محمد سلام/لبنان على مفترق طرق: وداعاً أم إلى اللقاء في القلمون؟

65

لبنان على مفترق طرق: وداعاً أم إلى اللقاء في القلمون؟

محمد سلام/نقلاً عن موقع ليبانون360

 23 شباط/17

“لبنان على مفترق طرق.” و “لبنان في عين العاصفة.” و “لبنان يعيش أخطر لحظات وجوده منذ تأسست فكرته قبل 100 عام.”

ثلاث عبارات مخيفة خرجت بها من ثلاث جلسات نقاش مع ثلاثة دبلوماسيين من ثلاث قارات يتابعون تفاصيل الشأن اللبناني عن كثب. كلهم أكدوا أن دولهم “تحب لبنان” وتتمنى “الحفاظ عليه” فيما سأل “كبيرهم”: “هل تعتقد أن اللبنانيين يعون خطورة المرحلة ويعرفون أن أي زلة قدم، بل أي زلة لسان، يمكن أن تحول لبنان إلى فصل في كتب تاريخ وجغرافيا الشرق”؟

أردت أن أهرب من الجواب، فسألت محدثي: وماذا عن سوريا؟ أليست هي نموذج مستقبل المنطقة؟

فأجابني الدبلوماسي المحنك أيضاَ بسؤال: “طالما أنكم تعرفون أن ما يجري في سوريا هو الذي سينتج نموذج المنطقة، فلماذا تحشرون أنفسكم سياسياً في ما يجري في سوريا وتغطون، بل تتبنون، في لبنان ميليشيات تقاتل في سوريا وتنتشر في لبنان”؟

وأضاف: “أميركا تهدد إيران، وإيران تأمر حزب الله بتهديد إسرائيل، وفجأة يتبنى لبنان حزب الله ويقول من أعلى منصب سياسي فيه إن هذا الحزب مكمّل للجيش اللبناني.”

“إسرائيل اليوم ضربت قاعدة تخزين صواريخ للجيش السوري يستفيد منها حزب الله في منطقة القلمون على الحدود السورية-اللبنانية فقتلت ودمرت وردت على الموقف اللبناني. فهل قرأتم الرساله أيها اللبنانيون”؟

وكشف المصدر الزائر أن وفداً عسكريا من قوات الأسد زار إيران مؤخراً للبحث في مسودة إتفاقية لإقامة قاعدة جوية إيرانية في منطقة القلمون-القصير، وعندما عاد الوفد إلى سوريا أبلغتهم روسيا رفضها المطلق السماح بإقامة قاعدة إيرانية، سواء جوية في القصير أو بحرية في بانياس”

وإعتبر المصدر أن الغارة الإسرائيلية على القلمون هي رد “أميركي-روسي على محاولة التلاعب الإيرانية بالخارطة الجيوسياسية التي يعدّها الكبار في سوريا.”

فهل يقرأ قادة لبنان هذه التطورات جيداً؟

وسأل: “هل لاحظتم أن الرئيس المصري والملك الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية الأميركي السابق إجتمعوا في مصر قبل سنة لبحث مصير القضية الفلسطينية؟”

“هل فهمتم أيها اللبنانيون أن إجتماعاً جرى لتحديد مستقبل الشعب الفلسطيني ولم يشارك فيه فلسطيني واحد”؟

وأعرب الدبلوماسي الزائر عن إنزعاجه وإمتعاضه من “محاولة لبنان حشر أنفه في ما هو أكبر منه.”

ناقشته بنظرية “أهل البيت” وقلت له: “ولكن حزب الله الذي تتهم لبنان بتبنيه هو مكوّن لبناني”.

ضحك الدبلوماسي الزائر بلؤم وقال لي ما أخافني فعلا على مصير البلد. قال: “اتذكر حكومة فيشي التي ألفها النازيون من وزراء فرنسيين أثناء الإحتلال النازي؟

 ألم تكن تلك الحكومة مؤلفة من مكونات فرنسية؟

ماذا حل بها وبأعضائها عندما إنقلبت موازين القوى في أوروبا؟”

الدبلوماسي الثاني لخّص الوضع، وفق رؤيته، بقوله إن “جديد لبنان أسوأ من ماضيه.

أنها المرة الأولى التي تشكو فيها إسرائيل لبنان إلى الأمم المتحدة على خلفية موقف لرئيس جمهورية لبنان، بعدما كانت كل الشكاوى الإسرائيلية السابقة على خلفية مواقف ياسر عرفات أو حسن نصر الله أو غيرهما.”

“كان لبنان دائماً يطالب مجلس الأمن الدولي بأن يلزم إسرائيل بتنفيذ القرارات الصادرة عنه، اليوم الأمم المتحدة، لا إسرائيل، تطالب لبنان بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي. نعم جديد لبنان أسوأ من قديمه.”

الدبلوماسي الثالث، وهو عربي بالمناسبة، أصر على التفاؤل مشدداً على أنه “صحيح وضع لبنان مأزوم، وصحيح أن لبنان يعاني من عدو يقيم في قلبه، ولكن سيخرج من أزمته بإذن الله. إلى اللقاء لبنان لا وداعاً.”

إلى اللقاء أين؟ سألت…

“إلى اللقاء في القلمون ومحيطه بعد أن يخرج منه من إحتله ويعود أهله إليه بحماية دولية.

المناطق الآمنة ستقوم في سوريا، وستكون خالية من القوى غير السورية، وستكون محميّة دولياً.

هذا قرار كبير … سينفذ،” أجاب.