جيري ماهر: لا كسرى بعد كسرى/غابي عيسى قدّم وعودا لحزب الله والإيرانيين بتحسين العلاقات الأميركية الإيرانية، والعمل على منع فرض عقوبات على حزب الله من قلب واشنطن

211
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2016-09-11 10:39:26Z | | ÿg}„ÿr„†ÿt„†ÿ„Ó“¥†

لا كسرى بعد كسرى
جيري ماهر/نقلا عن جريدة الوطن/06 حزيران/17

يتجول قادة الحرس الإرهابي الإيراني بين العراق وسورية وبيروت وهم يجيشون الشعوب على الاقتتال والتحريض المذهبي والطائفي، تجدهم في العراق يشكلون حشدا إرهابيا معظم منتسبيه ولاؤهم لإيران على حساب وطنهم، والقسم الآخر منهم مغلوب على أمره يعمل جاهدا لتخليص أرضه من الإرهاب، فيجد نفسه يمهد لإرهاب من نوع آخر يقوده خامنئي من مدينة قم، محاولا إعادة أمجاد إمبراطورية بائدة لا يمكن بأي ظرف من الظروف أن تعود إلى الحياة.

نعم وصلت الإمبراطورية الفارسية إلى سورية ولبنان وأجزاء من مصر وجنوب تركيا وبعض من اليمن والعراق، ولكنها لم تستطع في يوم أن تدخل أرض المملكة العربية السعودية الحالية، ولم يصل نفوذها إلى شبه الجزيرة العربية، بل كانت تلتف من حوله لتصل إلى مصر، وفي ذلك حكمة لله، سبحانه، فلم يرد يوما أن تكون لهذه الإمبراطورية موقع قدم لها في هذه الأرض الطاهرة.

كثيرون لا يعرفون عن تاريخ الإمبراطورية الفارسية الكثير، ومن أبرز القضايا أنها لم تتعرف على أي ديانة قبل الإسلام، وكان أكثرهم من عبدة «المجوسية» والسعي حول تطوير وأحياء معابد النار، وكان الاعتقاد السائد في وقتها أن هناك إلهين في الكون هما إله النور، وإله الظلام، وأنهما يتنافسان على حكم الكون، من هنا نجد أن عظمة وحجم امتداد هذه الإمبراطورية لم يكن في أي وقت على أي أسس دينية، وتاريخهم وأجدادهم وماضيهم كله مبني على عبادة النار والشرك بالله، وأنهم لا يملكون سلالة نظيفة تعود إلى مسيحي أو يهودي قبل الإسلام، وهذا ما جعلهم من الأكثر حقدا على الدين الإسلامي بعد أن حول إمبراطوريتهم إلى تاريخ فقط دون أي وجود حقيقي على الأرض بعد أن بدأت الفتوحات الإسلامية في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- الذي أمر خالد بن الوليد بتحرير العراق الذي كان يعتبر مركزا وثقلا اقتصاديا للإمبراطورية الفارسية، فبدأ عشرات الآلاف من عبدة النار بالتحول إلى الإسلام والإيمان به، وبدأ منذ ذلك الحين انهيار هذه الإمبراطورية البائدة.

وصل الخميني بطائرته المشؤومة إلى طهران قادما من فرنسا ومحملا بكيل من الأفكار الشيطانية التي بدأ بها التحضير لضرب المجتمعات العربية والإسلامية وزعزعة أمنها واستقرارها، وفي رأسه أهداف تتجاوز السيطرة الكاملة على إيران، بل وصلت به إلى التفكير والتحضير لاحتلال عواصم عربية، وضرب أنظمة الحكم فيها، والسعي إلى زرع تنظيمات شيعية إرهابية في المنطقة هدفها مساعدة نظام المجرم الحالم بإعادة أمجاد إمبراطورية عبدة النار إلى الحياة من جديد، وبدأ الإرهاب بالظهور تحت مسميات وأشكال مختلفة لم يكن أولها تنظيم القاعدة، ولم يكن آخرها حزب الله، وتحول حلم الخميني إلى مشروع تعمل كافة أجهزة ومقدرات الجمهورية المجوسية الإيرانية على تحقيقه، فكانت البداية بمحاولة اغتيال أمير الكويت واستهداف مؤسسات وشركات وسفارات أميركية في الخليج وبيروت وعدد آخر من الدول، ووصل به الجنون إلى استهداف معبد يهودي في الأرجنتين وتحريض مجموعات على استهداف مكة المكرمة ومواسم الحج والعمرة في السعودية، واستمر هذا المشروع بالنضوج والتطوير بعد استلام الخامنئي للسلطة في إيران وإتمامه مشروع زرع خلايا إرهابية في العراق والعوامية والبحرين واليمن ولبنان والكويت بمساندة من شيعة عرب غرر بهم وتحولوا إلى حطب لناره المشتعلة، والتي لم تكن يوما لترحم كل من هو من نسل عربي مسلم، فهناك حقد دفين لدى هذا النظام على المسلمين من جهة، والعرب من جهة أخرى، لأنهم دمروا إمبراطورية عبدة النار، وقضوا على طغيانها وإرهابها القديم، وسقطت على يد خالد بن الوليد وجيوش المسلمين.

لم يتوقف مشروع خامنئي عند تأسيس خلايا وتنظيمات إرهابية شيعية تحت غطاء المقاومة في لبنان أو العراق، بل تعداه لتحويل بعض المسيحيين إلى أتباع كما حصل في لبنان الذي تحول فيه ميشال عون إلى أداة يحركها الخامنئي كما الدمى في صالات العرض، ويستغلها لتحقيق مصالح جمهوريته، فأصبح عون من أكثر المدافعين عن ولاية الفقيه من جهة، وتنظيم حزب الله الإرهابي من جهة أخرى، وتعداها ليصبح من أشرس المدافعين عن حلفاء إيران كنظام بشار الأسد الذي وصفه ترمب مؤخرا بالحيوان، ولم يتوقف عون هنا، بل ها هو يعمل جاهدا بحسب المعلومات المتداولة على تعيين سفير للبنان في أميركا من أكثر المؤيدين لحزب الله والنظام السوري، وهو مهندس العلاقات بين عون والأسد، وهو «غابي عيسى» الذي قدّم وعودا لحزب الله والإيرانيين بتحسين العلاقات الأميركية الإيرانية، والعمل على منع فرض عقوبات على حزب الله من قلب واشنطن، مستغلا شبكة علاقات له مع دبلوماسيين وسياسيين أميركيين، وهذا ما يجعلنا أمام خطر كبير من وصول أحد أكثر الشخصيات عداء للسعودية والخليج العربي، والأكثر دعما للأسد وحزب الله إلى قلب واشنطن سفيرا لجمهورية تقبع تحت احتلال وسطوة سلاح حزب إرهابي يعتبر فرعا من أفرع الحرس الثوري الإيراني، وهنا نتحدث عن حزب الله.

في النهاية رسالتنا إلى القيادة في إيران، لا تحلموا بالوصول إلى قلب السعودية مهما زرعتم إرهابيين هنا وهناك، ولن تستطيعوا أن تعيدوا أمجاد إمبراطورية بائدة انتهت ولم يتبق منها إلا الذكريات والأحلام التي لن تتحقق في إعادة أمجاد إمبراطورية بائدة انتهت ولن تعود.. نعم واليوم في عهد سلمان بن عبدالعزيز نكرر أنه لا كسرى بعد كسرى.

جيري ماهر/نقلا عن جريدة الوطن/06 حزيران/17

http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=34363