علي الأمين: حزب الله سيخسر فرنجية وعون/رضوان عقيل: برّي غاضب من التذكير بالذميّة السياسية ويلوّح بحمل أمل السلاح إذا هدّد التقسيم لبنان/العرب: حزب الله السوري ذراع الطائفية المبتورة

251

حزب الله سيخسر فرنجية وعون
علي الأمين/جنوبية/ 20 مارس، 2016

نُسب إلى الرئيس نبيه بري أنّه على حزب الله أن يستفيد من فرصة وجود مرشحين حليفين له للرئاسة الأولى، قبل أن يبدأ الحوار السعودي-الإيراني الذي قد يفرض عليه تنازلات رئاسية هو اليوم متحرر منها. لكن برّي حرص على التأكيد أنّه من مؤيدي النائب سليمان فرنجية ووجه على طريقته رسائل مناكفة باتجاه العماد ميشال عون. حزب الله لم يسارع إلى تلبية نصيحة حليفه المقيم في عين التينة، ولم تظهر عليه أعراض الإرتباك، وأظهر كعادته أنّه منهمك في الشأن السوري، وفي التخفيف من أعراض الإنسحاب الروسي الجزئي في لحظة بدء التفاوض بين النظام السوري والمعارضة. وحرص بوسائل إعلانية وإعلامية على التأكيد أنّ انسحاب الروس لا يغير في واقع قتاله داخل سورية إلى جانب النظام السوري. لكن في هذا الوقت سرت مقولة على ألسنة أكثر من سياسي وإعلامي، ان القيادي السياسي والامني في حزب الله وفيق صفا أبلغ إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل استحالة أن يؤمن الجنرال ميشال عون فرص وصوله إلى سدّة الرئاسة. علمًا أنّ هذه الحقيقة ليست جديدة، وهي قديمة قِدم طموح الجنرال للوصول إلى الرئاسة. لكن الجديد أن يقولها حزب الله وبهذه الطريقة، علمًا أنّه لم يجرِ نفي هذه الرسالة حتى الآن لا من حزب الله ولا من باسيل. ليس من قبيل المبالغة، ولا المزاودة أو التقليل من شأن الرئيس بري، القول أنّ النظرية التي تبناها حزب الله لتأييد العماد ميشال عون، إلى جانب الوفاء للجنرال ميشال عون، أنّه الأكثر تمثيلاً في الساحة المسيحية. هي نظرية يريد حزب الله المحافظة عليها لحماية حق الفيتو المذهبي أو الطائفي وترسيخه إن لم يكن بالدستور فبالعرف. ومع تأييد القوات اللبنانية لترشيح عون، أصبح التمثيل المسيحي وقوته ثابتة غير قابلة للنقاش في شخص الجنرال. وأيضًا لأن الرئيس نبيه بري، كما حزب الله، يعتبران منصب رئاسة المجلس النيابي ليس متاحًا لأيّ نائب شيعي، بل هو حكر للأكثرية النيابية الشيعية ولو اصطف كل النواب غير الشيعة حول مرشح من خارج هذه الاكثرية.
مقتضى هذا التفسير لموقع رئاسة المجلس النيابي، وشروط اختياره، أن يطبقه اصحابه على موقع رئاسة الجمهورية. ويتذكر اللبنانيون كيف هاج نواب حركة أمل وحزب الله حين لاح احتمال السير بدعم ترشيح أحد النواب الشيعة، عقاب صقر في 2009، من خارج الثنائية الشيعية لرئاسة المجلس.
في رأي الدكتور سمير جعجع أنّ حزب الله لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية، وهو قول يستند إلى وقائع وتحليل واستنتاجات، ذلك أنّ انخراط حزب الله في الأزمة السورية ضمن سياق رسم معادلات المنطقة، كما كان أكدّ زعيمه السيد حسن نصر الله، لا يجعله مستعجلاً لإستكمال عقد المؤسسات الدستورية قبل اتضاح صورة الإقليم. فضلاً عن أنّ أيّ رئيس جمهورية، ولو كان من فريق حزب الله، معني بالقيام بدوره على صعيد حماية الدولة واحترام العلاقات بين الدول. من هنا فإنّ عدم وجود رئيس للجمهورية هو عنصر مساعد لمزيد من انخراط حزب الله في القتال من المحيط إلى الخليج.
يعتقد الكثير من المراقبين أنّ قرار الرئاسة هو بيد حزب الله، بمعنى أنّ لدى حزب الله من القدرة والكفاءة والبراعة التي تؤهله ليس لتليين موقف الرئيس نبيه بري من مرشحه، لكن يستطيع أن يقنع بوسائل سلمية ودبلوماسية الرئيس سعد الحريري بتأييد الجنرال فضلاً عن النائب جنبلاط. بل يستطيع، انطلاقًا من كون السيد حسن هو سيد الكل كما قال النائب فرنجية، وكونه قائد معركة الدفاع عن نظام الممانعة والمقاومة في سورية، فأقلّ هدية يمكن ان يقدمها النائب فرنجية هي السير في ركاب ترشيح الجنرال عون. بالتأكيد السيد نصرالله يتحين الفرصة المناسبة إقليميًا للإفراج عن الرئاسة وتقديمها هدية للجنرال ميشال عون. لكن أطال الله بعمر الجميع وأرانا وإياكم هذا اليوم المبارك.

برّي غاضب من التذكير بـ “الذميّة السياسية” ويلوّح بحمل “أمل” السلاح إذا هدّد التقسيم لبنان
رضوان عقيل/النهار/21 آذار 2016
أثار الحديث عن الذمية السياسية في الايام الاخيرة غضب الرئيس نبيه بري الذي عكسه في مجالسه الداخلية، ولا سيما بعدما تناول الوزير جبران باسيل هذا الموضوع في احتفال لـ”التيار الوطني الحر” وتطرق فيه ايضا الى اللامركزية الموسعة. ولم تنته الامور عند هذا الحد إذ انفجر الخلاف في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء بين باسيل والوزير علي حسن خليل، وعمل الرئيس تمّام سلام على التهدئة بينهما بعدما تبادلا اتهامات بممارسة الذمية السياسية. لماذا العودة الى نبش هذا النوع من المواضيع التي لا يحبذ بري تناولها، لكنه يعبر عن تراكمات عايشها شخصيا منذ انتخابه رئيسا لمجلس النواب وكيف عمل في اوائل التسعينات على تثبيت الشيعة في المؤسسات الرسمية وفي وظائف الدرجة الاولى. ورداً على اسئلة زواره يقول: “لا احد يذكر الشيعة بالذمية السياسية التي كانت تجتاح مناطق لبنانية عدة وخصوصا في الاطراف”. ويرجع بالذاكرة الى الوراء وكيف انه “جاهد” في تثبيت اسماء شيعية في القضاء والعسكر والادارات ووظائف الدرجة الاولى، وانه كان ممنوعا على ابناء هذه الطائفة احتلال مواقع عليا في الديبلوماسية ، وانه في السابق كان لا يتم اختيارهم الى بلدان افريقية على اهميتها الى ان تم تثبيتهم في سفارات عواصم كبرى شأن بقية الطوائف وتم تعيين سفراء شيعة في بريطانيا وبلجيكا وبلدان اخرى وفي منظمات دولية.
ويروي انه في احدى المرات عندما لمس ان الرئيسين الراحلين الياس الهراوي ورفيق الحريري يعملان (عام 1993) على تعيين اسماء تخصهما ، عمل على سحب ورقة من جيبه كتب عليها اسم هيثم جمعة المدير العام للمغتربين في وزارة الخارجية . وخاطبهما في تلك الجلسة انه لو جاء اسم جمعة مكتوبا في نهايته بحرف الالف لوجب اعتماده. اما اذا اخضع الجميع لامتحانات مفتوحة فلا مانع لدي. ولذلك فإن بري يدعو من يعنيه الامر ويتناول الذمية الى عدم العودة الى هذا الموضوع. ويؤكد انه لا يريد الحديث عن تعيين الوزير السني فيصل كرامي من حصة الشيعة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي”ولست نادما على هذا الخيار”. ويدعو الى التدقيق في مواقع شيعية في عدد من الوزارات يشغلها بالتكليف من هم من غير ابناء الطائفة ومنها وزارة الشؤون الاجتماعية “ولا نسأل من اجل مصلحة البلد”.
ويعتبر ان “الحديث عن الذمية وتقديم اللامركزية بحسب اهواء البعض هو شكل من الفيديرالية والتقسيم الذي يبشروننا به”.
ويرد على هؤلاء بالقول انه على استعداد لتسليح حركة “أمل” وان يحمل البندقية شخصيا عند وقوع ثلاث حالات:
“- لقتال اسرائيل وهذا امر معروف زرعه في نفوسنا وعقيدتنا الامام موسى الصدر للدفاع عن ارضنا وكل لبنان.
– لمحاربة التقسيم والتمييز بين اللبنانيين على ان نعيش جميعنا تحت سماء لبنان.
– نحمل السلاح للدفاع عن النفس”.
ويعود الى القول انه اول من نادى ولا يزال يعمل لالغاء الطائفية السياسية. ويسجل هنا للعماد ميشال عون في خطابه الاخير تمسكه بتطبيق النسبية في قانون الانتخاب ولو في نصف المقاعد مع ان طموحنا اكبر. لنطبق النسبية ويأخذوا ما يريدون ونعجل في انتخاب رئيس الجمهورية ونحافظ على المؤسسات”.
ولدى مفاتحة بري بعودة البعض ولا سيما الرئيس فؤاد السنيورة الى الحديث عن انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد، يعيد رئيس المجلس الجميع الى انتخاب الرئيس بشير الجميل في الكلية الحربية في الفياضية عام 1982 وكيف عمل فريقه والساعون لانتخابه على تأمين النصاب المطلوب للجلسة وعدم تخطي هذا الامر حتى في الظروف القاهرة وابان وجود الاحتلال الاسرائيلي آنذاك. ويروي كيف عمل والرئيس الراحل صائب سلام على منع اتمام النصاب ولم ينجحا. ولا ينسى الى اليوم كيف خاطبه سلام ودعاه عشية الجلسة الى الاطمئنان بلهجته البيروتية المحببة عن عدم حضور نائب بيروتي سابق :”طوّل بالك يا نبيه ، فلان لن يشارك”، الا انه كان في مقدم الحاضرين في الفياضية.ويكرر بري هنا ما قاله للسنيورة في جلسة الحوار الاخيرة في عين التينة من ان يهتم بالاقتصاد والارقام اكثر من الدستور واطلاقه الفتاوى “واذا استطاع ان يقنع رئيسه سعد الحريري بنظريته هذه فليخبرني ، واذا نجح انا باق على رأيي والسلام”.

حزب الله السوري.. ذراع الطائفية المبتورة
العرب/21 آذار/16
دمشق – يعود ظهور المقاتلين الشيعة في سوريا إلى أواخر سنة 2011 عندما اعتقل الثوار مقاتلين ينتمون إلى جيش المهدي الذي يتزعمه الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر. وتدريجيا تحول حضور الفصائل الشيعية في سوريا إلى ظاهرة كبيرة، وتعالت الدعوات عبر وسائل الإعلام الشيعية للتوجه للقتال في سوريا حماية للمراقد المقدسة. وتذكر بعض الدراسات أن إيران وضعت دعاية كبيرة لحشد المقاتلين الشيعة للالتحاق بساحات القتال في سوريا، هذا فضلا عن الإغراءات المادية التي دفعت بسخاء للمرتزقة الذين قبلوا الالتحاق بهذه الجبهة، حتى أن بعض التقارير ذكرت أن ميليشيات الحشد الشعبي العراقية أصبحت تخير القتال في سوريا نظرا لالتزام طهران بدفع أجور كبيرة فضلا عن الرعاية الصحية وغيرها. وخلال سنة، منتصف عام 2012 حتى منتصف عام 2013، كانت أعداد الميليشيات التي استجابت لهذا النداء كبيرة جدا، بلغت حسب تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أكثر من ثلاثين ألف عنصر غالبيتهم من الجنسية العراقية التي تقاتل إلى جانب النظام على أساس طائفي، ولكن تم في الأثناء تأكيد وجود مقاتلين من جنسيات مختلفة، على غرار الأفغانية والباكستانية واليمنية وحتى جنسيات أفريقية. وفي البداية عملت إيران على تنظيم نشاط هذه الميليشيات وحاولت إدراجها ضمن شبكة “لواء أبوالفضل العباس، ثم أوكلت مهمة إدارة نشاطها العسكري إلى الجنرال الإيراني قاسم سليماني، بمساعدة ضباط إيرانيين بالمقام الأول، وبمشاركة ضباط سوريين منتدبين من أجهزة المخابرات المختلفة، وإدارة استطلاع الجيش، وضباط من هيئة العمليات. ومع بداية سنة 2014 تمكنت طهران من وضع هذه الميليشيات في إطار أكثر تنظيما يساهم في مزيد تثبيت أقدامها على الأراضي السورية فكان تأسيس حزب الله السوري كامتداد لمشروع حزب الله اللبناني.
حزب الله السوري الذي أعلنت إيران عن ميلاده هو نسخة جديدة عن حزب الله اللبناني، يمتلك نفس الأيديولوجيا والأهداف
أعلنت إيران في مايو 2015 على لسان القائد السابق في الحرس الثوري حسين همداني نجاحها في تكوين “حزب الله السوري”، حيث قال في تصريحات، حذفت بعد دقائق من نشرها على وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، “مستعدون لإرسال 130 ألفا من عناصر الباسيج إلى سوريا، لتشكيل حزب الله السوري”، مضيفا “بعون الله استطاع الإيرانيون تكوين حزب الله الثاني في سوريا”. وذكر بعض الناشطين السوريين أن عدد أفراد الحزب في سوريا تجاوز 15 ألف مقاتل، يتركزون على الجبهات الحساسة لا سيما القنيطرة وفي مناطق توزع الشيعة. وحسب تصريحات المعارضة السورية، فإن حزب الله السوري، هو نسخة جديدة عن حزب الله اللبناني، يمتلك نفس الأيديولوجيا والأهداف، كما يتبع ذات طرق العمل والتنظيم التي يتبعها حزب اللبناني الذي لا يخفي تبعيته لإيران قبل ولائه وانتمائه للبنان. وهذه المعلومات تلتقي مع تصريحات همداني، الذي لم يخف أن “حزب الله السوري” سيكون ذراعا عسكرية ضاربة تابعة لإيران مباشرة، كما تلتقي مع ما ذكره الجنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني في ديسمبر الماضي عندما تحدث عن وجود جيوش شعبية مرتبطة بالثورة الإيرانية في العراق وسوريا واليمن يبلغ حجمها أضعاف حزب الله اللبناني. ويقول فيليب سميث في دراسة لمعهد واشنطن للدراسات إنه في بداية عام 2014، اتّخذت ميليشياتٌ سورية مختلفة اسم “حزب الله في سوريا”، وساهم الوجود الجغرافي والعددي لـ “شيعة الإثني عشرية” في البلاد بشكلٍ كبير في نموّ هذه الشبكة وتوسّعها. و”شيعة الإثني عشرية” هي فرع من الإسلام يمارس من قبل النظام الإيراني وأتباعه اللبنانيين والعراقيين. ولا يشكّل “شيعة الإثني عشرية” في سوريا سوى 1 – 2 في المـئة من السكان، إلّا أنّهم مركزون في مناطق استراتيجية هامة استُخدمت لاعتراض خطوط التواصل والإمدادات التابعة للثوار بالقرب من حلب، والحدود اللبنانية السورية، وعلى طول الحدود الأردنية السورية.
ميليشيات حزب الله في سوريا
* حزب الله: يٌقدر عدد مقاتليه في سوريا بنحو 4000، لكن الوقائع تؤكد أن العدد الفعلي أكبر بكثير.
* كتائب القدس: ميليشيات إيرانية، يقودها الجنرال سليماني، وتتمتع بتدريب عسكري عالي المستوى، وتتولى بشكل أساسي تأمين سلامة بشار الأسد، وعائلته، وقصوره، ويقدر عددها بحوالي 1200 مقاتل.
* لواء أبوالفضل العباس: ميليشيات إيرانية بقيادة أبوهاجر العراقي، من أوائل الفصائل الشيعية التي دخلت سوريا بحجة الدفاع عن مقام السيدة زينب بريف دمشق، ويشكل العراقيون النسبة الأكبر من مقاتليها، كما تضم مقاتلين سوريين من أبناء بلدتي نبل والزهراء، ومقاتلين من لبنان، ومن جنسيات آسيوية عديدة، ويُقدر عدد عناصر اللواء بنحو 4800 مقاتل.
* لواء صعدة: ميليشيات يمنية، وهي مجموعات مدربة ومتمرسة، وينتمي عناصرها إلى الحوثيين، واكتسبوا خبراتهم القتالية من خلال المعارك التي خاضوها ضد الجيش اليمني، ويصل عددهم إلى 750 مقاتلاً.
* كتائب حيدر الكرار للقناصة: ميليشيات عراقية، تتبع لعصائب “أهل الحق”، التي يرأسها قيس الخزعلي، ويقودها في سوريا الحاج مهدي، تضم في صفوفها أمهر القناصين، وترتبط بعلاقة وثيقة مع المرشد الإيراني علي خامنئي، يُقدر عدد عناصرها بنحو 800 مقاتل.
* كتائب حزب الله العراقية: ميليشيات عراقية، تتبع منهجيا وأيديولوجيا حزب الله اللبناني، لكنها مستقلة عنه تنظيميا، تلتزم بنظرية الولي الفقيه، ومرجعية المرشد الإيراني علي خامنئي، وتخضع لقيادة فيلق القدس، دخلت سوريا تحت اسم “حركة النجباء”، ويقدر عدد مقاتليها بنحو 1500 مقاتل.
* كتائب سيد الشهداء: ميليشيات شيعية، انشقت عن لواء أبوالفضل العباس، تقاتل في سوريا بزعامة حميد الشيباني المعروف بأبي مصطفى الشيباني، وترتبط بعلاقات متينة مع فيلق القدس الإيراني، ويقدر عدد مقاتليها بنحو 700 مقاتل.
* لواء ذو الفقار: ميليشيات عراقية، بدورها انشقت عن لواء أبوالفضل العباس، يقودها أبوشهد الجبوري، اشتهر اللواء، بارتكابه أفظع المجازر بحق السوريين، لا سيما في داريا، ومدينة النبك بريف دمشق، ويقدر عدد مقاتليها بحدود 1000 مقاتل.
* كتائب الفوعة: ميليشيات سورية، تشكلت من أبناء مدينة الفوعة بريف إدلب، تتألف من مجموعات قتالية، عملت سابقاً في إطار ما يسمى بـ”اللجان الشعبية”، يُقدر تعدادها بحوالي 800 مقاتل.
*لواء الإمام الحسن المجتبى: ميليشيات عراقية، اتخذت من حماية، مرقد السيدة زينب بريف دمشق، ذريعة لدخول سوريا، ارتكبت أفظع الجرائم بحق المدنيين العزل في منطقة شبعا المحيطة بمنطقة السيدة زينب، يُقدرعدد مقاتلي اللواء بحوالي 1000 مقاتل.
* فيلق الوعد الصادق: ميليشيات عراقية سورية مختلطة، تضم تشكيلة من جنسيات متعددة، إضافة إلى مقاتلين سوريين من شيعة إدلب يقدر عدد مقاتليها بنحو 1000 مقاتل.
* لواء الإمام الحسين: خلطة عجيبة عراقية وإيرانية وأفغانية باكستانية، ينتشر معظم عناصرها في أحياء محافظة حلب، ومحيط المنطقة المحاصرة، يقدر عدد مقاتليها بنحو 1200 مقاتل.
* منظمة بدر: ميليشيات عراقية وإيرانية، خلطة من أهم أنواع المقاتلين الإيرانيين المدربين على قتال الشوارع وحرب العصابات، متخصصة بتنفيذ عمليات الاغتيال والخطف، يُقدر عدد مقاتليها بنحو 1500 مقاتل.
وقد أصبحت بلدتَا نبل والزهراء الشيعيتان المواليتان لنظام الأسد في ريف حلب محور جهود الميليشيات الشيعية في سوريا نظرا لتطويقهما الجزئي من قبل الجهاديين السنّة والثوار منذ عام 2013. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تمّ إرسال عدد من الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية المتمرّسة إلى البلدتَين حيث ساهمت في إنشاء ميليشيات شيعية محلية. وتمكّن هؤلاء المقاتلين الأجانب، بمساعدةٍ من “منظمة بدر” و”كتائب حزب الله” العراقية، و”حزب الله” اللبناني من المساهمة في إنشاء “فوج الإمام الحجة” المحلي. وقد خاضت هذه الجماعة عملياتٍ قتالية قرب حلب وفي مناطق أخرى من ريف حلب.
قاعدة الجولان
قامت إيران ببناء قاعدة الحزب الجديد في الجولان السوري، وعلى الأطراف الشرقية لمنطقة “شبعا” وفي المناطق التي يشغلها الآن حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في ريف القنيطرة. وهي خطة يرى المحللون أنها تهدف إلى تأسيس كيان عسكري ممثل في حزب سياسي شبيه بوضع حزب الله اللبناني، وتسهيل تمدده سياسيا نحو دمشق، وعليه تقوم إيران بتعطيل الحياة السياسية مستقبلا إلا بما يستجيب لمصالحها وأهدافها المرسومة في استنساخ لما آلت إليه الأوضاع لبنانيا بسبب تعنت حزب الله الذي ما يزال يطرح خيارات طهران دون مراعاة لمصلحة لبنان. علما وأن كل هذه المخططات تتنزل حسب المراقبين في إطار المشروع الأكبر لإيران الرامي إلى إحكام قبضتها على منطقة الشرق الأوسط لا سيما وقد تمكنت إلى حد الآن من وضع قدم لها في لبنان وفي العراق، فيما تسارع الخطى في سوريا لاستكمال هذا البرنامج، فضلا عن حربها المتواصلة في اليمن من أجل هذا الهدف.
وتسارع طهران الخطى لإخراج حزب الله السوري للعلن في أسرع وقت ممكن وفي ثوب حزب سياسي، خشية أن تفرض موسكو وواشنطن تسوية على أسس اتفاق جنيف 1، والتي من ضمن بنودها دعوة الميليشيات الأجنبية إلى مغادرة سوريا. وبالتالي فإن هذا الثوب الجديد قد يمنحها الصيغة القانونية ويضمن وجود ذراع عسكرية لها في المنطقة دون أن تقع تحت طائلة هذه التسوية التي من المزمع طرحها في أي وقت، لا سيما أمام تقديم الجنسية السورية لهؤلاء المقاتلين بكل يسر.
لكن في المقابل يرى البعض أن مشروع حزب الله السوري قد يكون البديل الإيراني لنظيره اللبناني لا سيما في ظل التضييقات الأخيرة على حزب الله، على غرار تصنيفه كتنظيم إرهابي من قبل أغلب الدول العربية، إلى جانب تراجع شعبيته لبنانيا وعربيا وفقدانه لصورة التنظيم المقاوم التي كانت الصفة التي جعلته محل متابعة ودعم من الشعوب العربية لسنوات عديدة، بمجرد انخراطه في الحرب السورية ومشاركته في الكثير من الجرائم التي ارتكبت في حق المدنيين السوريين.
وقد أصدرت مؤسسة “بيو” الأميركية لأبحاث الأديان والحياة العامة، نتائج استطلاع يظهر ارتفاعا حادا في نسبة الكراهية لتنظيم حزب الله اللبناني في صفوف الشعوب العربية والإسلامية. كما نشرت مجلة “سلايت” الفرنسية تقريرا حول دور حزب الله في الصراع السوري، وقالت إن هذا الحزب شهد تراجعا كبيرا في شعبيته، سواء في لبنان أو الشرق الأوسط، بسبب وقوفه ضد الثورة السورية والمشكلات التي جلبها للبنان والخسائر التي تكبدها. وقالت المجلة، في تقريرها إن حزب الله يشهد تغيرا في موقعه في المشهد السياسي اللبناني والإقليمي في الفترة الأخيرة، حيث أن 70 في المئة من سكان المنطقة، والعديد من الحلفاء السابقين لحزب الله مثل حركة حماس، لم يعودوا ينظرون إلى هذا الحزب على أنه نموذج للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن تحول إلى ميليشيا شيعية تتطابق مع جيش المهدي في العراق وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث اجتمعوا كلهم على قمع تطلعات السنة في سوريا والعراق.
وعليه تحاول طهران، حسب المراقبين، أن تستبق إمكانيات سقوط حزب الله أو بالأحرى مزيد تراجعه في ظل المزيد من الضغوطات المنتظر أن يلاقيها من طرف اللبنانيين أنفسهم، حتى لا تتأثر في حال ضعف حليفها في لبنان عبر تهيئة نسخة مماثلة في مساحة جغرافية قريبة منه قد تكون في مراحل لاحقة بمثابة الدعم حتى لحزب الله اللبناني.
حزب الله السوري مشروع ميت
تحاول إيران وحلفاؤها الترويج لكون حزب الله السوري هو مولود شيعي متجانس، وتؤكد أنه سيكون بمثابة التنظيم الأمثل الذي يمكنها الاعتماد عليه في تكريس برامجها على المديين القصير والطويل. وتحاول التخفيف من كل احتمالات حدوث انشقاقات أو خلافات قد تطرأ بفعل اختلاف الجنسيات المنضوية تحت لوائه.
نجاح ميليشيا “حزب الله السوري” طرح صعب لا سيما في حال التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الراهنة في سوريا
لكن عمليا يبدو أن نجاح ميليشيا حزب الله السوري طرح صعب لا سيما في حال التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الراهنة في سوريا. فالأكيد أن السوريين بمختلف أطيافهم، عدا جماعة النظام، لن يقبلوا بأي حال من الأحوال ببقاء هيكل يتكون في جوهره وفي قياداته من أطراف أجنبية، وأخرى سورية تدين بالولاء لغير الوطن، ولن يسمحوا بتكرار تجربة حزب الله اللبناني في سوريا. كما أن رهان طهران على الميليشيات والمجموعات المسلحة المارقة على القانون، ومحاولة تطويعها خدمة لمصالحها هو رهان عبثي ولها في ذلك نموذج الحشد الشعبي في العراق الذي رغم محاولاته التسويق لكونه فصيلا موجودا بهدف الدفاع عن البلاد من بطش تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن هذه اللعبة التي مررت بقوة السلاح في طريقها إلى الحل، بمجرد أن بدأ الجيش والقوات الأمنية يسترجعان قوتهما.
بل إن الكثير من الجماعات الشيعية أصبحت تدعو إلى حلها، وعدم إدراجها كمكون رسمي في الأمن أو الجيش، فضلا عن دعوات الولايات المتحدة الأميركية المتتالية وضغطها على الحكومة العراقية من أجل فض هذه الميليشيات. هذا دون أن ننسى ما يتم تسريبه بين الفينة والأخرى عن الانقسامات الحاصلة صلب هذه المجموعات من أجل النفوذ وغيرها من الأسباب، رغم أن الشباب المنتمين إلى الحشد الشعبي هم أساسا عراقيو الجنسية وينتمون إلى نفس البلد، فما بالك بميليشيات متعددة الجنسيات والعقليات.
من جهة أخرى لا بد أن تنتبه إيران إلى الوضع الذي بات عليه حليفها الاستراتيجي حزب الله اللبناني اليوم، وخاصة التضييقات المتزايدة التي قد تحمل اللبنانيين إلى رفع أصواتهم أكثر من أجل حله بعد أن فقد مصداقيته في صفوفهم. وهذه النماذج وغيرها تجتمع في فكرة مفادها أن الميليشيات المسلحة في أي بلد عادة ما تنتهي إلى الحل، لأنه في نهاية المطاف ومهما طال أمد العنف والفوضى فإن سيادة القانون والنظام ستكون هي المعيار الوحيد وأن لغة السلاح والقوة دائما تنتهي بالأفول.