جيري ماهر: خراب لبنان على يد حزب الله الإرهابي

130

خراب لبنان على يد حزب الله الإرهابي
جيري ماهر/الوطن السعودية/13 حزيران/17

في لبنان وبعد سيطرة حزب الله على كافة مرافق الدولة ومقدراتها لم يعد فيها ما يعتبر شرعياً أو نظامياً، فالاقتصاد تدهور والأمن تفلت، والمستقبل أصبح مصيره مجهولا، غطت النفايات شوارع بيروت وأنهار لبنان وبحيراته وجباله، فتحول من سويسرا الشرق إلى أكبر مكب للنفايات في المنطقة العربية بفضل ارتهان حزب الله وحلفائه لمحور الشر الإيراني – السوري وبيع السيادة بالريال الإيراني.

في جمهورية سيطر عليها حزب الله تحول كل شيء إلى فاسد أو منتهي الصلاحية، فتحول الدواء والطعام وحتى الماء إلى مواد فاسدة غير صالحة للاستخدام بتاتاً، وزادت التجارة بالمواد المخدرة، وكان لمقربين من حزب الله دور كبير في هذه التجارات وتسهيل ترويجها، وكان بعض أهم الشخصيات الذين قدموا غطاء للتجار والمروجين وزراء تابعين للحزب، وعلى رأس عملهم بفتاوى من المعممين العاملين تحت راية حزب الله.

لم تقف الأمور عند هذا الكم الكبير من الفساد، بل زادت عليه تدخلات حزب الله في سورية، واستهلاكه لموارد الدولة في حربه ضد الشعب السوري خدمة للنظام وإيران من خلفه، فحتى المؤسسة العسكرية اللبنانية تعرضت لضغوط من الحزب في عدد من المناطق اللبنانية، ومنع هذا الحزب الإرهابي قواتها من الانتشار وممارسة دورها الطبيعي في بسط الأمن على كافة الأراضي اللبنانية، فعلى سبيل المثال لا يحق للجيش والقوى الأمنية دخول مربعات حزب الله الأمنية دون تنسيق وموافقة الحزب، وكذلك لا يسمح للقوى الأمنية باعتقال مصنعي ومروجي ومتعاطي المخدرات أو السارقين والخاطفين والمجرمين دون موافقة الحزب الذي يغطي هؤلاء مقابل الحصول على نسبة من أعمالهم وتجاراتهم وعملياتهم التي يقومون بها من شمال لبنان إلى جنوبه بمقر رسمي لهم في البقاع، وتحديداً مناطق مثل بريتال في بعلبك التي تعتبر مقراً لعصابات منظمة تنتمي لحزب الله.

مؤخراً وبسبب سوء إدارة الجمهورية اللبنانية زاد الفساد ليصل إلى الطب، فسمعنا عن خروقات تحصل في المستشفيات وضحايا على أبوابها يسقطون وغيرها لا تقبل استقبال أي مصاب أو مريض دون التأكد من استطاعته دفع المستحقات، وزادت الكوارث في العمليات التجميلية لتسقط ضحية قبل أيام في أحد المستشفيات، وتنشر بعض وسائل الإعلام منذ أيام أخباراً عن فتاة لا تتجاوز الـ 26 سنة من عمرها انتحلت صفة طبيبة، ومارست المهنة في مجال التجميل لتتسبب في تشوه بعض السيدات في مدينة طرابلس شمال لبنان دون أن تتحرك الأجهزة المعنية للتحقيق في هذا الموضوع ومحاسبة منتحلة الصفة التي يغطيها بعض الضباط والمسؤولين هنا وهناك دون وجه حق للاستفادة من أصوات عائلتها في الانتخابات النيابية القادمة. وهذا ما يؤكد حجم الفساد في وطن كان قبلة العرب للسياحة والعلاج التجميلي، فتحول بفضل سلاح وتبعية حزب الله لإيران إلى وطن ممزق من الداخل وغير قابل للحياة، فهجره الآلاف بحثاً عن فرص أفضل للحياة بين الخليج العربي وإفريقيا، واللجوء إلى أوروبا في المراكب التي تنقل اللاجئين السوريين.

إن انتحال الصفات أصبح سمة تطبع عددا من مؤسسات وشخصيات وأحزاب لبنان، فميشال عون ينتحل صفة الرئيس القوي، وهو الضعيف الذي لا يملك قراراً دون العودة إلى حسن نصرالله موقعاً عليه وموافقاً ومؤيداً أو رافضاً له، وحزب الله ينتحل صفة المقاوم وهو ميليشيا إرهابية مجرمة قاتلة تابعة لإيران، وتعمل على تحقيق مصالحها في الوطن العربي، وترى حسن نصرالله منتحلاً صفة حفيد للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، ومؤخراً فتاة تحلم بأن تكون طبيبة، فانتحلت هذه الصفة، ومارست المهنة، فشوهت وجوه بعض النساء في طرابلس، وكل هذا نتيجة عجز الدولة عن القيام بدورها، فعجزت عن وقف هذه الجرائم في ظل تفلت السلاح غير الشرعي هنا وهناك، والقتل العشوائي على أسخف الأسباب، ومنها الخلاف على أولوية المرور أو الحصول على موقف للسيارة أو حتى على مذاق القهوة والنسكافيه على طريق شتورا في البقاع.

نعم هذا ما جناه لبنان من السقوط في أحضان المشروع الإيراني على يد حزب الله وسلاحه غير الشرعي، والذي يشكل خطراً على أمن لبنان واللبنانيين أكبر بكثير من الخطر الإسرائيلي على شعوب المنطقة كلها وليس على اللبنانيين فقط، ومن هنا ونتيجة للارتهان لإيران وحزب الله زاد الفساد والاختلاس في مؤسسات الجمهورية اللبنانية التي يرأسها ضابط فار من المواجهة إلى فرنسا وحليف حالي للحزب، ومن خلفه سورية وإيران، ولا يمكن إعادة النمو وإصلاح الخلل في هذه الجمهورية إلا بعد إنهاء سلاح حزب الله، وإصلاح المؤسسات من الفساد الذي يرعاه حزب الله بغطاء من رئيس الجمهورية ميشال عون وحلفائه.

إن رضوخ لبنان الرسمي لسلطة وسلاح حزب الله سيضعه في القريب العاجل في وجه عقوبات غربية عربية تزيد من أزماته الاقتصادية وتضغط عليه، فلا يعلم أحد إن كان سينجو من هذا الضغط مع كثرة الحديث عن زيادة الرقابة على المصارف وتجميد حسابات لمقربين أو داعمين أو متعاطفين مع الحزب الإرهابي. فهل سيعود بلد الأرز إلى رشده، وينزع عنه غطاء الإرهاب، ويتخلى عن إيران من أجل عروبته؟

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=34428