الياس بجاني: زيارة المفتي السوري حسون هي ضرب لشرعة حقوق الإنسان

371

زيارة المفتي السوري حسون هي ضرب لشرعة حقوق الإنسان
الياس بجاني/07 كانون الأول/16

بداية كلبنانيين كان لنا دور ريادي في وضع شرعة حقوق الإنسان، نحن وبصوت عال نقول إن زيارة مفتي سوريا الشيخ احمد بدر الدين حسون للبنان اليوم هي مهينة لنا ولقيمنا ولثقافة وطن الرسالة، ومرفوضة لأنها تستهين وتخالف كل بنود الشرعة التي كان الراحل شارل مالك من أهم واضعيها.
إن المفتي حسون يشرع ويحلل قتل الإبراء والمدنيين في سوريا ويعمل علناً في خدمة نظام الأسد الكيماوي والبراميلي، وبالتالي وعملياً فإن كل من يستقبله هو أيضاً يعتدي على الشرعة نفسها.
وبما أن مفتي الجمهورية اللبنانية السني لم يستقبل الضيف، وهو من المفترض أنه مفتي السنة في سوريا، فإن كل من استقبله من المسؤولين والرسميين ورجال الدين كائن من كان هو للأسف يخالف الشرعة ويعتدي على قيمها والمبادئ.
وبما أن المعايير كافة في وطننا المحتل هي حالياً في وضعية الفوضى التامة، لا بد لنا من طرح بعض الأسئلة وإن كنا متأكدين أن من نسألهم لن يجيبوا.
حبذا لو يتكرم علينا أصحاب شعار “الرئيس القوي” ويتواضعون ويتكرمون ويتنازلون ويفهموننا نحن عامة الشعب اللبناني “المعتر” والمقهور والمهان من قبل كل الطبقة السياسية والحزبية، حبذا لو يفهموننا وبلغة مبسطة معاني ومفاهيم وأطر “القوة” في قاموسهم لأننا ومنذ انتخاب الرئيس “القوي” ونحن نعيش مرحلة انحدارية غير مسبوقة في ضرب وتهميش وتفكيك كل ثوابت وهيبة ومرتكزات الدولة وفرض أعراف جديدة وهجينة وغريبة ومغربة عن الدستور وعن مبدأ التعايش والمساواة والعدل ومتناقضة كلياً مع كل بنود شرعة حقوق الإنسان.
نسأل، هل أصبح لبنان رسمياً دولة محتلة تدور في فلك الحكم الملالوي الإيراني والمذهبي، وبالتالي بات يحكمها مرشد الجمهورية السيد حسن نصرالله، وأفراد طاقم الحكم كافة ينفذون فرماناته وكل من موقعه؟
ونسأل، هل حُكام لبنان بمن فيهم رئيس الجمهورية ومجلس وزراء ومجلس نواب هم ومنذ الآن وصاعداً وفي ظل الرئيس القوي سوف يعينون من قبل الباب العالي الملالوي في طهران؟
وهل يحق لنا أن نسأل الرئيس القوي وكل الأقوياء الجدد والقدماء أين أصبحت القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وتحديداً القرارين 1559 و1701؟
وهل يا ترى مسموح لنا ولغيرنا من “ال 20% المافياويين” أن نسأل أين هو موقع، وما هي وضعية، وأين في سلم الأولويات هم الشهداء الأبرار، والمغيبين قسراً في سجون الأسد، واللاجئين من أهلنا ورغماً عن إرادتهم في دولة إسرائيل؟
في الخلاصة إن القوة إن كانت فعلاً قوة خير فهي تكمن في تقوية السيادة والاستقلال والحريات والمساواة..
ونختم مع قول الإمام علي:” “مَن تعدَّى الحقَّ ضاع مذهبُه، ومن صارع الحق صرعه”.
الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com

في أسفل تقارير ذات صلة

مفتي سوريا زار الراعي: حلب لم تهدم بل ينسحب منها الإرهابيون
الأربعاء 07 كانون الأول 2016 /وطنية – استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ احمد بدر الدين حسون يرافقه السفير السوري علي عبد الكريم علي.
وبعد التقاط الصور التذكارية وتبادل الهدايا، عقد لقاء دام قرابة 45 دقيقة، جرى خلاله عرض للاوضاع العامة والعلاقات بين البلدين. وقال حسون بعد اللقاء: “جئنا الى الحياة الروحية بعدما كنا صباحا مع القيادة السياسية، وسياسة بلا روح جسد بلا حياة، وروح بلا جسد مدينة بلا سكان. لقد سمعنا من فخامة الرئيس صباحا، وجئنا الآن نسمع حديث الروح، ليقول لنا صاحب الغبطة ان في لبنان روحا تجمعنا مسلمين ومسيحيين، وان كل قيادة دينية في لبنان وفي سوريا تمثل كل رسالات السماء. فنحن أبناء ابراهيم الذين اختارنا الله لهذه الارض لننقل النور والسلام للعالم، ولذلك، في هذا اليوم المبارك، اعتبر هذا اليوم يوم البشارة الحقيقية لسوريا التي تزغرد الآن لحلب التي لم تهدم كما أرادوها ان تهدم، انما ينسحب منها الارهابيون، وبعد يومين سيكون مولد النبي، وبعد اسبوع آخر سيكون ميلاد المسيح عليه السلام، من اخذ بيدنا للسلام والامان، وهذا ما اوجهه للاخوة السياسيين”.
وختم: “نناشدكم أن تتقاربوا وتتناصحوا وتتصالحوا وتتصارحوا وتسامحوا، فلبنان وسوريا بحاجة للبناء والعمل، ونحن بالنسبة الينا ندعو لكم بكل التوفيق، هذا املنا الكبير في سوريا ولبنان بقيادة فخامة الرئيس ميشال عون وفخامة الرئيس بشار الاسد، وكذلك بقيادتنا الروحية التي نرجو لها ان تكون دائما بوصلة التوجيه للشعب في ان يحب بعضه بعضا وان يتآخى أمام هذا الزحف المتطرف الخطير الذي لا يمثل اسلاما ولا دينا. نحن نمثل رسالة السماء التي بنيت على كلمتين: الله محبة، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، هذه هي الرسالة التي حملناها لصاحب الغبطة، وحملناها تحية حب من صاحب الغبطة الى سوريا، آملا أن يعود السلام الى سوريا”.

 

مفتي الجمهورية العربية السورية
الأربعاء 07 كانون الأول 2016 /وطنية – استقبل الرئيس ميشال عون مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون يرافقه السفير السوري علي عبد الكريم علي.
وبعد اللقاء أدلى حسون بالتصريح التالي: “نأتي الى قمة لبنان، الى لبنان الامن والايمان والامان الذي يقوده اب حبيب وقائد اراد ان يكون دائما، في السلام رجلا، في الحكمة رجلا وفي المعركة رجلا: فخامة الرئيس الجنرال عون، وفقه الله وسدد خطاه لما فيه رضاه. لقد جئنا نهنئ لبنان بأنه على طريق المحبة والخير والايمان والامان بدأ يسلك طريقه بكل اطيافه. فما كان لبنان، وما عرفناه يوما الا كما كنت اعرفه في الستينيات. كنا نأتي الى لبنان لنتكلم بحرية، ونتنفس بحرية، ولا نصطدم مع احد طائفيا او مذهبيا. كنت أشعر ان لبنان كان واحة للوطن العربي والعالم الاسلامي، يأتي اليه الكتاب والفنانون والسياسيون فيجعلوا من هوائه متنشق الحب، ومن ابنائه نموذجا للاخاء بين المسجد والكنيسة، بين كل مؤسسة من مؤسساته الروحية. لذلك انا سعيد جدا ان لبنان يقف اليوم على شاطىء الامان، وهذا ما يسعد سوريا، وهي تنطلق اليوم الى الامان والسلام والنصر. فشكرا للشعب اللبناني وللبرلمان اللبناني الذي اختار هذا الرئيس الذي يقود لبنان في ساحة الصراعات، الى ساحة الامان والحب والخير والأمة الواحدة”.
وردا على سؤال هل تنتظر سوريا من الرئيس العماد عون، أجاب: “ما كان الرئيس عون في موقف من مواقفه الا معتدلا، ونموذجا للحكمة والاعتدال. فيوم قاتل قاتل بشرف ورجولة، ويوم سامح سامح بأخلاق وسمو، ويوم صالح صالح بسمو اخلاق. لذلك اتمنى على القيادات اللبنانية السياسية ان ترى في هذا الرجل نموذجا، وعلى الشعب اللبناني ان يرى فيه قائدا لأنه قد انتخب من الشعب قبل البرلمان. وهذا ما شعرت به يوم جاء عشرات الآلاف يحملون فقط العلم اللبناني ليهنئوا لبنان. فلذلك ننتظر من لبنان في سوريا ما كنا نعرفه قبل الاحداث، ما كنا نعرفه ايام كان لبنان وسوريا عائلة واحدة روحيا وفكريا وثقافيا وايمانيا. فنحن أمة واحدة في فلسطين وفي لبنان وفي سوريا وفي شرق الاردن. نحن عائلتنا واحدة لأن السماء اختارتنا لنستقبل جميع رسلها. فلماذا أرسل الله جميع الرسل في سهول فلسطين وجبال لبنان وهضاب سوريا، ولم يرسلهم في باريس او اوروبا او افريقيا؟ لقد ارسلهم جميعا في الارض المباركة. فيا جبال لبنان كم استودعت فيك من حبيب طاهر! احب ان تكون قلوب الشعب اللبناني والشعب السوري هي هذه القلوب الطاهرة وتستثمر الآن قيادة فخامة الرئيس عون الذي اراد هذه الحكمة. ويستثمر ايضا سيادة الرئيس بشار الاسد الذي احب لبنان من كل ذراته كما احب سوريا”.
وهل سيلتقي قيادات لبنانية تخاصم سوريا، أجاب: “ليس لدينا مخاصمة مع احد. نحن لم نخاصم احدا ولن نخاصم احدا. من خاصمنا هو ابن عمنا. فلذلك قومي هم قتلوا اخي، فاذا ضربت يصيبني سهمي. كل من خاصمنا في لبنان وفي غير لبنان ندعوه الى المصالحة والمسامحة والمصافحة، فحالة العالم اليوم تدعونا لأن نستيقظ، قيادات روحية وسياسية: كفى لبنان! اعيدوا له الجمال والنور والضياء. وكفى سوريا! اعيدوا لها العز الذي حملت رايته لكم جميعا”.

 

rael mufti hassoun07.12.16