راجح الخوري: أيام إيرانية صعبة في سوريا

30

أيام إيرانية صعبة في سوريا؟

راجح الخوري/النهار/10 آذار 2017

يستشيط الإيرانيون غضباً مما تتجه إليه التطورات المتسارعة في سوريا، تكاد كزكزة أسنانهم ان تطغى على دوي قذائف حليفهم بشار الأسد، الذي فاجأهم بأنه يلحس تواقيعه والتزاماته معهم كما مع غيرهم، والسؤال الذي يبرز الآن: هل بدأت إيران تواجه أياماً واستحقاقات عصيبة في سوريا لم تكن تتوقعها؟

قبل أن يحط بنيامين نتنياهو أمس في موسكو ويعقد القمة السادسة مع فلاديمير بوتين في خلال عشرين شهراً، والتي ركزت على خطط اسرائيل المتفق عليها مع روسيا، لمواجهة التهديد الإيراني الذي يحاول بناء “جبهة شمالية” تمتد من الناقورة الى الجولان، كانت سفيرة أميركا في الأمم المتحدة نيكي هالي تتحدث بما يوحي بإتجاه الى حل لا يريح طهران إطلاقاً:

“ان الأمر يتعلّق على الأرجح بحلٍ سياسي الآن، وهذا يعني في الأساس ان سوريا يمكن ألا تظل ملاذاً آمناً للإرهابيين… ومن المهم ان نعمل على إخراج ايران ووكلائها من سوريا، ويجب ان نتأكد من أننا كلما أحرزنا تقدماً نؤمن الحدود لحلفائنا ايضاً”.

أي حدود وأي حلفاء؟

لا داعي الى التبصير، انها المسافة الممتدة من الجولان الى الناقورة، والتي كانت أمس ملفاتها والاتفاقات السابقة في شأنها، مداراً للبحث بين بوتين ونتنياهو.

وفي السياق أفادت المعلومات الواردة من موسكو انه تمت دراسة “فرض رقابة على نشاط القوات التي تديرها ايران في سوريا”، لكن موسكو نفتها لاحقاً، وكانت صحيفة “أيزفستيا”، نشرت تقريراً فيه أن نتنياهو يسعى الى تعزيز الآليات المشتركة للرقابة والرصد في المناطق القريبة من الحدود الشمالية، والى بروتوكول جديد يوفّر لإسرائيل الحصول من روسيا على المعلومات الكاملة عن كل التحركات على تلك الحدود “ويطالب بفرض رقابة دقيقة على نشاط القوات الشيعية الحليفة للأسد”!

وليس خافياً ان الاتفاقات السابقة بعد التدخل الروسي في أيلول من عام ٢٠١٥، تضمنت عدم الاعتراض على النشاط الجوي الإسرائيلي فوق الأراضي السورية والموافقة على العمليات البرية لضمان أمن اسرائيل.

من خلال كل هذا يمكن فهم ما اعلنته “حركة النجباء العراقية” وهي الميليشيا التي يديرها “الحرس الثوري” في سوريا عن تشكيل “فيلق لتحرير الجولان السوري المحتلّ… ولن نخرج من سوريا حتى خروج آخر إرهابي”.

لكن المفاجأة المتصاعدة وغير المتوقعة عند الإيرانيين، انهم اكتشفوا ان الأسد يتعمّد المماطلة وتأجيل تنفيذ خمسة اتفاقات إستراتيجية كان قد وقعها معهم، وذلك بسبب تلقيه تحفظات روسية صارمة واعتراضات من قوى عسكرية داخل النظام، واذا كانت طهران قد ردت على هذا حتى الآن بوقف تزويد سوريا المشتقات النفطية وتأخير إرسال سفير جديد الى دمشق، فمن الواضح الأسد يلعب على حبال الجميع وان الحسابات السورية لإيران ستواجه أياماً صعبة!