الكولونيل/شربل بركات: الكوتا النسائية

67

الكوتا النسائية
الكولونيل/شربل بركات/08 آذار/17

مبارح شفت برنامج على OTV عن الكوتا النسائية وترشيح المراة للأنتخابات النيابية والهيئة هيدا موضوع الساعة ومش عم قول انو موضوع منو مهم أنو تكون المراة هلي هي الأم والزوجة والرفيقة ونصف المجتمع ممثلة بالندوة البرلمانية. بس زيادة التركيز على الموضوع راح يفقدو قيمتو بالتاكيد.

ما بعرف إذا هاللي عم يقودو التحرك الاعلامي شايفين شو في حولن يعني كيف انو في ثقافة جديدة عم ترجع تفرض على المرأة الزي هاللي لازم تلبسو وتعاملا وكأنها درجة تاني بالمجتمع والمرأة عم تقبل هالموضوع ونحنا كمان وعم نتعايش معو وعم نشوفو بالمدارس وبالاعلام وبالطريق وبالمول وين ما كان بلبنان وبالعالم. يمكن من هون منفهم اصرار البقية من النساء “المتحررات” نوعا على المطالبة بحقوق أكبر للمرأة وبدور سياسي في قيادة المجتمع وهيدا طبيعي كردة فعل.

المرأة تختصر في حضارة اليوم بصورتين الأولى شكل جميل بيتشابه نوعا ما ويصنّع في مصانع التجميل ويفّرغ من انوثته لأنه مطلوب كشكل لا كمحتوى. من جهة أخرى في صورة ثانية عن المرأة تشبه الأولى لأنها بتغطيها بكل القيود الممكنة من الحجاب والنقاب إلى عدم الخروج من المنزل بالاضافة لكافة أنواع القيود الحاجبة للشكل تيبقى هيدا الشكل من حق الزوج فقط. والصورتان لا تختلفان من حيث الجوهر وهما وجهان لعملة واحدة تعتبر المرأة شكل مفرغ من قيمته الانسانية ودوره في قيادة المجتمع.

النظرة الأولى هي من صنع حضارة الانفلات الكامل هاللي لخصت المرأة بجهاز جنسي وصوّرتها كجسد فقط غير مرتبط حتى بقيم الخلق هاللي تعتبر أساسية جدا بتكوين دورها وهي بتاجر بهالجسد شكلا وبتستغل كل ما حوله.

أما الثانية فركزت على دور المرأة كمكينة تفقيس تقتنى لهذه الغاية وتحفظ داخل البيت وما الها دور خارجه ولكنها ايضا بقيت آلة لاثارة الشهوة الجنسية وتمتع الزوج بها الجهة دون غيره.

أما الأنوثة والرقة والجمال والخلق والابداع فهي بعيدة كل البعد عن الصورتين وبمجرد ما تكون المرأة تسعى للمطالبة “بحقوق” فهي تنتقص من قيمتها لأنها بهالطريقة بتكون عم تخفف من دورها وعم تطلب من غيرها يقيم هالدور. المرأة منتعرف عليها أول ما نخلق بصورة الأم وهي المدرسة وهي الملجأ وهي المرشد وبعدين منبلش نشوفا اللطف والرقة هاللي بيكمل تهذيبنا وبيفرض حالو علينا وبخلينا نتعلق فيه. وهيك منترك كل شي ومنلحقو وهيدا الشخص هاللي عندو كل هالطاقة عم يطلب مننا انو نحددلو قدرتو؟

صحيح بعالم اليوم في اجحاف بحق المرأة بصورة عامة لأنو بالدول الغنيية و”المتطورة” الغت النظم الاجتماعية والحاجة كتير من حرية المرأة فصارت مجبورة تشتغل أكتر من الرجال تتأمن معيشتها وهيك ما عاد عندها وقت تنتبه على كل شي تاني، حتى الجنس صار ممكنن ما في وقت للشوق وللرومنسية، وبعدين للعيلة وشد الروابط بين بعضها. وهيك صار التفكك أسهل وصار الخوف من الوحدة والانعزال سبب لدفع كل شي صوب الانفلات هاللي بوصل أسرع للاستوحاد.

لكن الحل التاني هاللي جرب يقدمو النوستالجيين أو “الرجعيين” منو أفضل لأنو كمان وضع المرأة بين حلين تنينن صعبين وبيشبهو بعض: بين الحجاب والبيت ورغبة الرجال المزاجيي من جهة، والاستوحاد والشغل الطويل من جهة تاني. فهل انو هاللي سمحو بموجة التحجب وانتشارها بالعالم ما بدن يعطونا حل تالت وما بدن يخلو المرأة يعني “العنصر الجميل واللطيف والمبدع” في احيان كتيري يرجّع دورو ويعطي للعالم وج حلو بزمن الاختراعات المتسارعة هاللي خلت العالم كلو يصير ضيعة صغيرة وسهلت كل الاعمال وفيها كانت تخلينا نرتاح من كتير من الشغل ونتفضى لاشيا أجمل وأحلى بتجمع الناس بدل ما تفرقا؟

تنرجع لموضوعنا بالكوتة النسائية شفت احصاءات كمان عن عدد النساء وليش لازم يكون الن عدد نواب أكبر كأنو ما كفانا نشتغل بالكوتا تبع الطوائف وما في اختلاف على شي وبس ناقصنا شي موضوع نختلف عليه جابولنا موضوع جديد تنتجادل.

فإذا كانت المرأة فاضية الاشغال هالقد بلبنان تتشتغل بالسياسة اهلا وسهلا فيها بس ليش بدكن تفصلولا دور وعدد وكوتا، تركوها تتقدم وتثبت حالها عمهلها يمكن تصير متل كل الدول البسموها “متقدمة” وتسيطر عالبرلمان والحكومة ويصيرو كلن نسوان مين قال لأ؟ مهني الرجال هلق صارو بدن يقلدو النسوان حتى بموضوع الجنس هاللي شاغل كل العقول وصارو الوزرا بيتجوزو رجال كمان بدون مشكل مهاك ماشي الموضة. بس هاللي بدي قولو انو عدد النسوان المتفضيين للسياسة وعم يعملوها شغلتن هوي هاللي بحدد عددن بالندوة البرلمانية مش عدد كل النساء بالبلد.

بس برأيي لازم بلبنان الرجال يطلبو من هلق تحديد كوتا لعدد الرجال بالبرلمان إذا النسوان بالفعل قرروا يخوضو الانتخابات لأنو يمكن ما يعود يطلعلن، بهيك طقم سياسي، حدا.