محمد عبد الحميد بيضون: عن اَي احزاب يُخبرون؟

239

عن اَي احزاب يُخبرون؟
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/20 كانون الثاني/17

رئيس الجمهورية يقول للبنانيين اقترعوا للأحزاب وليس للأفراد ويعتبر ان الأفراد قوة ضائعة وغير فاعلة ضمن مجلس النواب وان الأحزاب تقوم بإنجازات !!!

هذا الكلام يستدعي عدة ملاحظات:

أولاً : أين هي الأحزاب اللبنانية؟

ليس في لبنان احزاب بل ميليشيات متسلطة بالسلاح والارهاب وممولة من الخارج وتعمل لمصلحته ضد مصالح البلد وتسمي نفسها زوراً احزاب.

الاخرون تجمعات حول إقطاعيات متعلقة بالشخص أو العائلة المبادئ الاساسية فيها هي التوريث والمحسوبية والزبائنية وطبعاً الفساد المستشري والاكيد انها تتمتع بحماية السلاح غير الشرعي ثمناً لسكوتها عن “جرائم” هذا السلاح.

اما الأشخاص المنضوين في هذه الأحزاب -الإقطاعيات فمعظمهم من معدومي الكفاءة وكل مواهبهم تتركز على التملق والتزلف لارضاء غرور الزعيم وامتداح “عظمته” و”عبقرية قيادته”.

أما الأحزاب التي تعتبر نفسها عريقة فهي بفعل الوصاية تحولت الى اجهزة مخابرات أو الى رديف للميليشيات تتمول منها وتأخذ السلاح منها وتقوم بالعديد من المهمات التي لا تريد الوصاية ان تتلوث بها.

المهم ان كل هذه الميليشيات والاقطاعيات هي عبارة عن بؤر طائفية ومذهبية ليس لها اَي ولاء وطني أو هوية وطنية وكل برامجها تنحصر بالتحريض الطائفي وبالخدمات الزبائنية على حساب الدولة والمال العام٠

ثانياً : المجلس النيابي الحالي يضم اكثر من مئة نائب من المنضوين في هذه الأحزاب المزعومة فما هي إنجازات هؤلاء سوى التمديد لأنفسهم وإنفاق اكثر من ١٢٠ مليار دولار دون اَي مردود سوى اغراق البلد بالفساد والنفايات حتى راج تعبير النفايات السياسية للدلالة على مجمل الطبقة السياسية٠اين هي الإنجازات ؟

ثالثاً : هذا الكلام يؤشر الى نوايا الثنائية المسيحية التي ولدت منذ عام واحد على تقليد الثنائية الشيعية الميليشيوية في العمل على تهميش واقصاء كل رأي مخالف وكل معارضة جدية وكل شخصية مستقلة ووطنية٠

تبدو المرحلة والانتخابات القادمة هي فقط لإقصاء واستبعاد المستقلين والنخب خصوصاً النخب المسيحية التي لم تدجنها الوصاية ولَم تخدعها نظريات تحالف الأقليات وبقيت متمسكة بلبنان كوطن لا كحصة في سوق التحاصص الذي يحكم لبنان٠

المطلوب الْيَوْمَ حماية المستقلين من هذه المحادل والبوسطات الانتخابية التي تقود لبنان الى الانهيار.