيخ وعضوية مجلس الشيوخ تعتبر من إمارات النبالة

لكن محاولات باسيل لم تنجح لأن البلد لا يحتمل مجلسين للطائفية والفساد٠

هنا جاءت المعجزة : اذ انعقد في بعبدا يوم الخميس الماضي مجلس “العشرة” لوردات Lords ويبدو انه تم اختيارهم على ما يتمتعون به من جاه ومال وسلاح وميليشيات وارتباطات بالخارج والاهم من قدرة على مصادرة الدولة ومؤسساتها٠

مجلس اللوردات هذا أعلن بكل وضوح انه هو الحاكم بأمره وهو الآمر الناهي في كل الشؤون الداخلية التي تخضع لقاعدة واحدة هي المحاصصة اي اعتبار البلد املاك خاصة يتم تقاسمها بين هؤلاء٠

المجلس النيابي ومجلس الوزراء صاروا في خبر كان٠انهم مجرد اتباع أو مأمورين قيمتهم الوحيدة هي ارضاء اللورد وعائلته اما من ناحية الصلاحيات فهؤلاء يبصمون على ما يقرره مجلس اللوردات٠

المهم تحقق لجبران باسيل حلم اكبر من مجلس الشيوخ وطبعاً اهم من مقعد البترون٠لم يحصل على مقعد نيابي لكنه صار العضو الأهم في مجلس اللوردات الذي اصدر ما سمّاه “وثيقة” تحمل بصمات باسيل العشرة: في الشق”الميثاقي” مبهمة وغامضة وسطحية تحاول الالتفاف المبتذل على اتفاق الطائف وعلى الدستور٠

أما في الشق الاقتصادي فهي مجرد ترويج دعائي لمشاريع باسيلية لا يستفيد منها الا أطراف المحاصصة ويرفضها الشعب اللبناني وتعوم على الكثير الكثير من الشبهات.

اما للشق الاصلاحي فهو الإصرار على تعيين المحاسيب والأزلام تحت مسميات متنوعة لكنها تصب جميعاً في خانة الحرب على المواطن وعلى معيشته وتعزيز وتعميم الفساد الذي ينخر الجسم اللبناني كلما قال هؤلاء انهم سيحاربونه.

التيار الباسيلي سيضع يده على كل المراكز في التعيينات القادمة وسيكون لباسيل حاشية معتبرة تضاهي بطانات وحاشيات اللوردات الآخرين ٠

صرنا نشبه بريطانيا العظمى ولكن بالمقلوب: الشعب لا قيمة له وكل الامتيازات للمجلس الجديد٠

المثل الشعبي يقول : “نيّال اللي عندو مرقد عنزة بلبنان”٠ الْيَوْمَ صار المثل : “نيّال اللي عندو عّم مثل عمو لجبران”