الياس الزغبي لموقع “جنوبيّة”: مؤشّرات إيجابيّة وسلبيّة تتزاحم لتحديد مسار العهد الجديد

113

 الياس الزغبي لموقع “جنوبيّة”: مؤشّرات إيجابيّة وسلبيّة تتزاحم لتحديد مسار العهد الجديد
07 تشرين الثاني/16

رأى الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي أن ” المشهد السياسي، وفق بعض مؤشراته، يفترض أن الرئيس عون سيتابع السياسة نفسها التي سار عليها منذ 11 عاما”. وقال: “من المؤشرات هذه، أولوية إستقبالاته للموفد السوري ووزير خارجية إيران، إضافة إلى إستبعاده تسمية الجيش السوري الذي إحتلّ قصر بعبدا ووزارة الدفاع في خطابه أمس”. واعتبر الزغبي أن “هذه مؤشرات توحي وكأنه سيستمر على النهج السياسي نفسه قبل الرئاسة”.

ولكنّ الزغبي إستدرك قائلا: “الذي يدقّق في خطاب القسم يكتشف أن عون يمهّد لسياسة مستقلة جديدة تنسجم مع النهج اللبناني التاريخي بالتزام القرارات العربية والدولية، وتحييد لبنان عن صراعات الخارج”. ولفت إلى أن “الذين وضعوا الخطاب تعمدوا تمرير عبارات قابلة للتفسير والإجتهاد على أنها تصب في السياسة نفسها التي ينتهجها فريق 8 أذار بقيادة حزب الله مع محورالممانعة والمقاومة”. وأوضح أن عبارات ثلاثاً وردت في الخطاب تشير إلى ذلك وهي “لن نوفّر مقاومة، والتصدي إستباقيا للإرهاب، والتشديد على المادة 8 من ميثاق الجامعة العربية”. وقال الزغبي: “هكذا يستطيع حزب الله تبرير وتغطية حربه في سوريا وسائر المنطقة. وهنا تظهر الإشكالية التي يجب أن تتبلور في الأيام المقبلة حين يتمّ وضع البيان الوزاري”.

وتساءل الزغبي “هل يستطيع حزب الله تكريس هذه العبارت الثلاث أو ما يعادلها في البيان الوزاري”.

ولاحظ “تمرير عون في خطابه في قصر بعبدا أثناء التهنئة الشعبية عبارة لن نكون مرتهنين لأي جهة خارجية، إلا أن عون لم يشر لحالة الأمر الواقع في الداخل المتمثلة بارتهان السياسة اللبنانية للسلاح غير الشرعي بيد حزب الله”.

إلى ذلك إعتبر الزغبي أن “المؤشرات االايجابية والسلبية المتقاطعة، بدءا من خطاب القسم وصولا إلى بعبدا، إضافة إلى محورية “إعلان بعبدا” المعلّق في صالون القصر، هذه المؤشرات تترك مجالا للتساؤلات عن مستقبل السياسة العامة، خصوصاً الخارجية منها، وهذا ما سيظهر أوّلاً في البيان الوزاري ونوعية الحكومة التي يتم تشكيلها إذا كانت تستطيع في الوقت نفسه أن ترضي القوى السياسية الثلاث التي أنتجت هذا العهد (تيار المستقبل، حزب الله، القوات اللبنانية)، عندها يمكن تلمّس الخط والنهج العام للعهد الجديد”.

وخلص الزغبي للإشارة إلى “المؤشر الإيجابي المتمثل بإجتماع الرئيس عون بممثلي المجتمع الدولي في لبنان وتشديدهم على الإلتزام بإعلان بعبدا إضافة إلى تمنّي الرئيس السابق ميشال سليمان على عون أن يفعّل الإلتزام بهذا الإعلان”.

وختم “لا بدّ من الانتظار والترقب لمعرفة المسار العام في العهد الجديد”.

أجرت الحوار: سُهى جفّال