الياس بجاني: رئاسة عون رضوخ واستسلام للاحتلال الإيراني

360

رئاسة عون رضوخ واستسلام للاحتلال الإيراني
الياس بجاني/01 تشرين الثاني/16

السياسي ورئيس الحزب ورجل الدين وكل عامل في الشأن العام كائن من كان لا يعنينا بغير مواقفه وقربه أو بعده من خدمة الوطن والمواطن والالتزام المطلق بالسيادة والحرية والاستقلال..

وعندما ننتقد فنحن ننتقد المواقف والتحالفات والممارسات والخطاب وليس الأشخاص كأشخاص…الأشخاص هم إلى زوال حتمي أما الأوطان وقضاياها المحقة فباقية.

في هذا السياق يندرج انتقادنا مواقف الدكتور جعجع الأخيرة لأنها استسلامية وتضليلية ومصلحية وقد قفزت بفجور ووقاحة فوق دماء الشهداء وقبلت بواقع الاحتلال الإيراني وجاءت بمرشحه إلى القصر.

يشار هنا إلى أن ورقة تفاهم عون وجعجع هي كذبة كبيرة ومسرحية فاشلة إعداداً ومحتوى وإخراجاً وتسوّيقاً لأن عون لم يلتزم بأي بند من بنودها العشرة وفريقه السياسي جاهر بهذا الأمر وتحديداً صهره باسيل وبيار رفول وغيرهما كثر.

إن الخديعة التي لجأ إليها جعجع بباطنية وتذاكي وحربقة هي تغليف ورقة التفاهم الكذبة مع عون بما سماه تمويهاً بالمصالحة المسيحية المسيحية .. وتوحيد الصفوف وعودة المسيحيين إلى الدولة واستعادة حقوقهم.

علماً أن لا أحد في المجتمع المسيحي اللبناني يرفض مبدأ وجوهر المصالحة بحد ذاتها غير أنها ورغم التهليل والتبجيل والتضخيم والنفخ المصطنع هي آنية بين محازبي عون وجعجع لأنهم يماشون الرجلين دون تفكير وعلى عماها..

وبالتالي المصالحة هذه آنية بينهم وتنتهي مع انتهاء شهر العسل بين معبوديهما وعندها تعود “حليمة لعاداتها القديمة”..

أما العلاقة غير السوية بين عون وجعجع لا يحتاج واقعها المؤلم والمدمر للكثير من الوعي والذكاء لفهم طبيعتها المتقلبة والتنافسية والكيدية والدموية.

عون الذي وصل إلى قصر بعبدا هو ومنذ أن وقع ورقة التفاهم مع حزب الله عام 2006 والتحاقه بالحور السوري-الإيراني هو مجوسي أكثر من الملالي وبعثي أكثر من بشار الأسد في الخيارات والمواقف والتحالفات والخطاب والعلاقات المحلية والإقليمية.. وهو يفاخر بذلك..

الدكتور جعجع والرئيس سعد الحريري رضخا لمشيئة حزب الله وللمخطط الإيراني التوسعي والمذهبي وهما من غير جلديهما وانقلبا على ثورة الأرز و14 آذار، في حين أن عون لم يغير ولو فاصلة واحدة في مواقفه وخياراته الإستراتجية وإن كان تكتيكياً وبهدف الخداع والتمويه أبدى

لفظياً بعض المرونة المصطنعة وبالطبع الآنية.

نسأل هل انتخاب عون هو الخيار الوحيد كما يسوّق بقوة كل منً د. جعجع والرئيس الحريري؟

عملانياً وواقعاً معاشاً على الأرض .. الجواب هو بالطبع لا.

خيار الاستسلام كان متوفراً لأحرار لبنان منذ مقولة “مخايل الضاهر أو لا أحد”.

ففي سبيل خيار المقاومة وعدم الاستسلام ولدت “قرنة شهوان” ومن بعدها ثورة الأرز.. وجاءت القرارات الدولية وأجبر جيش الأسد على ترك لبنان.

خيار المقاومة نتج عنه سقوط الشهداء وسجن من سجن وإبعاد من ابعد وخطف من خُطف واغتيال قادة ومفكرين ورؤساء وتطول قائمة التضحيات ..

أما الإدعاء الاحتيالي والمخادع بأن حالة الاقتصاد حالياً تبرر خيار انتخاب عون فهذا كلام تضليلي وتعمويي ليس إلا…

فلبنان مر بظروف أصعب وأقسى ولم يستسلم أحراره لقوى الاحتلال.

خيار عون يعني ببساطة القبول بكل متدرجات الاحتلال الإيراني والتعايش معه وحسب مشيئته وأوامره والفرمانات.

وما سوف يجري ابتداءً من اليوم هو استنساخ كامل وشامل لوضعية زمن الاحتلال السوري حيث في حينه قبلت طبقة سياسية طروادية أن تتعاون بذل مع المحتل السوري بكل مفاعيل احتلاله وارتضت أن تشارك في حكم لا سلطة لها فيه إلا على أمور داخلية محددة وتحت إشراف الوالي

الأسدي المقيم في بلدة عنجر ودون أن يكون لها أي قول أو حتى رأي في كل ما هو أمن وقضاء وإستراتجية وقرار حرب وسلم وعلاقات لبنان الخارجية، والقرارات الدولية .. كما ارتضت أن يكون مجلس النواب بأمرة المحتل وكذلك مجلس الوزراء وراسة الجمهورية وكل مؤؤسات

ومقدرات الدولة.

من انتخب عون انتخب خيار وضع القرارات الدولية وتحديداً ال 1559 و1701 ومعهما المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على الرف.

من انتخب عون انتخب خيار الصمت المطبق على دويلة وسلاح حزب الله وغض الطرف عن كل حروب وعمليات إرهاب الحزب أكان في سوريا أو العراق أو اليمن أو في أي ساحة ملالوية جهادية تفتحها إيران في أي مكان في العالم.

من انتخب عون سلم لبنان دون مقاومة ودستورياً لحزب الله وراعيته إيران.

من انتخب عون ارتضى بهرطقة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

من انتخب عون ارتضى بتهميش الدستور وبترك حزب الله يفسره بما يناسب المخطط الإيراني التوسعي.

من انتخب عون تخلى عن دماء الشهداء..وتحديداً شهداء 14 آذار.

من انتخب عون انتخب معه الفساد والإفساد ومبدأ السمسرات وتقاسم المغانم.

من انتخب عون وافق على المبدأ المنحرف لثراء عون وصهره جبران باسيل..(باسيل اشترى منذ العام 2006 عقارات ب 22 مليون دولار في حين بلغت ثروة عون النقدية ومنذ العام 2006 أيضاً 90 مليوناً).

من انتخب عون تخلى عن مساندة الشعب السوري وبارك للأسد بكل إجرامه الكيماوي والبراميلي.

من انتخب عون انتخب عقيدة ومبدأ الإسخريوتي.. لأنه وكما باع الإسخريوتي سيدنا المسيح بثلاثين من فضة، هكذا فعل عون مع كل ما نادى به حتى العام 2005 من شعارات سيادة وحرية واستقلال ورفض للإحتلالين السوري والإيراني.

من انتخب عون..انتخب ورقة تفاهمه مع حزب الله التي تقدس سلاحه وتعتبر الاحتلال السوري تجربة شابتها بعض الأخطاء.

من انتخب عون بارك له تنكره وإنكاره لأهلنا المعتقلين اعتباطاً في السجون السورية.

من انتخب عون انتخب معه طلبه من الشعب اللبناني الاعتذار من الإحتلال السوري ومن الأسدين الأب والإبن.

من انتخب عون قبل بتخوين حزب الله لأهلنا الشرفاء والأتقياء والأحرار اللاجئين في إسرائيل.

من انتخب عون انتخب الحربائية والملجمية والطروادية بأبشع صورهم.

من انتخب عون ارتضى أن يبقى لبنان معسكراً إيرانياً وأن تبقى شريحة من أهله رهينة وعسكراً إيرانياً.

من انتخب عون قتل شهداء ثورة الأرز مرة ثانية. وبارك لجعجع والحريري بخطيئة فرطهما عقد تجمع 14 آذار السيادي.

ومن انتخب عون من نواب 14 آذار خان الأمانة الشعبية التي أعطيت له.

في الخلاصة، لقد دخل لبنان منذ ساعة انتخاب عون رسمياً وعلى مستوى الدولة والمؤسسات في فلك نظام إيران الملالي وأصبح مرشده السيد نصرالله هو الحاكم المطلق والفعلي كما هو حال المرشد في إيران .. وكل الباقي تفاصيل.

ربي أحمي لبنان من كل الشرور والأشرار وقوي فيه إيمان ورجاء أهله من الأحرار والسياديين والشرفاء.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com

الاحتفالات التي تقام فرحاً برئاسة عون هي خداع للذات ولحس للمبرد ونشوة خادعة ليس لها عملانياً ومنطقياً ما يبررها
الياس بجاني/01 تشرين الثاني/16
*كان يفترض من أهلنا الأحرار والسياديين ان يعلنوا يوم امس يوم حداد وطني حيث فرض علينا المحتل الإيراني رئيساً هو مجرد ديكور وأداة ليس إلا.
*كل نائب 14 آذاري انتخب عون وخان أمانة ناخبيه يجب ان يحاكم عندما يحين الوقت وعلى الذين انتخبوا هؤلاء النواب أن يرذلوهم ويحتقرونهم ويسفهونهم.
*الاحتفالات التي تقام فرحاً برئاسة عون هي خداع للذات وللعقل وللمنطق وللوقائع والحقائق ولحس مبارد ونشوة ليس لها عملانياً ومنطقياً ما يبررها.
*طبقاً لتقارير مؤثقة ومنذ عودة عون إلى لبنان عام 2005 اشترى صهره جبران باسيل عقارات بملبغ 22 مليون دولار في حين بلغت ثروة عون النقدية 90 مليون دولار.
*من يتوهم أن عون هو فعلاً الرئيس القوي والوطني عليه أن يستفيق من أحلام يقظته لأنه مجرد أداة إيرانية وجاء به مرشد لبنان نصرالله كديكور ليس إلا.
*من اخرج عون من القصر بالقوة اعاده إليه تابعاً ومطوقاً بحبال الذل والإهانة. اعاده اداة لخدمته ولخدمة مخططاته الإيرانية. فبؤس بهكذا عودة مهينة.
*كم كنا نتمنى لو ان عون عاد إلى قصر بعبدا بعد أن حقق الأهداف التي اخرج منه بسببها، إلا أنه عاد مطأطأ الرأس وعلى دماء الشهداء وعلى حساب كل ما هو سيادة واستقلال وحرية.