ميـرا عبـدالله: رجل الأعمال اللبناني نزار زكا مسجون في إيران

299

رجل الأعمال اللبناني نزار زكا مسجون في إيران
ميـرا عبـدالله/لبنان الآن/24 نيسان/16

اعتُقل نزار زكّا، رجل أعمال لبناني يعيش في الولايات المتحدة، اعتباطياً في إيران في أيلول 2015.

وفقاً لأصدقاء أقاموا موقعاً إلكترونياً يدعو إلى اطلاق سراحه، فقد تلقّى زكا- وهو خبير كبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) في الشرق الأوسط وأمين عام ومؤسس منظمة ICT العربية- دعوة رسمية لحضور المؤتمر الدولي الثاني والمعرض حول المرأة في التنمية المستدامة في 11 أيلول الماضي، والذي كان من تنظيم دائرة شؤون المرأة الإيرانية ووزارة الصناعة والمناجم والتجارة في طهران. والدعوة موقّعة من شاهيندوهت مولافيردي، نائب رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية، المختص في شؤون المرأة والعائلة في حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني. في 18 أيلول، وفيما كان زكّا يتوجّه الى المطار بعد المؤتمر، للعودة إلى لبنان، خطفه عملاء أمن إيرانيون.

وزعم التلفزيون الايراني الرسمي بأنّ زكّا، اللبناني الذي يقيم في واشنطن، هو في الحقيقة “جاسوس أميركي معتقل اليوم لدى السلطات الايرانية”. في البداية بعد اعتقاله، سُمح لعائلته بالاتصال به، وتمكّنت زوجته من لقائه عدة مرات. غير أنّ عائلته فقدت مؤخراً الاتصال به. الاتصال الأخير بين زكّا وعائلته كان بعد رسالة صوتيه أطلقها في 2 نيسان 2016، بعد 21 يوماً من الإضراب عن الطعام و197 يوماً من الاعتقال، مؤكداً فيها بأنه لم يكن مسموحا له بعد بالالتقاء بمحاميه أو بأي كان من القنصلية اللبنانية في طهران. ودعا زكا كذلك السلطات اللبنانية لإنقاذه من الحرس الثوري الايراني.

“على مدى الأسبوعين الماضيين، لم نتمكن من الاتصال به”، قالت غنوى زكا، زوجته. “كنتُ أذهب الى طهران لزيارته. وقبل أسبوعين علمتُ بأنّ الزيارات ممنوعة عن نزار. حتى أنه توقف عن الاتصال بنا، وحتى هذا التاريخ، لا نعلم عنه شيئاً”. وأكّدت زوجته التي بدت مترددة في اعطاء NOW أي معلومات عند الاتصال بها، بأنّ العائلة قلقة فعلياً على مصير زكا، لا سيما وأنّهم في المرة الأخيرة التي تمكنوا من الاتصال به، كان لا يزال مضرباً عن الطعام. لم يثر اعتقال زكّا قلق أفراد عائلته وأصدقائه فحسب. بل وعبّرت كذلك منظمات حقوق إنسان لبنانية ودولية عن قلقها على وضع زكا، واعتبرت بأنّ هذا الاعتقال هو تعدٍّ على حقوق الانسان، لأنّ زكّا مُنع حتى الآن من الحصول على تمثيل قانوني. وفي آذار 2016، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنّ محامي زكا لم يتمكن من زيارة موكله المعتقل في سجن ايفين وورد 2-A الخاضع لرقابة الحرس الثوري الايراني، وإنّ التهم الموجهة اليه لا تزال غير واضحة. وقالت لـNOW منظمات حقوق إنسان لبنانية محلية عملت عن كثب مع عائلة زكّا على قضية الاعتقال إنهم لا يعلمون مكان تواجد زكّا حالياً.

“سرت بعض الأقوال عن إطلاق سراح زكّا، وعن زمان وطريقة إطلاق سراحه، ولكن لم تؤكد هذه الشائعات”، قال جورج غالي، مدير البرامج في منظمة حقوق الانسان اللبنانية ALEF، وأضاف: “من بين أهم هواجسنا هو عدم معرفتنا سبب اعتقال زكّا وفترة اعتقاله. أيضاً، هو لا يتمتّع بأي حماية قانونية. في رأيي على الحكومة اللبنانية متابعة الأمر مع عائلة نزار حول مكان تواجده، وظروفه والتقدّم في ملفه القانوني، وبذل جهودا كبيرة لحماية أي مواطن لبناني من الأذى في بلد أجنبي. ويبقى ذلك اجبارياً بموجب معاهدة جنيف حول شؤون القنصلية لضمان تمثيل قانوني مناسب وحماية قانونية مناسبة للمواطنين اللبنانيين”. وبعد أسبوعين، نشرت وزارة الخارجية اللبنانية بياناً تفصّل فيه جهود الوزارة لمتابعة قضية زكّا.

ووفقًا للبيان، أدّت هذه الجهود الى السماح لزوجة زكا بلقائه ولقاء السلطات الايرانية، والتحدّث مع زكّا بشكل دائم على الهاتف. غير أنّ الوزارة لم تعلم بأي تطورات في قضية زكا بعد انقطاع الاتصالات الهاتفية والزيارات بين زكا وعائلته. “آخر المعلومات التي حصلنا عليها في هذه القضية هي التفاصيل التي نشرناها في البيان الرسمي على الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية قبل أسبوعين”، قالت مسؤولة الصحافة في الوزارة نانا فيصل لـNOW، “لم نتلق أي معلومات بعد ذلك”.

هذا وقال لـNOW مصدر مقرّب من عائلة زكّا، تحدّث شرط عدم ذكر اسمه، إنّ الاعتقال قد يكون حصل بعد لقاء قام به نزار زكا في طهران، دفعه الى تغيير بطاقة سفره وبطاقات فريق عمله للعودة الى بيروت في وقت أبكر. وقالت لـ NOW غنوى زكّا، التي رفضت التعليق على أي محاولة لتوريط “حزب الله” في القضية، نظرا الى علاقة الحزب الوثيقة بإيران، إنّها في كل مرة ذهبت فيها لرؤية زوجها، وعدتها السلطات الايرانية بأنها سوف تطلق سراحه قريباً، وبأنّه غير متهم بأي جريمة قانونية أو أمنية. “حاولنا الاتصال بالعديد من السلطات التي قد تكون قادرة على فعل شيء فيما خصّ قضية زوجي. للأسف، فشلت كل هذه المحاولات حتى الآن، على الرغم من المساعدة الكبيرة التي قدمتها لنا وزارة الخارجية اللبنانية والقنصل اللبناني في طهران، الذي لا تزال طلباته لقاء نزار ممنوعة حتى اليوم”، ختمت غنوى حديثها.

ميرا عبدالله تغرّد على تويتر @myraabdallah

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية
(ترجمة زينة أبو فاعور)