الياس بجاني: التايوانيون ال 14 آذاريون ومشهدية مواجهة مفترضة مع جبران التويني العائد إلى الحياة

478

التايوانيون ال 14 آذاريون ومشهدية مواجهة مفترضة مع جبران التويني العائد إلى الحياة!!

الياس بجاني/10 كانون الأول/16

ترى.. لو عاد الشهيد جبران التويني اليوم إلى الحياة والتقي على عجل وفي ساحة الشهداء ربع 14 آذار التايوانيون من مسيحيين ومسلمين وبيده القسم إياه والقلم المغمس بدمه..

ترى في هكذا مشهدية خيالية ومفترضة ماذا سيقول هؤلاء التايوانيون لجبران لتبرير تحالفاتهم الهجينة، ولدفنهم القرارين الدوليين 1559 و1701 ، ومعهما كل ما له صلة بسلاح ودويلة وحروب وجرائم واغتيالات واحتلال حزب الله؟

كيف سيبررون لجبران ما يدعون باطلاً أنه واقعية التي هي عملياً وقوعهم وبرضاهم الكامل وعن سابق تصور وتصميم في غرائزية فجعهم وقصر نظرهم وأنانيتهم وعبادتهم لتراب الأرض؟

ماذا سيقولون له عن جبنهم المدوي والفاضح وعن خيانتهم الموصوفة لدمه وعن جحودهم وقفزهم النرسيسي فوق كل تضحيات شعب ثورة الأرز والشهداء الأبرار؟

كيف سيبررون جريهم المهووس صوب الأبواب الواسعة التي أوصلتهم إلى جهنم ونار دويلة الضاحية اللاهية راكعين وخانعين ومستغفرين نادمين؟

ترى ما سيقولونه له عن غرقهم في معاجن الغنائم وتقاسم الوزارات وبيعهم القضية التي من أجلها تم تفجيره وتفجير كل رفاقه من قادة 14 آذار؟

بالتأكيد الأكيد سيخرس ويصمت هؤلاء التايوانيون الأقزام ويتركون جبران وحده في ساحة الشهداء يندب حالهم البائس والتعيس والمخجل.

بالتأكيد الأكيد وعلى خلفية ما يدعون زوراً أنه واقعية، سيوصم هؤلاء التايوانيون جبران وغيره من شهداء ثورة الأرز باللا واقعية..

ويتلحفون هم بواقعيتهم المسخ التي بررت قتلهم 14 آذار ودفنهم كل انجازات ثورة الأرز وعودتهم إلى المربعات المذهبية، وإلى كل ما هو فساد وافساد.

ربما،سوف يفاخرون أمام جبران بأنهم أوصلوا إلى قصر بعبدا الرئيس القوي، وأن السيادة والاستقلال والحريات أمست في متناول اليد…

ولكنهم وهنا على الأكيد الأكيد وشي مليون مرة أكيد، سوف يترددون وقد يمتنعون عن إخباره عن كيفية وصول هذا القوي إلى قصر بعبدا ومن فرضه عليهم ومقابل ماذا!!

ولإستكمال المشهدية الإفتراضة قد يعقد هؤلاء التايوانيون اجتماعاً طارئاً يتهمون في نهايته جبران بالخيانة والعمالة ويطالبون باعتقاله ومحاكمته!!

ولما لا.. فنحن في ظل هؤلاء الأقزام نعيش زمن بؤس ومحل وتخلي!!

نعم قادة تايوانيون واسخريوتيون.. وملجميون بأكثر من امتياز..

ولكن شعبنا بأكثريته، ورغم هيمنة وسطوة وفجور هؤلاء المارقين هو باق على القضية وملتزم بقسم جبران وبقدسية وتضحيات دماء الشهداء.

الرحمة لروح الشهيد جبران ولأرواح كل الشهداء الأبرار.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com

في أسفل مقالات من جريدة النهار تحكي ذكرى استشهاد جبران التويني

أيّها الناس إنّي أعرف مَن قتله!
عقل العويط/النهار/10 كانون الأول 2016
أعرف مَن قتل جبران.
أعرفه جيّداً وتماماً، بمواصفاته وأشكاله وتجلّياته وأسمائه كلّها. هو لا يمكنه أن يهرب من رأسي. لا شيء، لا قوة، في مقدورهما أن يمحواه من ذاكرتي الروحية والعقلية، ولا من باصرتي العينية.
أعرفه من عينيه. من نظراته. من يديه. من ثيابه. من الخدش الجريح الذي يُمنى به الهواء لدى مروره. من الألم الذي يعتري الشجر. والينبوع. والحلم. وأعرفه من الحذاء الذي ينتعله. من ظلّه على الطريق. من هواجسه. من كوابيس أحلامه. من سجلّه. ومن تراثه الأبدي في القتل والدم.
وأعرفه جيّداً وتماماً. من حضوره القسري في عقولنا وفضائنا الواقعي والافتراضي. وأعرفه من تلقائه. من الحقن التي يحقنوننا به. من مندوبيه أعرفه. من رُسُله. من مبعوثيه. من كَتَبَته. من رجاله. من أزلامه. من نفاياته. من لغاته. من مقالاته. من خطبه. من أمواله. من أهواله. من دهائه. من الهواء المضروب بالجنون. من الجبال المنحنية بسبب الذلّ. ومن العهود التي ينكثها أصحاب العهود.
لن يخرج هذا القاتل من ذاكرتي. ولا من حياتي اليومية. لكنه لن يستطيع أن يستولي عليَّ. لن يتمكن من أن يجعلني خادمه. ولا تابعه. ولا متكلّماً باسمه. ولا مُوارِباً في ما أكتب. ولا مُداهِناً. ولا مرائياً. ولا متخابثاً. ولا متذاكياً. ولا من أهل الذمّة في أرض ملكوته وسيطرته.
سأقاتله دائماً وجيّداً. مثلما أقاتله كلّ يوم. في الوعي. وفي اللاوعي.
سأقاتله بالحرية. بالحرية لا غير. فأنا أكره السلاح. أكره كلّ أنواع الأسلحة. لكني سأقاتل. سأظلّ أقاتل بلغة الحرية. بأفكارها. بقيمها. وخصوصاً من خلال الكتابة. وهنا، في الكتابة الصحافية.
سأقاتله حيث يدري. وحيث لا يدري. ليس من أجل جبران أو سمير، أو سواهما. بل من أجلي خصوصاً. ومن أجل بلدي. ومن أجل الأجيال المقبلة.
ولا أخافه. لأني أنتصر عليه كلّ يوم، كلّ لحظة، بالكلمة. بالعقل. وبالحرية.
ولن يكون هو المنتصر، على رغم أنه هو المنتصر حقّاً… بالقتل. وبمفاعيل القتل.
من المقدَّر ربّما أن يبقى هذا القاتل بلا محاكمة. لأن لبنان الدولة مهيض الجناح. ولأن العدالة فيه “بلا بيضات”.
هذا كلّه لا يثنيني. ولن.
القاتل أعرفه. وأعرف كيف لا أكونه. وكيف أنتصر عليه. من أجل نفسي. من أجل الأبناء. من أجل البلاد. من أجل الكلمة. ومن أجل الحرية.
أيّها الناس، إنّي أعرف مَن قتله.

11 عاماً: جبران هذه “نهارك”… وهذا وطنك!
نايلة تويني/النهار/10 كانون الأول 2016
ليس صحيحاً ان أعمار الشهداء منذ يوم استشهادهم هي تراكم أسى واستذكار فحسب بل ان كلاً من سنين غيابهم تشكل شهادة اثبات اضافية لكون ما زرعوه يفوق بأهميته ما أودى بهم الى دروب الشهادة. في عام استشهاده الحادي عشر، ها هو جبران تويني يحفزنا على اكتشاف مزيد فيه ونحن اللحم والدم والابناء فكيف بالاصدقاء وبالاحباء والمحبين واللبنانيين الذين عرفوا هذا الشهيد وشغفه بالقيم الكبيرة التي من أجلها سالت دماؤه في ذاك اليوم المشؤوم من تاريخ اراده تاريخ استعادة لسيادة مسحوقة واستقلال زائل تحت وطأة الوصاية السورية التي حكمت لبنان بأبشع ما عرفه لبنان من حقب. يحفزنا على ان نبقى الصوت الصارخ أكثر من أي وقت مضى، حتى ابان حياته ونضاله واستشراسه المستميت للدفاع عن ذاك القسم الأيقوني الذي تجلجل به صوته أمام الحشد المليوني في ساحة الحرية، ساحة الشهداء، مطلقاً في الناس شعلة الشباب المتوثب الى المستقبل الحر النظيف الحديث الناصع على الصورة التي حلم بها جبران، الحالم الكبير. حفزنا ويحفزنا على ان تبقى “النهار” شعلة المؤمنين من أجيال “النهاريين” القدامى والمخضرمين والحاليين بقيم الذين تعاقبوا على حمل مشعلها صحيفة لبنان اللبناني الحر المنعتق المستقل الموحد المنادي بقيم دفع أثمانها اللبنانيون منذ استقلالهم الاول مرورا باستقلالهم الثاني والى أبد الآبدين.
نقولها بالصراحة والصدق الكاملين اللذين تمليهما الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد جبران كما أوضاع الوطن الذي تناوبت عليه الظروف القاسية مذذاك، ان شهادة جبران زرعت في “النهار” ما أراده لها ان تكون على صورة شجاعته وصوته الصارخ بالحق مهما كلف الامر من تضحيات يكاد بعضها ان يكون قاتلاً. 11 عاماً و”النهار” تخوض صراع البقاء والصمود والتطوير والوفاء لدماء من صرخ بقسم اللبنانيين الاحرار. 11 عاماً و”النهار” تكابد العض على الجروح بصمت المؤمن بأن قضيته لا يمكن إلا ان تستمر استمرار عنوان وضعه المعلم التاريخي لـ”النهار” عميدها الراحل الباقي غسان تويني ” جبران لم يمت و”النهار” مستمرة”. 11 عاماً من حمل الامانة في الاعناق، وأي أعناق؟ انها اعناق جميع العاملين في اسرة “النهار” بلا استثناء أو تمييز. هؤلاء أبناء “النهار” الذين استحقوا حقاً شهادة الانتماء الى وطن آمنوا بأن قيامته تبدأ بالكلمة وبالشجاعة والاحتراف والوفاء لشهيد أحبهم حتى الشهادة. هذه “النهار” أراها اليوم بكل الفخر الذي يمليه حق الاعتراف هي التي تفي نذورها للشهيد كما عاهدته على ذلك في يوم وداعه قبل 11 عاماً. وستتحمل “النهار” الى ما شاءه لها ايمانها بالبقاء والاستمرار مغالبة اسوأ ازماتها اطلاقاً وهي العارفة تماماً انها كانت دوماً هدفاً لمتربصين بها أرادوا منذ اغتالوا جبران اسكاتها الى الابد. ولانهم أرادوا لها ان تسكت وأن تموت وأن تضمحل منذ 11 عاماً فإننا لن نتوقف لحظة في المواجهة ونحن على يقين أن ابواب الجحيم لا تقوى على المؤمنين.
لم تكن “النهار” يوماً بعد جبران إلا مؤمنة بأنها ستبقى على مستوى شهادته بما يليق باسمه وبسيرته وبشهادته وبكل مسار “النهار” التاريخي. أما مسار الوطن بعد جبران، ومسار القوى الحاملة قضية “ثورة الارز”، فأمر آخر تماماً. لعله من أسف كبير ان نقف اليوم عند مشهد بلد يزداد تقهقراً وتراجعاً وتخلفاً الى حدود نتساءل معها هل ثمة من يستذكر شهداء كجبران إلّا يوم استشهاده فيما تضرب في كل لحظة كل القيم التي استشهد على طريق احقاقها ورفعها؟ أين اصبحت السيادة الناجزة والاستقلال الناجز ورفاق الدرب في “ثورة الارز” سلموا ويسلمون بتسويات رئاسية ثم حكومية وبعد حين انتخابية لن يكون فيها سوى ترسيخ وقائع تسلم لمحور اقليمي يعود بشار الاسد الى التباهي بتقدمه؟ اين هي ثورة التغيير الواعدة للشباب الذي آمن بثورة تغيير جذرية محمولة مع مد التحرر من الوصاية السورية والاحتلال الاسرائيلي وكل نفوذ خارجي يريد للبنان البقاء متخلفاً ومقسماً وموئلاً لكل نفوذات الاقليم؟ ألا تسلمون بأن خيبة الناس أكبر بكثير مما تتصورون وتظنون؟ وأي تغيير يراهن عليه اللبنانيون اذا كانت طلائع عهد جديد وحكومة جديدة تدار بالطرق الجارية حالياً في سباق على مغانم المحاصصة ستليها حتماً محاصصات المداحل الانتخابية؟
11 عاماً بعد جبران لا نزيد على تعهد وعهد أن “النهار” لن تكون الا كما ارادها وكما أثبتت انها لا تقبل إلا ان تكون نفسها مهما بلغت التضحيات والتكاليف القاصمة.

ملف جبران نرفعه إلى الرئيس
غسان حجار/النهار/10 كانون الأول 2016
بعد يومين تحلّ الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد جبران تويني، النائب، الصحافي، المناضل، المشاكس، الثائر، الصديق، الوالد، المثال… تحل الذكرى في عصر عهد جديد، عهد العماد ميشال عون رئيساً، ذاك العماد الذي كان جبران من داعميه ومؤسسي “حركة دعم التحرير” عام 1989، والتي كادت أن تحوله شهيداً قبل 15 عاماً من شهادته الفعلية. لا يهدف التذكير بذاك الماضي الى التقرب من العهد، او “تربيح جميله” للرئيس عون، لأن هدف جبران في ذلك الوقت لم يكن دعم الرجل في ذاته بقدر ما كان داعماً للمشروع الذي حمله عون، وهو تحرير لبنان من الوصاية، وتوحيد البندقية تحت راية المؤسسة العسكرية الرسمية، أي الجيش اللبناني، ومحاربة تقسيم البلاد وقيام كانتونات، ورفض اقامة الحواجز والمعابر، ومحاربة الفساد… وغيرها من أحلام اليقظة التي حلم بها جبران وابناء جيله، ونحلم بها اليوم من بعده، وسندفع أولادنا الى المحافظة على هذا الحلم، أملاً في بناء وطن جديد.
في الذكرى اليوم، لا نهدف الى تحميل الرئيس عون أكثر مما يحتمل، لكنه قدم نفسه لنا، رئيساً قوياً وأباً للجميع، وحامل شعار التغيير والاصلاح، وهي أمور تولّد لدينا أملاً متجدداً في إمكان العمل لتحقيق تقدم، ولو بسيطاً، في مدة زمنية قياسية. في الذكرى اليوم، نتوجه الى الرئيس عون، لتفعيل عمل القضاء، هذا القضاء، المظلوم حيناً بسبب الضغوط عليه، والظالم نفسه أحياناً بالانكفاء او بالتواطؤ. فتفعيل عمل القضاء، وفتح الملفات، ملفات ما بعد انتهاء الحرب عام 1990، وخصوصاً ملفات اغتيال رؤساء ووزراء ونواب، أي من تولوا مسؤوليات رسمية، يعيد الى هذه السلطة هيبتها أولاً، ويعيد الاعتبار الى كل مؤسسات الدولة ثانيا، ويمنح العهد جدية في التعامل مع الملفات والقضايا، لأن غض النظر والاكتفاء بتوجيه رسائل الى القضاء لا يبدّلان في الواقع شيئاً. في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد جبران تويني، نتذكر، بل نتبنى ما قاله كبيرنا غسان تويني آنذاك عندما دعا الى دفن الحقد، والى الصفح والمسامحة والتطلع الى المستقبل، لأن العيش في الماضي لا يفيد أحداً. لكن غسان تويني أوضح أن الصفح لا يعني إسقاط الحق، بل من الضرورة بمكان تطبيق القانون على المجرم، وإذا كنا نعلم ان العقاب لا يعيد إحياء ميت، ولا يشفي من ألم جسدي لمن فقد يداً أو رجلاً أو كليهما معاً، فإن الردع يبقى ضرورياً، لا للشفاء النفسي لأهالي الشهداء، بل لمداواة الندوب والجروح التي أصابت جسد الدولة والمؤسسات القضائية والأمنية. لا نستعجل العهد في بداياته، لأنه محاصر بالكثير من الملفات، لكننا نودعه الطلب، وكل الطلبات المشابهة لأهالي الشهداء، أمانة بين يديه، عله ينصف هؤلاء أولاً بكلمة بعدما أساء اليهم مقربون منه مراراً، ثم يمضي في إنصافهم عبر الإجراءات القضائية والقانونية الضرورية.

jobran tuieni9