الياس بجاني: مجدداً تم أمس اغتيال الشهيد داني شمعون في دير القمر

2216

مجدداً تم أمس اغتيال الشهيد داني شمعون في دير القمر
الياس بجاني/16 أيار/16

مبروك للفائزين في الانتخابات واليوم يوم جديد…!!

انتهت الانتخابات البلدية والإختيارية (المخاتير) التي جرت أمس في جبل لبنان على خير وبسلامة ودون أحداث أمنية تذكر، وقد كانت فعلاً رغم كل الشوائب التي رافقتها، وقذارة  وخساسة ونرسيسية التحالفات الغريبة والعجيبة واللااخلاقية الجاحدة التي شهدتها، كانت طبقاً للمعايير والأعراف اللبنانية قمة في التعاطي الحضاري والسلمي والأخلاقي.

نحمد الله على هذه النعمة، نعمة قبول الآخر وهي ميزة الشعب اللبناني الذي ورغم كل الشدائد يبقى في أكثريته الساحقة مؤمناً بوطنه وحضارياً ومسالماً ويرفض العنف.

من هنا فإن انتخابات الأمس أصبحت من الماضي وقد ربح من ربح وخسر من خسر وبالتالي من المفترض أن يكون اليوم يوماً جديداً يتقبل فيه الخاسر خسارته بروح رياضية، ويفرح الفائز بفوزه ولكن بتواضع ورهبة من المسؤولية التي كُلِّف بها لخدمة من انتخبوه من أهل بلداته وقراه ومدنه.

إن التعاطي الحضاري والديموقراطي يوجّب على الخاسرين تهنئة الفائزين رسمياً وعلناً كما هو الحال في كندا حيث نقيم وفي كافة الدول الديموقراطية والحرة في العالم.

في قراءة مبدئية لنتائج الانتخابات يمكننا القول إن الشعب اللبناني عموماً والمسيحي منه تحديداً اثبت أمس ومن خلال صناديق الاقتراع أنه يُمهل ولكنه لا يُهمّل وهو يرفض بقوة السياسي المتعجرف والمدعي والواهم والرافض لحقوق الغير ولأدواره والمشاركة.

لقد بينت النتائج الأولية والأرقام أن ثنائية عون جعجع اللا مبدئية واللا وطنية واللا 14 آذارية المنتفخة والمتورمة اعلامياً وأوهاماً لا تمثل في المجتمع المسيحي بأحسن الأحوال أكثر من 10 إلى 15 % وأن أطماع وجشع وعنجهية واستكبار أصحاب شركاتها من الأحزاب التجارية  والعائلية هم عملياً وواقعاً معاشاً خارج وجدان وضمير الناس من غير التابعين لهم.

وفي دير القمر بالذات حيث الرمزية الشمعونية التاريخية والوطنية فقد تمظهر الجحود والجشع والإستكلاب على النفوذ والسلطة، فتم بدم بارد نحر كل الأخلاقيات والقفز فوق قيم الوفاء والعرفان بالجميل ليحل مكانهم التذاكي المعيب والباطنية القاتلة.

السؤال الذي يفرض نفسه هو: ماذا ربحوا الذين حاربوا الريس دوري شمعون وحزبه في عقر داره من خلال تحالف التناقضات والغرائب والعجائب؟

الجواب كما يراه كثر من الأحرار ونحن منهم يكمن في جوهر كلام السيد المسيح القائل:”ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”

نعم وبراحة ضمير نقول وبصوت عال إن من عمل على ضرب الريس دوري شمعون في دير القمر قد خسر مصداقيته واسقط قناعه وأكد أنه لا يعرف ألف باء الوفاء والعرفان بالجميل.

ونعم تم أمس مجدداً اغتيال الشهيد داني شمعون!!

بالطبع العّبر كثيرة، ولكن المهم أن يعيها ويفهما من يعيش من السياسيين الفجار والتجار وأصحاب شركات الأحزاب التعتير في عالم من الهلوسات والأوهام وفي غربة كاملة عن مقومات وأسس الإيمان والرجاء، وعن واجب احترام دماء الشهداء.

في الخلاصة وفي دير القمر بالذات صح المثل الشعبي القائل: “جحا ما بيقدر غير ع خالته”…

وقمح من هيك حصادين فجعانين بدها تاكل حني!!

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com