بيان للاتحاد الماروني العالمي يتناول سرقة فرس كسرى وحزبهم اللاهي لأرض الموارنة : للأهل في لاسا نقول لا تغرّكم الشعارات والمتاجرين بها وأمنعوا الظلم لأن ما من ظالم إلا وسيبلى بأظلم

318

للأهل في لاسا نقول لا تغرّكم الشعارات والمتاجرين بها وأمنعوا الظلم لأن ما من ظالم إلا وسيبلى بأظلم
الاتحاد الماروني العالمي/الأمانة العامة – واشنطن
25 أيلول/16
تصريح

تطور السجال الدائر حول موضوع الأرض في جبل لبنان وخاصة جبة المنيطرة، التي شكلت مع جبة بشري آخر موطن حر للموارنة يوم فرض المماليك تنفيذ فتاوى ابن تيمية التي كفّرت الشيعة والدروز والاسماعلية والعلويين وغيرهم من المجموعات الحضارية التي كانت نشأت مع الفاطميين واستمرت في ارضنا بعد رحيلهم، وقد تعايش أغلبهم مع الفرنج يوم بدّل أسد الدين الكردي الولاء الديني في مصر الفاطمية فارضا الدعاء لخليفة بغداد. ومع رحيل الفرنج ومنع المماليك السكن على طول الساحل وبعمق أربعين كيلومترا حيث استطاعوا، لم يبقَ سوى جبتي الموارنة الذين انتصروا على المماليك في واقعتي برج الفيدار ونهر ابراهيم، وقد حافظوا بدمائهم على حرية هذا الجبل وسكانه حيث استطاعوا الاستمرار.

ويعلّمنا التاريخ أنه قبل هذه الأحداث بست مئة سنة تقريبا حاول كسرى الأول ملك الفرس محاربة البزنطيين فدخل إلى انطاكية وخربها وانسحب وأعاد خليفته كسرى الثاني الكرة فدخل انطاكية ولم ينسحب منها هذه المرة ومن ثم احتل دمشق والقدس وأخذ الصليب المقدس وبطريرك القدس أسيرا إلى عاصمته المدائن. وقد استقدم شعوبا جبلية من بلاد الفرس وأسكنهم على الممرات الرئيسية في جبال لبنان وبعد ثلاث سنوات، وعندما تمكن هؤلاء من السيطرة على الممرات الجبلية، دخل لبنان. ولكن هرقل الأمبراطور البيزنطي قهر خليفته وأجبره على إعادة الصليب المقدس وكل الأسرى ومن ثم ترحيل من أسكنهم في جبال لبنان.

منذ بداية الحرب اللبنانية حاول أحد “المؤرخين” الشيعة الادعاء بأن جبال لبنان هي موطن الشيعة، وقد طردوا منها أيام المماليك، ولم يجادله أحد. ولكن ومنذ نشأة ما يسمى بحزب الله أسترجع بعض زعمائه، ولا سيما السيد حسن نصرالله، مقولة أن كسروان وجبيل هي أرض الشيعة وقد طردهم منها المماليك، ولم يرد أحد على هذا الادعاء كونه من قبيل الشعارات المستهلكة. ولكن من يقرأ الفكر الاستراتيجي الفارسي يعرف جيدا بأن احتلال جبال لبنان لا يزال حتى اليوم مهم للسيطرة على الممر إلى المتوسط، لا سيما أن ملالي الجمهورية الفارسية يجاهرون برغبتهم السيطرة على العراق وسوريا ولبنان كمقدمة لاستعادة الامبراطورية الفارسية التي امتدت يوما من وسط آسيا إلى المتوسط ومصر وتركيا اليوم.

إن ما قيل بأنه رد من أهل لاسا على المؤتمر الصحفي الذي حرّك قضية التعدي على أراضي الموارنة في بلاد جبيل يُستشف منه بدون شك هذا النفس الذي يخطط للاستيطان الفارسي في جبال لبنان مقدمة لنشر النفوذ واستعادة السيطرة.

إن الموارنة ليسوا جزءا من الصراع بين العرب والفرس، ولن يشكلوا ممرا أو مستقرا لهؤلاء أو أولئك، ولكنهم لن يتخلوا عن وطنهم المستقل والحر الذي عمّدوه بدمائهم وبنوه بعرقهم وجهدهم ومالهم، ولن يبخلوا عليه مجددا باي منهم. ومع أنهم قبلوا دوما بمشاركة المظلوم والمستجير والعامل في سبيل كرامته، إلا أنهم لم ولن يقبلوا بأن يساوموا على الأرض والقيم التي تربوا عليها. وللأهل في لاسا، وغيرها من القرى اللبنانية التي عرفت أيام الجهد والتعاون، نقول: امنعوا التعدي وارفعوا الظلم لأن ما من ظالم إلا وسيبلى بأظلم.