محمد سلام: قنبلة الأنفاق الأميركية…هل يقابلها ‘نفاق’ لبناني مع حزب الله

120

قنبلة الأنفاق الأميركية…هل يقابلها ‘نفاق’ لبناني مع حزب الله !؟
محمد سلام
Lebanon360
20 نيسان/17

هل تدخل أميركا التاريخ بأنها وحدت لأول مرة لبنان وسوريا جغرافياً ومناخياً بغض النظر عن المفاعيل السياسية لمثل هذه “الوحدة”؟؟؟
الجواب هو عند الرئيس دونالد ترامب وأداة التوحيد هي “أم قنابله” التي ضربت أطنانها العشرة مدينة أنفاق داعش في أفغانستان ووصل دوي إنفجارها إلى “المدن الأنفاق” التي أقامها حزب السلاح الإيراني وجبهة أحمد جبريل في سلسلة الجبال الشرقية ومحيطها وهو ما يفصل لبنان مناخياً عن سوريا منذ العصر الجويولوجي الذي ضرب المنطقة وشق سلسلة الجبال، مكوناً “وادي البقاع” في الوسط بين سلسلة غربية مطلة على البحر وشرقية مطلقة على العمق السوري الأجرد.

أميركا، التي هزمتها عسكرياً في فيتنام أنفاق الثوار على الرغم من تفوقها الناري الهائل جواً-براً-بحراً، ظلت تبحث عن وسيلة للتغلب على المدن الأنفاق. فإبتكرت القنابل الخارقة للأنفاق والتحصينات (Bunker Buster Bomb) لكنها واجهت تحدي زيادة سماكة التحصينات كلما زادت قوة قنبلتها، ففشلت عملياً في إبتكار وسيلة لإختراق الأنفاق إلى أن أوجد المخترع العسكري  ألبرت وييمورتس في العام 2002 مقاربة جديدة لقتل سكان الأنفاق أولاً ثم تدميرها.
فكانت الفكرة تقتضي إيجاد قنبلة “عصف هوائي” هائل تنفجر “خارج الأنفاق” ويتسلل عصفها إلى داخل الأنفاق فيقتل من يحتمي بداخلها ويفجرها من الداخل. فكانت “أم القنابل” أو (Massive Ordnance Air Burst) التي لم تستخدم سابقاً في أي حرب، إلى أن إستهدفت قاعدة لداعش في سلسلة كهوف وأنفاق جبلية بأفغانستان فأبادت من كان بداخلها … ودمرتها.
إستهداف كهوف وأنفاق داعش بعد قصف مطار الشعيرات كان عبرة، أي أكثر من رسالة، لكل المدن الأنفاق ذات التصميم الكوري الشمالي والموجودة في كوريا الشمالية وإيران  وسوريا ولبنان. عبرة فهمتها كوريا الشمالية وفهمتها إيران وفهمها حزب السلاح الإيراني … أيضاً.

عبرة كان وقعها في سوريا ولبنان تحديداً صاعقاً لأن “غالبية” المدن الأنفاق (غالبيتها وليس كلها) موجودة في مناطق غير مأهولة، ما يجعل تدميرها يصنف ضمن “العمليات الحربية النظيفة” لأنها لا تقتل مدنيين.

والعبرة كان وقعها في سوريا ولبنان صاعقاً أيضاً لأن ترامب نفذها بعد قصف مطار الشعيرات، بمعنى أن ترامب يهدد ويضرب، وليس نمراً من ورق كأبو حسين أوباما يزأر ولا يعض، بغض النظر عن كل ما حفلت به وسائل إعلام مقاهي الشوارع من تحليلات عن جدوى قصف مطار الشعيرات، وعدد الذين قتلوا، ومدى الدمار، وفي أي أجواء مرت الصواريخ.

والعبرة كان وقعها في سوريا ولبنان صاعقاً أيضاً وأيضاً لأنها تزامنت مع الكشف عن المخطط الأميركي الموسع لتجفيف أموال حزب السلاح الإيراني ومن يتحالف معه ويتشارك معه من لبنانيين وسوريين وأعراب ملثمين.

وما زاد من حدة العبرة هو نشر وكالة أسوشيتد برس الأميركية للأنباء خبر خطة التسوية الأميركية الرباعية التي تنص صراحة على رحيل بشار الكيمياوي، ولا تتضمن أي ذكر لأي وجود إيراني في سوريا، إضافة إلى التصريح الأميركي الواضح لجهة أن الأراضي التي تستعاد من داعش “ستعاد لأهلها السنّة” ما يطرح جدياً مصير وجود حزب السلاح الإيراني في ريف دمشق وريف حمص وصولاً إلى القلمون والقصير على حدود لبنان.
وتزامنت العبرة مع تزايد زيارات المسؤولين الأميركيين، من عسكرين وإستخباراتيين، إلى منطقة البقاع والحدود الشرقية وسط تردد “أحاديث” عن شحنات أجهزة مراقبة إلكترونية لنشرها على الحدود مع سوريا والتي لن تكون متخصصة في مراقبة تحركات داعش فقط، بل لن تستثني تحركات حزب السلاح الإيراني أيضاً.

أما موضوع شبكة الرقابة الإلكترونية التي تريد أميركا نشرها في مطار رفيق الحريري الدولي وما يثار حولها من إعتراضات حزب السلاح الإيراني فهو، إذا صح التعبير، “عبرة العبر” لسببين فائقي الأهمية:
*1*مطار رفيق الحريري الدولي ليس معروفاً عنه أنه منصة لتنقلات داعش وغيرها ممن هم مثلها، بل على العكس، هو متهم بأنه منصة لتحركات حزب السلاح الإيراني ومحور ممانعته وجماعة نظام بشار الكيمياوي، ما يعني بوضوح شديد أن مهمة الرصد الإلكتروني تستهدف هؤلاء بالتحديد.
*2*شبكة الرصد الإلكتروني الأميركية هذه مرتبطة بخادم “سيرفر” خارج لبنان وترسل إليه مباشرة ما ترصده، كل ما ترصده وتصوره، من أمتعة ومحتواها، وأسماء مسافرين، وصورهم وهو ما يشل حرية الحركة التي يتمتع بها حزب السلاح الإيراني والمحور التابع له في ما صار يعرف شعبياً بإسم “مطار الخميني في ضاحية حسن” كما يحرم الحزب ومن يتعاون معه، “نسبياً”، من الإطلاع على المعلومات التي ترصدها الشبكة والإستفادة منها.
حزب السلاح الإيراني يستشعر جدياً تصاعد الخطر الذي يحيط به، في سوريا ولبنان على حد سواء، لذلك بدأت أقلامه تروّج لتجميل صورته عبر الإيحاء بأنه يقوم “بتطهير صفوفه” وطرد غير المنضبطين ليستعيد “سمعته وإشراقه”… ألخ في البيئة اللبنانية.

حزب السلاج الإيراني تلقى عبرة قنبلة الأنفاق الأميركية وبدأ يستبق تهديدها بحملة نفاق. فهل سيجد منافقين لبنانيين يرحبون به ويعانقوه وعفى الله عما مضى؟؟؟ “ما حدا أكبر من بلدو”.
المصدر : Lebanon360 خاص