الصحافي السعودي أحمد عدنان يعدد كفاءات وقدرات ومواهب وانجازات حسن نصرالله في مقالة عنوانها: لماذا أحب نصرالله؟

1326

لماذا أحب نصرالله؟
أحمد عدنان/أنحاء/22 تشرين الأول/16

لا تتعجبوا، أعرف أنكم ستقولون أنني لم أكتب أي مقالة إيجابية في حياتي بحق الحزب الإلهي وأمينه العام السيد حسن نصر الله، فما الذي غير الأحوال؟.

 المتغيرات هي الثابت الوحيد ومراجعة النفس من الفضائل، فلماذا أحب نصر الله؟

السبب الأول هو أنه من رواد الإعمار في سوريا، الشعب السوري يدمر بلده ويقوم نصرالله وحزبه بإعادة الإعمار مجانا فلماذا لا يشارك السوريون الحزب الإلهي في إعمار بلادهم؟.

 السبب الثاني أن الأمين الإلهي يتصدر حزبه السلمي، إننا أمام مؤسسة مدنية سلمية تفوقت على غاندي نفسه، فالإرهابيون والمجرمون يتسلحون بالقنابل  أما الحزب الإلهي فيتسلح بالأقلام والورود.

 السبب الثالث، هو أن حزب الله حركة علمانية تنويرية حداثية، ولا يغركم مسماه الإلهي ومظهره الإسلاموي، فالله هو رب العالمين وهذا يشمل العلمانيين وغيرهم، موقف الحزب الإلهي من الفنون مثل واحد يؤكد ذلك، فالمهرجانات السينمائية والغنائية والدرامية والتشكيلية التي يرعاها الحزب وينظمها أحرجت باريس عاصمة الأنوار، صحيح أن الحزب تدخل غير مرة لمنع الأفلام الإيرانية المعادية لنظام الملالي، لكن السبب هو الرداءة الفنية لهذه الأفلام، ونضيف مثلا آخر في هذا الباب، الإيمان الأسمنتي للحزب الإلهي بالديمقراطية، فلم يغتل الحزب أي معارض له كمهدي عامل وحسين مروة، بل لم يضيق على أي معارض أصلا والدليل هو حالة الشيخ علي الأمين على سبيل المثال، يطلقون أحيانا على الأحزاب الشمولية في العالم لقب الأحزاب الحديدية، لكنني احترت ماذا أسمي الحزب الإلهي بسبب رقته وشفافيته، هل أسميه الحزب الزجاجي أم أسميه الحزب القطني؟ والتصويت متاح للجميع.

 السبب الرابع هو أن الحزب الإلهي وأمينه ليسوا تابعين عند إيران مطلقا، صحيح أن الأمين العام قال إن كل أموال حزبه من إيران وأنه حزب ولاية الفقيه، لكن هذه التصريحات من قبيل المجاملة لا أكثر.

السبب الخامس، هو موقف الحزب من دول الخليج، فالحزب الإلهي وأمينه يحبان دول الخليج ويدعمان الشرعية في البحرين وفي اليمن، وإذا وجدت خلية إرهابية  في دولة خليجية فاعلم أن الحزب الإلهي وأمينه هما من بلغا عنها لا من أرسلاها.

السبب السادس، هو أن حزب الله وأمينه لا يمتون للطائفية بصلة، ليس صحيحا أن أعضاء الحزب من طائفة واحدة كلهم، بل إن من يدقق في الحزب يكتشف أنه نموذج مصغر من الأمم المتحدة يضم كل الأديان والطوائف والأعراق واللغات، ورغم التوترات التاريخية بين السنة والشيعة، إلا أن الحزب الإلهي وأمينه يعشقان السنة، وزرعا في مناطقهم بلبنان ما يسمى بسرايا المقاومة لحمايتهم لا لإذلالهم وقتلهم والعياذ بالله، وفي سوريا وفي العراق، لم تنزف قطرة سنية واحدة ولم يهجر سني، بسبب تواجد الحزب الإلهي وزمرته والحمد لله.

السبب السابع، هو تقديس الحزب الإلهي لحقوق المرأة، صحيح أن الحزب وأمينه لم يرشحا أي امرأة للوزارة أو للنيابة في لبنان، لكنهما يؤمنان بأن المرأة ملكة ومملكتها هي المنزل.

السبب الثامن، هو أن الحزب وأمينه يحاربان إسرائيل كل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية، صحيح أن الحزب موجود هذه الأيام على خط النار في العراق وفي سوريا وفي اليمن وجبهة لبنان هادئة بل ميتة منذ 10 سنوات، لكن السبب أن الحرب خدعة، تتوقع إسرائيل أن يضربها الحزب من لبنان لكنه سيفاجئها من اليمن، لست أدري كيف ولست تدري كيف، هذه هي الخدعة!.

السبب التاسع، هو أن الحزب الإلهي وأمينه يقدسان الدولة، والدليل عدم مسؤوليتهما عن تعطيل الدولة اللبنانية والفراغ الرئاسي، حين أرادا التواصل مع غزة أرسلا سامي شهاب للاستئذان من الدولة المصرية سنة 2009، لكن أهلنا في مصر – سامحهم الله – وضعوه في السجن، وحين قامت ثورة 25 يناير هرب كل المساجين باستثناء شهاب الذي بقي في زنزانته مفاجئا مصر وإيران ولبنان والعالم كله، فبكينا جميعا ووجدناه فجأة في الضاحية الجنوبية.

السبب العاشر، وهو أهم الأسباب، أن حزب الله لم يقتل رفيق الحريري ورفاقه من شهداء ثورة الأرز، ولا أستطيع توضيح هذا السبب أكثر لأنه غير قابل للتوضيح.

مع اقتراب تابع الحزب الإلهي الجنرال ميشال عون من رئاسة لبنان، نتوقع بداية زمن المصالحات وطي صفحة الماضي، وعليه قررت أن أبدأ بنفسي، ونسيت أن أبلغكم أنني صادق تماما مثل الحزب الإلهي وأمينه، فلا حول ولا قوة الا بالله.