عملاء داخل حزب الله: تمرّدوا لأسباب عقائدية وليس مالية/أكبر خرق أمني بتاريخ حزب الله: موساد بالعمليات الخارجية

856

العميل الاسرائيلي» كان مسؤول أمن نصرالله.. فلماذا لم يقتله؟

خاصّ جنوبية     الجمعة، 19 ديسمبر 2014  لا يوجد تعليق بعد

 أكدت مصادرنا المقرّبة من حزب الله أن مسؤوله الأمني المتهم بالعمالة إضطلع بمهامه في حماية أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله بعد حرب تموز، لذا من السهل الاستنتاج ان حياة سيّد المقاومة كانت تحت رحمة عميل إسرائيلي قادر بأيّة لحظة على قتله أو تحديد مكانه والإشارة للطيران أو لكومندوس اسرائيلي كي يغير عليه ساعة يشاء وبكل سهولة.

 أكّدت العديد من الصحف ووكالات الانباء العربية والدولية ما كانت “جنوبية” قد انفردت باعلانه حول الخرق الجسيم الذي قام به أحد المسؤولين الأمنيين في حزب الله لصالح المخابرات الاسرائيلية، وهو برتبة “معاون أمني” وهي تعادل رتبة عقيد في الجيوش النظامية كما ذكرنا سابقا.

 واذا كانت مواقع مقربة من الحزب اعلنت ان اسم العميل المذكور هو محمد شوربا من قرية محرونا الجنوبية كما صحح لاحقا، فان البارز ما ذكرته أمس صحيفة الراي الكويتية التي درجت على نقل أخبار ذات مصداقية عالية خاصة فيما يتعلّق بحزب الله، فتناولت تاريخ المسؤول الأمني المتهم بالعمالة وكانت المفاجأة الكبرى الغير محسوبة  في هذه السطور:

 “تدرّج (م. ش) في المسؤوليات داخل الحزب قبل ان يحتلّ موقعاً مهماً ومؤثراً في جهاز العمليات الخارجية، مشيرة الى انه سبق ان كان مسؤولاً عن أمن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وخصوصاً في جهاز المراقبة.

 واشارت «الراي» الى ان «حزب الله» قرّر تسريح «الشباب» التابعين لهذا الجهاز وتحويلهم الى وحدات ذات مهمات علنية للإفادة من خبراتهم، اضافة الى إعفاء مسؤول هذا الجهاز من موقعه بعدما أصبح العمل مكشوفاً للمخابرات الاسرائيلية والاميركية على حد سواء.

 وأوضحت المصادر المعنية لـ«الراي» انه يصعب تصوُّر حجم الأضرار التي نجمت عن تورط م. ش. في التجسس لمصلحة الـ«الموساد» الاسرائيلي، وخصوصاً انه كان مسؤولاً عن جميع العمليات التي أُعدّت للانتقام من اغتيال اسرائيل المسؤول العسكري للحزب، عماد مغنية في شباط العام 2008.”

 ولما أكدت مصادرنا المقرّبة من حزب الله أن مسؤوله الأمني المتهم بالعمالة إضطلع بمهامه في حماية أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله بعد حرب تموز بأشهر قليلة، فإنه من السهل الاستنتاج ان حياة سيّد المقاومة كانت تحت رحمة عميل إسرائيلي قادر بأيّة لحظة على قتله أو تحديد مكانه والإشارة للطيران أو لكومندوس اسرائيلي كي يغير عليه ساعة يشاء وبكل سهولة.

 غير أن المحللين الأمنيين يؤكدون بالمقابل أن هذا يثبت أن اسرائيل لم تكن بوارد قتل السيد حسن نصرالله بعد حرب تموز، ولو أرادت لفعلت، ووجود عميلها الكبير في الدائرة الضيّقة في حماية ومراقبة الأمكنة التي يقيم ويتواجد فيها أمين عام حزب الله لهو خير دليل على ذلك، والسبب الذي يجعل اسرائيل تحجم عن اغتيال نصرالله هو سبب وجيه جدا ويتعلّق بأمنها القومي ، فـ”تل أبيب” لا ترغب في حرب جديدة مع حزب الله وهي مقتنعه ان اتفاق 1701 الذي وافق عليه أمين عام حزب الله نهاية حرب تموز 2006 هو اتفاق يلائم ويوافق أمن اسرائيل لأنه انهى الأعمال الحربية ووضع 15 ألف جندي دولي ومثلهم جنودا لبنانيين أصبحوا هم المسؤولين عن أمن الحدود بين البلدين، بعد أن أنهى سيطرة حزب الله عليها.

 هذا المكسب الاستراتيجي لإسرائيل لا يمكن أن تفرط به كما يضيف المحللون، والاطاحة بحياة السيد نصرالله قد يعود بالأوضاع لما كانت عليه قبل حرب تموز إذا ما حاول حزب الله الثأر لقتل أمينه العام واطلاق الصواريخ عبر الحدود اللبنانية واستهداف المدن والمستعمرات الاسرائيلية.

 وبناء عليه، فان حزب الله الذي حلّ جهاز المراقبة التابع للأمن الشخصي لأمينه العام يستطيع ان يستغني نهائيا عن خدمات هذا الجهاز الذي تبيّن ان لا فائدة له فهو كان مخترقا من العدو الاسرائيلي من جهة، ومن جهة ثانية فان كلفته التدريبية والبشرية العالية يمكن توفيرها بعد أن تبيّن بالدليل ان اسرائيل ليست بوارد اغتيال السيد نصرالله.

 عملاء داخل حزب الله: تمرّدوا لأسباب «عقائدية» وليس مالية

(خاصّ جنوبية     الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

 فرضت التحولات السياسية والفكرية التي مرّت بها المنطقة تحوّلات عقائدية لدى بعض المنتمين الى الاحزاب السياسية الإسلامية، لا سيما حزب الله. وقد خرج من صفوفه الكثير من الكوادر الذين تحولوا الى ناشطين واعلاميين ليبراليين، غير ان الامنيين والعسكريين في صفوف الحزب، ممن لم يراكموا ثقافة ووعيا يقيهم مناعة، وقعوا في فخّ التعامل مع العدو بعد انهيار منظومتهم العقائدية.

 المعلومات المستقاة من المواقع الاخبارية المقرّبة من حزب الله حاولت التقليل من شأن الخرق الأمني الذي حقّقه العدو الإسرائيلي في قسم العمليات الخارجية، والذي كشفت عنه “جنوبية” أمس.

 حاولت المواقع الدائرة في فلك حزب الله تصوير ما حدث على أنّه انتصار للمقاومة التي نجحت في كشف عمالة “عميل” داخل صفوفها واعتقلته. واليوم نشرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للحزب اسم العميل وهو “محمد شوربا”، من قرية مركبا الجنوبية، كما نشرت صورته التي نتحفّظ عن نشرها لأننا لم نتأكد من صحتها بعد.

 عميلوإذ سرّبت مصادر حزب الله ان التحقيقات التي اجريت مع تلك الخلية “العميلة”، المكوّنة من 5 عناصر، أظهرت ان الدافع هو مالي وان رئيسها “المعاون” تلقى مبلغ مليون دولار من الموساد الاسرائيلي كدفعات دورية، فإنّ خبراء في شؤون حزب الله وأمنه يستبعدون هذه المعلومات، ويؤكّدون في المقابل انّ ما هو مرصود لوحدة العمليات الخارجية في حزب الله من أموال هو مئات ملايين من الدولارات، هي تحت أمرة رئيس الوحدة ومعاونيه يستطيعون التصرّف بها بحريّة كمصاريف لزوم التجنيد والتدريب ورصد الاهداف والتنفيذ وغيرها. ولأنّ عناصر الوحدات الامنية الخاصة في الحزب يعيشون برفاهية كما هو معروف، ومسؤولوهم يصرفون ميزانية لا حصر لها هي تحت تصرفهم دائما، فإنّه يرجّح ان تكون لعبة مخابراتية أو فخّا أمنيّا هو من أوقع تلك الخليّة في احضان الموساد الاسرائيلي قبل أعوام وجرّها إلى التعامل معه محقّقا أكبر خرق وأخطره في جسم حزب الله.

 فما هو السبب الذي يجعل مسؤولين كبار أقوياء وأصحاب نفوذ ومرفهين يقعون في شرك العماله؟

 أحد المنتسبين السابقين في حزب الله تحدّث عن تغيّر “عقائدي” وعن وعي فكري جديد بدأ يدبّ في نفوس بعض هؤلاء من مسؤولي الصف الأول والثاني في الحزب. من الذين خاضوا تجربة التأسيس الأولى بما فيها من حماسة دينية وعقائدية، فقاتلوا أميركا واسرائيل وحرروا الجنوب وتلاحموا مع اشقائهم المجاهدين السنّة في فلسطين ولبنان… لكن بعد ذلك مع بداية القرن الحالي شهدوا التغيّر في مسار تلك العقيدة الذي أدّى الى الخراب العام مع يقظة العصبيات الطائفية والمذهبية فتحوّل الجهاد الى صراع داخلي دفاعا عن الفئة الناجية وعن “نظام ظالم” في سوريا أو حتى عن مصالح الحزب الضيّقة. ناهيك عن الفساد الذي بدأ مع احتكار فئة للسلطات والمصالح والمال داخل الحزب وتهميش آخرين. وهذا خلق نقمة لدى كثيرين. فخرج من خرج من هؤلاء من جسم حزب الله وانضم قسم منهم الى تيارات سياسية ليبرالية مستقلة، وأصبحنا نشاهد صحافيين ومشايخ وناشطين في صفوف المجتمع المدني كانوا يوما ما من أشدّ العقائديين المتطرفين داخل حزب الله.

 غير ان الانحراف والعمالة للعدو، ودائما بحسب “الحزبي السابق” في حديث لـ”جنوبية”، ظهر مع بعض الأمنيين والعسكريين ممن شعروا بغضب ونقمة على قيادة الحزب بعد اكتشافهم لاساليب التعبئة والتضليل الديني الذي لم يعد ينطلي عليهم بسبب تقادم تجربتهم . فلم تسعفهم ثقافتهم البسيطة ولا وعيهم الذي لا يعرف الا الأمن والعسكر في مراكمة مناعة تنجيهم من خطيئة التعامل مع العدو بعد انهيار منظومتهم العقائدية. وهم الذين أرادوا الانتقام من تضليلهم طيلة تلك السنوات بجعلهم يشتركون بمعارك أخوية وجانبية كي يصل في النهاية من يصل الى السلطة من المنتهزين وينطق باسمهم مستغلا اخلاصهم وتضحياتهم في سنوات شبابهم التي أفنوها خدمة للحزب ولعقيدته.

 ويضرب المنتسب السابق للحزب، الذي طلب عدم الافصاح عن هويته، مثلين يؤكّد بهما انّ الخرق “العقائدي” لولاية الفقيه هو سبب رئيسي للخيانه. والمثلان هما المسؤول الأمني الكبير محمد سليم “أبو عبد سليم” الذي فرّ الى اسرائيل قبل القبض عليه. وقد كان الساعد الأيمن للمسؤول الجهادي العام في حزب الله عماد مغنية، الذي اغتيل في سورية العام 2008، وكذلك مسؤول «وحدة التدريب» في الحزب الذي أُلقي القبض عليه قبل ثلاث أعوام، واسمه محمد الحاج، المعروف بـ «أبو تراب» وهو لقب للإمام علي كان رفاقه قد لقّبوه به لشجاعته في الحروب وزهده وتديّنه. وهو بدأ العمل مع «سي آي اي» عندما قرّر هو نفسه تسريب أخبار عن المقاومة دون أي مقابل، وعند التحقيق وسؤاله عن السبب الذي جعله يخون وطنه ودينه ورفاق السلاح، أجاب دون ان يبدي ندما على أفعاله: “إنّها الطريقة الوحيدة والأسرع للانتقام منكم واسقاطكم”!

أكبر خرق أمني بتاريخ حزب الله : موساد بالعمليات الخارجية

 خاصّ جنوبية     الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014  لا يوجد تعليق بعد

 بعد سلسلة من العمليات الأمنية الفاشلة في الخارج تمكن حزب الله من كشف خلية أمنية عميلة للموساد تعمل في صفوفه هي مسؤولة عن هذا الخرق ويرأس هذه الخلية مسؤول أمني رفيع المستوى برتبة “معاون”، ويعد هذا أخطر خرق اسرائيلي لحزب الله في تاريخه.

 في أخطر خرق أمني إسرائيلي يتعرّض له حزب الله منذ قيامه ، تمكن موقع “جنوبيّة” حصرا من الحصول على  معلومات من مصادر موثوقة مقرّبة من الحزب، عن كشف خلية عميلة جنّدها الموساد الاسرائيلي برآسة  قيادي أمني هو “معاون مسؤول العمليات الخارجية” في حزب الله مع أربعه عناصر يعملون تحت إمرته.

 وتعزو تلك المصادر الى تلك الخلية “العميلة“ سبب فشل العمليات في السنوات الأخيرة التي حاول حزب الله تنفيذها في بعض البلدان ضد المصالح الاسرائيلية، اذ سرعان ما كان يعلن ان الموساد الاسرائيلي تمكن بمعاونة شرطة تلك البلدان ،من الاطباق على عناصر الحزب السريين المكلفين بتنفيذ تلك العمليات ويعتقل هؤلاء قبل المباشرة بالتنفيذ، ثم يتم الكشف عن اسمائهم فيظهر انهم شباب لبنانيون شيعة مجندين من أمن حزب الله.

 ففي عام 2008 اعلنت السلطات الأذربيجانية عن اعتقال العنصرين في حزب الله اللبنانيين علي كركي وعلي نجم الدين في العاصمة باكو قبل قيامهاما “بالتحضير  للاعتداء على السفارة الاسرائيلية”. وأظهرت التحقيقات بعدها تورّط مسؤولين في الحرس الثوري الايراني.

 وفي الأول من شهر حزيران 2013 أعلنت وكالة الاستخبارات والجيش النيجيرية العثور على مستودع للأسلحة يخص حزب الله اللبناني في شمالي نيجيريا.كما أعلن المتحدث باسم الجيش النيجيري، اعتقال ثلاثة مواطنين لبنانيين هم عبدالله طحيني ومصطفى فواز وطلال روضه.وقال جهاز أمن الدولة النيجيري إنه كان من المخطط استخدام الأسلحة ضد “مصالح إسرائيلية وغربية”.

 وتكرّر السيناريو نفسه في تايلاند في شهر نيسان ن العام الحالي، إذ أعلنت السلطات التايلاندية عن القاء القبض على اثنين من أعضاء حزب الله اعترفا بأنهما كانا يخططان لشن هجوم ضد سياح إسرائيليين في بانكوك. والمشتبه بهما هما داود فرحات وهو مواطن لبناني يحمل الجنسية الفرنسية، ويوسف عياد وهو لبناني ويحمل الجنسية الفلبينية. وقال مسؤولون في الشرطة التايلاندية إنهم نفذوا عمليات الإعتقال بعد تلقيهم معلومات بشأن أنشطة المشتبه بهما من قبل وكالة الإستخبارات الإسرائيلية، وأضافوا إن المشتبه بهما كانا في مواقع مختلفة.

 يأتي ذلك وبعد اتهام حزب الله بتفجير”بورغاس” في بلغاريا قبل سنتين ونصف والتي استهدف حافلة إسرائيلية موقعا فيها قتلى وجرحى، ليتبين لاحقا حسبما أعلنت بلغاريا وفرنسا، ان واضع هذه المتفجرة لبناني شيعي منتسب لحزب الله اسمه محمد حسن الحسيني ويحمل الجنسية الفرنسية أيضا قتل في الانفجار.

 أما اخر العمليات الفاشلة التي يشتبه ان حزب الله كان يحضّر لها في الخارج، فهو ما أعلنه جهاز مكافحة الإرهاب في البيرو قبل حوالي شهرين من  توقيف متهم آخر من حزب الله وهو لبناني شيعي أيضا واسمه محمد همدر وعلم موقع جنوبية أنه من بلدة بشتليدا قضاء جبيل وعمره 28 عاما، وذلك بعد ان عثرت في حوزته الشرطة التي راقبته منذ أربعة أشهر بالتعاون مع الموساد الاسرائيلي على مكونات أولية لمواد خطرة تستخدم في صناعة المتفجرات.

 وبحسب ما تسرّب من معلومات لـ”جنوبية” فإن هذا الفشل المتكرّر لفرع العمليات الخارجيّة في أمن حزب الله أوجد حالة من الإحباط  في صفوف الحزب، ولكنه أكّد ان أحد كبار المسؤولين الأمنيين مخترق من قبل المخابرات الاسرائيلية ، وهو ما كثّف الجهود فشكّلت وحدة أمنية سرّية خاصة قبل عام بعد فشل عمليّة تايلاند، عناصرها مدرّبة جيدا وغير معروفة لدى باقي الوحدات الأمنية أشرف عليها أمن الحرس الثوري بنفسه، وتمكنت بعد مراقبة لصيقة لكبار المسؤولين الأمنيين من القبض على خمسة عناصر من بينهم “المعاون الأمني” الذي يجري التكتم عن اعلان اسمه حتى الان، ورتبة المعاون الأمني هي رتبة عالية تعني نائب رئيس وحدة أمنية، تعادلها رتبة “عقيد” في الجيوش النظامية .

 وكان اعلن الموساد الاسرائيلي على موقعه الالكتروني ان وحدة العمليات الخارجية في حزب الله  تسمى “الوحدة 910 ” ويرأسها القيادي الحاج طلال حميّة.