محمد عبد الحميد بيضون/تحفة “الممانعين” في سرقة مشاعات المحرومين/اورينت نت: حزب الله ومنهجية التغيير الديموغرافي في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية

956

 تحفة “الممانعين” في سرقة مشاعات المحرومين
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/25 أيلول/16

أصدرت وزارة المال مذكرة ادارية تقضي بوضع مشاعات لبنان كلها بإسم خزينة الدولة اللبنانية اي بإسم وزارة المال. وهكذا تستطيع وزارة المال بقرار من الوزير تحويل اي جزء من هذه المشاعات التي تبلغ اكثر من ربع مساحة لبنان من الملك العام الى الملك الخاص وبيعها بمبالغ زهيدة لأي من العائلات المالكة او الميليشيات المسيطرة.

هناك كلام كثير عن نقل ملكية مشاعات بلدية وجمهورية الى ملكيات خاصة وصارت عملية وضع اليد على المشاعات هي احدى اهم هوايات الممانعين خاصة منهم من كانوا في مواقع المسؤلية.
وزيادة في التكتم ومنع الاعلام من الوصول للوقائع أصدرت الزعامات توجيهات للدوائر العقارية كي لا تجيب اي طلب من المواطنين او الاعلام للحصول على لائحة بأملاك المسؤولين وحاشيتهم. المذهل ان الاعلام لم يعترض على هذا الإجراء المخالف للقانون والذي يمس ايضا حرية الاعلام، وطبعا أثرياء الميثاقية الجدد لم يعترضوا أيضاً.

اليوم نقراه لاحد وزراء الممانعة تصريحات يقول فيه:”بات لزاما علينا توسيع قاعدة الصناعة في لبنان واستغلال المشاعات الحكومية والبلدية في انشاء معامل ومصانع برسوم ضريبية منخفضة”٠

هذا التصريح يوضح خلفية قرار وزارة المالية بنقل المشاعات الى إسم الدولة تمهيداً لنقلها للملك الخاص بذريعة انشاء صناعات هذه المرة. يبدو ان المحاصصة في المشاعات تأخذ طريقها بسرعة. مشاعات البقاع ستكون حصة الحزب الممانع خصوصاً انه يحتل هذه المشاعات بذريعة قتال التكفيريين وستكون هذه المشاعات الممتدة على طول الحدود الشرقية مجالاً لمشروع استيطاني كبير يعوض تراجع التمويل الإيراني ويضاف الى احتلال المنطقة السورية المقابلة الممتدة من القصير الى القلمون.

اما مشاعات الجنوب شفهية العائلة المالكة مفتوحة جداً ويستيقظ أهل الجنوب على وضع تضيع فيه كل المشاعات وتتحول املاكاً خاصة بإسم المحرومين وخدمة المحرومين.

الممانعة صارت تعني تحرير المشاعات من الدولة وتحرير المشاعات من المحرومين.

حزب الله” ومنهجية التغيير الديموغرافي في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية
رنا هشام/اورينت نت/25 أيلول/16
ركز “حزب الله” اللبناني علي منهجية مدروسة ومتتابعة بغية تغيير ديموغرافية معظم المناطق السورية ولاسيما تلك المحاذية للحدود اللبنانية، والتي بدأت بشكل فعلي منذ معركة القصير في أواخر 2013، بهدف محو الوجود “السني” لأهالي القلمون، وتحويلها الى معقل جديد يضمن له التوسع في المستقبل.
واستندت الاستراتيجية التي يعمد الحزب على تطبيقها في مناطق القلمون، على تهجير ما أمكن من أهلها، لاسيما الشباب بغية إنهاء أي مقاومة لوجوده، منتهجاً أسلوب الإنذار كما فعل مع سكان منطقة كروم مضايا في ريف دمشق والبالغ عددهم ما يقارب 1000 نسمة، بإخلاء منازلهم لضرورات أمنية في يوم 19 من شهر أيلول الحالي، أو باستنزافهم من خلال القتال على الجبهات.
حزب الله يؤمّن الشريط الحدودي
وبعد إفراغ المناطق المستهدفة من قبل حزب الله اللبناني من أهلها وسكانها الأصيليين، تأتي المرحلة التالية والمتمثلة بانتقال أهالي مقاتلي عناصر الحزب للعيش في تلك المناطق، و يذلك يتحولون لسكان هذه المناطق بدلاً عن أهلها الأصليين.
وقال المتحدث باسم الهيئة العامة لمدينة يبرود، “أبو الجود القلموني”، إن “حزب الله يحاول منذ دخوله الى القلمون الغربي الى جانب النظام لإخضاع منطقة القلمون لسيطرته بشكل كامل وذلك عبر تهجير أهلها وشراء بيوت وأراضي، وكان آخرها طرد حزب الله لأهالي كروم مضايا، لتأمين الشريط الحدودي السوري – اللبناني، ومخازن الأسلحة التي أنشأها في مناطق عطيب وكفر عامر والشعرة، الواقعة إلى الغرب من مدينة الزبداني”
طرق التهجير تعتمد على الحصار والاحتلال
اتبع حزب الله عدة طرق لإحداث التغيير الديمغرافي وبشكل علني، تأهباً لتأمين المنطقة قبل سقوط النظام، ومن أبرز الطرق حصار المناطق كما يحدث في مضايا وبقين و الزبداني، إجبار سكانها على الخروج هرباً من شبح الموت جوعاً أو فراراً من الأوبئة والأمراض، يلجأ عناصر الحزب لهذه الطريقة حين يعجزواعن احتلال المنطقة بالقوة العسكرية كما حدث في غالبية مناطق القلمون. وتابع القلموني، لـ”الأورينت نت”، أنه “كانت آخر محاولات حزب الله لإحداث تغيير ديمغرافي، منذ أيام حين قام بمشاركة النظام السوري بتفجير عدّة أبنية سكنية وحرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والأشجار في منطقة النجاصة بسهل رنكوس استكمالاً لسياسته التهجيرية”
تاريخ الحزب وأساليبه في تغيير الخارطة السكانية في القلمون طويل ومتنوع ، ويوضح القلموني أن الحزب احتل في يبرود عدد من البيوت والأبنية السكنية، سواء بشراء عدد من المنازل والأراضي بشكل مباشر أو بشكل غير مباشرعبر عملاء له في المدينة، مشيراً إلى أنه تم توثيق احتلال أكثر من 50 منزلاً في المدينة، إضافة لاحتلال الحزب الشبه كامل لبلدة فليطة التي أنشأ داخلها حزب الله معسكرات له. و في ذات الاطار عمد الحزب، وفق القلموني، الى منع أهالي بلدة بخعة من العودة إليها منذ سنتين، وقام بمشاركة النظام السوري ببناء منازل لعائلات عناصر حزب الله، بعد هدم البيوت القديمة.
الزبداني ومضايا أوراق حماية للموالين في الفوعة
ارتبطت مدينة الزبداني ومضايا بالتحديد، بإتفاق المدن الأربعة الزبداني و مضايا – كفريا و الفوعة، التي تم توقيعها من قبل جيش الفتح ووفد إيراني، والتي تقوم على مبدأ المعاملة بالمثل بين سكان منطقة الزبداني ومضايا في القلمون الغربي، وأهالي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب والخاضعتان لحصار جيش الفتح، ولم يترك حزب الله هاتان المنطقتين كآخر هدف له في المنطقة، إلا ليستخدم سكانهما كأوراق ضغط للتخفيف عن مؤيديه ورعاياه في كفريا والفوعة. وقال رئيس الهيئة الطبية في الزبداني “عامر برهان”، لأورينت نت، إنه “طالما كفريا والفوعة بخطر فنحن على حالنا، نبقى تحت ضغط الحصار والقنص والخطر، ويبقى التغيير الديمغرافي الذي يهدف له حزب الله على قدم وساق في المناطق خارج حدود مدينة الزبداني ومضايا”. وتابع برهان “يتم تهجير نازحي اهالي الزبداني في المناطق المجاورة قسراً إما لبلدة مضايا، أو إنذارهم لإخلاء منازلهم، كما حدث بمنطقة كروم مضايا منذ أيام، وسيتم إنهاء التغيير الديمغرافي لحزب الله في مضايا والزبداني، لكن بعد ايجاد حل وفك الحصار عن الفوعة وكفريا”.
مشروع حزب الله في القلمون
وينسق حزب الله بين الإجراءات العسكرية الهادفة للسيطرة على المناطق، وبين العمل الدعوي لنشر المذهب الشيعي، في المناطق الخاضعة لسيطرته، والذي يشهد تطوراً متواتراً بعد أن باتت الحسينات شيء مألوف مع انعدام وجودها في السابق.
ولفت برهان إلى أمر خطير يتمثل بقبول هجرة النازحين السوريين في لبنان من منطقة القلمون بشكل كبيرعبر الامم المتحدة الى أوروبا وبشكل واضح، عازياً السبب إلى “رغبة بابعاد أهالي القلمون عن مناطقهم، وحين ترى الناس الهدوء واحترام الإنسان في أوروبا فمن الطبيعي أن تنسى أرضها وقضيته”، وفق تعبيره.
عرسال خارج المعادلة
وأمن حزب الله كل الشريط الحدودي في القلمون الغربي بحسب ناشطين، وبالرغم من أن أهالي عرسال اللبنانية مؤيدين للثورة إلا أنهم لم يتدخلوا في المعارك حتى الآن، ناهيم ان جرود عرسال ليس لها أهمية كبيرة لدى الحزب أصلاً، طالما تم تأمين باقي البلدات الشيعية على الحدود اللبنانية –السورية.
وهذا ما أكده القلموني، فقال”حزب الله لم يتقدم في القلمون الغربي من بلدة عرسال ولم ينطلق منها في معاركه بالأصل، وتم تأمين باقي البلدات الشيعيه الحدودية مثل حام وبريتال والبزالية ومناطق عديدة والتي تعد خزان بشري للحزب، بعد احتلال عسال الورد وجرودها واحتلال بلدة الطفيل التي تعد لبنانية سنية”.
مئات الكيلو مترات من الجرود وجبال القلمون باتت اليوم بيد حزب الله، الذي استغل خروج أهالي الثوار ونزوحهم الى الداخل السوري أو لجوئهم إلى لبنان، ليسكن محلهم عوائل مقاتليه من الداخل اللبناني والذي يظهر جلياً في حي القاعة بيبرود، في حين لم يبق في أيدي الفصائل المعارضة إلا نقطتين في القلمون الغربي، تشهدان مناوشات منذ أكثر من عام بين الفينة والأخرى يجعل وصولهم إلى جرود عرسال أمر شبه مستحيل.