عقل العويط في تعليق له على نتائج انتخابات نقابة المهندسين: سنلاقيهم وسنواجههم في الاستحقاقات الكبرى المقبلة

124

سنلاقيهم وسنواجههم في الاستحقاقات الكبرى المقبلة
عقل العويط/النهار
08 نيسان/17

المهندسات والمهندسون فعلوها أخيراً. وقد فعلوها جيداً، وبطريقة ممتازة. أقصد بطريقة ديموقراطية “باب أول”.

بحكمة، بوضوح، بروية، بحزم، وبرؤية منهجية وعملانية، ذهب جاد تابت ومعه زميلاته وزملاؤه المدنيون، جميع المدنيين، إلى انتخابات نقابة المهندسين. وواجهوا الاستحقاق بوعي نادر، وبتبصر خلاّق، وبإرادة موحدة، وبانفتاح حيوي. وها هم يفوزون، وها هي الديموقراطية تفوز بهم، ومعهم.

هي الديموقراطية إذاً التي فازت. وستفوز حيث يجب، قريباً، وعاجلاً. وستفوز آجلاً. وفي كلّ مكان. وهي ستفوز أولاً بإرادة الديموقراطيين المدنيين الأحرار المستقلين الخارجين على قوى السلطة، وعلى تحالفاتها التي لا تجمعها إلاّ المصالح والصفقات.

لقد فاز صديقنا و”رفيقنا” المهندس جاد تابت بمنصب نقيب مهندسات بيروت ومهندسيها بفارق واحد وعشرين صوتاً، وهو فارقٌ كافٍ لأخذ العبر، كلّ العبر، وللانطلاق من هذا الاستحقاق للتأسيس للاستحقاقات المقبلة، النقابية وغير النقابية، بالجدية التي يتطلبها التغيير الحقيقي.

التغيير الحقيقي هذا، يفترض الإيمان بالقضايا، والعمل من أجلها، بنزاهة، وتضحية، وتنازل عن الأنا المضخمة، في سبيل الخير الوطني والمجتمعي والسياسي العام.

مطلوبٌ منكَ أيها النقيب العزيز أن تباشر مهمتك المستحيلة فوراً. هذه المهمة المستحيلة يجب أن تصير أمراً ممكناً وواقعاً، لأنكَ نظيف وخلاّق وآدمي وصاحب رؤيا وإرادة.

عليك أن “تحرّر” النقابة من كلّ الأثقال المهينة التي حمّلوها إياها، وأن تجعلها منصة لاستعادة الأمل بالمهنة، بمهنة الهندسة، لتكون تجربتك مثلاً يحتذى لأهل المهن الواقعة تحت نير السلطة وقواها المتحكمة بمصالح الناس، والسارقة أموالهم، والمنتهكة سعادتهم، كي ينتفضوا، ويحرّروا نقاباتهم ومؤسساتهم من أهل الفساد والرشوة والنهب والتشويه والبشاعة والانحطاط الأخلاقي والمهني والقيمي.

يحق لنا أن نحلم. ابتداءً من هذه اللحظة بالذات، يجب أن نبلور أحلامنا، وأن “نخطط” معاً لجعلها ممكنة التحقق.

أمامنا أيها المدنيون الديموقراطيون الأحرار مهمات مستحيلة أخرى، يجب أن نجعلها مهمات قابلة للتحقق.

أمامنا الاستحقاق النيابي قريباً. يجب أن تفعلوا المستحيل لانتزاع المستحيل.

وبناء على هذا العزم، وهذه الرؤية المشتركة، يمكننا أن “ندعو” قوى السلطة، وأحزابها، وتياراتها الطائفية والمذهبية، وقواها المالية إلى المواجهة.
سنلاقيهم، وسنواجههم معاً. هذا ما يجب أن نفعله معاً.

كونوا ع السمع. أوعا تتأخروا!