مواجهة التحركات الإيرانية العدوانية في صلب محادثات قمة كامب ديفيد

267

مواجهة التحركات الإيرانية العدوانية في صلب محادثات قمة كامب ديفيد
الرياض, واشنطن, باريس – وكالات: 13 أيار/15

يستضيف الرئيس الأميركي باراك أوباما قادة دول مجلس التعاون الخليجي, في قمة على مدى يومين في البيت الأبيض وكامب ديفيد, لإجراء محادثات تركز على تعزيز التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب والتحديات الاقليمية, في مقدمها التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة. وعشية القمة, أجرى أوباما محادثات هاتفية مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز تركزت على القمة الخليجية – الأميركية, حيث أكدا “تطلعهما لتحقيق نتائج إيجابية”, وتحقيق “نقلة نوعية في العلاقات بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة”. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن العاهل السعودي والرئيس الاميركي عبرا “عن أملهما أن تؤدي محادثات (دول مجموعة) 5+1 مع إيران إلى منعها من الحصول على السلاح النووي”, وأبديا “تطلعهما للاجتماع في وقت قريب من أجل التشاور والتنسيق حيال الأمور ذات الاهتمام المشترك”. من جهته, أعلن مستشار الرئيس الأميركي بن رودس أن أوباما سيستضيف قادة دول مجلس التعاون على العشاء في البيت الأبيض مساء اليوم, على أن تعقد القمة في كامب ديفيد غداً.

وتزامناً, نفى المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست ما اشيع عن أن عدول الملك سلمان عن المشاركة في القمة هدفه توجيه رسالة إلى واشنطن. بدوره, أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير, في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” أن خادم الحرمين لم يكن بوارد توجيه “رسالة توبيخ” للإدارة الأميركية بعدم حضور قمة كامب ديفيد, بل إن الظروف المتصاعدة في اليمن أوجبت ذلك. وأشار إلى أن التزام الولايات المتحدة بأمن السعودية “صلب كالصخر” ولم يتبدل, رافضاً الدخول في تفاصيل بشأن إمكانية طلب المملكة وضعية حليف من خارج حلف شمال الأطلسي “الناتو”. وأوضح الجبير أن عدم حضور الملك سلمان قمة كامب ديفيد مرده إلى تبدل الظروف في اليمن, مشيراً إلى أن “خادم الحرمين يريد الحرص على نجاح الهدنة ودخول المساعدات إلى اليمن بفعالية وجدية كما أنه سيقوم (اليوم الأربعاء) بافتتاح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يشرف على تنسيق جهود إغاثة اليمن”.

ورداً على سؤال بشأن إمكانية أن يكون غياب أربعة من قادة مجلس التعاون عن القمة وإيفاد ممثلين عنهم يحمل رسالة قاسية لواشنطن, قال الجبير: “كلا لا أظن ذلك على الإطلاق, فنحن في السعودية لم يسبق لنا أن قمنا بخطوة كبيرة مثل إرسال ولي العهد (الأمير محمد بن نايف) وولي ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان) لحضور حدث واحد في الوقت نفسه, أي أننا أرسلنا الشخصيات الأساسية بعد الملك والتي تهتم بشؤون الأمن الداخلي والدفاع, وبالتالي فهما معنيان أساسيان بجميع القضايا المطروحة للنقاش في كامب ديفيد على صعيد تعزيز الأمن وتطوير العلاقات مع أميركا ومكافحة نشاطات إيران في المنطقة”.

وبشأن دور “حزب الله” اللبناني وإيران في اليمن, قال وزير الخارجية “بالطبع لهم دور, هذا أمر ليس فيه أي لبس, هناك عملاء لإيران و”حزب الله” في اليمن والحوثيون حصلوا على أسلحة من الإيرانيين ولديهم مستشارين من “حزب الله”, وبالحقيقة عندما سيطر الحوثيون على صنعاء في بداية الأمر أول ما قاموا به هو إطلاق سراح عملاء إيران وحزب الله من السجون”. وكان الجبير, أوضح في لقاء مع الصحافيين في السفارة السعودية بواشنطن, أن قمة كامب ديفيد ستركز على ثلاثة محاور رئيسة تتناول التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الإقليمية ومن ضمنها التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة.

وأشار إلى أن المحادثات ستتناول “كيفية مواجهة تدخلات إيران في شؤون المنطقة في كل من لبنان وسورية واليمن وفي أماكن أخرى من المنطقة”, مضيفاً “نرى دعماً إيرانياً لمنظمات إرهابية وتسهيلاً لأعمال منظمات إرهابية, لذلك سيكون التحدي هو في كيفية تنسيق الجهود الأميركية – الخليجية بشكل جماعي من أجل مواجهة هذه التحركات العدوانية من جانب إيران”. ومساء أمس, غادر ولي العهد الأمير محمد بن نايف فرنسا, متوجهاً إلى الولايات المتحدة لترؤس وفد المملكة في قمة كامب ديفيد, نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.

وكان ولي العهد وولي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وصلا إلى باريس, أول من أمس, في طريقهما إلى واشنطن, والتقيا الأمير سعود الفيصل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على الشؤون الخارجية, في مقر إقامته بالعاصمة الفرنسية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الفيصل أطلع ولي العهد وولي ولي العهد على الاتصالات السابقة التي أجراها في سياق التحضير لقمة كامب ديفيد.

في سياق متصل, أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ان مشاركة ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في القمة تعود لارتباط مسبق للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة في المملكة المتحدة “تم الإعداد له منذ فترة”. وشدد على أن ولي العهد هو “خير من يمثل” العاهل البحريني في هذه القمة لنقل وطرح توجيهاته وتصوراته في سبيل تعزيز علاقات الصداقة بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة.