الياس بجاني/رحيل فيدل كاسترو: سجله اللبناني واحترام الموت

433

رحيل فيدل كاسترو: سجله اللبناني واحترام الموت
الياس بجاني/26 تشرين الثاني/16

المؤمن بربه سبحانه وتعالى، والمؤمن بأن الله وحده هو القاضي المنصف وأن يوم حسابه هو الحساب الأخير العادل.. المؤمن هذا يتوقف عن إصدار الأحكام، كما ينهي كل ما هو عداء وحسابات بشرية مع أي إنسان كائن من كان حين يسترد الله منه وديعة الحياة وتصبح هذه الوديعة، أي الروح بأيدي خالقها.

من هذا المنطلق الإيماني لا شماتة في الموت، ولا شماتة في الذين يموتون، بل احترام للموت وترك الله وفقط الله هو يحاسب ويجازي ويقاصص من استرد منه الروح، أي وديعة الحياة.

اليوم استرد الله وديعة الحياة من الزعيم الكوبي فيدل كاسترو وهو الذي من حقه فقط أن يحاسبه الحساب الأخير وليس أي بشري.

واجبنا الإيماني والإنساني والأخلاقي يوجب علينا طلب الرحمة لروح كاسترو، كما كمؤمنين نطلبها دائماً ودون أية تفرقة لكل إنسان يغادر هذه الحياة الترابية الفانية.

ولكن فيا ما يتعلق بوطننا الحبيب لبنان فإن سجل الراحل كاسترو لم يكن إيجابياً.

لم يكن من الذين ساعدوا لبنان واللبنانيين على الخير والسلام.

بما يخص الممارسات السياسية والثورية  كان كاسترو مع كثر غيره من الشيوعيين واليساريين قد عملوا على تخريب لبنان وضرب كيانه وتقوية المخربين والإرهابيين فيه على زعزعة استقراره وتهجير شعبه.

أما فيما يخص احترام الراحل من موقعه كحاكم لشرعة حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية في موطنه الكوبي فهذا أمر اعتراه الكثير من الشوائب.

كما أن مفاهيم الشيوعية التي حمل لوائها كاسترو وكان من قادتها قد فشلت فشلاً ذريعاً وتم التخلص منها في معظم دول العالم وأمست مجرد ذكرى سلبية من الماضي.

يبقى أن روح كاسترو البشري الذي أنكر وجود الله وعملاً بإيماننا الراسخ هي بين أيدي من أنكره الذي هو أب يرحم ويحب ويسامح ويغفر…

ولروحه نطلب الرحمة.

هذا الكلام هو للتذكير فقط وليس إلا مع علمنا الأكيد أن من بين أهلنا من يرى الأمور بمنظار مناقض كلياً لما نراه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com